الإنسان للإنسان رفِيقاً بالاختراعات!

موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*
علاء ساغه*:
لعل الاختراعات والاكتشافات التي تخدم الانسان هي أهم الإنجازات التي تُفاخر بها الدول وأصحاب العقول الانسانية. فبهذه التطبيقات العِلمية يَعمل العُلماء على مُهمّة تقريب الشعوب من بعضها البعض، فللبشرية مَهد واحد، والإنسان هو المَخلوق الوحيد الذي ميَّزه الله تعالى بالعقل والحكمة والقرار الصائب، وقد استخدم الإنسان هذا العقل واستغلَّه للوصول الى تفعيل الاختراعات والاكتشافات للارتقاء بمستوى البشر فتحقيق الرفاهيّة في حياتهم، ولتسهيل سُبل معيشتهم.

وبرغم أن العالم يَعيش اليوم في أزمات سياسية جادة وحادة وخطيرة ومُتلاحقة، وحروب وصراعات تهدد مصير الحياة، وإهدار كرامة الانسان للانسان، وبغض النظر أيضاً أن ذلك يَنعكس على أمزجة الناس وعلاقاتهم اليومية حتى، إلا أن أحد أهم روافع الانفراج في العلاقات الدولية بين الامم والدول وبسطاء الناس، هي تلك الانجازات التي تسهّل حياتهم وتقرّبهم من بعضهم بعضاً، وتلك التي تنشد راحتهم، وتجعلهم أكثر ثقة بها وبقدراتها على إعانتهم ورسم البسمة على شِفاههم.
كثيرون هم العَابِسون والمُتشائمون، إذ أن الحياة اليومية قد سدّت كوى الأمل التي طالما حلموا بها واعتقدوا بأنهم قد يَنالوا منها مُرادهم. إن عدد هؤلاء لا حصر له وهم يتكاثرون يوماً في إثر يوم بسبب ظلم الحياة لهم، لكنهم لو يَعلموا بأن هذه الحياة لم تمنع عنهم مُرادهم، ولم تقف حَجر عثرةً أمامهم. فاعتقادهم بفشلهم إنّما مردّهُ في انحسار ثقافاتهم وتقوقعهم على متابعة الأخبار والإعلام غير المُفيد الذي يُبعِدهم عن قطف ثمار النجاحات العلاجية. قال تعالى، هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(؟!)
وبرغم العداء السياسي ما بين واشنطن وطهران، إلا أن مؤسسات العلوم في البلدين تتعاون وتعترف ببعضها البعض، وتُشيد في دراساتها ومقالات مجلاتها المُحكّمة بالإنجازات التي تـتفـتق عنها عقول مخترعيها وتفوّقها في خدمتها للانسان والإجيال، برغم المسافات الشاسعة ما بين أحدها والآخر جغرافياً وسياسياً، وتنافر حكوماتها في التوجّهات وتضارب مصالحها.
وهكذا، شهد أذار/مارس من عام 2013، إعتبار مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية حَجم إنتاج المقالات العلمية والهندسية المكتوبة والمنشورة من طرف العُلماء الإيرانيين، الأول عالمياً من حيث النمو، حيث سجل نموّاً يُقدّر بـ25.2%.، في حين أن العديد والعديد من دول العالم (أنظر المرجع)، ومنها العربية والإسلامية، لا تخترع شيئاً، ولا تكتشف شعوبها أي شيء!
وضمن هذا الواقع، طالعنا بالصدفة مُؤخّراً على موقع قناة (العَالَم) الإخبارية، عن إكتشاف إيراني مُذهل بِحق، قد يَكون “مَخرج سريع ومأمون” وصمّام أمان للمُتشائِمين مِن المَرضى بداءِ السكّري. فإيران مَشهورة بإختراعاتها واكتشافاتها “بالجُملةِ” وليس بالقّطاعي، وقد أعلت إضافاتها العلمية مِن شأنها الذي يُشكّل بَصيص أمل للكثيرين من المَرضى المُحبَطين.

الفتح الطبي الجديد الذي يَنتمي للعلوم والجامعات الايرانية العديدة التي تصطف في قائمة أفضل مئة جامعة في أسيا والعالم، هو أن مُخترعين إيرانيين قد صمّموا كوباً يُشخّص نسبة سُكّر السوائل، إذ يَقوم هذا الكوب بإطلاق إشارة تحذير لمريض السكّري عند ارتفاع نسبة السكر في السوائل!
أحد مُخترعي هذا الكوب الذي يَلهث وراءه ملايين المرضى هي السيدة مريم خليلي التي كشفت عن أن الهدف من تقديم هذا المشروع هو قياس السكريات الأحادية “الجلوكوز والجلاكتوز والفركتوز”. وأوضحت خليلي، أن الكتلة الجزيئية لهذه hلسكريات هي متطابقة تقريباً وتبلغ حوالي 158 دالتون، قائلة، ان النظام صمّمته هي وزملائها يَضم كوباً خاصاً ومُعَالِجاً مَركزياً يمكْنه عبر مجسات خاصة تشخيص معدل السُكّر في السوائل، أو حتى مستوى السكّر في جميع أنواع الفواكه .لكن الأهم والممتع في هذا الكوب – المعجزة، الذي ينتمي اختراعه لساكني الكواكب الأخرى، أن استخدامه سهل جداً ومُشَابِه للأكواب العادية الأُخرى، ويَكفي غَسله فقط بعد كل استخدام!
فهنيئاً للبشرية بالاختراعات والاكتشافات الايرانية اليومية، وهنيئاً للعلماء في إيران باجتراحاتهم العلمية اليومية التي أهّلتهم أن يتبوّأوا مكانة مرموقة في الحِراك العلمي الدولي، ليَعترف بهم الخصم قبل الصديق والأخ والرفيق!

• كاتبان وناشطان في هيئات دولية للصداقة والعلاقات الثقافية بين الشعوب.
…………………….
ـ المرجع العلمي الامريكي الذي يَحكي عن الاختراعات الايرانية هو (موقع “ويكيبيديا” – الموسوعة الحرّة):
1. ^ The United States and Iran | Science & Diplomacy

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.