الرّجال العُظماء وكفاحيّات كوريّة وعربيّة

 

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مَروان سُوداح*
م.يَلينا نِيدوغينا**:
تَكثر مؤخراً، وبخاصة في الصحافة العربية، ومن جانب العديد من العرب، الهجمات والتهجّمات السياسية الجماعية والفردية على حد سواء، على سياسة ونهج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة، وهعلى سورية الأسد وحلفائها.
المُشكلة في الصحافات المَعنية، هي أنها مُباعة مباشرةً وعلانيةً لقوى دولية وإجهزة استخبارية ومراكز تمويلية وعملانية، تعمل منذ تحرير التراب الكوري واستقلالية البلدان العربية وسورية، على أجندة تشويه سمعة كوريا والعرب، والنيل من أنظمتهم السياسية، وبخاصة وعلى وجه التحديد، تلك الانظمة الاشتراكية التي لم تُبقِ للقوى التوسّعية من حُجّة وسبب لبسط هيمنتها على منطقة شرقي آسيا وغربيها، والتي أفشلت موضوعة (مشروع مارشال) الأمريكي القديم، والمشاريع والمبادرات الأمريكية والغرب أُوروبية المُتلاحقة المُشابهة له، التي هَدفت وتهدف للآن الى التوسّع والأنقلابية، ليس في كوريا وحدها فحسب، بل وفي كامل الإقليم الآسيوي الشرقي والغربي، وصولاً الى الهند، ومنها الى غربي القارة القديمة، حيث العالم العربي، لضمان استحواذ تلك القوى الغادرة على النفط والخامات والثروات الطبيعية والأسواق والقوى العاملة الرخيصة والمُستعبَدة (بفتح الباء).
ما نزال نذكر للآن، وما تزال الكتب تذكر ولم تشطب منها ما يُسمّى بـ(خطة تاناكا)، التي وضُعت لإستعمار قارة آسيا بكل دولها وأُممها، مائها وهوائها، وتحويل شعوبها الى عَبيد، أو التخلّص منهم قتلاً وحَرقاً وشنقاً، على النمط الياباني الامبرطوري، ونمط الكاوبوي الأمريكي – ، أبتداءً من كوريا في أقصى الشرق، والى فلسطين في أقصى أسيا الغربي – بهدف إطباق فكّي كمّاشة قوات هتلر وهيروهيتو على طرفي هذه القارة القديمة. فواحدة من هذه القوات (الفيرماختية) كانت تقاتل في شمال أفريقيا، وتم إنزال مظلييها وجنودها أنذاك في مدينة أريحا الفلسطينية، سعياً لإحتلال فلسطين العربية، وللاشراف الاستعماري على البحر الابيض المتوسط، وهو البحر الذي ما تزال اوروبا الغربية “المتربولية”، تَعتبره بحيرة اوروبية مُغلقة لنفسها فقط، دون “شعوب العبيد” الجنوبية، السمراء والسوداء!
ولمن لا يَعرف التاريخ ولا يُدرك أهميته وأبعاده، كانت خطة تاناكا وثيقة عسكرية وسياسية إستراتجية، ترمي الى “إحتلال العالم” كلّه، وكُتبت وحُررت أوراقها في عام 1927، ووضعها رئيس الوزراء الياباني الأسبق، تاناكا غيتشي، الذي سلّمها لأمبرطور اليابان هيروهيتو، ليزيّن له مُهمّة غزو العالم بسهولة ويسر، بقوات يابانية قمعية ضاربة. وقد استمر العمل ببنود هذه الوثيقة في الحروب اليابانية على الأراضي الصينية والتي إتّسمت بالوحشية والبهيمية، وتوسّعت تفعيلاتها في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) على الجبهة الآسيوية الشرقية، إذ أن قوات التحرير الشعبية الصينية، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني القدير، مَنعت اليابانيين والألمان من الوصول الى غرب أسيا لإحتلالها وتصفية الوجود العربي فيها، برغم تأسيس برلين الهتلرية لحكومة (فيشي) النازية في دمشق، والتي لم تعمّر طويلاً.
