مصادر للاخبار: سببان امنيان يقفان وراء قرار دفن محمد شطح في بيروت

 

كشفت مصادر في تيار المستقبل وأخرى أمنية لـ”الأخبار” أن سببين أمنيين يقفان وراء قرار دفن الوزير السابق محمد شطح في بيروت، الأول هو الخوف من أن يؤدي تشييعه في طرابلس إلى إنفلات الأمور من عقالها، وأن تتسبّب المجموعات المسلحة المنتشرة في المدينة، والتي سيشارك أغلبها في التشييع، في خروج المراسم عن أهدافها، وفي حصول إشكالات قد تسفر عن إندلاع الجولة الـ19 من الإشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، خصوصاً أن مسقط رأسه، الحارة البرانية، ملاصق لجبل محسن، ويعد أحد المحاور الساخنة على خطوط التماس التقليدية. وهذا السبب كان في محله. فقبل ظهر أمس توتر الوضع الأمني نتيجة تعرض مواطن من جبل محسن للإعتداء وإطلاق النار عليه في باب التبانة ما كاد يدفع الوضع الأمني نحو الإنفجار، لولا تدخل الجيش والقوى الأمنية لضبط الوضع.

أما السبب الثاني، وفق المصادر، فهو أن التسريبات التي تحدثت عن إحتمال تورّط تنظيم “فتح الإسلام” في الاغتيال، زادت من المخاوف في أوساط المستقبليين والأمنيين، لمعرفتهم أن طرابلس ومحيطها، وصولاً إلى مخيم نهر البارد، تضم خلايا نائمة لهذا التنظيم، أو متعاطفة معه منذ أحداث صيف 2007، وهي خلايا تتزايد بفعل تصاعد وجود الأصوليين الإسلاميين في المدينة. لذا ارتأى القيمون في المستقبل، بعد نصائح أمنية، أن يكون المخرج دفن شطح إلى جانب الحريري.

وذكرت الصحيفة ان المخاوف الأمنية لم تكن الدافع الرئيسي وراء تخلف طرابلس، وتحديداً تيار المستقبل، عن مواكبة حدث التشييع كما يجب. فالرجل الذي أشاد باعتداله ودوره ومكانته الإقتصادية خصومه السياسيون قبل حلفائه، غابت صوره نهائياً في المدينة، كما غابت مظاهر الحزن المتناسبة مع الحدث، باستثناء يافطات رُفعت تنديداً بالاغتيال، كان أغلبها يحمل توقيع “أنصار اللواء أشرف ريفي”، الذي كانت باصات ترفع صوره تقل مشاركين إلى بيروت.

واوضحت “الاخبار” هذا الضمور في تفاعل طرابلس مع إغتيال شطح، إنسحب أيضاً على المشاركة الشعبية في الجنازة، إذ إقتصر الأمر على تجمّع منسقي المناطق الشمالية والكوادر الرئيسية في التيار أمام مكتب منسقية طرابلس والإنطلاق في موكب من السيارات والباصات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.