سلسلة خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئتان وإحدى عشرة “211”)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
بقلم : د . بهجت سليمان:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[ صباحُ الحَقِّ، والأيّامُ تَحْبو …… أُسُودُ اللهِ، في قَلْبَ اليَمامِ

صباحُ المَجْدِ في “حَلَب” الرِّجَالِ …. أُسُود، كالسُّيوفِ بِلا زِمامِ ]

-1-

( مَعاً .. لعدم استبدال مادة ” التربية الدينية ” بمادة ” الأخلاق ” في المدارس السورية ) ..

وذلك لمئة سبب وسبب، لا داعي لذِكْرِها.. بل لذِكْرِ بعض البعض منها، وهي:

1 – إنّ إلغاء مادة التربية الدينية، سوف يفسح المجال رحباً، لتكوين الأجيال الجديدة ، بالشكل وبالصيغة التي تفرضها تقاليد التعصب والتشنج والعنصرية الموروثة منذ مئات السنين .

2 – المدرسة هي أحد أركان تكوين الجيل ، وليست الركن الوحيد ..

وتخلي هذا الركن عن التعليم الديني المناسب للأجيال الجديدة ، بذريعة إحلال مادة ” الأخلاق ” عوضاً عنها ، يعني تسهيل مهمة المجتمعات التقليدية والتربية العائلية التقليدية ، في ترسيخ الفهم البدائي الغرائزي التعصبي للدين .

3 – جرى إلغاء مادة التربية الدينية في الاتحاد السوفيتي لمدة ثلاثة أرباع القرن ، وجرى تدريس مادة الفلسفة بدلاً عنها .. فماذا كانت النتيجة؟

بقي المجتمع الروسي وباقي مجتمعات الاتحاد السوفيتي، ينهلون التربية الدينية والقضايا اللاهوتية من بيوتهم وعوائلهم ، وفقاً للموروث الذي مضى عليه مئات السنين .

4 – إنّ إلغاء تدريس مادة التربية الدينية، سوف يعطي الظلاميين التكفيريين ومشغِّليهم الأعراب، الذريعة التي يبحثون عنها، لتكفير الدولة، بجميع مؤسساتها، تحت عنوان أنها دولة كافرة ، لأنها ألغت ” الديانة الإسلامية” من التعليم والتدريس.

5 – وما نحتاجه في سورية ، ليس إلغاء تدريس التربية الدينية ، بل إعادة نظر جذرية بالمواد الدراسية التي تتضمنها كتب التربية الدينية، وتصويبها وتقويمها، بما ينقّيها من جميع الملوِّثات التكفيرية، الوهابية والإخونجية، وترسيخ القيم الدينية الإيجابية والرموز الإنسانية الدينية ، في نفوس الأجيال الجديدة ، وتعرية وفضح النهج التكفيري الدخيل على الإسلام ، والمناقض للقرآن الكريم ، بدءاً من ” إبن تيمية ” مروراً بـ ” محمد بن عبد الوهاب ” فـ ” سيد قطب ” إلى باقي سلسلة التكفيريين الظلاميين الآخَرين .

6 – ويبقى التمسك بإلغاء مادة التربية الدينية من المدارس السورية ، تحت أي عنوان ، هو :

* نوع من المكابرة ” المتعلمنة ” غير المبررة ..

* أو نوع من عدم الإحاطة الكافية بتاريخ وتركيب وبنية أبناء المنطقة ..

* وعدم إدراك أن الفراغ الذي يخلفه إلغاء تدريس هذه المادة ، سوف لن يملأه مقرر ” الأخلاق ” المقترح تدريسه ، بل سوف يمتلئ ذلك الفراغ ، بالمزيد من التطرف والتشنج والتعصب والعنصرية ونزعة التكفير وإلغاء الآخر التي يمتلئ بها تاريخ المنطقة وحاضرها .

-2-

( عُظَماءُ الرجال، كالجبال.. لا تُنْقِصُ الكهوف، في داخلها ومن حولها، ما لها من العظمة )

– رغم عظمة الشعب السوري، وديناميكية شاباته وشبابه الخلاقة، التي ظهرت جلية، في هذه الأزمة..

مع ذلك، كم ظهر في سورية، من الرخويات المسمومة، والزواحف الملغومة، والقوارض المأفونة !!!

وكم ظهر، فيها، من المارقين والجاحدين والناكرين والغادرين، ومن اللاهثين والمنبطحين والمفرّطين والمتربّصين، ومن المأجورين والمرتهنين والمباعين والبيّاعين!!!!!! .

– صحيح، أنّ الهشاشة والرخاوة في البنية الاجتماعية والسياسية، لم تكن خافية، على أحد…

ولكن لم يخطر ببال عاقل، أنها مكرسّة إلى هذه الدرجة، ولا أن الاختراق الهائل، لهذه البنية، هو بهذا الحجم!!!!!

– ولكن رغم ذلك، ومع ذلك، فقد فشل ( قانون غريشام ) الاقتصادي، الذي يقول بأنّ ( العملة الرديئة، تطرد العملة الجيدة، من السوق ) فشل في أن ينسحب على الميدان الاجتماعي والسياسي..

بل ما جرى، هو العكس، وهو أنّ العملة الجيدة ( التي هي تعبير عن أكثرية الشعب السوري الرائعة ) هي التي طردت العملة الرديئة ( التي تجسد حثالات وسفالات المجتمع السوري )..

– وانفرزت سورية، إلى جبهتين، لا ثالث لهما (جبهة المجد والشموخ ) و (جبهة العار و الذل)

الأولى : تضم خيرة أبناء الشعب السوري، وهم الأكثرية، وبقيادة وريادة : القائد العربي الكبير، الذي جعل من سورية ( جبهة للمجد والشموخ ) الرئيس بشار الأسد – والذي لولاه، حصراً – لكانت سورية، تحوّلت إلى صومال ثانية..

