سلسلة خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئتان والثلاثون “230 “)

موقع إنباء الإخباري ـ
بقلم : د . بهجت سليمان:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[وتبقى شامةُ الدنيا ، سماءً…… وشمساً للرجال الشامخينا

ويبقى الحقُّ ، مرفوعاً ، ينادي ….. ستبقى الشامُ ، رُغْمَ الحاقدينا ]

-1-

[ في مِثْل هذا اليوم منذ ستّ سنوات ، في : 18 ـ 3 ـ 2011 ، انطلقت شرارة الحرب الكونية الإرهابيّة على سورية ، والثورة المضادّة في سورية ]

[ سِتُّ سنواتٍ على ” الحرب ” على سورية ]:

( بين الواقع القائم و المسقبل المنشود ) !

ـ سنواتٌ سِتٌّ تفصلنا اليومَ عن بدايةِ عصرٍ عالميّ جديد.. ، عصر الحرب الشّاملة على سورية. إنّه عصرٌ عالميٌّ موصوفٌ بخصوصيّةِ أنّهُ سيبقى بالنّسبةِ إلينا كما بالنّسبة لأبنائنا و أحفادنا على توالي أجيالهم، منعطفاً عربيّاً و سوريّاً و إقليميّاً و عالميّاً و تاريخيّاً، بالإضافة إلى أنّه شكّل و سيشكّلُ مفترقاً أنثروبولوجيّاً يُضافُ علميّاً إلى تاريخ “تطوّر” المجتمعات و الأمم. عصر التّحوّلات العالميّة الشّاملة التي تُحقّبُ لتشكيلةٍ سياسيّة عالميّة عابرةٍ للقارّاتِ و البحار و المحيطات. و هي عابرة أيضاً للثّقافة و الأخلاق. و يبدو أنّهُ عصرٌ لن تنجلي خبرتُهُ، فهماً و إدراكاً، إلّا في فلسفة السّياسة !

ـ. و في الصّورة الشّاملة، أيضاً، فإنّه عصر إفصاح هذا “العالَم” عن معاناته من فاقةً فوقَدماغيّة! هي ليست فاقة عضويّة تكوينيّة، و إنّما هي تعبيرٌ عن العَوَزِ المزمن الذي يُرافقُ الانتفاخ الإنسانيّ المبرّح جرّاء إيمانه بثقافاته الضّحلة العمياء. الثّقافات التي أرهقت “سَوَاءَ” الغريزةِ الطّبيعيّة الحنونة التي ضمنت للإنسانيّة كلّ تاريخها البنّاء؛ فيما هي (الإنسانيّة) – مع “التّقدّم”- تَنحَرُ جميعَ إنجازات تاريخها بسبب التّسلّط العُنفيّ الوَرِمِ الذي سيقضي – ربّما- على أفضل الآفاق المحتملة أو الممكنة.

ـ نحن ما نزالُ في “مناسبات” دماءٍ أُهرِقَتْ و تُهرقُ، و آلامٍ سالَتْ و تسيلُ، و فظائعَ ارتكبتْ و مازالت تُرتكبُ باسم الإنسانيّة و “حليبِ الأطفالِ”.. و الثّورة و الحرّيّة و النّزاهة و حقوق الإنسان. إنّها طنطناتُ و قرقعاتُ الأسماء الثّقافيّة- السّياسيّة، الكليّة، التي تستعيد طقوسَها البربريّة في حقولِ النّار و بحار الدّم، و في ممارسة أبشع أنواع الاستيهام و الإيهام و الجهل و التّجهيل و القتلِ و الدّمار على الشّعوبِ الطّريّة.. ، لتصنيع

“أفضل” أداء مُحسّنٍ للوحشيّة الاجتماعيّة و البربريّة السّياسيّة، و العنف و التّوحّش..!

ـ اليومَ.. وصلت الحربُ القائمة علينا في سورية إلى مرحلة تسمح بتحقيب الصّراع الدّائر و عنصرته في أفعال و مراحل نوعيّة و استجابات تعبّر تعبيراً واضحاً عن واقع و طبيعة حجم المؤامرة العالميّة- الأعرابيّة، على نحو يفضح جميع مكوّنات هذه الحرب النّموذجيّة غير المسبوقة على الأمم و الأوطان، بحيث تشرح هذه الحربُ نفسها كمثالٍ على وَفرةِ الأفكارالقاتلة على الشّمول، و خطابِها الموازي، مقابل نَدرةِ الثّقافة التي تُمارَسُ في وجه هذه الآليّة التّدميريّة، المنظّمة جدّاً، للحرب في الأُنموذج و المثال.

ـ. لا يُلبّي حديثنا على الواقع اليوميّ الفظّ و المباشر و القريبِ، هنا، شيئاً من المعرفة. فالمنظرُ الدّامي للقتل الذي يُمارسُ على شعبنا العربيّ السّوريّ، و الدّمار و التّخريب الممنهجَين، و الخنق المتعمّد للحياة، و الثّأر و الانتقام من حضارتنا العربيّة السّوريّة العريقة عراقة هذا التّراب، و محاولات إذلالِ كراماتنا، و العمل على تقبيح البطولة و الشّهادة و الرّجولة و الأنوثة و الجمال.. ، و الانتقام من البشرِ و الحجر.. ، و شطب الرّوحِ الأصيلة في المكان ..

أقولُ جميع هذا و ذاك ، هو ممّا استفاض الكثيرون في الحديث فيه و “وصفوهُ” بطرق متعدّدة بعضُها القليلُ – و الأحرى النّادر- الذي كان توظيفه ناجحاً للكشفِ عن “كلمات السّرّ” التي تُبرمج مفتاحيّات الحرب؛ على أنّ الكثير منها، أيضاً، كان و ما زال مُصاباً بالوظيفيّة الانتهازيّة التي غالباً ما تزدهرُ، ثرثرةً مقيتةً لهُواةٍ هَزْليين، في الكوارث و الملمّات.

ـ و مع تقدّم و تطوّر الدّيناميّات المختلفة للدّمار و سفك الدّم الشّجاع، الذي “تكفّلتْ” به هذهالحرب، تتطوّر أيضاً مجموعة من الإيحاءات و المعالم التّكوينيّة البنيويّة التي تشكّل منحًى خطّيّاً لتعاقبِ الأحداث و المراحل التي قطعتها هذه المَعْمَعَةُ، هذا و لو أنّ الفصل بين المراحل و الأغراض و الأدوات غير ممكنٍ كما أنّه ليسَ من أهداف هذه القراءة.

ـ نحن اليوم على مسافةٍ كافية من البدايةِ و التي تستمرّ في الأدوات و الأهداف، كما أنّنا في مرحلةٍ متقدّمة و ناضجة من هذا الصّراع، تسمح كلّ منهما بمعاصرة مضمون و مغزى هذا الحدث التّاريخيّ العاتي. إنّه علينا أنْ نقرأ الكارثةَ الإنسانيّة التي يُمارسها علينا ثأرُ “الآخَر”، قراءةً مفصّلةً و واسعةً- و هذه دعوةٌ لكلّ متمكّنٍ و قادرٍ من المثقّفين و المفكّرين و علماء الاجتماع- و أن نعمل على تفنيد مبادئها و مراحلها، و ذلكَ قبل أنْ نصبحَنحن- كما هي العادة- مادّةً صمّاءَ للدّراسات الغربيّة و الاستشراقيّة التي تعبثُ بحقائقنا و تاريخنا من وجهات النّظر و الثّقافة “المركزيّة”(!) الغربيّة المعروفة بمناهجها المغرضة؛ في الوقت الذي أَعتبرُ فيه هذه المقاربة الوجيزة و العَجلى إسهاماً أوّليّاً في المقدّمات الأساسيّة فحسب.

ـ كان واضحاً منذ بداية هذه الحرب الهمجيّة أنّ أهدافها مركّبةٌ و معقّدةٌ ، بحيث أنّ شعاراتها الأوّليّة الكاذبة لم تعبّر، البَتَةَ، عن أهدافها الحقيقيّة.

و يوماً وراء يوم و حدثاً إثرَ حدثٍ ، راحت الجريمة الشّاملة تشرح نفسها من دون تحفّظٍ ، و لكنْ بدرايةٍ تامّة من المخطّطين و المنفّذين ، الأصلاءِ و الوكلاءِ و المرتزِقةِ و المأجورين ، فيما ينتقلون يوماً بعد يومٍ في الفجورالذي يؤسّس لأهدافهم السّياسية ، التي باتت عاريةً حتّى بالنّسبةِ إلى أشدّ مَنْ كان و ما زال مِنْ مناصريهم و محازبيهم و زبانيتهم من المعارضات المحلّيّة ، الدّاخليّة و الخارجيّة ، تقيّةً و غباءً و حقداً و مزايدةً.. في وقتٍ واحد.

