“وادي الذئاب” يكشف خفايا محاولة الإطاحة بـ #أردوغان!

1280x960 (38)

يبدو أن الحكومة التركية تنوي الاستفادة من نجاح الدراما المحلية عبر الحدود، لنقل صورةٍ عن وقائع الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته البلاد في 15 تموز 2016، ليفهم المشاهد خارج تركيا بالدرجة الأولى حقيقة ما جرى. يأتي ذلك في ظل مايعتبره الأتراك إنحيازاً من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية ضد الحكومة، سيما خلال المحاولة الإنقلابية وما بعدها.
موقع Haberler ذكر أن مسلسل “وادي الذئاب”، سيعمل على إدخال أحداث الانقلاب في موسمه القادم، من خلال وقائع تنخرط فيها شخصية مراد علم دار التي يؤديها بطل العمل الممثل التركي نجاتي شاشماز، المعروف بولائه الشديد للحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان.

شاشماز كان أعرب في مقابلة بثتها قناة “الجزيرة” بعد الانقلاب، عن بغضه لحكم العسكر في بلاده، مشدداً في ذات الوقت على اعتزازه باسمه الأول محمد. أما مسلسل “الأزقة الخلفية” الذي يحظى بشهرة في تركيا، فسيحتوي موسمه القادم على الأحداث المذكورة أيضاً.

وفي كلا العملين، سيكون مرور الأحداث السياسية محدداً وموجهاً بمساعدة متخصصين أكاديميين في نقل الصورة والأحداث والرسالة المراد توصيلها عمّا حدث في تلك الليلة وما تلاها، من مواجهات بين الانقلابين والشعب التركي الذي تصدى لهم، وستشمل هذه الدراما شهادات من الجرحى في المستشفيات.

تأثير “وادي الذئاب”

وكالة الأنباء العربية التركية وصفت العمل بأنه المسلسل الأكثر مشاهدةً في تاريخ المسلسلات التركية، والأكثر مشاهدةً في الدول العربية بعد دبلجته، حيث يعرض منذ حوالي 12 عاماً على عدة قنوات عربية.

وبحسب ذات المصدر فإن نجاح المسلسل يكمن في واقعيته، حيث يعرض الواقع الداخلي لتركيا بشكل جريء عن تسليط الضوء على شبكات”المافيا” التي تتخذ من البلاد ودول جوارها مسرحا لعملياتها.

واقعية العمل تنسحب أيضاً على الشخصية الرئيسية فيه وهي شخصية الضابط مراد علم دار الذي يجسّد شخصية حقيقية وهي شخصية رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان.

ورصدت مدونة للكاتب المصري أحمد الطوخي بعنوان “كيف مررت الدراما التركية محاولات الانقضاض على الدولة للمواطن؟!” تأثير الدراما التركية على الانقلاب الأخير، مذكرةً بالحلقتين الأولى والثانية من الجزء الخامس لـ “وادي الذئاب” واللتان دارتا حول تورط عناصر استخباراتية إسرائيلية في عمليات اغتيال داخل تركيا تلاها سيناريو مشابه – مع اختلاف الظرف – لما حدث بعد انقلاب تموز 2016.

وأضاف الطوخي، “الحلقتان دارتا حول دخول عناصر من القوات الخاصة التركية التابعة للمخابرات أو التشكيلات الشعبية (غير رسمية) لمحاولة اعتقال القيادات المشاركة في قتل الضباط الأتراك، ومن ثم حصار القاعدة بقوات خاصة تركية وقوات من الجيش ومساومة الأميركيين على تسليم الاستخباراتيين الأتراك الذين اقتحموا القاعدة بإحدى الحيل وإلقاء القبض على المتورطين بقتل ضباط الشرطة”.

“الأزقة الخلفية”

ربما لم يحظ مسلسل “الأزقة الخلفية” بذات شهرة “وادي الذئاب” لأنه لم يدبلج إلى العربية، بل ترجمت بعض حلقاته إلى العربية، لكن يكفي لمعرفة تأثيره على الرأي العالم التركي، الإشارة إلى واقعة حقيقية دعا فيها 3 شباب على فيسبوك إلى جنازة وهمية لبطل العمل الشرطي حسني تشوبان بعد أن أصيب بطلق ناري في إحدى الحلقات من ضابط شرطة خائن، متوقعين وفاته.

استجاب للجنازة الوهمية ما يزيد عن 180 ألف شخص أعربوا عن رغبتهم في حضورها عبر الموقع.

كما قام الكثيرون بإعادة تمثيل المشهد خصوصاً في النوادي السينمائية بالمدارس، وقد انتشرت فيديوهات الأطفال وهم يؤدونه على الشبكات الاجتماعية بسرعة، محققة أرقام مشاهدة عالية جداً.

المصدر: لبنان 24

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.