– ولكن لأنّ الله تعالى، يحب الشام وأهلها، وبلاد الشام وأبناءها، قيّض لها أن يكون على رأسها، في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ سورية، قائد من هذا الطراز الرفيع، لم تسكره السلطة، ولم يرعبه، استنفار كامل قوى الاستعمار الجديد والقديم في هذا العالم، ضد وطنه وشعبه ودولته العربية السورية..

وقرر الصمود في وجه هذه الهجمة الاستعمارية الشرسة، التي كان فيها، بنو جلدتنا من الأعراب والمتأسلمين، هم رأس الحربة، في هذه الحرب الظالمة على سورية…

– ولو كان يبحث عن السلطة، أو كان متشبثاً بالكرسي، كان يكفيه، أن يتخلى عن تجسيد طموح ومصالح الأغلبية من أبناء شعبه، وأن يقدّم أوراق اعتماده للمحور الصهيو/ أميركي – كما هو الحال في معظم دول المنطقة – لكي يصبح هو معتمدهم الأول، ولكي يجعلوا منه مرجعاً أعلى لجميع رؤساء وملوك المنطقة…

– ولأنّ أسد بلاد الشام يدرك بعمق، أنّ ثمن ذلك، هو تسليم سورية للمحور المعادي، وَوَضْعِها، مستقبلاً، على طريق التفكيك والتفتيت..

لذلك رفض، ومعه معظم أبناء الشعب السوري، إلّا أن تكون سورية، حرة أبية عزيزة مصانة، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن..

– نعم ( عظماء الرجال كالجبال ، لا تنقص الكهوف ، في داخلها ومن حولها، ما لها من العظمة).

-3-

( تبرير ظهور” داعش ” بِـ ” الغُبْن ” : أكبر عملية تزوير )

– عندما يقول بعضُ بيادِقِ الناتو وزواحِفِ أذنابِ الناتو ، من قوارض الإعلام ومرتزقة السياسة ، بِأنّ ظهور ” داعش ” ، يعود إلى :

/ إحساس مذهب إسلامي مُعيّن ، بالغُبْن والتسلّط من قِبَل مذهب إسلامي آخر !!!! ، أو إلى :

/ بيئة الاستبداد السياسي التي تسَبّبَت بِرَدّة فعل أنْتجت ” داعش ” !!!!

– إنّ تَقَوُّلاتٍ خبيثة وكيديّة ، كَهذه ، تعود إلى أنّ قائليها ، يريدون :

( 1 ) : تملّق الجماعات الإرهابية المتأسلمة ، وتقديم أوراق الاعتماد لها ، رغم عدم إعارَتِهِم أيّ اهتمام أو اعتبار ، مِنْ قِبل هذه الجماعات الإرهابية ، أو :

( 2 ) : القيام بتبرير وجود هذا الإرهاب ، والحفاظ عليه ، لِأنّ هؤلاء المُبَرِّرين ، ليسوا أكثر من براغي صدئة ، في ماكينة الإرهاب ، التي خَلّقها ورعاها وعَلَفَها ، أسيادُهُم في محميّات الغاز والكاز ، وأسيادُ أسيادِهم في المحور الصهيو – أميركي ، أو :

( 3 ) : العمل على تبرئة الفاعل الحقيقي والصانع الحقيقي للإرهاب ، الذي هو الاستعمار الأمريكي الجديد ، والاستعمار الأوربي القديم ، والاستعمار الصهيوني الاستيطاني ..

( 4 ) : وكذلك تبرئة الوهابية السعودية التلمودية والإخونجية البريطانية المتأسلمة، من تشكيل المناخ الملائم ، تثقيفياً وتمويلياً ، لظهور الإرهاب المتأسلم في المنطقة ، ومن تفريخ وتفقيس مئات التنظيمات الإرهابية الدموية الإجرامية ، و

( 5 ) : القيام بِ تبرئة الزُّمرة الطورانية السلجوقية العثمانية الإخونجية، الحاكمة في تركيا ، من جرائمها الفظيعة في احتضان الإرهاب المتأسلم، وإطلاقِهِ في المنطقة عامّةً وفي سورية والعراق خاصّةً ، لكي يكون الأداة المناسبة لتحقيق الطموحات الاستعمارية العثمانية السلطانية الجديدة، على امتداد الأرض العربية، باسْم الإسلام .

( 6 ) : تعبيد الطريق جيداً لِعشرات ومئات الآلاف من مغسولي الأدمغة ، ومن مُدْمني التعاطي ، ومن الشاذين ، ومن أصحاب القابلية للإجرام ، ممّن لم يلتحقوا بَعْدُ بِ ” داعش ” ومثيلاتّها ، لكي يلتحقوا بها ، بالسرعة الكلّيّة .

– وطبعاً ، ما يجري الحديث عنه ، عن وجود غبن، لا يعود إلى أسبابٍ دينية، بل إلى أسبابٍ سياسية ومصلحية.. ولذلك يجري استخدام مختلف الذرائع القادرة على الحشد والتعبئة والتهييج والتّوتير، واستخدام هذه الغرائز المشتعلة ، سلاحاً في الصراع السياسي والمصلحي ، والتّلطّي وراء ذرائع طائفية ومذهبية .

-4-

( الاقتصاد الأمريكي الراهن، أكبر من قوته الحقيقية ، بـ ” 3 ” مرات )

– تعيش الولايات المتحدة الأمريكية على حساب دول وشعوب العالم الأخرى، ليس بسبب نهب ثرواته وقدراته والهيمنة على أسواقه فقط ..

بل بسبب النظام العالمي الاقتصادي والمالي الجائر، والقائم بعد الحرب العالمية الثانية، سواء عبر صندوق النقد الدولي أو عبر البنك الدولي أو عبر منظمة التجارة العالمية ..