ـ لقد استهدفتْ الحربُ على سورية كلّ شيء له إسمٌ حضاريٌّ و قوميٌّ و وطنيّ: روح العصر،الانتماء و الاندماج العربيّين ، مقوّمات الوطن ، الدّولة و الأرض و الشّعب ، مكوّنات المجتمع ، الإنسان بدمهِ و لحمه..، الاقتصاد و المال العام ، المؤسّسات و المرافق العامّة ، الثّقافة و البنية الخدميّة ، السّايكولوجيا الفرديّة و الاجتماعيّة.. ، و الأحلام أيضاً.. إلخ.. ، إلخ..

غير أنّ أهدافها هذه انقسمت في توجّهين أساسيين يمكن التّعبير عنهما باستهدافين منظّمَين و مخطّطين هما : رأس المال المادّي ، و رأس المال الرّمزيّ..

إنّ أدوات الحرب و السّياسة في الغرضِ و الغاية لا تخرج بأيّ حالٍ عن هذين المكوّنين الرّئيسين للوطن أو للأمّة.

ـ صار من المفهوم ، كيف استهدفت الحربُ البنيةَ المادّيّة التّحتيّة في سورية و استباحت حقوق المواطن و الإنسان بالحياة و الوجود و لقمة العيش و سدّ الرّمق.

اجتمع القاصي و الدّاني للتّخريب المدمِّرِ و الخيانة المُنظَّمة و الفجور المُمَنهج و الاعتداء على ، و اغتصاب ، جميع عناصر الحياة..

و ساعد على ذلك من هم في حكم العدوّ العالميّ و الإرهابيّ من تجّارِ الحربِ في الدّاخل و الخارج، إضافةً إلى كيل العقوبات الغربيّة الاقتصاديّة و الماليّة على الشّعب العربيّ السّوريّ ذي العودِ الغضّ. .

هذه الصّورة هي الأوضح عند الغالبيّة ، نظراً للمعاناة المباشرة التي يرزح تحت وطأتها المواطن و الوطن. هذا أمرٌ واضح إذاً..

و لكنّ الأمر الذي ينبغي علينا أن نُدركه هو ما ليسَ من الملحوظ عياناً. و لو أنّه يصبح جليّاً فيالتّفكير الوجيز. إنّني أعني بهِ الحربَ على رأس المال المعنويّ أو الرّمزيّ التي تُعدّ أهميّتها مركزيّة ، و غالبةً في الظّرفيّة ، في صلبِ جوهر الحرب و في مراميها الأكثر خطورةً و الأبعد أثراً، لا سيّما مع فشل الحرب العسكريّة الإجراميّة المباشرة في النّيل من صمود المجتمع و الدّولة و الجيش و البنيان و الإنسان.

ـ إنّ رأس المال الرّمزيّ ، هو كلّ ما يتعلّقُ بالقيمة على شتّى أنواع القيم المعروفة في الاقتصاد و السّياسة و الأخلاق ، بما يختلف عن الكلفة المادّيّة التي يعرفها الجميع. .

فهنالك القيمة التّبادليّة التي يعرّفها الاقتصاديّون ( و مثالهم ماركس ) بأنّها كميّة العمل الاجتماعيّ المبذول لإنتاج البضاعة أو السّلعة أو الخدمة. .

ثُمّ القيمة الاستعماليّة التي يعرّفونها بضرورة أو إلحاح الحاجةِ إلى الشيء. .

و هناك القيمة الأخلاقيّة التي تعتبرُ قيمة غير معياريّة من حيثُ أنّها لا تقاسُ و لا تُقدّر و لا تُثمّنُ و لا تُسعّر. وهذه القيمة الأخيرةُ هي القيمة التي يكون معها العالمُ أكثرُ صِدقاً و إنسانيّة و آدميّة و طمأنينة و اطمئناناً و أماناً.

و فوق جميع تلك القيم ، و فيما يختزل جوهرها أيضاً ، هنالك القيمة الرّمزيّة التي يشكّل مجموع عناصرها ما يُسمّى برأس المال الرّمزيّ في الوطن أو الدّولة أو الأمّة ..

الذي يعني العبثُ فيه ، انتهاكاً للثّقة بالتّكوين الوجدانيّ للمجتمع و اعتداءً على الثّوابتِ التي تمنح الأمّة أو الدّولة صيغتها الجوهريّة التي تقاوم العدوان الّلغوي الذي يترك أثره ، أوّل ما يتركهُ، على الإيمانِ بالذّات الجمعيّة المستمدّة من أصل الحقّ الترنسندنتاليّ ( القَبليّ أو العالي أو المتعالي أو المفارق للمحسوس في التّجربة و التّبادل..).

و هذا بالضّبط ما اشتغلت عليه الحربُ على سورية منذ بدايتها أيضاً بالتّزامن مع تخريب جميع بنى رأس المال المادّيّ.

ـ كان التّخطيطُ، و ما زال، واضحاً لتدمير القيم الوطنيّة الرّمزيّة ، التي تُعدّ الهيكلَ الأساسيّ للبنية الوطنيّة الجمعيّة. فعلاوة على الحربِ المادّيّة الشّاملة التي خرّبت كلّ ما أمكنهم فيها تخريبه، كانت الحربُ الرّمزيّة أخطرَ و أعتى، و قد عملوا على ذلك بوضوح و صراحة و شراسةٍ غير مسبوقة.

و تبدو خطورةُ هذا النّوع من الحرب في اطّرادها بالتّساوق و التّزامن مع الحرب على العناصر الوطنيّة الواقعيّة و المادّيّة.

و من الواضح أنّهم أدركوا هذه الخطورة في أهمّيّة وسائلهم و أدواتهم ، و اشتغلوا عليها بما لم يدّخروا فيه الغالي و الثّمين من الأموال و السّياسة و الدّبلوماسيّة و الدّين و الفجور الإعلاميّ أيضاً.

ـ عندما نعود في الذّاكرة القريبة إلى تعاقبِ مراحل الحرب على سورية و أدوات هذه الحرب ، نُدرك بوضوح كيف اشتغلَ العدوان العالميّ- الوَهّابيّ ، البربريّ- الوحشيّ ، على استثمار تخريب الواقع المادّيّ و الاقتصاديّ و البنية التّحتيّة في مكوّنات الدّولة ، تسهيلاً للوصول إلى تناول ما أسميناه رأس المال الرّمزيّ ، بالعبث و التّشكيك النّفسيّ الاجتماعيّ و التّاريخيّ وصولاً إلى العمل على التّدمير و الدّمار الشّامل .

– نذكرُ أنّه من أوائلِ ما بدأت فيه الحربُ ، في النّصف الثاني من شهر آذار- مارس من العام 2011م ، كان هو الهجوم على الرّمزيّة الإنسانيّة و الأخلاقيّة للدّولة ، و ذلك في أسطورة “أطفال درعا” الفانتازيّة التي صارت معروفة و مفهومة و مفضوحة أيضاً.

– ثمّ جرى الانتقالُ إلى الهجوم على ” الدّستور ” من جهة ” المادّة الثّامنة ” منه و التي قصدوا من خلالِ شيطنتها ، حذفَ تلك القيمة الرّمزيّة للبعثِ ، كحاضنٍ للقيم العربيّة في الدّولة الوطنيّة السّوريّة ، و دكَّ الإسفين الأوّل في الجسد السّياسيّ السّوريّ المعاصر.

– و تلا ذلكَ الهجومُ على اعتباريّة الجيش العربيّ السّوريّ ، بوصفه حامياً للدّيار في وجه الاستباحة الشّاملة للوطن ، كما بوصفه الجدارَ الصّلب الذي تتكسّرُ عليه مشاريعهم التّقسيميّة الانتقاميّة و الثّأريّة ، فقاموا بمحاولات لم تيأس بعدُ ، من أجل تصويره كقوقعةٍ غريبةٍ عن جسد الوطن.

و ها هي الأيّام تُثبتُ ، الآن تحديداً ، قيمة هذا الجيش البطل و دوره في الحفاظِ على كرامة الشّعب العربيّ السّوريّ و تجنيبه العبوديّة ، و الحفاظ على شخصيّة الوطن و الدّولة و حماية و صيانة هيبة الأمّة العربيّة جمعاء.

– و رافق هذا و ذاك ، الحربُ على رمزيّة ” العَلَم ” الذي يختزلُ العَقَديّة السّياسيّة للشّخصيّة الوطنيّة ، إذ رفعوا في حربهم المأجورة علمَ الانتداب الفرنسيّ في وجه علم البلاد.

