الرياض تتنصل: خاشقجي خرج… ولم يعُد

فيما لا يزال الصحافي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، مختفياً منذ دخوله إلى قنصلية بلاده في اسطنبول، صباح أول من أمس، قدمت السلطات التركية والسعودية روايات متضاربة بشأن مكانه. وفيما وردت أنباء مساء أول من أمس، عن وصول خاشقجي إلى الأراضي السعودية تبعتها تغريدات لحساب «مجتهد» تؤكد هذه المعلومات، أعلنت الرياض اليوم أنها «تتابع اختفاء خاشقجي»، نافيةً أن يكون قد بقي في داخل القنصلية أو معرفتها بمكانه. وقبل قليل، استدعت وزارة الخارجية التركية اليوم السفير السعودي لديها للتشاور بشأن اختفاء خاشقجي، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي تركي.

خرج من القنصلية… لم يخرج
بحسب ما جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أوضحت القنصلية العامة للسعودية في اسطنبول أنها «تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية».
وكان مسؤول سعودي قد نفى أن يكون خاشقجي في القنصلية، قائلاً إن «السيد خاشقجي زار القنصلية لطلب أوراق متعلقة بحالته الاجتماعية وخرج بعد فترة قصيرة… هو ليس في القنصلية ولا تحتجزه السعودية».
من الجانب التركي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، يوم أمس، إن وزارة الخارجية والشرطة تراقبان الوضع من كثب، مضيفاً أن أنقرة على اتصال بمسؤولين سعوديين.
غير أن المغرّد السعودي الشهير «مجتهد»، قال اليوم إن مصادره تؤكد أن «خاشقجي في السعودية، وأنه قد خطف فور دخوله السفارة بعملية أعدت بإتقان».
وأضاف عبر موقع «تويتر» أن السلطات التركية تعلم ذلك واختارت أن تصرح أنه في القنصلية حتى تعطي السلطات السعودية فرصة لإعادته لتركيا ثم إطفاء الأزمة بهدوء.
وكان توران كيسلاكجي، وهو صديق خاشقجي ويترأس جمعية تركية ــ عربية للصحافيين، قد أفاد بإنه اتصل بالسلطات التركية، مؤكداً ثقته بأن جمال محتجز في الداخل، «إلا إذا كان للقنصلية نفق».
أما من جهة واشنطن، فقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تتابع ما أثير عن اختفاء خاشقجي وتسعى للحصول على معلومات بهذا الشأن.
كذلك، قالت منظمة «مراسلون بلا حدود»، إن اختفاء خاشقجي «يثير قلقا بالغاً»، داعيةً السلطات السعودية والتركية إلى «القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حراً في أسرع وقت».

#اختطاف_جمال_خاشقجي
اختفى خاشقجي (59 عاماً) منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول صباج الاثنين.
رئيس تحرير صفحة الرأي في «واشنطن بوست»، حيث يكتب خاشقجي، قال: «عجزنا عن الاتصال بجمال ونحن قلقون جداً ونود معرفة مكان وجوده».
واعتصمت خطيبة خاشقجي، خديجة أ.، أمام القنصلية السعودية في اسطنبول منذ صباح أمس، سعياً إلى الحصول على معلومات غداة اختفائه.
وكان حساب «معتقلي الرأي» على «تويتر» قد أعلن أول من أمس، أن خاشقجي وصل إلى الأراضي السعودية مساءً من تركيا، بالتزامن مع إعلان «الإنتربول السعودي»، أنه استرد «مطلوباً بقضايا احتيالية في شيكات بدون رصيد» من دون ذكر اسمه أو الإشارة إليه.
إلى ذلك، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين باختفاء خاشقجي، خصوصاً أن الأخير كان ناشطاً بكثافة على موقع «تويتر».
وانتشر هاشتاغ #اختطاف_جمال_خاشقجي بصورةٍ واسعة في أوساط معارضي سياسات السعودية، في وقتٍ اشتعلت فيه معارك بين هؤلاء وبين مؤيّدي السعودية الذين «هلّلوا» لاختفاء خاشقجي.

من هو جمال خاشقجي؟
يُعدّ خاشقجي وجهاً مألوفاً منذ سنوات في البرامج الحوارية السياسية في الفضائيات العربية، ويعيش في منفاه الاختياري في العاصمة الأميركية واشنطن، بعد التضييق الذي تعرّض له من السلطات السعودية. جاء ذلك بعدما انتقد عدداً من قرارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتدخل العسكري للرياض في اليمن.
وخلال العام الماضي، كتب مقالات بشكل منتظم في صحيفة «واشنطن بوست» تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وحملة على المعارضين والإعلام والنشطاء والتي شملت إلقاء القبض على عشرات النشطاء ورجال الدين والمفكرين.
وكان خاشقجي قد عمل مستشاراً للأمير تركي الفيصل، الذي كان رئيساً للمخابرات السعودية وسفيراً للمملكة في الولايات المتحدة وبريطانيا، كما كان مقرباً من الملياردير والمستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.