والأهم هو هيمنة الدولار في العالم، من خلال اعتماده كوحدة التبادل النقدي العالمية الرئيسية، وكوحدة تسعير البترول في العالم، وكوحدة الاحتياطي النقدي العالمي، وخاصة بعد إلغاء ربط الدولار بالذهب في عام 1971، طبقاً لاتفاقية ” بريتون وودز ” المعقودة قبل ذلك بربع قرن والتي ربطت الدولار بالذهب ..

– وباتت الولايات المتحدة الأمريكية، منذئذ، في حل من تبديل عملتها بالذهب لمن يطلب ذلك.. وباتت تطبع تريليونات الدولارات بدون أي تغطية، بحيث تكلفها طباعة ال 100 دولار ، سنتا أو سنتين فقط والتي هي أجرة الطباعة ..

– ولذلك تحارب واشنطن بكل ما تستطيع للحفاظ على هذا النظام الاقتصادي والنقدي العالمي الجائر، والذي تقول بعض الدراسات الاقتصادية والمالية، بأن هذه الهيمنة الأمريكية العالمية على الاقتصاد والنقد، هي التي تجعل من الاقتصاد الأمريكي ، يبدو أقوى بثلاث مرات من قوته الحقيقية ، أي أن الحجم الحقيقي للاقتصاد الأمريكي السنوي هو ” 6 ” ستة تريليون دولار ، وليس ” 18 ” تريليون دولار أو أكثر ، كما هو عليه حاليا .

-5-

( حِكَمُ يوم الجمعة )

1 – التفاؤل والإيمان بالمستقبل ، طريقٌ حتميٌ إلى النصر .

2 – والتشاؤم والسوداويّة، نصف، لا بل ثلاثة أرباع الطريق، إلى الهزيمة .

3 – من الصّواب أن لا يُطْلَبَ من السوداوي المتشائم بِطَبْعِهِ، أن يكون متفائلاً.

4 – ومن البديهي، أن لا يَنْتَظِرَ السوداويُ المتشائم، من الآخرين، أن يكونوا مثله.

5 – الحياة رحلة مفروضة، بالتفاؤل أو بالتشاؤم.. والحصيف هو من يتفاءل خلال تلك الرحلة ، بدلاً من التشاؤم.

6 – العقل والقلب والضمير والوجدان ، أسلحةٌ إنسانيةٌ هائلةُ القدرة والتأثير .

7 – و الأمم المتطورة تستخدم تلك الأسلحة، لترتقي إلى أعلى الذرى .

8 – والأمم التي تَجْتَرّ ماضيها ، وتعتمد أسوأ ما فيه ، تتهاوى من منحدر إلى آخر ، حتى تتلاشى في هاوية الهاوية .

9 – الرجال الأحرار، يُحَوِّلون الضعفَ قوّةً ، و يجعلون من السواد بياضاً.

10 – والنساء الحرائر، تُنْشِئْنَ أجيالاً قادرةً على صنع المعجزات .

-6-

– بعض الأقلام والصفحات الإعلامية التي أدت قسطها للعلا، في السنوات الماضية، دفاعاً عن الشعب السوري والدولة الوطنية السورية، في مواجهة الحرب الكونية الظالمة ..

يبدو أن تعب المعادن قد أصابها، وبدأت تغمز وتلمز وتهمز و ترقص – للأسف – على أنغام الأعداء .

– ومع ذلك، لا بُدّ من شكر هؤلاء على دورهم الطيب في الماضي ..

وكذلك، لا بد من توجيه عبارات العتب، بل والرفض لما باتوا يقولونه ويكتبونه مجدداً ..

– ومن المفيد أن يعرفوا ، أنّ المقاتلين عل الأرض، بالرصاصة أو بالكلمة، هم أكثر الناس إحاطة بوقائع الأمور كما هي فعلاً، وليس كما يريدها الإعلام الغربي أن تكون، عبر اختلاقه وتصنيعه وتسويقه لعناوين جديدة ، مصطنعة أو مجتزأة ..

– ومن المفيد أن يعرفوا أيضاً، أنهم بمواقفهم المستجدة تلك، يخطئون بحق أنفسهم، قبل أن يخطئوا بحق الوطن .

-7-

( السياسيُّ، ليس مَلاكاً ولا شيطاناً، بل هو إنسانٌ يُصيبُ ويُخطئ )

الطامّة الكبرى المتعلّقة بِالسياسة والسياسيين ، هي بين :

– الأنصار والمؤيّدين، الذين يعتبرونَ سياسيّيهم ” ملائكة ” معصومين، لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم … و

– الأعداء والخصوم، الذين يعتبرون أعداءهم وخصومهم من السياسيين، شياطينَ وأبالسة، ومصدراً للشرور والمصائب والكوارث في هذا العالم ، بل ولا يرون فيهم ، إيجابيةً واحدة .

– والحقيقة هي أنّ كلا الطّرَفين مخطىء، فَرجالُ السياسة ، ليسوا ملائكة وليسوا شياطين ، وإنّما هُمْ بَشَرٌ يُصيبونَ ويُخطئون .

– وكلما كان السياسيُّ ملتصقاً بشعبه وبوطنه، ويُجسّد آمالهم وآلامهم وأفراحهم وأتراحهم وحاجاتهم وطموحاتهم، وكان مستقلاً في رؤيته ، وحصيفاً في قراره ، وباردَ العقل، ودافىء القلب، وغَيْرِيَّ النّزعة .. كلّما كان أكثرَ صواباً وأقلّ خطأً، وحافظ على دور واستقلال وكرامة الشعب والوطن .

– والعكس هو الصّحيح أيضاً، أي كلما، كان السياسيُّ بعيداً عن تجسيد طموحات شعبه ووطنه، وكان تابعاً في رؤيته وقراره، لأعداء وطنه وشعبه، وكان انفعالياً وأنانياً.. كلما تراكمت أخطاؤه، وذهب بالبلاد والعباد، نحو الهاوية.

