قرصنة «تي في5 موند» الفرنسية على أيدي مناصرين لـ«داعش»

018370990_40100.jpg

أعلنت شبكة «تي في5 موند» الفرنسية أنها تعرضت لهجوم معلوماتي، مساء أمس، من قبل أفراد يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما أدى إلى توقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية.

ووقع هذا الهجوم عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي لباريس. وقد أعلنت الشبكة، صباح اليوم، أنها لا تستطيع إرسال سوى برامج مسجلة، لكنها ما زالت غير قادرة على إنتاج أو بث نشراتها الإخبارية.

وصرّح المدير العام للشبكة ايف بيغو، بأنه «حالياً نجحنا في إعادة إشارة واحدة إلى كل قنواتنا، لكننا لا نستطيع بث سوى برامج مسجلة مسبقاً، ولسنا في وضع يسمح لنا بإعادة بث أو إنتاج نشراتنا الإخبارية». وأشار بيغو إلى «أنه حدث غير مسبوق إطلاقاً بالنسبة إلينا، وغير مسبوق في تاريخ التلفزيون»، موضحاً أن «الهجوم جرى عبر شبكات الإنترنت».
ويبدو أن الشبكة استعادت السيطرة على صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، لكن موقعها الإلكتروني كان «ما زال تحت الصيانة»، فجر اليوم. وأعلن بيغو قبيل الساعة الثانية فجراً: «استعدنا فايسبوك وتويتر». وكان بيغو قد قال قبل ساعات: «بدأنا نتمكن من إعادة بث برنامج في بعض المناطق، لكن أنظمتنا أضعفت إلى حد كبير بهذا الهجوم الخارق»، مشيراً إلى أن العودة إلى الوضع الطبيعي «سيستغرق ساعات إن لم يكن أياماً».
من جهته، صرّح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، صباح اليوم، قائلاً إن السلطات الفرنسية فتحت تحقيقاً في القرصنة التي تعرضت لها شبكة «تي في5 موند» من قبل أفراد قالوا إنهم ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، مؤكداً أن الحكومة «مصممة على مكافحة الإرهابيين».
كذلك، أدان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في تغريدة على موقع تويتر صباح الخميس قرصنة الشبكة، معتبراً أنها “مساس غير مقبول بحرية الإعلام والتعبير”.
وكان بيغو قد صرّح منتصف ليل أمس قائلاً: «لم نعد قادرين على البث في أيٍّ من قنواتنا ومواقعنا الإلكترونية، وشبكاتنا للتواصل الاجتماعي لم تعد تحت سيطرتنا، وهم (أي القراصنة) ينشرون رسائل تبنٍّ لتنظيم «الدولة الإسلامية»». وقال صباح اليوم: «عندما نعمل في شبكة تلفزيونية ونعلم أن 11 قناة أصبحت شاشاتها سوداء، فهذا واحد من أسوأ الأمور التي قد تواجهنا». وأضاف: «بالتأكيد عندما اكتشفنا مضمون الرسائل التي تظهر على كل شبكاتنا الاجتماعية ومواقعنا الالكترونية، سمح لنا ذلك بفهم ما يحدث وأثار قلقنا بالتأكيد». وتابع المدير العام للشبكة: «نحن ملزمون تقديم شكوى لتسجيل هذا الهجوم، وربما للعمل في وقت لاحق بضمانات»، موضحاً أنه «حتى إذا نجحنا في إعادة البث في الصباح، فإن الأضرار التي لحقت بنظامنا للإنتاج والبث كبيرة».
ونشر القراصنة على صفحة الشبكة على موقع «فيسبوك» وثائق قالوا إنها بطاقات هوية وسير ذاتية لأقرباء عسكريين فرنسيين يشاركون في العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وورد في إحدى الرسائل التي نشرها القراصنة على صفحة الشبكة: «جنود فرنسا، ابقوا أنفسكم بعيدين عن «الدولة الإسلامية»! لديكم فرصة لإنقاذ أسركم فاغتنموها». وأضافت الرسالة: «باسم الله الرحمن الرحيم، سايبر خلافة تواصل جهادها السايبري ضد أعداء «الدولة الإسلامية»».
واتهمت الرسالة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بارتكاب «خطأ لا يغتفر» بشنه «حرباً لا طائل منها». وتابعت قائلة: «لهذا السبب تلقى الفرنسيون هدايا كانون الثاني/يناير»، في إشارة إلى الهجومين على الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة ومحل لبيع الأطعمة اليهودية في باريس، الذين أديا إلى سقوط 17 قتيلاً بين السابع والتاسع من كانون الثاني/يناير.
وتشارك فرنسا في «التحالف الدولي» الذي يشن غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أعلن قيام «دولة الخلافة» على المناطق التي يسيطر عليها منذ حزيران/يونيو في كل من سوريا والعراق.
وغادر نحو 1500 فرنسي بلدهم متوجهين إلى مناطق الجهاديين في سوريا والعراق حيث يشكلون نصف الجهاديين الأوروبيين، بحسب ما أفاد تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي نشر، أمس.
واكدت مجموعة «سايبر خلافة» على موقع «فايسبوك» أنها تقوم «بالبحث عن عائلات العسكريين الذين باعوا أنفسهم للأميركيين».
ووقعت عملية القرصنة هذه يوم إطلاق قناة «تي في5موند ستايل» المخصصة «لفن العيش على الطريقة الفرنسية». وهذه الشبكة التي ولدت بدفع من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ودشنت بحضوره، بدأت تبث أمس بالفرنسية في مناطق آسيا المحيط الهادئ ودول المغرب العربي والشرق الأوسط. وأشار بيغو إلى أن عملية الاختراق التي حدثت «لا علاقة لها» بإطلاق الشبكة الجديدة، لأن أي هجوم الكتروني بهذه القوة يتطلب أسابيع من الإعداد.
وتلتقط الشبكة الدولية الناطقة بالفرنسية والمتمركزة في باريس في أكثر من مئتي بلد ومنطقة في العالم.

(أ ف ب)

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.