– و انتقلوا بعد ذلك ، إلى التّركيز الكثيف في الهجوم على ” الرّئيس ” و على شخص الرّئيس الأسد باعتباره رمزاً كثيف الدّلالة للجُرأة و الصّمود و الشّجاعة و لِأنّهٌ ضامنٌ سياسيٌّ و أخلاقيٌّ لوحدة المجتمع و الدّولة و المؤسّسات.

– و في الأثناء تناولتِ الحربُ “الرّمز الطّائفيّ” الذي يُعبّر عن تنوّع المجتمع العربيّ السّوريّ و قوّته و غناه في هذا التّنوّع ؛ فجاهروا ، حِقداً و لؤماً و تفاهةً ، بالهجوم الطّائفيّ و المذهبيّ الصّريح ، عليه.

و لقد لجأتُ إلى هذه التّبسيطيّة في التّفنيد السّابق ، أملاً في أن تدخلَ هذه الفكرة في عداد الثّقافة السّهلة التي تُصاب بها المجتمعات و العالم ، يوماً إثر يوم، مع أنّ هذا الأمر هو في عداد الأسلوبيّة الوظيفيّة المتطوّرة للعلوم النّفسيّة الاجتماعيّة الحديثة و المعاصرة.

و على أيّ حال ، فهذا ليس هو المشهد الشّامل الحقيقيّ ، على الحصر، لهذه ” الحرب ” كواقعةٍ تاريخيّةٍ ، من المرجَّح أن يستبعدَ تكرارَها ، كلّ منطق للتّحليل و التّركيب و الجدل. و هذا هو بالضّبط شأن الحركات و الأعمال و الأحداث الفاصلة في التّاريخ.

إذاً ، فلكي يكتملَ المشهد ، لا بدّ من أن نبحث عن وجهٍ إيجابيٍّ موضوعيٍّ واضح ـ و لو على مضضٍ وجدانيّ- لهذه الحرب؛ و شأنُها في هذا شأنُ كلّ حدث تاريخيّ أو طبيعيّ أو كونيّ ، من حيث اجتماعُ ما ننعتُه، فيها، في ” الثّقافة “، سلباً و إيجاباً. و يتبدّى هذا الوجه الإيجابيّ في الأثرِ الإقليميّ و العالميّ الذي كان أحد أهم أصداء و مفاعيل هذه الحرب.

منحت الحربُ شرعيّةً نهائيّة و ثابتةً للمقاومة العربيّة ، ضدّ مختلف مشاريع الالتهام المُعَدّة تاريخيّاً لمنطقتنا “الشّهيّة”.. ، في وجه المشروع العالميّ المعادي ضدّ قلب أمتنا العربيّة في هذا المكان الاستقطابيّ للجغرافيا و التّاريخ و المتمثّل في (سوريا- بلاد الشّام).

1 – فلقد تجلّت في ( سورية ) كلّ عراقة الثّبات و التّحدّي التّاريخيين ، و قدرة الشّعب العربيّ السّوريّ و الجيش العربيّ السّوريّ و نظامه الاجتماعيّ و السّياسيّ، كأسطورةٍ معنويّة أبديّة من أساطير مواجهة و سحق موجات الغزو الاستعماريّ التي تعدّدت على مرّ تاريخ ( دمشق )، فتحطّمت- مرّة أخرى و أخرى- أوهام الغزاة و المحتلّين و مشاريعهم و أطماعهم على مختلف صنوفهم الأعرابيّة و العثمانيّة و الصّهيونيّة و الأوروبيّة و الأميركيّة.

2 – أثبت “حزب الله” قوّته و ضرورته الاستراتيجيّة و جوهريّته التّكوينيّة في ( لبنان ) و منطقة المشرق العربيّ كلّه ، و استعاد جميع مسوّغاته النّضاليّة الإقليميّة ، فاندرج في عناصر ” القوّة الشّاملة ” السّوريّة و الإقليميّة في وجه الصّهيونيّة العالميّة و الرّجعيّة العربيّة الإسلاميّة و المخطّطات الغربيّة على مختلف جنسيّاتها و أهدافها و أوهامها في ابتلاع المنطقة أيضاً.

3- برزت ( إيران ) ، عمليّاً ، كقوّة إقليميّة واقعيّة و قادرة ، و كمُعادلٍ سياسيّ و عسكريّ حيّ و جِدّيّ في وجه وحشيّة دول ” الكاز والغاز ” الرّجعيّة الوهّابيّة ، كما في وجه البدائيّة السّياسيّة “الأخونجيّة” التّركيّة و أوهامها في استعادة ما تبدّد من أحلامها الضّائعة في أمجادها الإمبراطوريّة البائدة ..

فيما دخلت ( تركيا ) في مرحلة خلخلة اجتماعيّة و سياسيّة داخليّة ، عرقيّة و ثقافيّة و طائفيّة ، سوف يكون لها أثرها المباشر ـ و ربّما القريب – في زعزعةدكتاتوريّة الطّغمة الحاكمة ” الأخونجيّة ” فيها ، بعد أن جرى نبذها ، بحذافير الفضيحة العقلانيّة التي تورّطتْ فيها، من ” مشروع ” انضمامها إلى “الاتّحاد الأوروبيّ “.

4 – تملمَلَ ” الشّرقُ ” العالميّ و راح ينفض عنه غبار اليأسِ ، ثأراً من الأخطبوطيّة الغربيّة – الأميركيّة ، فوصلت أمواجُ حضوره الواثقة الجديدة في ” النّظام العالميّ ” المستحدث بفعل أثر الصّمود السّوريّ الخارق ، إلى أقاصي ( شرق آسيا ) مع ( روسيا ) و ( الصّين )، حتّى شواطئ المحيط الهادي. .

5 – ترسّخ و تفعيل عمل كتلة مجموعة دول ” البرِيكس ” ( BRICS ) في مواجهة التّغوّل الأميركيّ – الغربيّ، و تنشيط دور معاهدة دول ” اتّفاق شنغهاي ” للتّعاون (زSCO ) في ظروف التّعنّت الاستحواذيّ الغربيّ الاستعماريّ المعاصر.

6 – استعادة التّوازن إلى قرارات ” مجلس الأمن الدّوليّ ” نتيجة الدّور العالميّ القويّ الذي اضطلعت به من جديد ، كلّ من ( روسيا ) و ( الصّين ) أمام كلّ من ( أميركا ) و ( إنكلترا ) و ( فرنسا ) ، و استعادة بعض الشّرعيّة الدّوليّة إلى أعمال منظمة ” الأمم المتّحدة “، تَبعاً للدّور الجديد لكثير من دول العالم التي تتخلّص شيئاً فشيئاً من تبعيّتها إلى الوَلايات المتّحدة الأميركيّة و الغرب الإمبرياليّ بشكل عام.

7 – وقَبْلَ ذلك وبَعْدَهُ وخلاله ، جري تطويب قيادة تاريخية عالمية وإقليمية وعربية وسورية ، كانت بيضةُ القبّان وقطب الرّحى والعمود الفقري ، في جميع هذه التّحوّلات والتبدّلات والتغيّرات التي تطرأ علي الساحة الدولية ، هي : [ أسد بلاد الشام : الرئيس بَشّار الأسد ] ..

و في هذه البيئة العالميّة الجديدة ، تنمو من جديد ثقافاتٌ و أعرافٌ بديلةٌ في ” الغرب ” و ” الشّرق “، تتجذّرُ على العداء للسّياسات الصّهيونيّة – الأميركيّة – الأعرابية التي بدتْ إلى حينٍ على أنّها قدرٌ تاريخيّ عالميّ و وحيد.

ـ في الحقيقة السّياسيّة التّاريخيّة ، و من باب الفلسفة السّياسيّة ، فإنّ المعاناة الشّاقّة التي يرزح تحت وطأتها : الوطن و الدّولة و المجتمع و الشّعبُ في سورية عَبرَ السّنوات السّتِّ الماضية على الحرب ، هي أكثرُ من نتاجٍ مباشر ، أصاب عناصر و معالم الحياة و مظاهرها الحيويّة و الاجتماعيّة و النّفسيّة..

ـ هذا الأمرُ ليس قليلاً على كلّ حالٍ، و ليس عابراً في معايير الخراب و الدّمار و الألم الوجدانيّ الذي تغلغل في الأمل الفرديّ و الجماهيريّ سواءً بسَواء.