-8-

( الأسباب الأساسية ، في ما يُعانيه العرب ) :

1 ـ الاستعمار القديم العثماني والأوربّي ، و

2 ـ الاستعمار الجديد الصهيو – أمريكي ، و

3ـ ” اسرائيل ” ودورها الهدّام والمُدَمِّر في المنطقة ، و

4 ـ الوهابية السعودية التلمودية الظلامية التكفيرية المتأسلمة ، و

5 ـ جماعات ” خُوّان المسلمين البريطانية المنشأ ” ، و

6 ـ أنظمة الحكم التابعة للاستعمار الجديد ، التي تستمدّ قدرتها على الاستمرار، من هذه التبعية ، و

7 ـ الأنظمة والقوى والأحزاب والتجمّعات التي ترفع الشعارات الوطنية والقومية واليسارية ، ولكنّها مارست على أرض الواقع ، ما يتناقض مع هذه الشعارات، و

8 ـ الدور السلبي والتفريقي الذي مارسه معظمُ رجالِ الدّين، على الساحة العربية، و

9 ـ الدور الانتهازي الوصولي الارتزاقي ، الذي مارسه معظمُ المثقفين على الساحة العربية ،

وكأنّه لم يَكْفِ العربَ ، كُلُّ هذه الكوارث والمصائب ، حتى يكتمل النّقل بالزّعرور، من خلال :

10 ـ خطّة صهيو / أمريكية / أطلسيّة ، قامت باستخدام الوهابية وخُوّان المسلمين والبترودولار ، سلاحاً بِيَدِها ، لإعادة تشكيل الوضع العربي والإقليمي ، بما يُطيحُ بالواقع العربي القائم ، رغم بُؤسه وضعفه ، والدّفع به نحو استيلادِ واقعٍ يجري فيه تقويضُ الدولة ، وتفكيك البُنَى القائمة ، وتمزيق النُّسُج الاجتماعية ، واصطناع وقائع تدميرية جديدة ، تُغْرِقُ عشرات الملايين من العرب ، في حالةٍ من تضميد الجراح والغرق في التفاصيل الجديدة ، لعشرات السنين القادمة .

– وللأسف ، فقد استطاع المحورُ الصهيو / أمريكي / الأطلسي ، و ” بِفَضْلِ “الوهابية ” و ” الإخونجيّة ” و ” البترودولار ” ، من تحقيق الكثير مّما يريده الاستعمار الجديد .

– ولولا الصمود الأسطوري لِأسد بلاد الشام الرئيس بشّار الأسد ، وهو في مُقدّمة الشعب السوري العظيم ، وعلى رأس جيشه السوري العملاق ، لَكانت الأمة العربية ، من محيطها إلى خليجها ، على طريق الالتحاق بِمَصيرِ عادٍ وثَمود .

-9-

( الحرب التي جرت على سورية الأسد ، لا شبيه لها في العالم )

– رغم الأخطاء التي حدثت خلال السنوات الماضية، فإنها كانت أقل بكثير مما كان يمكن أن تكون عليه ..

وأمّا المعالجة الاستراتيجية، فلقد كانت في ذروة الحصافة والشجاعة والحذر في آن واحد . .

– وتبقى المقاربة التي قامت بها الدولة السورية في مواجهة الحرب الإرهابية الدولية الطاحنة على سورية، خلال السنوات الماضية، مقاربة ناجعة، في خطوطها الإستراتيجية الكبرى، وإن كانت قد انتابتها أخطاء تعبوية كثيرة أثناء التنفيذ …

– وأمّا الحديث عن الحسم منذ البداية ، فهذا النمط من الطرح ينسى أن عشرات آلاف الإرهابيين لم يكونوا قد دخلوا إلى سورية ، لكي يجري الحسم معهم ..

وكذلك لم يكن عشرات آلاف الخارجين على القانون من الداخل، قد انتظموا وظهروا للعيان، لكي يتم الحسم معهم، بل ما كان قد ظهر هو طلائعهم وليس قواهم الأساسية التي جاءت وظهرت بالتتابع ..

– ويختلف التحرك العدواني لـ ” خوان المسلمين ” بين 1982 – 1975 ” الذي كان داخليا بكامله ، ولو بدعم خارجي ..

عن التحرك ، بل عن الحرب العدوانية العالمية : الأمريكية/ الأوربية/ التركية / الأعرابية الحالية ، التي تقاد وتدار وتمول وتوجه وتسلح وتذخر ويجري تحريكها، خارجياً، وبأدوات بعضها داخلي وأكثرها خارجي .

– وأمّا التشبيه بما جرى في ساحة ” تيان آن مين ” في الصين عام 1989 ، وحتى ما جرى في تونس و مصر وليبيا واليمن ، فقد كان مختلفا عما جرى في سورية ..

لأن ما جرى في سورية هو حرب عالمية عليها ، يشكل الجانب المحلي فيها جزءا من تلك الحرب ، لا بل الجزء الأقل خطورة وتحديا.

– وأمّا إخراج أو إبقاء بعض المجرمين في السجون في بداية الحرب على سورية ؛ عام 2011 .. فلم يكن ليغير كثيرا في مجريات الأمور ..

خاصة وقد تبين أن معظم القيادات الإرهابية ، جاءت من الخارج ، خلال الحرب ، بعد ذلك .

-10-

( لولا أسدُ بلاد الشام ، لكان الشرقُ العربي ، قد لَحِقَ بـ ” عادٍ وَثَمُود ” )

– لو لم يَرَ أسَدُ بلاد الشام الرئيس بشار الأسد ، الحجمَ الحقيقي للحرب الدولية الإرهابية القادمة على سورية ، منذ الأيام الأولى في آذار عام 2011 ..

– ولو لم يتعامل مع تلك الحرب ، بعقل بارد وقلب دافئ وبصيرة عميقة ورؤية منظومية ، انطلاقاً من رؤيتها وتشخيصها ، وفقا لصورة شعاعية ترى ما في أعماق الأعماق ، وليس وفقا لصورة فوتوغرافية ترى ظاهر الأمور فقط .