لهذا، نسمع ونقرأ يومياً ومنذ عشرات السنين عن هجمات إعلامية ظالمة ودنيئة لا تنقطع، ليست موجّهة حصراً ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الحليفة وقيادتها وفلسفتها فحسب، بل أنها تستهدف كذلك مساحات عالمية أوسع من كوريا، تشمل العالمين العربي والإسلامي، والعرب والمسلمين الرافضين كل أشكال الهيمنة الأجنبية والعبودية، الإمبرياليات والميغا – إمبرياليات، بمختلف أشكالها وصنوفها المالية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والأجتماعية والنفسية وهلمجرا.
تسجّل كوريا العظيمة ومنذ تأسيسها، أمثولة للصمود بوجه الهجمات العاتية التي تستهدفها، ويَعود الفضل في ذلك الى قياداتها المتلاحقة، إبتداءً بالزعيم المُحرّر كيم إيل سونغ، والقائد المُعزّز كيم جونغ إيل، والأمين العام كيم جونغ وون، الذين (إلتف شعبهم حولهم كالسوار حول المِعصم)، فبذلوا كل جهودهم الموصولة من أجل نصرة الاشتراكية والزوتشية وفلسفة سونكون، وللذود عن الحياض والحاضر والمستقبل، ولهذا بالذات لم تتمكن أية قوة على وجه الأرض النيل من بلادهم وشعبهم ومكتسباتهم الاجتماعية والاقتصادية وثمار الاشتراكية، التي يتمنّاها الفقراء والأُمم، فغدت كوريا الدولة الرمز لصمود العالم ونضاله من أجل العدالة العالمية.
تقول المراجع ومنها الموسوعة الدولية (ويكيبيديا)، أن هذه الوثيقة اليابانية نشرت لأول مرة في ديسمبر عام1929، في الصحف الصينية، من قِبل (الكومينتانغ) – (الحزب الوطني الشعبي الصيني)، الذي تولّى نشر هذه الوثيقة، كما أُعيد نشرها في عام 1931. وتحوي الوثيقة على دوافع منها:
ـ “لكي نحتل العالم، علينا ان نحتل الصين؛
ـ ولكي نحتل الصين, علينا ان نحتل منشوريا و منغوليا؛
ـ ومتى انتصرنا في احتلال الصين، ارتعدت بلدان آسيا وبلدان البحر الجنوبي منا، وسلّمت لنا خاضعة؛
ـ عندئذ، ستُدرك بلدان البحر الشرقي أنها تحت سيطرتنا” .
وهنا بالذات، علينا أن نُمعنُ النظر ليس في هذه الوثيقة الاستعمارية على وجه التحديد ونترك غيرها من الوثائق التي دبّجتها القوى التوسعية، بل وأن نقلّب صفحات التاريخ بحثاً عن الحقائق التي تكشف لنا الحقيقة وتقودنا إليها، وعن أسباب عداء أنظمة العالم الغربي لكوريا الديمقراطية وزعمائها الذين لم يَخنعوا ولم يَخضعوا للقوى الخارجية، فكان ان حاولت اليابان وأمريكا ودول أخرى تدمير كوريا الديمقراطية وسحقها حتى بتسميم بحرها وثروتها السمكية وطعام شعبها، وشنّت حَملات تصفية لشعبها جسدياً (بكل ما في الكلمة من معنى)، وهي ذاتها المُمارَسة الهيمنية التي يَلتزم الغرب التوسّعي ببوصلتها في كل حين ومنذ عقود عديدة في بلداننا العربية، للسيطرة على إنساننا وثرواتنا، وما تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بالسيطرة الامريكية الحتمية على نفط العراق والأستيلاء عليه مجاناً، سوى دافع علينا التمعّن به لفهم وإدارك تاريخ الامم المُعذّبة بحِراب الاجنبي الحرامي والدخيل والمتحالف مع الدويلة الصهيونية، التي هي بكل التعريفات والمَقاييس والطبائع – المولود غير الشرعي على فراش الزنى الغربي – الصهيوني الاستعماري والسياسي والفكري.