ـ. غير أنّ ما هو مُقْلِقٌ جداً – ربّما – و مرتقبٌ و احتماليّ و واقعيّ كذلك ، هو ما يمكنُ أن يُسمّى بالحالة المعرفيّة العامّة الغالبة للعصر و التي يدخلُ فيها ما هو أصلبُ تكويناً ، في إعادة إنتاج الكينونة المكانيّة- الزّمانيّة التي ستقدّمُ ، أو التي من المتوقّع والمحتمل والممكن أن تقدّمَ ، أسباباً و مُعطياتٍ تفكيكيّة اجتماعيّة و سياسيّة ، تكريسيّةً ، تحت عنوان الإضافات الأيديولوجيّة التّاريخانيّة ، إلى حصيلة الأيديولوجيا العربيّة- الإسلاميّة الانقساميّة و الانعزاليّة التي كانت في صلبِ قاعدة معطيات الحرب نفسها في الأسباب و الأدوات و الدّوافع و المحفّزات.

ـ نحن هنا في مواجهة انعزاليّة أيديولوجيّة جديدة ، من الممكنِ أن تُمعنَ في التّخندق الأيديولوجيّ المناوئ للعقلانيّة و العصرنة و علمانيّة الدّولة و المجتمع ، و المعاند- من ناحيةٍ وظيفيّة موضوعيّة – لأفاق و ظروف العدالة الاجتماعيّة ، في مواقع اجتماعيّة و اقتصاديّة و فئويّة استحدثتها ، مؤخّراً، الحرب. .

هذه حالة ثقافيّة – مادّيّة و نظريّة – تنمو في “الإبستميّة : المعرفية” العامّة ، كسلطاتٍ أخرى جديدة تعزّز واقع السّلطات الدّاشرة خارج سلطة الدّولة و النّظام ، و بمعزلٍ عن أيّة قوّة معرفيّة لمشروع الدّولة الوطنيّة.

ـ. و في مواجهة هذا الأمر تبدو مهمّات ” الدّولة ” أكثر جِدّيّةً لتنظيمٍ مضادّ و مقابلٍ، و لاستثمارٍ أكثر درايةً معرفيّة و مسؤوليّة تاريخيّة ، في مشروعٍ شاملٍ من البحثّ و الدّراسة و الاستقصاء و التّعمّق ، في ما وراءِ الأشكال العابرة للفعل و ردّ الفعل.

و كلّ استجابةٍ لأيّ حدثٍ أو مفعولٍ من مفاعيل الواقع ، مرهونةٌ بمدى و بالقدرة على تشخيص الوقائع التي تنحو منحى الظّواهر الموصوفة.

ـ من هنا يبدو مستقبلُ الوطنِ و الدّولة و المجتمع ، ليسَ معقّداً أو مركّباً فحسب ، و إنّما أيضاً محفوفاً بمجموعةٍ من المخاطرِ التّاريخيّة التي ينبغي أن تُبتَرَ بتراً منظّماً و معرفيّاً ، و ذلك باستخدام علوم الإحصاء السّياسيّ و الاقتصاد السّياسيّ و فلسفة السّلطة و الدّولة ، و مواقع و مواضع التّأثير ، للضّبط الدّقيق للنّتائج التي أفضت إليها حربُ الإرهاب العالميّ على البنية الاجتماعيّة السّوريّة ، هذه النّتائج التي تتمظهر مباشرةً في العادات و الأعراف الثّقافيّة الجديدة التي تؤسّس لواقعٍ تربويٍّ و أخلاقيّ فرديّ و اجتماعيّ جديد.

ـ من واقع مفردات السّايكولوجيا الفرديّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة و الإداريّة و الثّقافيّة الجديدة ، التي رسّختها الحربُ الدولية ، علينا، منذ اليوم ، أن نتطلّعَ إلى إسهامٍ منظّمٍ بقوّة الدّولة و عنف الدّولة المسوّغِ و المشروع، في الإعداد للانتقال التّاريخيّ الأيديولوجيّ و الثّقافيّ ، جنباً إلى جنبٍ مع إعادة البناء و الإعمار، في مشروعٍ هو أولويّةٌ إلى عشرات السّنين المقبلة أو يزيد.

ـ و فقط ، في إدراكِ ” المادّيّ” و “الرّمزيّ” في آثار الحرب المعاصرة على سورية ، يمكنُ لنا أن نتصوّرَ و نطرح – في مسؤوليّة تاريخية – جميع ما يمكنُ لمؤسّسات المجتمع و الدّولة أن تقوم به ، كدورٍ منظّمٍ من الأدوار المطلوبة على الجميع ، أفراداً و مؤسساتٍ و سلطاتٍ ، في إطار سياسة الدّولة النّوعيّة في التّخطيط ، و التي تهدف – ما أمكن – إلى شقّ طريقٍ إلى المستقبل ، يكونُ معه عمر تجاوز هذه الحرب مع آثارها المدمّرة، موضوعاً خاضعاً للتّحديد و القياس.

-2-

( حكاية طواقي اليهود ، بين ” حافظ الأسد ” و ” هنري كيسنجر ” )

– بَعْدَ انتهاء حرب تشرين عام 1973 ، وإيقاف ” أنور السادات ” للحرب مع ” إسرائيل ” دون التنسيق مع سورية .. استمرّ الجيش السوري بحرب استنزافيّة مع الإسرائيليين ..

– وبَعْدَ اتفاق وزير الخارجية الأميركي الشهير ” هنري كيسنجر ” مع ” السادات ” على ” فَصْلِ القوّات ” على الجبهة المصرية ..

قام ” كيسنجر بعشرات الزيارات إلى دمشق والتقى الرئيس ” حافظ الأسد ” من أجل القيام بفصل قوات على الجبهة السورية مُشابِهٍ لما جرى على الجبهة المصرية ..

– وكان موقفُ الرئيس الأسد مُنْطَلِقاً من ضرورة انسحاب الفوات الإسرائيلية المحتلّة من كامل ” الجيب ” الذي تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلاله ، بَعْدَ غدر السادات بسورية ، وتَوَقُّفِهِ عن القيام بأيّ نشاط ميداني ، منذ عبور الجيش المصري لقناة السويس في اليوم الأوّل للحرب ، ولمدّة أسبوعٍ كامل ، تَفَرَّغت فيه ” إسرائيل ” للجبهة السورية ، ممّا أمّن لها الفرصة المناسبة لتحقيق خروقات على الجانب السوري . .

– وكانت مفاوَضاتُ ” كيسنجر ” مع ” الأسد ” شاقّةً ومُضْنِيةً له ، بإعْترافه ، لِأنّ الأسد رفَضَ القيام بِأيّ عملية فصل للقوّات ، إلاّ بانسحاب ” إسرائيل ” من كامل الجيب المحتلّ حينئذ ، وكذلك الإنسحاب من مدينة ” القنيطرة ” المحتلّة عام ” 1967 ” كأساسٍ وشَرْطٍ ل فصل القوّات .. وكان ذلك يستدعي انسحاب القوات الإسرائيلية لمسافة ” 16 ” ستّة عشر كيلو متر .

– وبَعْدَ اللقاء العشرين أو الثلاثين ل ” كيسنجر ” مع رئيسة الحكومة الصهيونية حِينَئِذٍ ” غولدا مائير ” التي قالت لكيسنجر : من الواضح أنَّ حافظ الأسد ، لن يقبل بأيّ فصل للقوات ، إلاّ إذا انسحَبْنا مسافة ” 16 ” كيلو متر ” ولذلك لا بُدّ لنا من الإنسحاب ..

– وطار ” كيسنجر ” إلى دمشق ، ليلتقي مع الرئيس الأسد ، من إجل إبْلاغه بموافقة ” غولدا مائير ” على الإنسحاب ..

ويقول كيسنجر : لقد فَكَّرْتُ وأنا في طريقي إلى دمشق ، بأنْ أُبْلِغَ الرئيس الأسد ، بِأنّ ” غولدا مائير ” وافقت على الإنسحاب لمسافة ” 8 ” ثمانية كيلو متر ، لكي أحتفظ لنفسي ب المناورة مع ” الأسد ” الذي أتْعَبَني وأرْهَقَني ، قَبْلٓ إعلامه بالموافقة على ال ” 16 ” كيلومتر ..

وهذا ما حصل فِعْلاً ، حيث قال كيسنجر للأسد : لك عندي خَبَرٌ طَيِّب ، فقد وافقت غولدا مائير على الإنسحاب لمسافة ” 8 ” كيلو متر ..

وإذا بالرئيس الأسد ينتفض غَضَباً ويقول لكيسنجر :

( أبداً ، هي وافَقَتْ على ” 16 ” كم )

ويقول كيسنجر : فَأُصِبْتُ بالذّهول ، إِذْ كيف لحافظ الأسد أن يعرف بأنها وافقت فِعْلاً .. وكان لا بُدّ لي أَنْ أعترف بذلك ، لِأنّه صحيح .. وجرى بعدئذٍ فصل القوّات على الجبهة السورية .