– لولا تلك الرؤية السليمة لأبعاد وآفاق التحدي الداهم واللاحق ، ولولا ذلك الأسلوب الحصيف في التعامل مع الإعصار القادم ..

لكانت سورية ولكان الشرق العربي ، قد صار بكامله ، في غياهب العدم ، ولكانت دول هذا الشرق ، قد باتت مئات الإمارات الإرهابية التي تتحارب وتتقاتل وتتذابح ، لمئة سنة قادمة …

– ومن حق الآخرين داخل الوطن وخارجه ، أن يروا الأمور كما يريدون ..

ولكن الرجل الأول المسؤول عن وطنه السوري وعن مصير هذا الشرق ، لا يمتلك ترف التجريب ولا التفريط ، بل كان مستنفراً بكامل طاقاته الخلاقة والمبدعة :

لِيَرَى ويُشَخِّص الأمورَ بعين النطاسي النسر ، لعشرات السنين القادمة ، وليس كما تبدو في الظاهر ..

وليتعامَلَ مع التحديات المصيرية الداهمة والقادمة ، بما تستحقه من استجابات ومواجهات قادرة على إجهاضها و هزيمتها .

-11-

( هل المطلوب : محاربة الإرهاب، أم محاربة سوريّة ؟!! )

– على الدولة الأمريكية الأقوى في العالم ، قَبْلَ أتباعها الأوربيين، وقَبْلَ أذنابها من نواطير الغاز والكاز، أن تمتلك الجرأةَ والشجاعةَ الكافيتين ، لكي تقول :

هل تريد محاربةَ الإرهاب ، أم محاربة سورية ؟!!

– مَنْ يريد محاربةَ الإرهاب ، لا يُحارب سورية …

وَمَنْ يريد محاربة سورية ، لا يريد محاربة الإرهاب .

– فَسورية الأسد :

/ هي العدوّ الأوّل للإرهاب ..

/ وهي الضحيّة الكبرى للإرهاب ،

/ وهي الأقدر والأفعل في العالم، على مواجهة الإرهاب .

/ وكلّ مَنْ يريد مكافحة الإرهاب في العالم، لابُدّ له أن يقف مع سورية ،

/ وكُلّ مَنْ يقف ضدّ سورية، يقف في خندق الإرهاب ، شاء ذلك أم أبى .

– وأمّا تبرير دعم الإرهاب والوقوف ضدّ سورية ، بالتشاطر الكلامي عَبْرَ القول أنّ الدولة السورية مغناطيس للإرهاب ، أو أنها هي سبب وجود الإرهاب..

فَمِثْلُ هذه التّقَوُّلات والتخرّصات، لا تُفيدُ إلاّ في دعم الإرهاب وتبرير وجوده وإفساح المجال أمامه، لكي يتنامى ويتوسّع وينتشر .

-12-

( بين الرئيسي … والفرعي )

طالما بقي الذئب الاستعماري الأطلسي – الأمريكي – الصهيوني، يُقدّم نفسه للعالم، على أنّه بيت الحكمة والإنسانية ومنبع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان..

وطالما بقيت فئاتٌ واسعة وأفرادٌ كثيرون، من بَنِي جِلْدَتنا ، تُسَوّق لذلك ، أو تصدّقه.

وطالما بقيت ” الوهابية ” التلمودية السعودية ، و” الإخونجية ” البريطانية ، ومشتقّاتُهُما ومفرزاتهما ، هما المهيمنتان على الإسلام والمسلمين …

وطالما بقيت الثروات العربية والمُقَدّرات العربية ، بيد سفهاء ونواطير وعبيد عصر الانحطاط الغازي والكازي …

فإنّ هذا العالم ، وخاصّةً ، الوطن العربي ، سوف يسير من سيّءٍ إلى أسوأ ، وصولاً إلى قاع الهاوية والدّرَك الأسفل …

في ظروفٍ كهذه ، وفي زمنٍ تخوض فيه الدولة الوطنية السورية ” شعباً وجيشا وأسداً ” أشرسَ حربٍ في تاريخها ، دفاعاً عن كرامة السوريين والعرب والعالم…

في مثل هذه الظروف ، يقوم الشرفاء والعقلاء ، بالوقوف بأرواحهم وأجسادهم ، وراء الدولة الوطنية السورية ، ويؤجّلون سلسلة انتقاداتهم وملاحظاتهم المحقّة على أداء الدولة ، حتى نهاية هذا العدوان …

لكيلا تتحوّل هذه الانتقادات إلى سلاحٍ إضافيٍ ، بيد أعداء سورية ، يوجّهونه إلى صدور الشعب السوري …

وأمّا عدم القيام بذلك ، فهو دليلٌ أكيدٌ على ضعف البصيرة ، في حالة حُسْن النيّة..

ودليلٌ دامغٌ على الارتهان لأعداء الوطن ، في حالة سوء النّيّة .

-13-

[ جوهر الدبلوماسية ]

( بين الأداء الدبلوماسيّ الرّفيع… والأداء الدبلوماسيّ الرّديء ..

الدبلوماسية لا تصنعُ النَّصْرَ .. لكنّها تُتَرْجِمُهُ .. أو تُجْهِضُهُ )

** الأداءُ الدبلوماسِيُّ الرّفيعُ، هُنَا أو هُناك ، لا يَصْنَعُ النّصْرَ ، وَإِنْ كانَ يُعَبِّرُ عنه ويُتَرْجِمُهُ – أو يجبُ أنْ يُعَبِّرَ عنه ويُتَرْجِمَهُ – .. بَلْ مَنْ صَنَعَ ويَصْنَعُ النَّصْرَ ، هُم :

• القيادةُ السياسيّةُ والعسكريّةُ..

• والمقاتلونَ الأشِدّاء في ميدانِ المعارك الطاحنة..

• ودِماءُ الشهداء العِظام..

• وأُمّهاتُ الأبطال..

