ثائر كاراكاس

chavez-life12

موقع إنباء الإخباري ـ
مصطفى خازم:
آن أوانهم ليرثوا الأرض ومن عليها..
في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2006.. وفي أول إطلالة مباشرة لسيد النصر.. قال في خطابه: “بصمودكم ومقاومتكم يستطيع رجل، أستطيع أن أقول عنه عربي كبير كبير كبير كتشافيز، أن يقول ما قاله بالأمس في الأمم المتحدة”.
ماذا قال تشافيز في الأمم المتحدة؟
وقف على منبر أعلى هيئة في العالم، وعلّق على كلام الرئيس الأميركي جورج بوش قائلاً عنه: “قد تحدث إلى شعب لبنان فقال: “الكثير منكم رأى كيف وقعت بيوتكم ومجتمعاتكم في وسط تبادل اطلاق النار”.
وعلّق تشافيز على كلام بوش: “إلى أي مدى تذهب بنفاقك؟ وأي قدرة للكذب بدون خجل؟ القنابل على بيروت كانت دقيقة وذكية!”.
“أشم رائحة الكبريت(*) تعبق من هذا المكان”..
هذا غيض من فيض هذا الثائر البوليفي.. قد يقول المرء: ربما كان “تشافيز” “طينة خاصة”، لكن عشرتي لزميل دراسة مدة عام ونصف عام جاء من هذا البلد، تجعلني أدعي أن هناك شعباً مثلنا، يفكر مثلنا، يأكل مثلنا، يعيش مثلنا.. استطاع أن يغير المعادلة.
لم يملك “تشافيز” فئة دم عربية أو مسلمة، لكنها فئة “الإنسانية”، من هنا استفزه وجود سفير لبلاده في كيان الإرهاب، فقرر سحبه من هناك.
لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، بل ترعرع في بيت مصنوع من أوراق النخيل على أطراف قرية تسمى “سابانيتا” في الثامن والعشرين من تموز/ يوليو عام 1954.. أبواه عملا في التدريس، وأمه اختارت له حياة الرهبان، لكنه سلك طريق هذه الحياة من جانب آخر..
عام 1971 التحق بالأكاديمية العسكرية الفنزويلية، وتأثر بأفكار “سيمون بوليفار”، “أرنستو تشي جيفارا” و”فيدل كاسترو”.
عام 1992 قاد انقلاباً عُرف بالحركة “البوليفارية”، إلا أنه انتهى بمحاكمته وسجنه عامين ثم نفيه إلى كوبا.
عام 1998 وبعد عودته من المنفى خاض شافيز الانتخابات الرئاسية عن حزب “حركة الجمهورية الخامسة”، وفاز بمنصب الرئيس.. فباشر الثائر ـ الرئيس إدارة البلاد وفق سياسة تهدف لبناء مجتمع يوفر الحياة الكريمة للأغلبية الفقيرة، ووسع شبكات الضمان الاجتماعي.
لم تعجب أفكاره الولايات المتحدة فدعمت محاولة انقلابية ضده في 11 نيسان/ أبريل 2002.
نزلت الجماهير إلى الشوارع تأييدا للرئيس ـ الثائر، وأفشلت الانقلاب في أقل من 48 ساعة، وعاد شافيز إلى “ميرافلوريس”، القصر الرئاسي.
في طهران “بيته الثاني” كما كان يحب أن يسميها.. رسم خطاً جديداً كما الثورة.. لا شرقية ولا غربية..
أمة الفقراء في العالم التي محورها: “السيد المسيح كان إنسانا ثوريا رافضا للظلم الذي يتمثل اليوم بالامبريالية الاميركية”.. بحسب “تشافيز”.
نعم، انه المحور الجديد الممتد من بيروت الى دمشق الى طهران وصولاً الى كراكاس.. والذي يدور في فلكه كل المستضعفين.. ويبدو أنه آن أوانهم ليرثوا الأرض ومن عليها.. ومنهم من ينتظر..
في الخامس من آذار/ مارس 2013، سلّم هوغو تشافيز الروح الثورية إلى من يتابع الطريق بعده.. وارتاح
“تشافيز”.. اشتقنالك
(*) تعبيراً عن وجود روح شيطانية في المكان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.