مفاجآت قادمة في سورية وأخرى يتم الإعداد لها

 لم يكن احتفال سفارة ​الإمارات العربية المتحدة في دمشق بعيدها الوطني بحضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي والدولي ، وشخصيات سياسية وإعلامية على رأسهم مسؤولان دبلوماسيان رفيعان هما نائبي وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد وايمن سوسان، مجرد حدث بروتوكولي لالتقاط الصور وتبادل المجاملات، لقد كان المشهد تمهيدا لما هو قادم في المستقبل القريب.

القائم بالأعمال الإماراتي بدمشق، عبد الحكيم إبراهيم النعيمي، اعرب عن أمله في أن يسود الأمن والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة الرئيس بشار الأسد، فيما لم يفت المقداد الحديث عن عدم نسيان بلاده لما قدمته الامارات في الحرب على الارهاب، لقد كان هذا التصريح رسالة فيها كشف عن اسرار لم تكن معلنة اكثر من كون كلام المقداد مجاملة.

ماذا قدمت الامارات لسورية خلال الحرب؟ وكيف ساعدت سورية في الحرب على الارهاب، لعل هذين السؤالين سيجعلان كثيرا من المعارضين يعيدون التفكير بما كانوا يراهنون عليه، من يدري من هي البلدان العربية الاخرى التي قدمت خدمات لدمشق في سنوات حربها على الميليشيات المسلحة، ذات الميليشيات التي راهن عليها العرب سابقا، يقول لسان حال البعض.

ليس المهم تفصيل ما قدمته الامارات، بقدر دلالة حديث المقداد، لقد بات على من يسمون بالمعارضين مراجعة سنوات الحرب، هل فعلا كل الانظمة العربية شعوبا وانظمة ضد الرئيس الاسد؟

بالتزامن مع هذا الحدث الاستثنائي، برز موقف تركي لافت، حيث قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جودت يلماز، إن التسوية السياسية في سورية قد بدأت بالفعل، وذلك بفضل التفاهمات بين تركيا وإيران وروسي، مؤكدا بأن بلاده لا مانع لديها من مد يدها واعادة تطبيع العلاقات بعد اللجنة الدستورية وتشكل ملامح الحل النهائي بغض النظر عن نتائج الانتخابات.

تقول المعلومات بأن الامارات حاليا هي رأس الحربة فيما يتعلق بملف المصالحة العربية مع سورية، وتضيف المعلومات أن ابو ظبي ستقوم بنشاط سياسي ودبلوماسي نحو دول عربية كالسعودية والبحرين تدعمها في ذلك كل من مصر والاردن والجزائر فضلا عن الرئيس التونسي الجديد، وطبعا سلطنة عمان التي حاولت ان تكون صلة وصل بين الجميع.

الايطاليون ورغبة وزير الاقتصاد لديهم بزيارة سورية واعادة العلاقات التجارية معها، وقبلها زيارة وفد امني سوري الى ايطاليا، وكذلك حضور وفد سويسري الى دمشق لمناقشة بعض القضايا وتقديم مساعدات باعادة الاعمار، وقبل ذلك بعامين ارسال كل من فرنسا والمانيا وفودا امنية للتعاون مع الاستخبارات السورية، بالتالي مشهد السفارة الاماراتية ليس عرضيا ابدا وهي مفاجأة ستتبعها مفاجآت قادمة.

صحيح ان النهاية للحرب السياسية لن تقع كالراجفة، لكن ملامحا بدأت تظهر تدريجيا وبقوة وشكل متسارع، والمتوقع اعادة العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية والاوروبية قريبا جدا، سفارات جديدة سيتم اعلانها بغض النظر عن مرتبة تمثيلها بسفير او قنصل او قائم بالاعمال.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.