– ويقول كيسنجر ، بِأنّه رُغْمَ مضيّ سنوات طويلة على تلك الحادثة ، بقيَ يتساءل بينه وبين نفسه ، كيف لحافظ الأسد أن يعرف ما لم يسمعه إلاّ هو ومائير فقط !! .

– وبَعْدَ ذلك بحوالي خمسة عشر عاماً في عام ” 1988 ” ، كان كيسنجر ، خارج السلطة ، وقام بجولة التقى فيها حسني مبارك والملك حسين ، ثم زار دمشق ، والتقى بالرئيس حافظ الأسد ، وقال لِنَفْسِهِ : أنّها الفرصة المناسِبة لكي أسأل الرئيس الأسد ، كيف عٓرَف ذلك ؟

و جاء جوابُ الرئيس حافظ الأسد ل كيسنجر ، عَبْرَ حكايَةٍ رواها له الرئيس الأسد كما يلي :

( يوجد في دمشق أسواق تجارية قديمة ، وكان فيها تُجّارٌ دمشقيّون وتُجّارٌ يهود ، يعملون ك جيران .. فاشتكى تاجِرٌ يهودي لجارِهِ الشامي بِأنّ لديه كميّة كبيرة من ” السّتيانات ” النسائية ، مضى على عَرْضِها في مَتْجَِرِهِ شهورٌ عديدة ، دون أن يُباعَ منها شيء ، وأنّه لا يدري ماذا سيفعل بها . فقال له التاجر الشامي : بكم تبيعها لي ؟ فأجابه التاجر اليهودي : خُذْها بنصف سعرها ، وخَلِّصْني منها .

وفِعْلاً قام بِشِرائها ..

وبَعْدَ أسبوعين ، سألُ التاجرُ اليهودي ، جارَهُ الشامي : ماذا فَعَلَتَ ب ” السّتيانات ” ؟

فأجابه : لقد بِيَعَتْ كُلُها . فقال له اليهودي : كيف بِيعَتْ ؟

فأجابه الشامي : لقد قَصَصْتُها وبِعْتُها ” طواقي لليهود ” . )

وهنا ضَحِكَ كيسنجر عميقاً ، فقال له الرئيس حافظ الأسد : لأنٌني كنت أعرف بِأنّ الإسرائيليين بحاجة لفصل قوات على الجبهة السورية ، لكي يُرَسّخوا فَصْلَ القوّات على الجبهة المصرية ، ولكي تتوقّف حربُ الإستزاف عليهم من جانبنا .. وهذا يعني أنَّ الإسرائيليين مضطَرّون للموافقة على الإنسحاب ” 16 ” كيلومتر وليس ” 8 ” كيلومتر فقط .

-3-

( الغٓرْبُ … مدرسةٌ في النّفاق السياسي والأخلاقي ، رغم تطوره الحضاري والثقافي )

– رغم التطور الحضاري والتقدّم العلمي الأوربي والأمريكي ، فقدْ بقيت المدرسةُ السياسيّةُ الأوربية – الأمريكية ، نموذجاً فريداً في الدّجل والرّياء والكذب والنّفاق ، واستمرّت جهودُهُم الحثيثة لِ تقديم نموذجهم الخبيث هذا ، على أنّهُ نموذجٌ إنسانيٌ أخلاقيٌ ..

– فمحاولاتهم الدائمة لِنهب ثروات بلدان العالم الثالث وللهيمنة على قرارها ، هي :

( عملية تحضير وتمدين وحِرْص على نقل التجربة الديمقراطية الغربية ) !! ..

– وتصنيعُهُم لِ ” اسرائيل ” عَبْرَ اغتصاب فلسطين ، والاستمرارُ في دعمها المتواصل بمواجهة العرب ، هو :

( حِرْصّ على الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ) !! ..

– وإعلانهم حرباً إرهابيةً عدوانيةً دمويّةً شرسةً على الشعب السوري ودولته الوطنية ، هو :

( دعمٌ للثورة والحرية والديمقراطية ) !!

– وقيامُ رٓبيبَتِهِم ” اسرائيل ” وأنقرة ،باحتلالِ المناطق الحدودية العربية وزَرْع مجاميعَ من العصابات الإرهابية والمرتزقة التّابعة لها ، هو :

( جِدَارٌ طَيِّبْ و مناطق آمنة ) !!

– ولذلك علينا أنْ نقرأ كلّ ما يعمل ساسة ُ الغرب على تصديره إلى بلادنا ، بِعَكْسِ ما يقولونه تماماً ، هذا إذا كُنّا نريد معرفة الحقيقة كما هي ، من غير مواربة ولا مجاملة ولا نفاق ولا تبعيّة ولا إذعان .

-4-

بين :

الحكومة و

السلطة و

النظام و

الدولة ..

1 – الحكومة : هي الوزارة مع المؤسسات والإدارات التابعة لها.

2 – السلطة : هي السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية .

3 – النظام : هو السلطة بِمَفاصِلِها الثلاثة المذكورة ، مُضافاً إليها القوى العسكرية والأمنية، والجهات الآكاديمية والثقافية والفكرية والفنية والإعلامية والروحية . .

والنظام هو الذي يدير الدولة وهو المسؤول عنها بعناصرها الثلاثة : الأرض – الشعب – السلطة .

ولكنّ بعضَ المُتَفَذْلِكين ، اسـتَخْدَم ويستخدمَ مصطلح ” النّظام ” من منظورٍ سلبيٍ كيديٍ، يقصد به اخْتِزال جميع مَفاصِل الدولة بكلمة واحدة، من منطلق الشّيطنة والأبْلَسة.

وبدَأت قِطْعانُ الببغاوات – داخل معسكر الأعداء والأصدقاء – تُرَدِّدُ هذا المصطلح الغبّيّ، أوتوماتيكياً. وأما :

4 – الدولة : فتشمل ثلاثة عناصر أساسية ، هي :

الأرض – الشعب – السلطة .

-5-

( بين ” العقل ” و ” العنعنة ” )

– لكي يكون القرآن والإسلام صالحاً لكل مكان وزمان ، علينا أن نأخذ بالفهم الذي اعتمده الفاروق عمر للإسلام ، عندما أوقف العمل بآية العطاء ل ( المؤلفة قلوبهم ) ، وعندما قيل له ( لقد نزلت فيها آية ، يا أمير المؤمنين ) فأجابهم الفاروق( عندما نزلت الآية ، كُنّا بحاجة إليهم ، وأما الآن ، فهم بحاجة إلينا ) .

– وكذلك عندما أوقف العمل بحَدّ ( قطع اليد للسارق ) في عام الرمادة ، عام المجاعة ، وقال لهم ( أطعموهم أوّلاً ، ثم أقيموا عليهم الحد إذا سرقوا بعدها ) .

– هكذا يجب فهم الإسلام ، لمن يريد له أن يكون صالحاً لكل مكان وزمان ، وليس بأن نأتي بزمان الجاهلية و مضاربها ، إلى القرن الحادي والعشرين..

ولا باعتماد ” العنعنة ” عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان ، قال بأنني سمعت رسول الله يقول !!!!!

– ورحم الله ” أبوالعلاء المعري ” الذي قال :

أيها الغِرُّ ، قد خُصِصْتَ بعقلٍ

فاسْتَشِرْهُ… كُلُّ عَقْلٍ ، نَبِيُّ

-6-

( ” علماء ” أم ” رجال دين ” ؟! )

– أي ” علماء ” !!! .. هؤلاء رجال دين ..

والعلماء هم علماء العلوم الطبيعية ..

و رجال الدين دخلاء على الإسلام ، لأن الإسلام جاء بدون كهنوت ، بينما شكل أصحاب العمائم ، كهنوتا تجاوز فيه كل الحدود المعقولة..

– وهم يريدون حشرنا ، بعد 1400 سنة ، في ” أحاديث ” مختلقة متناقضة مع القرآن ومع المنطق..

– علما أن القرآن العظيم نفسه ، نسخ آيات عديدة من آياته ، وألغى مفعولها ، بوجود الرسول العظيم خلال 23 سنة فقط ..

– وأما هؤلاء فيريدون لنا أن نعتمد ” أبو هريرة ” و ” البخاري ” وأشباههم ، بديلا للقرآن الكريم ، بحجة أن ما جاء في صحيح البخاري وغيره ، هو استمرار للوحي الإلهي !!!

