“سمفاروبل”.. وصورتي مع غورباتشوف

russian-plane

موقع إنباء الإخباري ـ
مصطفى خازم:
استغرقت طويلا في مشاهد المطار الذي سيطر عليه “ثوار” أوكرانيا (على فكرة يقال اوكرايّنا ولا يلفظ حرف الكاف بل يستبدل بالهاء فيقال اوهرايّنا) فجر اليوم، وجلت في ذاكرتي بحثاً عن الاسم، ثم تذكرت الرحلة المشؤومة الأخيرة لي من موسكو إلى بيروت.
ووجه الشؤم فيها كان نهايتها حيث اشتعل دولاب الطائرة قبيل فتحه أثناء الهبوط في مدرج المطار في بيروت.
نعم كانت آخر رحلة لي مغادراً الأرض التي مشيت عليها لأعوام متنقلا بين مدنها، تارة بالقطار وآخرى بالطائرة.. وأكثرها بسيارة “LADA”.
لكن أجمل ما في تلك الذكريات هو عبوري جمارك مدينة كييف ـ ما غيرها ـ بدون جواز سفر.
والحكاية بدأت مع جولة لي على مجموعة من الرفاق الطلاب.
يومها ركبت القطار من موسكو إلى كييف، وفي العادة لا يُسأل ركاب القطارات عن هوياتهم إذا ما كانوا يحملون بطاقة القطار، كون الحصول عليها يستلزم إبراز بطاقة هوية، ويومها أيضاً كانت أول مرة أتعرف على “جميلة” الفتاة الشيشانية التي باتت “كنّة” الضيعة، وهي التي اشترت لي البطاقة على اسمها.
زرت “كييف” وتنقّلت بين مساكن الطلاب فيها، تعرفت على الشيعي والسني والماروني والدرزي، ومن لطائف ما يقال إن اللبنانيين في الخارج يعيشون وحدة وطنية منقطعة النظير.
عند انتهاء الزيارة ألحّ الأصدقاء عليّ العودة بالطائرة، فكان جوابي: لا أحمل جواز سفر.
ضحك قريبي ابن شرطي البلدية وقال: “ولا يهمّك” خذ جوازي. وفعلاً تم حجز التذكرة على جوازه، وقطعنا سويا كل النقاط وصولاً إلى مسرب الطائرة، والجواز في جيبي، نشله حسن بخفة ساحر أثناء العناق مودعاً وركبت الطائرة.
لا أذكر أني استفقت من النوم إلا والقبطان يعلن وصولنا إلى مطار موسكو.. بعدها استقر الرأي على مغادرة الاتحاد السوفياتي باتجاه بيروت، لكن كون التذكرة على الطيران الروسية كانت غالية الثمن، قررت ركوب طائرة “تشارتر” فكانت الرحلة عبر “سمفاروبل”.
يومها تعطلت الرحلة لأكثر من ست ساعات بسبب عطل في محرك الطائرة، وبعد إصلاحها أقلعنا.
وطول الطريق كانت أشعر أنني لست في طائرة بل في “فان” رقم 4… أما “سمفاروبل” فكانت الساعات الست كفيلة بأن أتجول في معالمها وشوارعها الخضراء، مشدوهاً بروعة العمران التاريخي والزخرفة التي تكاد تنطق بالحروفية.
شكرأ لكل من أتاح لي فرصة زيارة تلك البلاد، شكراً لعادل وأديب ومحمد.. شكراً لغورباتشوف الذي ما زالت صورتي معه معلقة على المرآة في بيت خالي تتباهى بها ابنته قائلة: “ابن عمتي متصوّر مع غورباتشوف”.
على فكرة.. الصورة كانت مع مجسم لغورباتشوف، لكن المصوّر الفنان كان يبدع بجعل اللقطة تنطق حياة.. وهذا سر ما عرفه أحد إلا اليوم بعد أن نشرت هذا الموضوع.
شكراً للإمام الخميني (قده) الذي فضح جنة أمريكا الموهومة في عيوننا قبل أعوام وأعوام في رسالته إلى غورباتشوف.
ولأهل “سمفاربول” نصيحة.. عودوا إلى قراءة الرسالة لتكتشفوا أنكم مخدوعون بوهم الحرية والديمقراطية وعدالة المجتمع الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.