الجِنِرَال المُعلِّم والقائد رُومَانِينكُو..!

 

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*
م.يلينا نيدوغينا*:

في العشرين من مايو/أيار سنة 2001، توفي الأخ الكبير ومُعلمنا الفكري والسياسي، حَامينا والمُنافِح عن الحق وعن نقاء النضال المشروع وهِبة الحياة المُقدّسة، الجنرال المناضل الأُممي العظيم، ألكسندر زخاروفيتش رومانينكو.. توفي المُعلّم بعد صِراع مرير مع النفوذ الصهيوني في روسيا، الذي شدّد الحصار الخانق من حوله وأنهكه في مواجهته.. استشهد رومانينكو قبل 16 سنة في خضم نضاله الإعلامي والإبداعي والبحثي والأكاديمي العنيد لإعلاء الحقيقة وصَرحها، وللدفاع عن روسيا بوجه إزلام الاستعمار وأتباع المنظمات السريين والعلنيين وتنظيم “الدولة داخل الدولة” الصهيونية في روسيا – الأُم، الذين إتّبعوا الإحلالية نهجاً، والاسترقاقية الخزرية – الصهيونية للشعب السلافي – الروسي سياسةً منذ عام965م..

توفّي الجنرال الصَّلب والصلد فجأة.. توفي الكاتب والباحث المتخصِّص بشؤون التاريخ الروسي والقضية الفلسطينية وتعرية الأيديولوجيا والممارسة الصهيونيتين دون سابق إنذار. أنذاك، وبرغم التأثير الصهيوني على البلاد، نعت صحيفة “زافترا”(“الغد”) الروسية فقيد الشعب الروسي البار، وإبن الأرض الروسية التي أنبتت “البتولا” شامخةً تصل النجوم بسنائها.

بوفاته خسر شرفاء العَالم شخصية عسكرية وفكرية فذّة، كافحت طوال حياتها بدون محطّة استراحة واحدة، فلم تَلن له قناة كفاحية منذ ريعان شبابه، سيّما في تعرية المُعسكر المعادي لروسيا وشعبها وشعوب العالم وفي طليعتها العربية وشعب فلسطين أولها. لقد نادى رومانينكو – شهيد الواجب – بتصليب عود تلك الشعوب بالتحالف مع روسيا والاستناد إليها من أجل إحقاق حقوقها.

لقد ارتأينا كتابة ونشر هذه المقالة على أعتاب الاحتفال بالعيد الوطني لروسيّه الأرض والشعب والقيادة. فنحن مدينون للفقيد الكبير بالتعريف به ما حيينا، إذ شارك رومانينكو في حروب عديدة وانتصر مع انتصارها، منها الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي على الجبهة السوفييتية – الألمانية بالحرب العالمية الثانية (1941 – 1945)، وفي الحربين الصينية والكورية ضمن قوات النجدة الأممية الصينية، التي انتظمت فيها قوات روسية، لمد يد المساندة العاجلة للشعب الكوري، الذي تعرّض لإستعمار عالمي بحِراب أكثر من دولة إقليمية وأجنبية، فأبلى الفقيد بلاءً حَسناً في مقارعة الأعداء، فمُنح لقاء ذلك العديد من الأُوسمة وميداليات البطولة السوفييتية والاممية، وتصلّب عُوده في الحروب الاممية خارج حدود روسيّه – الأُم، وفقدَ أحد أعضاء جسده في سُوح المعارك عندما جهد لإنقاذ غيره، فقدّم المِثال الحَسن للامم لتدافع عن نفسها، ولتسارع بنجدة الانسانية في أقسى الظروف.

 

في تاريخ علاقاتنا مع الأخ رومانينكو، أننا شاركناه في تأسيس العديد من المنظمات، ومنها منظمة “باتريوت” الوطنية الروسية وأنشطتها، فقد أسـسها رومانينكو في لينينغراد بدعم من الحكومة المحلية في “سمولني” والقوات المسلحة السوفييتية في لينينغراد، فانتشر كوادرها في مدن روسيا الكبرى ومؤسساتها، ودخل العديد من ضبّاطها الشرفاء في عضوية هذا التنظيم الكفاحي، وقادها الشهيد حتى وفاته المأساوية. كذلك شاركناه في تأسيس الجبهة العالمية لمكافحة الصهونية وفرعها في البلدان العربية والإسلامية، و “وكالة الأنباء المناهِضة للصهيونية”، التي أرسى قواعدها الشهيد المناضل من أجل فلسطين – الأكاديمي الكبير ورئيس جمعية الصداقة السوفييتية الفلسطينية سابقاً، يَفغيني يفسييف – شقيق رومانينكو في الكفاح على كل الجبهات.

كُتب الكثير عن القائد الفقيد والاخ رومانينكو في الصحافة اليومية والاسبوعية والشهرية في الاردن والبلدان العربية ومنها كا كتب ونشر في لبنان، وفي اليوميات الاردنية، بخاصة في الاسبوعيات ومنها “اللواء” الإسلامية السابقة، ومجلة (الكرامة) التي كانت لسان قيادة حال جيش التحرير الفلسطيني (قوات بدر) بالاردن، وفي الصحف العسكرية اللينينغرادية وفي روسيا عموماً والدول المتحَالفة معها، وسيُكتب أكثر من كل ذلك عنه بأقلامنا، وسنُصدر ما وسعنا الجهد مِن تعريب لكل نشرهُ الفقيد الكبير من كُتب ومقالات، سيّما في الصحافة العسكرية الروسية، حيث كنّا قد نشرنا بعضها سابقاً، وذلك ضمن عرض للسياسة السوفييتية والروسية المُناصرة للقضايا العربية وفلسطين، وللتأكيد على التحالف الطبيعي العربي – الروسي، وتطلّع قادة الشعب الروسي للوحدة مع المَشرق العربي وفلسطين وبلاد الشام على وجه الخصوص.

الحديث عن رومانينكو كثير ولا ينتهي بإنتهاء الكون حتى، وهو يَحتاج الى مجموعة متخصصة لمتابعته وتخليد ذكراه العطرة، لكننا نبذل جهودنا بقوانا الذاتية المتواضعة لإبراز إسمه، والتعريف به للشعوب العربية والقرّاء والسياسيين العرب، وللاجيال اللاحقة التي يَجب ان تعرف هذه الشخصية الحليفة لقضايانا وتعي نضالها الجبار، للحيلولة دون طمس إسمه في خضم الإعلام العالمي المُعادي الذي يسيطر، وللأسف الشديد، على نسبة كبيرة من الإعلام العالمي.

 فإلى جنان الخُلود يا مُعلِّمنا وقائدنا رومانينكو – شهيد الواجب وروسيا والإنسانية، وسنبقى عند حُسن ظنّك بنا الى أبد الآبدين.

*مروان سوداح: مؤسس ورئيس رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّه للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.

*م.يلينا نيدوغينا: كاتبة ورئيسة الفرع الاردني والنسائي في رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّة للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.