ريف الحسكة وصراع أجنحة ’القاعدة’

kaeda - syria 5

ما زالت كرة الاشتباكات بين إرهابيي “داعش” وجبهة “النصرة” تتدحرج وتكبر، متجاوزة كل الرؤى والتعاون الميداني العميق بينهما، حيث تمثل “النصرة” النموذج الأحدث لفروع “القاعدة” بخلاف “داعش” التي تعتبر وريثاً تقليدياً لقيادييها كأبو مصعب الزرقاوي، فيما تنحصر الخلافات التنظيمية بينهما حول سعي “داعش” لتحقيق انتصار على المستوى العالمي، بينما ما زالت “النصرة” تبحث عن نصر يقوي مركزها ضمن التنظيم ولو على مستوى سورية ولبنان.

الاشتباكات امتدت لتصل إلى مناطق في ريف الحسكة الجنوبي، بين المجموعات المتحالفة مع “النصرة” كمجموعة تطلق على نفسها اسم جبهة الاصالة والتنمية من جهة و”داعش” من جهة أخرى، في محاولة للسيطرة على قرية مركدا الواقعة على بعد 100 كم جنوب مدينة الحسكة والملاصقة للحدود الادارية لدير الزور.

الصراع الدائر في تلك المنطقة يمتد لاكثر من شهر، بعد عمليات كر وفر متواصلة بين التنظيمين. الطرفان استخدما جميع انواع الاسلحة وحتى السيارات المفخخة، فمنذ اسابيع شنت “النصرة” هجوما على مسلحي “داعش” في مرتفعات الحمة في جنوب الحسكة، ما دفع الأخيرة لمهاجمة بلدة مركدة، لتضمن سيطرتها على طريق مركدة الشداداي وقرية العطشانه، ومن ثم خلق نقطة ارتكاز منها لبدء معاركها في ريف دير الزور بعد ان انسحبت منه، اثر الاشتباكات مع “النصرة”، فيما تدافع الجبهة عن بلدة مركدة كونها واقعة على طريق الامداد القادم من تركيا عبر بلدة ابو خشب، في وقت فجر مسلحو “النصرة” غرفة التحكم في سد الحسكة الجنوبي لفتح المياه على نهر الخابور وخلق حاجز من مياه السد المتسربة إلى النهر ليمنعوا “داعش” من الوصول إليهم في مركدا وريف دير الزور.

 

هذه الاشتباكات كلفت “داعش” الكثير، حيث سقط في تلك المعارك اكثر من 50 قتيلا، من بينهم ما يسمى المسؤول العسكري ابو فاروق التركي، وعدد من قادة “داعش” معظمهم مما يسمى “لواء البتار” الليبي. وفي وقت سابق قتل المدعو احمد خليف الاسماعيل ابو جندل ما يسمى بـ”امير النصرة” في البوكمال ويوسف الهجر المسمى بـ”الأمير الشرعي للنصرة” في محافظة دير الزور ووليد اجدع الفرحان المعروف بالقائد العسكري لجيش مؤتة الإسلامي وتراوحت حصيلة القتلى من الطرفين بين 200 الى 250 قتيلا.

الاشتباكات والمعارك جنوب الحسكة وتحديداً في بلدة مركدة امتداداً الى بلدة الصور في ريف دير الزور، والتي لم يُحسم الصراع فيها، تسبب تدهورا في الوضع الانساني لسكان المنطقة بشكل كبير. فالمناطق خلت من السكان المحليين واعلنت القرى مناطق عسكرية من قبل مسلحي الطرفين فضلاً عن لجوء الاهالي الى المناطق الاكثر أمناً باتجاه ريف دير الزور أو مدينة الشدادي.

يذكر أن بلدة مركدة كانت أولى البلدات التي شهدت تفجيرات نفذتها المجموعات المسلحة ضد الجيش السوري في الحسكة نهاية العام 2011، حيث استشهد 19 جندياً عقب تفجير وقع بالقرب من جسر البلدة الرئيسي.

 

موقع العهد الإخباري – حسين مرتضى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.