حزب الله والسلفيّون: عودة إلى الحوار

ibrahimsayed-hassanshahhal

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
عبد الكافي الصمد:

 

«الأيام أثبتت صحّة وجهة نظرنا»، يقول رئيس «جمعية دعوة العدل والإحسان» السلفية الدكتور حسن الشهال، تعليقاً على «حوار تنفيس الاحتقان» في عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله. والشهال هو صاحب السبق في الحوار مع الحزب، والذي انتهى الى وثيقة وقّعها الجانبان في 18 آب 2008. لكنها لم تعمّر أكثر من ساعات، ليعلن الرجل تعليقها، وليس إلغاءها أو تجميدها، إثر ضغوط من تيار المستقبل ومشايخ سلفيين، على خلفية أحداث 7 أيار 2008.

 

رئيس «العدل والاحسان»، الذي ينتمي الى تيار «السلفية العلمية»، يقول إن «الأجواء اليوم باتت مهيّأة للعودة الى الحوار مع حزب الله، سواء لإحياء الوثيقة، أو تعديلها، أو إنجاز وثيقة جديدة». وكشف لـ»الأخبار»عن «بوادر اتصالات يفترض أن تمهّد لاستئناف الحوار، خصوصاً أن أحداً لم يعد يعارض هذا الأمر»، مؤكداً «وجود ميل من قبلنا»، ومفترضاً وجود ميل مماثل لدى الطرف الآخر.

لا يتردد الشهال في تسمية طرفين أساسيين عارضا وثيقة التفاهم، حينها، هما تيار المستقبل ونسيبه مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال الموجود خارج لبنان. ويقول: «الطرف الأول يجلس اليوم حول طاولة واحدة مع حزب الله ويحاوره، والثاني يتمنى أن يتحاور مع الحزب».

 

ولفت إلى وجود شعور عام لدى السلفيين، وتحديداً بين أهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية، «بضرورة الحوار بيننا وبين الحزب، لمعالجة قضية الموقوفين من جهة، ولإنهاء الاشتباك السّني ــ الشيعي الذي بات يشكل خطراً على البلاد».

هذه الأجواء يؤكدها، أيضاً، رئيس «جمعية الأخوة الإسلامية» الشيخ صفوان الزعبي، أحد أبرز الذين أسهموا في إعداد الوثيقة. ويوضح: «هناك أفكار يجري تداولها لإعادة إحياء هذه الوثيقة، لكنها تحتاج إلى وقت وجهد وظروف ملائمة كي تتبلور وتنضج». لكنه شدد، كشرط للنجاح، على ضرورة أن تحظى الوثيقة «برضى سياسي من تيار المستقبل، وبغطاء سعودي».

وفي حين تبدو الظروف ملائمة، نسبياً وظاهرياً، لإعادة إحياء الوثيقة بعد الاعتكاف الإجباري للشيخ سالم الرافعي، وتراجع حضور هيئة العلماء المسلمين، يرى الشيخ إبراهيم الصالح، المشرف على «مركز الفيحاء للبحوث والتخطيط»، أن حزب الله «لا مانع لديه في إعادة احياء الوثيقة، لأنه قد يستخدمها ورقة تفاوض جانبية في وجه تيار المستقبل». أما المشكلة فهي «عند السلفيين، إذ من هي الجهة التي ستعيد إحياء الوثيقة؟ هل هي الوجوه نفسها التي وقّعت عليها سابقاً، أم غيرها، في ظل انقسام الساحة السلفية وادّعاء أكثر من جهة تمثيلها؟ ومن يتطوع للقيام بهذه المهمة من دون أن يحدث انقساماً داخلياً جديداً؟». ويلفت الصالح أيضاً الى أن أي حوار يجب أن يحظى بغطاء داخلي من المستقبل، الذي سيعارض ــ ضمناً على الأقل ــ لأن لا مصلحة له في وجود طرف سنّي آخر يفاوض حزب الله. أما خارجياً فإن السلفيين يعرفون أنهم بلا غطاء سعودي، لن يجرؤوا في هذه الظروف على الإقدام على خطوة كهذه، خصوصاً بعد تراجع الحضور السلفي سياسياً».

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.