طموحات أردوغان في الوقت بدل الضائع؟!

shaker-shubair-ardogan

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
لا تزال محاولة أردوغان ليكون هو الخليفة من جديد هي أساس كل تحركاته؛ بالطبع مع الفرق بين خليفة الأمس وهو خليفة للمسلمين وإن كان مهترئاً، فما زال يمثل مشروع الأمة المهترئ، إن كان هناك مشروعا للأمة في ظل اهترائه، وبين الخليفة أردوغان الذي يمثل مشروع مخلب القط في يد أعداء الأمة.
وللعبور إلى مشروع الخلافة الفتنوية، حيث يكون هو الخليفة، لا بد من اكتساحه الآخرين في الانتخابات القادمة. لأن مجرد الفوز دون تمكينه من الحصول على الأغلبية لا يسمح له بعمل حكومة منفرداً، ناهيك عن عدد البرلمانيين من حزبه، لتحويل الحكم في تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي!
ولكي يفوز باكتساح في الانتخابات المقبلة لا بد من استغلال المشاعر الدينية واستغلال المشاعر القومية في آن واحد، وإن كانتا قضيتين متناقضتين. كما أن عليه أن يُسكت العسكر خوفا من الانقلاب على النتائج كما حصل مع نجم الدين أربكان رحمه الله!
بعد عودته من دافوس وأدائه المسرحي المميز هناك، استقبله الشعب التركي الطيب استقبال الأبطال الفاتحين! فمازالت القضية الفلسطينية تسكن أعماق الشعب التركي. وفي هذا الإطار تأتي دعوة حكومة أحمد داوود أوغلو لخالد مشعل، لدغدغة مشاعر الأتراك من خلال تبيان التزامها بالقضية الفلسطينية وتذكير الشعب التركي بتأييد حزب العدالة والتنمية لحماس وهي عنوان القضية الفلسطينية في تركيا، وبوعده والتزامه ببناء مطار غزة، سواء تم بناؤه أم لا! فلم يجد جديداً يستدعي دعوة خالد مشعل لتبيان تعاطف الحكومة التركية مع القضية الفلسطينية، لم يجد جديداً سوى الانتخابات القادمة!
ولتأجيج المشاعر القومية، بدأ العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، دون مبرر أو مسوّغ معقول! وبذلك يكون قد نسف التهدئة مع حزب العمال الكردستاني والتي تماسكت لعامين. أردوغان مستعد للسير بتركيا إلى الهاوية إن كان ذلك يفيده في اكتساح الانتخابات، وصولاً إلى تحقيق أهدافه ببناء الخلافة الفتنوية التي يقف هو على رأسها. ويحاول استغلالها أيضاً في ضرب حزب الشعوب الديمقراطية، من خلال إحراجه في المسألة الكردية، فهو يعرف سلفا أن الحزب لا يمكن أن يؤيد ضرب القرى الكردية.
وهو يستجدي رضى إسرائيل والولايات المتحدة لإسكات العسكر في تركيا، لضمان عدم تحركهم ضد خطواته! لذا يلعب هو دور الوسيط بين حماس وإسرائيل بحيث تستجيب حماس لشروط إسرائيل، كما كان وسيطا بين إسرائيل وسوريا، وأدت إلى تفاوض بين الطرفين لم تفضِ إلى شيء بسبب تعنت إسرائيل، لكن مع حماس سيفضي لتواضع المطالب! عندها يخرج معلناً للشعب التركي انتصاره الدبلوماسي الكبير في الضغط على الكيان الصهيوني وإجباره على وقف العدوان على قطاع غزة!
والحقيقة أن أردوغان لا مانع لديه من تحطيم حتى تركيا إن كان هذا يؤدي إلى وصوله إلى طموحاته. طموحاته تبدأ من انتصار كاسح في الانتخابات القادمة، ليتحول إلى خليفة بنفوذ كبير في الحكم. هذه الطموحات تصب في النهاية في مشروع مخلب قط في الأمة يصب في النهاية في بؤرة تجمع لمحاصرة الجمهورية الإسلامية، آملاً أن يأخذ دور الشاه الإقليمي!
كل هذا كان ممكنا قبل أن ينكشف القناع؛ فمنذ تولى رئاسة الوزراء من أكثر من عقد (2003)، ماذا فعل للقضية الفلسطينية غير الأداء المسرحي كما في دافوس والتصريحات النارية الجوفاء، والتي لم تفضِ لشيء! أردوغان يذكرني بالقذافي عندما يخرج في مظاهرة ضد أمريكا، فقام بعمل يقوم به الشارع الجماهيري وليس رئيس دولة هو المفروض أن يتخذ إجراءات دلوماسية أو عسكرية محددة! بل إن العلاقة، حتى الحربية منها، لم تنقطع مع الكيان الصهيوني. ولم يقدم شيئأ للقضية الفلسطينية، وكل ما قدمه للشعب الفلسطيني هو صدقة هنا وزكاة هناك! لذا فهو يلعب في الوقت الضائع، فلا فائدة!
لكن اللعب في الوقت الضائع قد يفضي إلى خشونة كسر هنا وإعاقة هناك؛ فها نحن أمام تجميد القضية الفلسطينة لعشر سنوات ووفق الشروط الإسرائيلية، ونقدمه للجمهور هنا وهناك على أنه انتصار! فالله المستعان!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.