واشنطن: 20 ألف مُقاتِل من 90 دولة في سوريا

 

كشفت الاستخبارات الأميركيّة، أمس، أنّ «تدفّق المُقاتلين الأجانب إلى سوريا مستمرّ بنحو غير مسبوق مِن تسعين بلداً»، مُقدّرةً عددهم بعشرين ألفاً. في غضون ذلك، أعلنَ الجيش السوري إحرازه تقدُّماً في الهجوم الذي يشنّه ضدّ مجموعات معارضة جنوباً قرب الحدود الإسرائيلية بإسنادٍ من عناصر «حزب الله».

وقد جاءت هذه التقديرات الاستخبارات الأميركيّة في إفادة خَطّية أعدّها مُدير «المركز الوطني لمُكافحة الإرهاب» الأميركي، نيكولاس راسموسن، الذي يجمع كُلّ معلومات وكالات الاستخبارات الأميركيّة عَن المخاطر الإرهابية لتقديمها إلى الكونغرس.

ولفتَ «المركز الوطنيّ» إلى أنّ «أعداد المقاتلين الأجانب بَلغَ 20 ألفاً من 90 دولة، وهو ما يفوق بنحو طفيف الأرقام المعروفة حتّى الآن». وأوضح المركز أنّ «وتيرة توافد هؤلاء المُقاتلين إلى سوريا غير مسبوقة، مُقارنةً بتوافد الإرهابيّين إلى دول أُخرى تشهد نزاعات، مثل العراق واليمن وأفغانستان وباكستان والصومال». وأوضحَ أنّ «مُواصفات هؤلاء المُقاتلين مُتباينة، لكنّ نحو 3400 منهم أتوا من بلدان غربيّة، بينهم 150 أميركيّاً»، لافتاً إلى أنّ «غالبيّتهم تنضمّ إلى «داعش» في سوريا والعراق».

وأشار المركز إلى «تزايد عدد طالبي السفر من خلال الشبكات الاجتماعيّة التابعة لـ»داعش» التي تجتذب مُقاتلين وتُزوّدهم معلومات عَمَليّة تُسهّل مجيئهم إلى سوريا والعراق»، مشدّداً على أنّ «قدرات التنظيم الدعائيّة على الإنترنت تشهد تزايُداً متواصلاً». وتابع أنّ «داعش» ينشر مشاهد مروّعة مثل مشاهد قتل الرهائن، غير أنّه يعرض أيضاً مشاهد في الطبيعة ومشاهد عائلية للحياة في مناطقه، وهو ما يشدّ مقاتلين كثيرين من حول العالم».

من جهته، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس منحهُ تفويضاً لقتال «داعش» بلا قيود جغرافيّة، من دون أن يطلب تدخُّل قوّات برّية.

ويسمح التفويض الذي يرقى إلى مُستوى «إعلان حرب»، لأوباما بقتال «داعش» استناداً إلى أسس قانونية أقوى، لأنّه يُوفّر له غطاءً سياسيّاً في الساحة الأميركيّة. غيرَ أنّ رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر انتقَدَ طلب أوباما الحصول على تفويض من الكونغرس. وسأل: «كيف يطلب أوباما تفويضاً للحرب، وهو لم يضع حتّى الآن استراتيجيّة واضحة لِدَحر داعش»؟

على خَطّ آخَر، نفت الولايات المتّحدة أيّ تنسيق مع سوريا لضرب «داعش»، لكنّها لم تنفِ إمكان «إبلاغ» دمشق بالعمليّات العسكريّة التي قد تشنّها مقاتلات التحالف الدولي ضدّ معاقل المتطرفين في سوريا.

وقالت الناطقة باسم الخارجيّة الأميركيّة جنيفر بساكي: «قبلَ أن نشنّ ضربات في سوريا، أبلغنا النظام السوريّ نيَّتنا في التحرُّك، وذلكَ عبر سفيرتنا في الأمم المتحدة التي تتواصل مع الممثل السوري الدائم بشار الجعفري».

وكرّرت بساكي: «لم نطلب إذن النظام السوري لِشَنّ تلك الضربات، ولم نُنسّق تحرّكاتنا مع الحكومة السوريّة».

من جهته، قال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة جون كيربي: «لا نتواصل مع نظام بشّار الأسد ولا نُنسّق معه في شأن عمليّاتنا العسكريّة».

إلى ذلك، دانت الحكومة الأردنية مقتل الأميركية كايلا جين مولر التي كانت مُحتجزة لدى «داعش» في سوريا، مُؤكّدة «ضرورة التكاتف لدحر الإرهاب».

المقداد

في غضون ذلك، نفى نائب وزير الخارجيّة السوريّة فيصل المقداد التقارير عن طلب إيران «ضمانات سيادية» من سوريا في مُقابل استمرار دعمها لها، مُؤكداً أنّ «هذا الموضوع غير مطروح». واعتبر أنّ «هذه مُحاولات لتضليل شعوب المنطقة ولخلق مشكلات في إطار حلف المقاومة»، مُشدّداً على أنّ «العلاقات بين سوريا وإيران لا يُمكن التشكيك بها أو طرح تساؤلات من هذا النوع عنها لأنّها علاقات راسخة، وتعاوننا مع طهران عميق جداً». وتوَجّه إلى الأميركيّين بالقول: «تواضعوا وافهموا أنّ العالم تغيَّر، وأنّه يجب القضاء على الإرهاب».

درعا

ميدانياً، أكّد الجيش السوري أنّه يُحرز تقدُّماً في الهجوم الذي يَشنّه ضدّ قوّات المعارضة جنوباً قرب الحدود الإسرائيليّة بمُساندة مجموعات مُسلّحة حليفة بينها «حزب الله»، بعدما سيطرَ على بلدة استراتيجية وتلال مُحيطة بها.

ونقل التلفزيون السوري عن قائد ميداني أنّ «العملية العسكرية التي بدأها الجيش مُستمرّة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع «حزب الله» وإيران»، موضحاً أنّ «هدف العمليات في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة وكسر الشريط الذي تُحاول المعارضة إقامته».

وهذه المرة الأولى التي تُعلن فيها دمشق خوضَ قوّاتها معارك مع عناصر «حزب الله» وقوّات أخرى إيرانيّة.

وفي السياق، لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أنّ «القوات النظاميّة والجماعات المُسلّحة الحليفة لها تتقدَّم في مُثلّث درعا والقنيطرة وريف دمشق إثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجيّة والتلال المُحيطة بها»، مُضيفاً أنّ «السيطرة على دير العدس والتلال المُحيطة بها فتَحَ الطريق أمام القوّات النظاميّة لتتقدّم نحو عمق هذه المنطقة». وأكّد أنّ «حزب الله» هو الذي يقود الهجوم في «الجبهة الجنوبيّة»، مُشيراً إلى «مقتل 20 مُسلّحاً في مكمن نفّذهُ الحزب قُرب دير العدس».

وسط هذه التطورات، أعلنت القوات النظامية «تصعيد عمليّاتها العسكريّة، ولا سيّما ضدّ الخلايا الإرهابيّة في غوطة دمشق».

توازياً، أفادت تقارير أنّ طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن شنّت 10 غارات ضدّ «داعش» في العراق وسوريا خلال الساعات الماضية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.