حملة لتحسين صورة المستعمرين اليهود.. تصوروا…!؟


صحيفة الشعب المصرية ـ
نواف الزرو:

الاحتلال هو الاحتلال..والاستعمار هو الاستعمار …والاستيطان الاستعماري يبقى استيطان استعماري، فلا يمكن ان يتحول الاحتلال والاستعمار مثلا الى احتلال واستعمار متنورين وحضاريين، ولا يمكن ان يتحول الاستيطان الاستعماري الى استيطان مشروع ومتنور ومقبول..!.

ولكن في”اسرائيل”، تتجاوز الوقاحة كل المعايير والمستويات، وكل شيء يتحول الى مشروع ومتنور ومقبول، فقد اطلقوا على الاحتلال الاسرائيلي للقدس والضفة غزة منذ عام/1967، “الاحتلال المتنور”، و”الاحتلال الديموقراطي”، و”الاحتلال الذي سيحول الضفة الى تايوان”، ثم تحولت الضفة الى “يهودا والسامرة”، اي “جزء لا يتجزأ من ارض اسرائيل”، وتحولت القدس الى”مدينة الآباء والاجداد عاصمة اسرائيل الى الابد”، وغير ذلك من المسميات التي اريد بها تجميل صورة الاستعمار الصهيوني، وما تزال تلك الدولة الصهيونية تخوض معارك يومية على المستوى الاوروبي والامريكي من اجل الحفاظ على “صورتها المتحضرة”، وعلى “ديموقراطيتها اليهودية” التي تتيح للعرب المشاركة في الانتخابات السياسية والدخول الى الكنيست-البرلمان- الاسرائيلي، غير ان رياح حقوق الانسان لا تسير حسب ما تشتهي السفن الاسرائيلية، فتفاقم وضع تلك الدولة على الصعيد الدولي، وباتت تواجه معركة نزع الشرعية عنها في مختلف المحافل الدولية والشعبية بوصفها دولة احتلال تقترف جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، ولا تشفع لتلك الدولة لوبياتها وضغوطاتها والسياسات الامريكية المتأسرلة معها، ووضعها يزداد تدهورا، حيث تحقق الحملات الشعبية الاممية نجاحات باهرة في تحطيم صورة الاحتلال الصهيوني المتنور والمتحضر، وفي محاكمة سياساته العنصرية.

وفي هذه الايام تشتد الحملة المناهضة للاستعمار الاستيطاني اليهودي في القدس والضفة الغربية، لذلك شرعت وزارة الإعلام الاسرائيلية بحملة تهدف الى تحسين صورة المستعمرين في العالم، وإضفاء طابع الشرعية على الاستيطان في الضفة الغربية بشكل خاص، فذكرت صحيفة”يديعوت أحرنوت 15 / 10 / 2012-” على موقعها الالكتروني”أن الحملة التي يرأسها الوزير المقرب من المستوطنين “يولي ادلشتاين”، ستكون على هيئة أنشطة إعلامية موجهة وغير موجهة، وستستهدف الشبكات الاجتماعية أيضاً، وسيقودها متخصصون”، وحسب الوثائق فإن الحملة هدفها” تقوية شرعية الاستيطان في مناطق الحدود والمحيط المتنازع عليها، مقابل الحملات الإعلامية التي تفضح الهجمة الشرسة التي يقودها المستوطنون للسيطرة على الأراضي المتنازع عليها، ونشر البؤر الاستيطانية غير القانونية، ودعم الحكومة الإسرائيلية لهم”.

تصوروا….مبلغ الاستخفاف والاحتقار للمجتمع الاممي لديهم….!

حملة اعلامية لتحسين صورة المستعمرين اليهود، الذين يرتكبون جرائم يومية، بل في كل ساعة ضد الفلسطينيين شيبا وشبانا ونساء واطفالا، كيف يمكن ان يستوعب العقل والمنطق البشري حملة كهذه لتحسين صورة اعتى المجرمين على وجه الكرة الارضية….؟!

كانت وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية ورئيسة حزب ميرتس سابقا شولاميت الوني، نددت بشدة بممارساتهم الاجرامية وقيامهم مثلا باقتلاع أشجار الزيتون الفلسطينية قائلة: إن الاقتلاع عمل لا أخلاقي وهو انتهاك حتى للشريعة التي قالت”لا تقتلعوا الأشجار المثمرة”، ووصفتهم بالشعب الشرير:” نعم نحن شريرون، ما نفعله في الضفة هو قمة الشر وهو يفوق ما صنعه الآخرون باليهود”، انهم قطعان المستوطنين اليهود المنتشرون في انحاءالقدس و الضفة الغربية ويتكاثرون كالسرطان، ويعربدون على نحو منفلت يستحضرون خلاله عصر الكاوبوي الامريكي الجامح، وقد غدوا”دولة المستوطنين” يصل عدد افرادها الى نحو 600-700 الف مستوطن يستحق كل منهم حكم الاعدام.

فهم شريرون وارهابيون ومجرمون…!، وشرهم وارهابهم واجرامهم شامل واسع النطاق والمساحة ولا يقف عند حد او خط، وهم محميون تماما من جيش الاحتلال، وشرهم لا يقف عند اقتلاع اشجار الزيتون او حرق بستان او الاعتداء على رجل او امرأة او طفل مثلا، بل يتعداه الى الاعتداء على المساجد والاماكن المقدسة، ولهم في ذلك سجل طافح ومفتوح على المزيد، ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة والقطاع عبارة عن ترسانات مسلحة، وعبارة عن مستنبتات ودفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي، ودفيئات لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية.

الى كل ذلك، فأن “دولة او جمهورية المستوطنين” في الضفة الغربية، تقف وراءها كافة الحكومات والقوى السياسية الإسرائيلية من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، وتتكامل فيها جرائم المستوطنين الإرهابية، مع سياسة الاجتياحات و الاغتيالات والانتهاكات والاعتداءات التي تنفذها أذرع الدولة الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني.

ويشنون حملة اعلامية دولية لتحسين صورة المستعمريبن والاستعمار ويسعون لاضفاء الشرعية عليهم..تصوروا…!الى أي حد وصلت المواصيل الصهيونية في هذا الزمن العربي وفي ظل غياب وصمت عربي مرعب عما يجري هناك في فلسطين….؟!.

وكأن حملات التضامن ومناهضة الاستيطان في اوروبا اقرب الى فلسطين….؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.