• وجميعُ شُرَفَاءِ الوطن مِنْ أبْنائِهِ وبَنَاتِه، المؤمنين بالنّصْر على امتدادِ ساحاتِ الوطن ، والمنذورِينَ لِتحقيقِهِ.

** وأمّا الأداءُ الدبلوماسيّ، فَهُوَ نوعان :

• أداءٌ ، بيروقراطيٌ، جَامِدٌ ، كَسُولٌ، غَيْرُ مُبَادِرٍ ، ينتظِرُ التَّعـليمات ، ويُنَفِّذُ حَرْفِياً ما يُطْلَبُ مِنْهُ فقط ، وكَفَى اللهُ المؤمنينَ شَرَّ القتال.. و

• أداءٌ دينامِيكيٌ حَيَوِيٌ مُبَادِرٌ إبْدَاعِيٌ، لا يَحْفل بالانتقادات الفارغة ، بل بإيجادِ السّبُلِ الكفيلةِ بالتّعبير الصحيحِ والسّليم :

عن القرار السياسي والعسكري ،

وعن العُنْفُوانِ والشُّموخِ الذي تَمُورُ بِهِ صُدُورُ شُرَفَاءِ الوطن ،

وعن الواجبِ الوطني والقومي والأخلاقي والمبدئيّ، الذي يقعُ على عاتِقِ مَنْ كانَ لَهُمْ ، شَرَفُ التمثيلِ الدبلوماسيّ لِسوريّة والتعبير عنها ، في مُنـعَطَفٍ تاريخيٍ لا سَابِقَ له.

• والأداءُ الرّديء ، يكونُ عِبْئاً على الوطن ، و

• والأداءُ الرّفيع ، يكونُ عَوْناً لِلْوَطن .

-14-

( قد أُعْذِرَ مَنْ أَنْذَرْ … ولا أُعْذِرَ مَنْ أُنْذِرْ )

– على جميع زعماء ووجهاء السوريين الكرد ، أن يتوقفوا كليا عن المراهنة على الأميركي والألماني والبريطاني والفرنسي والبرزاني..

– ويحتاجون إلى الإقلاع عن الأخطاء التي قاموا بها خلال السنوات الماضية، التي أدت إلى خلق هوة بينهم وبين أشقائهم في الدولة السورية الوطنية ..

– ويحتاجون إلى الانخراط بشكل كامل وشامل، تحت راية الدولة الوطنية السورية، لكي يواجهوا الخطر الأكبر على سورية، بجميع مقوماتها العربية والكردية ..

ذلك الخطر المتجسد بالقيادة الطورانية السلجوقية العثمانية الأردوغانية الحالية ، التي ستأخذ المنطقة إلى سعيرٍ متواصل ، لن يخبو أواره ، قبل سحق الأوهام الأردوغانية التي تعتقد أنها تستطيع العودة بالتاريخ ، خمسة قرون إلى الخلف!!!.

– وعليهم الإقلاع النهائي عن وَهْمِ المراهنة على الخارج ، أيّ خارج .. وأن يعملوا من منطلق تحصين الداخل السوري، لطرد الطورانيين الجدد واستئصال مشروعهم الاستعماري القديم الجديد ..

وأيّ تردد أو تراخٍ أو تسويف أو استخفاف بهذا الخطر الأردوغاني الداهم ، سوف يدفع السوريون جميعاً ، أثمانَهُ غاليةً جداً جداً ، وسوف يندمون حيث لا ينفع النّدم … لا بل لن يغفر لهم التاريخ ، تلك الخطيئة .

-15-

( وزير الدفاع الروسي : سفننا الضاربة دخلت المتوسط… وآفاق الحل السياسي باتت بعيدة )

فما المقصود بأن ” آفاق الحل السياسي باتت بعيدة ” ؟ :

1 – المقصود هو أنّ حسابات المحور الأطلسي وأذنابه، بأنّ سورية الأسد وحلفاءها سوف يفتحون المجال لـ ” الحل السياسي ” على حساب السيادة السورية والوحدة السورية والأمن الوطني السوري .. هي حسابات خاطئة ..

2 – وأنّ سعة صدر سورية الأسد وحليفها الروسي والإيراني، واستعدادهم لحوار ومفاوضة ومشاركة جميع أشكال المعارضة، بما فيها المأجورة والمرتهنة، بشرط أن تتخلى عن العنف وتلتحق بركب العمل السياسي.. قد فات أوانه، لأنّ واشنطن، لم تقم بأي خطوة جدية بخصوص ذلك ..

3 – وهذا يعني أنّ الأمريكان وحلفاءهم وأتباعهم وأذنابهم وإرهابييهم، لا يفهمون إلّا لغة القوة ..

ولذلك سوف نتحدث معهم ، بهذه اللغة الوحيدة التي يفهمونها.

-16-

( لماذا الهدنة في ” حلب ” ؟ )

– لأنّ الدولة الوطنية السورية، هي أم الصبي الأصلية، ولأنّها المولجة والموكلة والمعنية والمفوضة، شرعياً وقانونياً وأخلاقياً ووطنياً ووظيفياً، بالدفاع عن سورية وأرضها وشعبها..

– فإنّها تقوم بمصالحات متلاحقة تعفو فيها عن الكثير من الخارجين السابقين على الوطن ..

وتطلب من حليفها الروسي ، القيام ببعض الهدنات الكفيلة بتزويد عشرات آلاف السوريين المختطفين من قبل العصابات الإرهابية ، بوسائل الحياة الضرورية ..

وكذلك ، بعودة من يريد العودة من الضالين والخارجين، إلى جادة الصواب من جهة ثانية ..

– مع ضرورة إدراك أنّ ما يجري، يصب حكماً وحتماً، في خانة الإسراع بحسم موضوع تحرير حلب من خاطفيها الإرهابيين.