الوحي الإلهي هو ما جاء في القرآن الكريم فقط ، و محمد بن عبدالله هو خاتم الأنبياء .

– ف بالله عليكم ، كفى إغراقا للمسلمين في متاهات وسراديب تجارالدين ” العلماء !! ” .

– هناك القرآن وهناك العقل .. ومن أراد أن يكون تابعا لتجار الدين ” العلماء !!! ” وأراد أن يلغي عقله ، فذلك شأنه هو ..

على أن لا يعمل لإجبار الآخرين على إلغاء عقولهم والالتحاق ببازار رجال الدين .

– ورحم الله الإمام الأكبر للأزهر ” محمد عبدة ” الذي قال :

ولست أبالي أن يقال ” محمد ”

أبل ، أم اكتظت عليه العظائم

ولكنه دين ، أردت صلاحه

أحاذر ، أن تقضي عليه العمائم .

– نعم ” العمائم : عمائم رجال الدين ” العلماء !!!” هي المسؤولة الأكبر عن واقع المسلمين المتردي.

-7-

( لِ كَيْلاَ يَخْرُجَ العرَبُ مِنَ التّاريخ والجغرافيا )

– صارَ مِنَ المؤكّد أنّ أعداءَ الدّاخل ، سواءٌ على المستوى الوطني أو على المستوى العربي ، لا يَقِلُّونَ خطراً عَنْ أعـدَاءِ الخارج ، لا بَلْ هُمْ أكْثَرُ سوءاً مِنْهُمْ .

– لماذا ؟ لِأنَّ هؤلاء هم صهايِنَةُ الدّاخل ، المتبَرْقِعُونَ بِرِداء الوطن أو الدِّين ، زُوراً وبُهْتاناً ، مَعَ أنّهُمْ أعْدَى أعْداءِ الوطن وأعْدَى أعْداءِ الإسْلام .

– ويَقْتَضِي العقْلُ والمَنْطِقُ ، أنْ يجْرِيَ سَحْقُ أعـداءِ الدّاخِل ، المحلّي والعربي ، والتخلّصُ مِنْ ” بِغال طرْوادة ” ، قَبْلَ التّفرّغ لِمُوَاجَهَةِ أعـداءِ الخارج ، الصهيو – أطلسي ، لا بَلْ كَشَرْطٍ للنّجاح في مُوَاجهةِ أعْداءِ الخارج الصهيوني .

– يعني باخْتِصار : مَنْ يُرِيد ، فِعْلاً ، الدّفاعَ عَنْ وَطَنِهِ وأمّتِهِ العربية ، أو عن الدِّينِ الإسلاميّ المحمّديّ ، أو عن المسيحيّة المشرقيّة النّاصِعة .. عَلَيْهِ أوّلاً ، مُوَاجهةَ صهايٍنَةِ الدّاخلِ ، وثانياً موَاجَهَةَ ” الوهّابية ” و” الإخونجية ” مِنْ أعداء العروبة والإسلام والمسيحية ، في آنّ واحد ، ومُوَاجَهَةَ صهاينةِ الأعرابِ مِنْ أتْباع وخُدّام ” العمّ سام ..

– وهذا هو الشَّرْطُ أو الشّرُوطُ الأساسيّة لِهذا الشرق العربي وللوطن العربي ، لِكَيْلا يخرُجَا من التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل .

-8-

– بدأت الحرب الإرهابية الدولية على سورية ، تنتقل من العاصمة والمدن السورية ، ل تتركز في المناطق الحدودية .. بعد فشلها الذريع في وضع يدها على دمشق وحلب ..

– وكما جرى ويجري سحق الإرهاب في المدن ، سوف يجري سحقه في المناطق الحدودية وإجهاض مشاريعه الإستعمارية الجديدة .

علَّق ‏بهجت سليمان‏ على ‏منشور‏ خاص به.

صباح النور للصديق الأستاذ ” حسن صالح Hasan A Saleh ” :

ما يلفت النظر هو أن ” منظمة الشفافية الدولية ” وضعت سورية في طليعة الدول الفاسدة ، علما أنها – رغم تضاعف الفساد في سنوات الحرب – فإن معظم الدول العربية أكثر فسادا منها..

ومع ذلك ف ” منظمة الشفافية الدولية ” تبرهن انها مسيسة كباقي معظم المنظمات الدولية ، وهي في خدمة الأجندة الصهيو/ أمريكية.

-9-

( فتوى آل سعود ب تكفير ” جمال عبد الناصر ” ، هي ذاتها فتوى تكفير” الأسد بشار ” )

– بعد نصف قرن من الزمن ، يكرر عبيد آل سعود الوهابيين و الذين يسمون أنفسهم ” أمراء !!! ” .. مع أسد بلاد الشام الرئيس بشار الأسد ، ما فعلوه مع زعيم الأمة الخالد ” جمال عبد الناصر ” حيث أفتوا ونشروا فتواهم في صحيفة ” عكاظ” السعودية، بتاريخ ” 1962 – 5 – 23 ” بما يلي :

( جمال عبد الناصر كافر بالإجماع ، والجهاد ضده ، فَرْضٌ على كل مسلم ومسلمة )

– وبعد أكثر من نصف قرن ، أوعزوا لخطيبهم في البيت الحرام ، أن يفتي الفتوى ذاتها، بحق الرئيس بشار الأسد. !!!! وكأنّه لم يَكْفِهِم ماقاله الحاخام التلمودي الأكبر ” يوسف القرضاوي ” !!!!

– ألا ، شُلَّتْ أيادي آل سعود .. كم أجرموا بحق العرب والإسلام ، في تاريخهم المخزي والمشين ؟؟؟ !!!

-10-

( فضائية الميادين )

1 – رغم عدم تعاطفي مع إيقاف الإعلامي السوري ” رضا الباشا ” عن العمل ، لكن مثل ذلك قد يحدث حتى مع مراسلي التلفزيون الرسمي ، لأسباب يراها المعنيون المباشرون بالإعلام ، سواء كانت تلك الأسباب صحيحة أو خاطئة.

2 – لا يجري تقييم المحطة من خلال عمل أحد المراسلين ، بل من خلال خطها العام الذي تأخذه وموقفها الذي تنهجه ، وهو موقف صلب مع المقاومة ونهجها ، ومع الدولة الوطنية السورية في حربها الدفاعية المقدسة ..

وذلك رغم وجود بعض الاختراقات داخل المحطة ، المتباينة مع النهج العام لل ” الميادين ” ، ورغم استعراضات بعض المذيعين والمذيعات.

3- ولكن الإدارة العامة للمحطة وخطها العام ؛ ومعظم إعلامييها ، هم موضع تقدير كبير واحترام واسع لدى معظم أبناء الشعب السوري ، والدولة السورية .

-11-

( ثورة ” التوك شو : المسماة ” ثورة الأرز ” في لبنان ” )

– الرئيس بشار الأسد صرح بقراره سحب كامل القوات السورية من لبنان ، في خطاب له أمام مجلس الشعب السوري يوم 5 آذار 2005 ..

– وخرج بعد ذلك بثلاثة أيام ، أي في 8 آذار : الجمهور الوطني في لبنان ، ليشكر سورية على ما قدمته للبنان .

– ومن ثم وبعد مرورتسعة أيام من إعلان الرئيس الأسد ، الإنسحاب الكامل من لبنان ، يخرج الجمهور اللبناني المعادي لسورية – في 14 آذار – ويطالب بانسحاب سورية من لبنان ..

– ( أي طالبوا بما أعلنت سورية أنها ستقوم به ، وذلك لكي ينسبوا خروج القوات السورية إلى همروجتهم التي سموها ” ثورة الأرز ” ) .

-12-

( الفرق بين ” عُلمائنا !!! ” و عُلمائِهِم )

– ” اتّحاد علماء المسلمين في العالم ” برئاسة ” يوسف القرضاوي ” :

يدعو الحلف الأطلسي لتدمير سورية وَ ليبيا، ويؤكِّد رئيسُهُ ” قرضاًوي ” بِأنّه لو كان ” محمد بن عبد الله ” على قيد الحياة ، لٓوَضَعَ يٓدَهُ بِ يَدِ ” النّاتو ” !!!!! ..

وأمّا :

– ” اتحاد العلماء العالمي ” الأوربي والأمريكي ، برئاسة الفيلسوف الراحل ” برتراند راسل ” :

ف يُحذّر البشرية من أخطارٍ ثلاثة على البشرية هي :

* ارتفاع نسبة الإشعاعات القاتلة ،

* وظاهرة البيت الزجاجي ،

* والتَّصحُّر .