قريباً، في هذا العام، تجري في بيونغيانغ العظيمة والجميلة، فعاليات واحتفالات حاشدة وعظيمة لتمجيد الرجال العُظماء لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية – كيم إيل سونغ/ كيم جونغ إيل/ و كيم جونغ وون، الذين رفعوا الراية عالياً فالنصر على مختلف القوى الغازية والمُتدخلة في بلادهم وفي بلداننا العربية، التي دافع عنها الكوريون (في الجنوب والشمال) بأرواحهم، لصدِ العدوان الصهيوني، فسقط منهم الشهداء على الجبهتين السورية والمصرية، فاختلطت دماؤهم بالتراب العربي الطهور، وتآخى الكفاح العربي والنضال الكوري في جبهة واحدة لإعلاء السيادة والاستقلالية وزوتشيه وسونكون التي لا تُـنكّس لها راية عالية وخفّاقة.
ان أواصر الصداقة التى تَجمع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بعديد من بلدان العالم، أصبحت الآن أوثق وامتن مِن ذي قبل، وها هي تّتسع بمرور الأيام بصفوف جديدة لأُولئك الذين يؤيّدون ويتعاطفون مع قضية الشعب الكوري العادلة، من أجل توحيد وطنه وبناء إشتراكية الزوتشيه وفقاً لرغباته وتصميمه.

في هذا السياق، نوّه بيان اللجنة التحضيرية الدولية واللجنة التحضيرية الكورية لفعالية تمجيد الرجال العظماء الاممية، أن العديد العديد من اللجان المؤسَّـسة لمساندة توحيد شطري كوريا، قد تشكلت في أرجاء العالم، وهي تنشط في مختلف البلدان، ومنها مجلس التضامن الاردني والعربي مع الشعب الكوري ومُناصرة توحيد شطري كوريا/؛ ومركز دراسات الاستقلالية والزوتشية/؛ ومجلس التضامن الاردني والعربي مع الجبهة الوطنية الديمقراطية لجنوبي كوريا وجماهيرها؛ ووكالة أنباء بيونغيانغ الإخبارية، ومواقع إعلامية أُخرى عديدة للزوتشية وسونكون، تبرزلساناً لحال هذه الهيئات.
ويُشير البيان، الى أن في التاريخ صفحات تحرير مُضيئة لإحراز النصر على جحافل المُحتلّين الأمريكان واليابانيين وجيوش المرتزقة المحليين في جنوب شبه جزيرة كوريا، فقد كان تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية نصراً مؤزراً في سياق النضال العالمي لقهر الاستعباد الدولي، وقد واصلت الجمهورية والى يومنا هذا طريقها النضالي لتكنيس ترابها من القوى التوسعية.
ويؤكد البيان، أن الإنسان هو صانع التاريخ ومُحوّلهُ وطنياً وأممياً وإجتماعياً. وفي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة والصامدة صمود أبطالها الثلاثة الجبابرة المُمجّدين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل وكيم جونغ وون، يُصنعُ تاريخ الأُمم والعالم بفلسفة ثاقبة ونضال عنيد وجبّار من لدنِهم، من حيث تستولد عَبقرياتهم التي عَبّدت وتعبّد للبشرية ومستقبلها مِثالاً لسبيل وضّاءً ومُستقر، فوجب ذِكر هؤلاء العُظماء والتذكير بهم وتمجِيدهم، وتأبيد اجتراحاتهم وذِكراهم لكَونهم أُمثولة مُبهرة، تتآخى مع نضال قادة عرب أفذاذ، في مقدمتهم – الرئيس العظيم والرمز بشار الأسد، والقائد المغوار المجاهد السيد حسن نصرالله – يواجهون اليوم الارهاب الدولي لتكنيسه نهائياً من الأرض العربية، كمقدمة لشطبه وشطب مموليه ومشغليه من الأجندة العالمية.
*رئيس الفعاليات التضامنية العربية – الدولية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والشعب الكوري.
**مساعدة رئيس الفعاليات التضامنية العربية – الدولية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والشعب الكوري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.