السياسية السعودية الجديدة بين زيارتين!! * اصطفافات جديدة وتحرك أمريكي لفتح الابواب أمام "الاخوان"

 

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
ذكرت دوائر دبلوماسية مطلعة على ما يدور داخل كواليس الحكم الجديد في السعودية، أن هناك العديد من الاشارات الدالة على بدء حالة من التقارب في السياسة السعودية مع قطر وتركيا. وحسب ما ذكرته الدوائر لـ (المنــار) فان هذه الاشارات بدأت تتعاظم في الايام الاخيرة وأن محاور الحكم الجديد في الرياض برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز والفريق المحيط به ترغب في انهاء اي توتر في العلاقة بين الرياض وكل من الدوحة وأنقرة والسعي للتوصل الى “تكتيك” مشترك بين الاطراف الثلاثة يحقق لكل منها مصالحه. وأولى تلك الاشارات كانت الزيارة التي قام بها أمير قطر الى الرياض لتقديم التهاني للملك الجديد بالاضافة الى الانتقادات التي اطلقها أمين عام مجلس التعاون الخليجي ضد مصر بسبب اتهام القاهرة للدوحة بتمويل الارهاب وأيضا زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى السعودية. وبين زيارة الامير تميم وزيارة الرئيس اردوغان، هناك العديد من “الكولسات” و “اللقاءات السرية” عقدت في الرياض بين أقطاب من الجماعة “الاخوان المسلمين” وبين مسؤولين سعوديين كبار على رأسهم ولي ولي العهد الامير محمد بن نايف. وتضيف الدوائر أن هذه الزيارات واللقاءات والتحركات تبشر على ما يبدو بتغير في السياسة السعودية اتجاه بعض القوى في المنطقة التي فضل اركان حكم الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز معاداتهم، وعلى رأس هذه القوى ، جماعة الاخوان المسلمين. فالسياسة السعودية ماضية نحو التغير والتبدل وهناك من يرى ان السعودية هي التي فتحت الباب امام عودة المياه الى مجاريها في العلاقات بينها وبين الدوحة وأنقرة وبالتالي بينها وبين جماعة الاخوان.
وهناك العديد من الجهات العربية تحاول أن تتعرف أكثر على ما يجري من تغير في السياسة الخارجية السعودية، وهي جهات تلقت دعما لا بأس به من نظام عبدالله السابق، لكن النظام الجديد في السعودية أصبحت مواقف وسياساته ضبابية للغاية، لذلك الزيارات التي يقوم بها بعض الرؤساء العرب الى السعودية تأتي في اطار الرغبة في التعرف على ما حقيقة السياسة السعودية الجديدة تحت غطاء مبايعة الملك سلمان!!
اولى تلك الزيارات الاستكشافية قام بها الملك الأردني عبدالله الثاني الذي اصطدم بشكل ملفت مع الاخوان عندما اعتقل احد قيادييهم “زكي بن ارشيد” لمهاجمته الامارات العربية المتحدة، وقامت المملكة بخطوات عديدة في اطار ما يمكن تسميته بشد لجام جماعة الاخوان، لكن كل ذلك يمكن أن يتغير فهذه الاجراءات التي بدأتها المملكة جاءت بضغوط سعودية. وزيارة عبدالله الثاني الى السعودية ألحقها العاهل الاردني بزيارة الى القاهرة فالتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يستعد هو الاخر للزيارة المملكة العربية السعودية.
فهل سيستمع السيسي من السعودية الى خط عمل سعودي جديد في ما يتعلق بالعلاقة مع الاخوان، وهل هناك اتفاق ترعاه أمريكا بين القوى الاقليمية المتحالفة معها قطر، تركيا والسعودية من أجل فتح الباب من جديد أمام الاخوان للعودة الى مراكز السياسة والحكم في المنطقة العربية. وهل يمكن لمصر أن توافق على فتح الباب من جديد لعلاقة متجددة مع الجماعة وبرعاية سعودية هذه المرة، وهل باتت السعودية تشعر بالامان في ظل “الامبراطورية” العثمانية المتجددة ولم تعد بحاجة الى حماية مصرية!!
تساؤلات عديدة .. تجيب عليها الأيام المقبلة!!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.