-13-

– كان الرسول الأعظم محمد بن عبدالله يعرف ” المنافقين ” من الصحابة ، بالإسم ، وأخبر ” عمر بن الخطاب ” بهم ، فقال له الفاروق عمر : ( أقتلهم يا رسول الله ).

فقال له رسول الله ( يا عمر ، أتريد أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه ؟. أتركهم يا عمر .)

– وعندما التحق الرسول الأعظم بالرفيق الأعلى ، جاء بعض الصحابة إلى الفاروق عمر وطلبوا منه كشف هؤلاء المنافقين ..

فأجابهم الفاروق عمر : إذا كان رسول الله لم يكشف عنهم ، فهل تريدون مني أن أكشف عنهم ؟!

– ويبقى بيت القصيد هو أن الرسول الأعظم ، لم يقتل المنافقين ، و لم يفضحهم أمام باقي الصحابة ، لاعتبارات أخلاقية رفيعة ، ولأسباب دنيوية اقتضتها ضرورات الدولة .

-14-

ثُلاَثِيّةُ :

السّياسة و

الاقتصاد و

الأمْن :

– مثلّثٌ مترابِطُ الأضْلاع ، يتَقَدَّمُ أحَدُ أضْلاَعِهِ على الآخَر ، وفْقاً للظّروف الموضوعيّة والذّاتيّة .

– فَفِي الظّروفِ الطبيعيّة جداً ، يكونُ ( الاقتصادُ ) هو المحرّك والمُوَجّه الأساسي لِ عَجَلةِ الدّولة ..

– وفي الظّروفِ القَلِقَة ، المتأرْجِحة بَيْنَ الطبيعية والسّاخِنة ، تتقدّمُ

( السياسةُ ) ، لِتَكونَ هي مُحَرِّك الدّولة ومُوَجِّهها. .

– وأمّا في ظروف الحروب والأخطار المصيريّة ، فَيَتَقَدَّمُ ( الأمْنُ ) على العامِلَيْنِ أو العُنْصُرَيْنِ أو الضِّلْعَيْنِ الآخَرَيْن ، لِأنّ الحروبَ والفوضى ، تُلَغِّمُ العَجَلة الاقتصاديّة وتُسَمّمُ العمليّة السياسيّة .

-15-

– سامَحَكَ الله يا ” حزب الله ” لماذا ” أحْرَجْتَ اللبنانيين ” بتَدَخُّلِكَ في سورية ؟

– لماذا لم تَبْقَ في لبنان وتتفرَّغْ للجنوب ؟

– لماذا لم تُفسح المجال للإرهاب المتأسلم ل قتل ” 200 ” ألف لبناني جديد يُضافون إلى قتلاهم في الحرب الأهلية ؟

– لماذا لم تترك الإرهاب ، يجرح ويشوِّه مليون مواطن لبناني ؟

– ولماذا لم تترك الإرهاب والإرهابيين ، يدفعون ما تبقى من اللبنانيين للهجرة إلى أوربا وأمريكا وأستراليا ، و ليتركوا الأرض اللبنانية ل ” خليفة الإسلام و المسلمين الجديد ” أبوبكر البغدادي ؟

– ولماذا قطَعْتَ الطريق على مجاميع الإرهابيين عامّةً وعلى ” داعش ” خاصّةً ، لكي يقيموا خلافتهم في لبنان الأخضر ، بدلاً من ” الرقة ” ؟

– سامحك الله يا ” حزب الله ” .

-16-

{ حصافة الخليفة العباسي ” الناصر لدين الله ” }

ـ استطاع الخليفة العباسي الناصر لدين الله ، أن يحقق للدولة العباسية خمسين عاماً من الهدوء والاستقرار في عالم يغلي بالحرب، واستطاع أن يحقق وحدة العراق وايران والجزيرة ، عبر إجراءات صغيرة المظهر ، ولكنها عميقة الاتجاه والتحليل ..

ـ حين وُلِّيَ الناصر ، كان الصراع الشيعي السني على أشُدّثهِ ، وكان للأوّلين سجلّ حكم يمتد مائة عام عبر البويهيين ، الذي مارسوا اضطهاداً منظماً ضد السنة ، ثم كان للسلاجقة تجربة ثأرية مقابلة استمرت أيضاً مائة عام ومارسوا فيها اضطهاداً منظماً للشيعة ، وكلاهما كان سجلاً طافحاً بالكراهية والاستعداء ..

ـ ولكن الناصر استطاع أن يتجاوز تشنج الطائفتين ، وعمل على نهاية التسلط السلجوقي واستعاد هيبة الخلافة ، وذهب بنفسه فأعلن مرقد الكاظم في بغداد مرقداً معصوماً يمنح حصانات لِلّائذين به وذهب بالتالي إلى الحرم الشريف وأعلن عن أكبر توسعة في الحرم الشريف خلال تلك العصور.

ـ وكان يحضر بنفسه أربعينيات الحسين في كربلاء ، ويؤسس لمدارس الحنابلة في بغداد ، حتى اتهمه الأولون بالتشيع والآخرون بالتحنبل….

-17-

– ليست :

أزمة سورية ولا

حرب أهلية ولا

ربيع عربي و لا

ثورة و لا

انتفاضة ولا

حَرَاك .

– بل هي :

1 – حربٌ إرهابية دولية / أطلسية / أعرابية / إسرائيلية / وهابية / إخوانية ، على سورية وشعبها وجيشها وأرضها ومؤسساتها.. و

حربٌ على مختلف الصُّعُدِ العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والمالية والإعلامية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والسياحية والتكنولوجية و المعلوماتية .

وهي ، من جهة السوريين :

2 – حربٌ وطنية دفاعية مقدَّسة .

-18-

( الداعشية : خُلاصةُ الوهّابية السعودية )

– كُلّ مكان يوجد فيه المالُ السعودي ، يتحوّل إلى بيئةٍ حاضنةٍ للإرهاب الوهابي الدّاعشي ..

– وترتفع أو تنخفض وتيرةُ الداعشية الدمويّة ، حسب وفرة أو ندرة وجود المال السعودي .

– وحتى جماعات ” خُوَّانُ المسلمين ” الشريك المضارب ل ” الوهابية السعودية ” تندرج في هذا الإطار ، وتتحرك حسب البارومتر الصهيو/ سعودي.

– و الداعشيّة : هي التعصّبُ الوهّابي السعودي ، مُضافاً إليه

المال النّفطي ..

بَدْءاً من ” القاعدة ” إلى ” طالبان ” فَ ” داعش” فَ ” النُّصْرة ” وصولاً إلى آلاف المجاميع الإرهابية الأخرى .

-19-

المواد الأولية للإرهاب : محلية .

و التصنيع : خارجي ..

والتمويل : أعرابي ..

والضحية الأولى : عربي ..

والمستفيد : الأمريكي والإسرائيلي .

-20-

– ليس تاريخنا فقط هو المُخَضَّب بالدم ، بل تاريخ جميع الشعوب ، وخاصةً تاريخ أوربا وتاريخ أمريكا…

– ولكن الفرق بيننا وبين أولئك ، هو أنهم تجاوزوا ماضيهم الدموي ، وتعلموا منه ..

– وأمّا عندنا ، فلا زلنا غارقين في ذلك الماضي ، ونَحِنُّ له ، ويريد الكثيرون منا ، العودة إليه.

-21-

لا تتعبوا أنفسكم كثيرا بالتساؤل عن سبب استدعاء

موسكو للسفير الإسرائيلي .. فموسكو متأكدة أن الهحوم

على منطقة ” تدمر ” موجه لها أولا ، لأن بوتين ” لم يهتم

بتخرصات نتنياهو عندما زار موسكو.

-22-

على الرغم من أن إدانة واشنطن ولندن وباريس ، أو عدم إدانتها سيان ..

ولكن رفضها للإدانة عبر مجلس الأمن ، أو بشكل مباشر ، يبرهن :

1- بأنها ما زالت تراهن على الإرهاب ، لتركيع سورية الأسد .

2- ويؤكد المؤكد وللمرة المليون ، بأن المحور الإستعماري الصهيو / أمريكي / أوربي ، هو أم الإرهاب وأبوه .

-23-

– هم يرون من يعمل لديهم في المنظمات الدولية ، بيدقا ، عليه أن ينفذ كل ما هو مطلوب منه .

– وإذا نفذ 100 أو 500 مهمة بشكل حرفي ، ولم ينفذ مهمة واحدة مطلوبة منه ، يجري ركله بعيدا ..

أحيانا بشكل فظ ، وأحيانا عبر الطلب منه تقديم استقالته .

