ماذا يراد من استهداف التكفيريين للكويت ؟

kuwait-03.jpg

صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:

التفجير الارهابي الاخير الذي استهدف شريحة مهمة من شرائح المجتمع الكويتي والذي كان يهدف خلق حالة من الاحتراب الداخلي وسلب الامن المستديم الذي تسالم عليه الكويتيون منذ تأسيس الدولة ولهذا اليوم.

واللافت ان هذا الارهاب لم يكن من الداخل الكويتي بل انه مستورد وفي الواقع قد صدر الى الكويت وكما ابرزت التحقيقات التي افصحت عنها الاجهزة الامنية من ان اغلب المتهمين في تفجير مسجد الامام الصادق “ع” هم سعوديون وهم الذين شاركوا في الاعداد والتخطيط والتنفيذ.

واللافت ان العملية قد تمت وبالتنسيق مع بعض الكويتيين الذين سهلوا عملية دخول الحزام الناسف من السعودية الى الكويت وتسليمه للمجرم الذي نفذ العملية.

ومن هنا ومن خلال ما تقدم هناك سؤال يفرض نفسه لماذا تم استهداف أمن الكويت من قبل السعوديين دون غيرهم؟ وما هو الهدف المنشود من القيام بمثل هذه الاعمال الاجرامية التي ضربت بالصميم امن واستقرار ووحدة بلد باكمله ؟، وما هي المصلحة المرجوة من هذا الاستهداف؟.

وقد تكون الاجابة على هذه الاسئلة وغيرها حاضرة في اذهان الكويتيين على الخصوص والذين يقفون معهم ، لان الواضح والذي يعلمه الجميع ان الحالة الديمقراطية التي يعيشها الكويتيون لم ترق لبعض دول الخليج الفارسي خاصة السعودية التي ترى في هذا السلوك السياسي الذي تفتقده يشكل خطرا عليها، ولان الشعب السعودي وفي اكثر من مناسبة طالب ال سعود بان تكون لهم نفس هذا اللون من الحياة الديمقراطية التي يعيشها اخوانهم الكويتيين والتي تقوم على انتخاب الشعب لممثليه الحقيقيين.

ولذلك وخلال الفترة القصيرة المنصرمة قد واجهت الكويت ضغوطا كبيرة من قبل ما تدعي المعارضة التي كانت تلقى الدعم من السعودية والذين يحملون الفكر التكفيري من خلال التظاهرات واحتلال مجلس النواب وبدفع الشباب الى زرع حالة من القلق و الارباك في الوضع الداخلي الكويتي، مما عدها البعض انها لم تكن سوى ارهاصات اولية من اجل زرع الفتنة في هذا البلد،ولما فشلت هذه المحاولات عمدت الى استخدام اسلوب الانفجار الارهابي الذي كان لبعض رؤوس هذه المعارضة يدا فيه وهو عضو مجلس النواب الطباطبائي وغيره قد عكس وبصورة واضحة ان المعارضة لم تكن سياسية بل هي ارهابية لاخضاع الحكومة الكويتية لارادة الاخرين، ولكي تغير سياستها المعتدلة التي حظيت باحترام دول العالم والمنطقة لتكون منسجمة مع سياسات السعودية، ولما كانت الحكومة الكويتية قد رفضت هذا اللون من الاملاءات والضغوط، فلم يجد هؤلاء سوى اللجوء الى العمليات الاجرامية وانتخاب شريحة مقصودة هدفا لهذه العمليات محاولة لاثارتها ليخلق جوا من الارباك الامني والسياسي وليحقق التكفيريون هدفهم المنشود، الا ان حالة الوعي التي تمتع بها الذين وقع عليهم الاجرام الارهابي وروح الصبر و التجلد وعدم التسرع في رد الافعال، قد احبط المخطط التكفيري من ان يحقق اهدافه المشؤومة في هذا البلد بحيث كان الساعد الايمن للحكومة في مطاردة الارهابيين اينما كانوا لينالوا جزائهم العادل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.