مقاومة تدافع عن الشرق كله

alalam-alislami-1875132271

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ

غالب قنديل:

وضع السيد حسن نصرالله قائد المقاومة العربية الأمور في نصابها على مساحة المنطقة العربية برمتها انطلاقا من معاينة التحديات الخطيرة الجارية في لبنان وحيث يتلاقى خطر الإرهاب التكفيري مع التحدي الصهيوني المستمر وفي قلب ذلك كله يقف الحلف الأميركي الغربي السعودي مع إسرائيل خلف جميع المذابح والويلات والتهديدات التي تلتقي عند حماية أمن الكيان الصهيوني.

أولا: الشراكة بين سوريا والمقاومة اللبنانية تطورت في مجابهة التحدي الصهيوني رغم العدوان الذي تتعرض له سوريا وحيث تمثل عصابة الإرهاب البندرية الأداة المركزية المستخدمة لتدمير المجتمع والدولة في سوريا وهي دفعت مؤخرا بقرار أميركي إلى مقدمة المخطط الهادف لإحراق المنطقة بعد استهلاك الأدوات الأخرى وتساقطها تباعا من حكومة الوهم العثماني إلى حكومة الحمدين في قطر وانتهاءا بحكم الأخوان المسلمين في مصر.

يبدو واضحا من الوقائع أن بندر بن سلطان يقود حرب الإرهاب والموت في العراق وسوريا ولبنان وهو ينظم عمليات التسليح والتمويل المتمادية لجحافل التكفير متعددة الجنسيات التي استقدمت إلى سوريا ويقوم بتشغيلها في العراق ولبنان إضافة إلى العمق السوري.

القرار الحاسم الذي أعلنه السيد نصرالله في مجابهة عصابات التكفير بجميع مسمياتها وتشكيلاتها يمثل خيارا استراتيجيا في الدفاع عن جميع شعوب المنطقة المستهدفة والتي يريد المخططون الغربيون تدمير دولها الوطنية وجيوشها ومجتمعاتها في عودة واضحة إلى ما سمته كونداليزا رايس خلال حرب تموز 2006 مشروع الشرق الأوسط الجديد.

ثانيا: المعادلات الجديدة التي تكرسها المقاومة اللبنانية في مجابهتها مع الكيان الصهيوني وبالشراكة مع سوريا تعزز العجز والفشل اللذين يحكمان الدولة العبرية التي فقدت هيبة الردع في حرب تموز وخسرت بعد التحولات الإستراتيجية السورية أي قدرة على المبادرة إلى حرب جديدة.

حين تقول الدوائر الأميركية والأطلسية والإسرائيلية إن مسلسل العقوبات والهجمات السياسية والإعلامية على حزب الله يستهدف الرد على دور الحزب في سوريا وهو ما يردده بندر بن سلطان وجميع المرتزقة والعملاء المرتبطين به داخل لبنان وخارجه فإنهم يشيرون بذلك جميعا إلى حقيقة أن دخول الحزب الذي كان آخر المتدخلين في سوريا قلب الطاولة ووضع الخطط الأميركية في مأزق مسدود.

ثالثا: إن وجود حزب الله في سوريا رتب نتائج إستراتيجية كبرى أهمها:

1 – تثبيت معادلات القوة اللبنانية في مجابهة إسرائيل وحيث بات محسوما مستوى الشراكة النوعية بين حزب الله والدولة الوطنية السورية وجيشها في مجالات التسليح الكاسر للتوازن وهو ما يرعب إسرائيل والحلف الأطلسي بجميع أطرافه لجهة حجم القدرات التي باتت متاحة للمقاومة اللبنانية وبصورة مفتوحة زمنيا وكميا ونوعيا بعد القرار السوري التاريخي بتمكين حزب الله من كل سلاح نوعي يتسنى للجيش العربي السوري أن يحصل عليه.

2 – إن وجود حزب الله في سوريا بات يعني أن جبهة القتال ضد إسرائيل في أي حرب مقبلة تمتد من الناقورة في لبنان حتى الحدود السورية الأردنية وان هذه الجبهة ستكون ميدانا لعمل الجيش العربي السوري ولمقاومة شعبية سورية تعمل إلى جانب حزب الله الذي أكد التزامه بتدريبها وتجهيزها لتحرير الجولان.

3 – لقد أدخل حزب الله إلى سوريا جميع خبراته في حرب العصابات وهو بذلك يقدم مساهمة علمية وتدريبية وميدانية في جهود القيادة السورية لإعادة هيكلة القوات المسلحة وتأهيلها للجمع بين أساليب القتال النظامية وخطط حرب العصابات وتقنياتها في مكافحة عصابات التكفير الإرهابية وهذا ما يقف خلف التحول الاستراتيجي النوعي الناتج عن مختبر الاستراتيجيات والمدارس القتالية التي تشارك فيها خبرات الجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني إلى جانب الجيش العربي السوري وحزب الله وهو ما ينتج عقائد قتالية جديدة في المنطقة قوية وقادرة تهابها إسرائيل وتخشاها دول الغرب الاستعماري قاطبة .

رابعا إن وعد النصر المحتوم الذي أطلقه السيد نصرالله باسم حلف المقاومة في المنطقة في مجابهة المخطط الإجرامي التدميري الذي ترعاها الولايات المتحدة وإسرائيل يستند إلى وقائع صلبة والى قدرات حقيقية قاعدتها تمرس الحزب واستناده إلى جمهور لبناني عريض يحضن المقاومة وهو مستعد لتحمل التضحيات في سبيل انتصارها.

تحدث السيد نصرالله بوصفه قائدا لمقاومة تناضل من أجل تحرير فلسطين وفي سبيل تخليص بلدان المنطقة من عصابات التكفير الإرهابية وحيث العدوان أي إسرائيل والتكفيريون ليسا سوى أدوات في خطة الهيمنة الاستعمارية الأميركية الصهيونية وحيث الميدان الأول لهذه المواجهة كان وما يزال سوريا قلعة المقاومة العربية التي سيكون انتصارها على العدوان إشهارا لشرق جديد حر مقاوم يخشى جميع الرجعيين العرب من عملاء الغرب وفي مقدمتهم حكام السعودية من الزلزال الذي سيطلقه ليذهب بأنظمة استبدادية عفنة عفا عليها الزمن ويتمسك الأميركيون بأسمالها البالية التي لم يبق من آثار نفوذهم في المنطقة سواها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.