-24-

( من الضروري أن نتذكر جميعاً ، بأن الغسيل القذر موجود

في جميع البيوتات . ولكن لا يصح نشره على الأسطحة ،

بل تنظيفه بهدوء وبدون صخب . . وخاصةً في أوقات

الأزمات والحروب.. فالطريق إلى الجحيم ، قد يكون

محفوفاً بالنوايا الحسنة. )

-25-

بناء على أوامر الرئيس الأمريكي ” ترامب ” :

سوف يكون هناك لقاء قريب في واشنطن بين كل من : ” إسرائيل ” – السعودية – الإمارات – مصر – الأردن – أبومازن : محمود عباس ..

تحت عنوان ” حل المسألة الفلسطينية ”

والغاية من ذلك ، هي التحاق السعودية والإمارات بركب التطبيع الرسمي والدوران العلني في الفلك الإسرائيلي .

-26-

( قال بن غوريون . . منذ أكثر من نصف قرن ) :

( علاقة تركيا مع إسرائيل ، كعلاقة الرجل مع عشيقته ..

يريدها ويحرص عليها ويتمسك بها ، شريطة أن تظل

طي الكتمان . )

-27-

– هناك دوائر عديدة ، تقوم بتربية الجيل وتكوينه و ” برمجته – إذا صح التعبير ” ، وهي :

* دائرة البيت

* دائرة المجتمع

* دائرة المدرسة ..

– و تبقى دائرة البيت هي الأكثر تأثيرا وقدرة على تكوين الفرد وزرع القناعات المتأصلة لديه .

-28-

تجاه الوطن :

الواجب أولاً ،

والحق ثانياً ..

هكذا هي الشعوب الحية .

-29-

من يعتب على الأعراب وعلى بعض المحميات العربية، لن يحصدإلاالخيبة.

-30-

رشوة محمد بن سلمان ال200ملياردولارلواشنطن : هي دفعة أولى على الحساب.

-31-

تكمن “اسرائيل ” من ألف باء الثورة المضادة في سوؤية ، حتى الياء :

من Z- A

-32-

جميع أصناف المعارضات الخارجية ، ليسوا ممثلين رديئين فقط ،لمشغليهم ، بل هم كومبارس تافه .

-33-

عدم إدانة واشنطن ولندن وباريس لتفجير قصر العدل ، برهان على أنها شريكة فيه

-34-

بطرس غالي و ريما خلف ، حل الغضب عليهما ، لمجرد خروجهما عن المطلوب ، مرةواحدة.

-35-

حرب صهيو – أعرابية ضد ايران لمدة 8 سنوات ، أوصلتها إلى ما هي عليه الآن . فكيف ب حرب قادمة ؟

-36-

النقلة النوعية للعلاقات الأمريكية – السعودية ، هي مضاعفة الجزية التي تدفعها السعودية.

-37-

عندما تنفلت الغرائزفي الحروب والأزمات ، تظهرالمخلوقات البشرية على حقيقتها ، الخبيث والطيب.

-38-

كلما أُتْخِمت”إسرائيل” بأحدث الأسلحة الأمريكية في ترسانتها ، ازداد هلعها، لا العكس.

-39-

صواريخ ال إس 200 تمهيد ، لل إس 300 في مالا هو قادم .

-40-

حجم الفساد سنوياً : في لبنان 10 مليار دولار . وفي الأردن 20 مليار دولار .

-41-

هل تعلم بأن بعض أبناء الملعون ” أبو لهب ” كانوا من خيرة المسلمين ؟

-42-

تهويل أمريكي بوجه إيران : يؤدي إلى الحصول على مئات مليارات الدولارات الخليجية.

-43-

كم يدعو للثراء من ينتقدون الدولة بقولهم ” النظام يريد الإحتفاظ بالسلطة !!

-44-

فضائية الميادين كانت ولازالت ، الذراع الإعلامية الأهم التي تقف مع الدولة الوطنية السورية.

-45-

200 ملياردولارفقط + تظهيروإعلان العلاقة مع ” إسرائيل” : ثمن القبول ب”محمد بن سلمان” ملكا

-46-

تراجع ترامب عن الكثير من”نتعاته”، دليل على أن”المؤسسة”هي التي تحكم ، والرئيس يضع بصماته

-47-

مع أن الرئيس بشارالأسد قال في 5آذار2005بأننا سننسحب كلياً من لبنان . فإن14آذار ينسبون ذلك لهم

-48-

( دعاة ؟ أم رعاة ؟ أم جباة ؟ أم ماذا ؟ )

-49-

تغييرالمناهج الدينية لن يوقف الإرهاب ، فالإرهاب يتغذى من عشرات الأثداء ، أحدها مادة التربية .

-50-

عندما ينقسم العرب إلى عرب وأعراب. يصبح من الموضوعي وضع الأعراب في الخانة الإسرائيلية .

-51-

الحديث حاليا عن الهوة التكنولوجية بين “العرب”و” اسرائيل” ك معالجة مريض سرطان بحبة إسبرين .

-52-

بعد 2190 يوماً ، تقوم الثيران الهائجة ، بتفجير” المْعَتّرين والغَلابة” في قصر العدل.

-53-

الواجب قَبْلَ الحَق ، كما الخالق قٓبْلَ الخَلْق ، إلاّ للأطفال والعجزة والمعاقين.

-54-

الثورة المضادة الصهيو/ وهابية ، بدأ تنفيذها في سورية ، بتاريخ 18

-55-

لا يريدون الذهاب إلى أستانة ، لأن جلالة الدكتور سلمان السعودي ونجله الولي مسافران.

-56-

إنها حرب ال 10 سنوات ، التي ستتحرر فيها سورية الأسد ، من الإرهاب ، ومن الإحتلال.

-57-

( سيخرج المارينز الأمريكي من شمال سورية ، كما خرج من لبنان عام 1983 . )

58-

الإرهاب : منتج وهابي \ إخونجي \ نفطي \ سعودي \ أطلسي \ إسرائيلي .

والباقي تفاصيل .

-59-

يؤدي القائلون بأن “داعش” منتوج إسلامي ، إلى تبرئة المحور الصهيوأطلسي وآل سعود ونفط الأعراب

-60-

40 سنة والوطني الحقيقي بقي وطنيا ، وأما المنحط والسافل والمأجور والحاقد ، فقد تعرّوا.

-61-

العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين ثلاثي روسيا وسورية وإيران ، هي أعمق وأوسع بكثيرمما تبدو.

-62-

طالما بقي “جعجع إسرائيل ” يرى في سورية عدوا ، فهذا دليل على أن سورية على جادة الصواب.

-63-

” المعارضات” الداخلية ذات الشرايين والأوردة الموصولة بالخارج ، هي معارضات” لا وطنية” .

-64-

الوطن إيمان

والدولة بنيان

والحكومة إنسان

و ” المعارضات ” الخارجية شيطان .

-65-

عندما تصبح ” قمة ” السياسيين ، مسرحية ممجوجة ، ينفض عنها الجمهور ، ولايعيرها أهمية.

-66-

عندما تفرغ سورية من شبابها وكفاءاتها ، يحتاج من فيها لمضاعفة جهودهم أضعافاً مُضاعَفة.

-67-

ينسى البعضُ أنَّ ( الصّحابة ) ليسوا من أركان الإسلام ، ولا من مقَاصِدِه .

-68-

سينتصر الدم على السيف

وسينتصر الحق على الزيف

وسينتصر أسد بلاد الشام على ذئاب التأسلم .

-69-

( كثيراما يكون تشكيل اللجان ، بعد الحدث ، لتغطية التقصير ، وليس لكشفه. )

-70-

من يسمون الحرب الإرهابية على سورية ب”الأزمة السورية”يحتاجون إلى “دورة محو أمية سياسية”.

-71-

دي مس تورا ، ليس وسيطا ، بل هو طرف أطلسي/ سعودي / قطري / صهيوني ، يدعم الإرهابيين”ب كرافيت”.

-72-

ستبقى أرومة العرب في الشام واليمن ، هدفا ل سفهاء آل سعود ، حتى ينقلب سحرهم عليهم .

-73-

مهما حاول سفهاء سعود/ وهاب ، أن يغرقوننا بالدماء ، فستبقى رائحة الياسمين هي السائدة.

-74-

كل قطرة دم سالت من أطفال وعجائز زوارالمقامات المقدسة ، سوف ترتد سهاما فتاكة على آل سعود.

-75-

( ” يزيد ” الداعشي الصهيو / سعودي/ الوهابي ، يفجر ” آل البيت ” هذا اليوم في دمشق . )

-76-

سفهاء آل سعود : عبيد للأمريكي وخدم للإسرائيلي.

-77-

ليست العبرة بالسيف ، بل باليد التي تحمل السيف .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.