-17-

– متى سَيَفْهم مسؤولو أوربّا وأمريكا، أنّ ما عَوَّدَهْم عليه، نَواطِيرُ الغاز والكاز وباقي المحميّات الوظيفية، من حَيْثُ التّبعيّة لهم والإذعان لرغباتِهِم والاستجابة لإملاءاتِهِم، بل وتقرير مصائرِهِم ..

– هذا الأمْرُ لا يَسْرِي ولن يسري على سورية، في يومٍ من الأيّام، حتّى لو “هبطت السماء على الأرض ” .

– فالسوري، لا يخضع ولا يركع ، إلا لِلّه عزّ وجلّ ….

– وأمّا أولئك التّابِعون للجنسية السورية، الذين انسلخوا عن وطنهم والتحقوا بالأجنبي وبأذنابه من نواطير الغاز والكاز، فهؤلاء انسلخوا عن سوريّتِهِم في اللحظة ذاتِها التي وقفوا فيها، في الخندق الأجنبي والأعرابي، المعادي لسورية، ولم يعودوا سوريين، بِنَظَرِ معظم أبناء الشعب السوري، بل هُمْ خَوْنَة الشعب السوري.

-18-

( ” هنري كيسنجر ” داهية الدبلوماسية الأمريكية ):

– وصف الرئيس الأمريكي ” جيرالد فورد بـ ” الغبي ” . .

– ووصف الرئيس الأمريكي ” رونالد ريغان ” بـ ” الجاهل ” ..

– ولو كان له أن يصف ” جورج دبليو بوش ” ، لو صفه بـ ” الأبله ” .

ملاحظة :

هل تعلم أنّ ذلك الرئيس الجاهل فعلا ” رونالد ريغان “، والذي كان ممثلاً سينمائياً من الدرجة الثانية، كان من أكثر الرؤساء شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية .

-19-

( معيار أذناب واشنطن – وخاصةً في محميّات نواطير الكاز والغاز – الغارقين في حَمْأَة الطائفية والمذهبية..

يتجلّى عبر أسلوبهم الذي يتلخّص، بأنّ كلّ مَن يبتعد عن واشنطن، يجري الإمعان في توجيه تهمة الطائفية والمذهبية إليه، حتى لو كان أبْعَدَ الناس عنها..

وأنّ كلّ مَن يحظى برضا واشنطن، يجري تنزيهه من هذه التّهمة، حتى لو كان لا يتنفّس إلاّ الطائفية والمذهبية، كما هو حال نعاج الغاز والكاز. ” . )

-20-

– لماذا لم يمرّ ( الربيع العربي ) على منطقة الخليج العربي، التي تديرها سلطات وعائلات حاكمة، هي الأكثر ديكتاتوريةً على وجه الأرض، وأكثرها فساداً على وجه الأرض، وأكثرها تخلفاً وغرائزية وبدائية وتبعية في هذا العالم، رغم بحار المال والغاز والبترول التي تسبح فيها؟..

– بل ولماذا جرت محاولات مستميتة لاصطياد ( سنونو الربيع العربي ) في البحرين، عندما فكّر بالاقتراب من تلك المنطقة، متوهّماً أنه أمام ربيع حقيقي، فإذا بأنظمة الخليج ( الأعرابية ) وبأسيادها الأطلسيين في أميركا وأوربا، يكمنون لذلك السنونو ويضعونه في القفص، تمهيداً لخنقه، بدلاً من إفساح المجال، لِتَنَسُّمِ نسائم ( ربيع الحرية ).. لو كانوا فعلاً، حُرَّاساً وحُماةً لربيع الشعوب ، كما يدّعون . ؟!!

– والجواب : لأنه ليس هناك لا ” ربيع ” ولا ” عربي “.. بل عاصفة هوجاء وإعصار مسموم، جرى تصنيعهما في أقبية المخابرات الأطلسية، وبمواد محلية، أعرابية ومتأسْلِمة، وبأنهار البترودولار الأعرابية ، لتفريغ المنطقة من أي عوامل إيجابية تنمو وتترعرع فيها، ولإعادة شحن المنطقة وتذخيرها، بسيل من العوامل الهدامة والمدمرة .

-21-

( نعم … قيادتنا حكيمة ومحنكة أيضاً )

– لولا أسد بلاد الشام الذي يطلق عليه السوريون الشرفاء لقب “قيادتنا الحكيمة”، والتي يتندر بها البعض… لما بقي جيش ولانحل الجيش السوري منذ الأسابيع الأولى .. ولذهبت سورية في ستين داهية..

– إنّ محاولة الفصل بين ” قيادتنا الحكيمة ” وبين الجيش السوري، كمحاولة الفصل بين الرأس والجسد، هي محاولة بائسة محكوم عليها بالفشل الذريع ..

– إنّ تركيز المحور الصهيو – أميركي على الرئيس الأسد، للخلاص منه، بصفته القائد العام للجيش قبل كونه رئيسا للجمهورية، منذ سبعين شهراً حتى اليوم.. يهدف إلى قطع الرأس عن الجسد .

– والعاجزون عن رؤية هذه الحقيقة الدامغة، معذورون، لأنّهم لا يستطيعون رؤية الأمور، إلّا من ثقب الباب .

-22-

( الأمريكي.. مُكْرَهٌ أخوك لا بَطَل، في القبول بـ ” عون ” رئيساً )

– ليس قراراً حريرياً ولا قراراً سعودياً، بل هو براغماتية أمريكية غير مُعَلَنَة، تهدف إلى قطع الطرق على المزيد من فاعلية منظومة المقاومة والممانعة في لبنان، وعلى رأس حربتها المقاومة اللبنانية ” حزب الله ” بعد إجهاض مشروع الشرق الأوسط الصهيو/ أمريكي الجديد ، على أسوار القلعة السورية الأسدية ..

– وعليه قرّرَ الأمريكيُ زَجّ ” سعد الحريري ” ليكون رئيس حكومة لبنان، لأنّ ذلك هو الطريق الكفيل، برأيهم، لوقف تداعيات صمود وانتصار منظومة المقاومة والممانعة، على الساحة اللبنانية، في مواجهة المشروع الصهيو/ أطلسي ..

– والمدخل الوحيد إلى ذلك، هو التسليم الأمريكي بمجيء حليف المقاومة وخيارها الأول ” العماد عون ” إلى رئاسة الجمهورية ” .

– وعليه جرى الإيعازُ لـ ” الحريري الصغير ” بترجمة ذلك..

– وهذا يعني أنّ الصراعَ مستمرٌ في لبنان، ولكن بأساليب وطرق سياسية .

-23-

( ربح جنرال ” الإصلاح والتغيير ” معركته، بعد ” 26 ” سنة من الهزيمة.. وبقي عليه أن يربح الحرب )

– نعم، الرئيس العماد ” ميشيل عون ” يشبه أبطال التراجيديا الإغريقية، في أسطوريتهم..

– ولكنه يختلف عنهم ، بأنه ربح معركته ولم يخسرها..

– ومن يكون كذلك ، سوف يتصرف من منطلق أنه صاحب قضية ، ولس رئيس جمهورية فقط ..

– وقضيته الكبرى هي ” الإصلاح والتغيير ” ، ولذلك سيحتاج لخوض حرب من أجل : إصلاح النظام السياسي اللبناني المهترىء ، وتغيير المجتمع اللبناني إلى الأفضل ..

– لقد ربح ” الجنرال عون ” المعركة ، وبقي عليه أن يربح الحرب.

-24-

( سمير جعجع )

– هو الرمز الأبرز لكل ما هو معاد للعروبة ولفلسطين ولسورية وللمقاومة ..

– وحيثيته مستمدة من تمثيله لتيار اجتماعي وسياسي تقليدي في لبنان ، تربى تاريخياً منذ بدايات القرن الماضي على التبعية للأم الحنون ” فرنسا ” ومن ثم لـ ” العم سام ” الأمريكي، وكذلك النظر للإسرائيليين بأنهم ضمانة في وجه العرب والعروبة…

– وأمّا ذهابه باتجاه ترشيح حليف المقاومة ” الجنرال عون “، فقد جاء، بالنسبة إليه، انطلاقاً من مبدأ تفضيل السيء على الأسوأ ، بالنسبة إليه .

-25-

( هتافات بعض المراهقين ” البرتقاليين ” في لبنان، تجاه سورية، لا تستحق الوقوف عندها، لأنّ أصحابها لا زالوا يعيشون كما كانوا يفكرون عندما كانوا أطفالاً صغاراً، ولا يفهمون التطورات الجذرية التي حدثت في هذا الشرق خلال العقد الأخير ..

ويبقى الرئيس العماد عون، بمناقبيته وبصدقه مع ذاته، ضمانة أساسية للبنان والخط الوطني اللبناني . )

-26-

( برقية التهنئة الأمريكية للشعب اللبناني فقط، وبدون تهنئة الرئيس ذاته، بمناسبة انتخاب الجنرال ” ميشيل عون ” لرئاسة الجمهورية اللبنانية.. والأمور التي طالبت بها واشنطن..

تعطي فكرة واضحة عن أنّ واشنطن تعيش مناخات الحرب الباردة، وأنّ سياستها رغبوية، لا بل تعيش حالة غفلة عن حقائق الأمور، وكأنّها لا تعرف شيئاً عن موازين القوى القائمة، رغم معرفتها الجيدة بتلك الموازين . )

-27-

( الرئيس اللبناني المنتخب ” العماد ميشيل عون “، رجل التحديات الكبرى، هو رجل ” الإصلاح والتغيير ” ..

والتحدي الأكبر أمامه، طيلة السنوات الست القادمة، هو وضع هذا العنوان “الإصلاح والتغيير” موضع التنفيذ، ومواجهة جميع الصعوبات والعثرات والأشخاص والأزلام الذين سيعملون على إعاقة الإصلاح والتغيير في لبنان . )

-28-

( مَن يريد تدمير الكعبة الشريفة !!! )

للبلاهة حدود.. ولكن أن تصل البلاهة بآل سعود إلى درجة يتّوهمون فيها أن تسويق كذبة هائلة ك فرية ” قصف الحوثيين للكعبة الشريفة “، فذلك أمر لا يصدقه عقل ..

” الكعبة الشريفة ” هي معقل جد الحوثيين، لأنّهم سادة من آل البيت ..

وأمّا آل سعود، فهم وهابيون تلموديون، أعداء لآل البيت عامة ولسيد آل البيت الرسول العربي الأعظم ” محمد بن عبدالله ” خاصة ..

وما من تفسير لجنون وسعار آل سعود هذا، إلّا أنّ حقدهم وضغينتهم على الإسلام القرآني المحمدي وعلى آل البيت، وصل بهم إلى درجة يريدون فيها هدم الكعبة الشريفة ، بذريعة قصف الحوثيين لها !!!!

-29-

– هناك معارضون في سورية، أخذوا أكثر من حقهم، لا بل أخذوا ما ليس من حقهم، ومع ذلك لا زالوا يعلنون وقوفهم ضد الدولة الوطنية السورية ( رئيس هيئة التنسيق : حسن عبد العظيم نموذجاً )

– لا بل هناك عشرات المعارضين الذين فروا إلى الخارج في السنوات الأخيرة، وكان بعضهم قد دخل السجن في الماضي ..

– فقد تبيّن أنّ السجن كان قليلاً عليهم، بعد أن تبين أنّ عمالتهم وخيانتهم للوطن والتحاقهم الذيلي بأعداء سورية في الخارج ، ليست خافية على أحد .

-30-

( المعارضة والمثقفون : ستائر وذخائر لأعداء سورية )

– وأمّا في سورية، فقد تحوّلت المعارضات السورية، بمعظمها ( وخاصةً الخارجية منها ) والمثقفون السوريون ( بمعظمهم ) إلى ستائر وذخائر، لهذا المخطط الاستعماري..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.