أميركا والسعودية تحشدان 30 الف مقاتل للهجوم على دمشق
يستعد مقاتلو المعارضة السورية المسلحة وداعميها للزحف من جنوبي سوريا باتجاه دمشق، ما يشكل تحولاً كبيراً في استراتيجيتهم.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في مقال نشر مساء اول من امس ان من “متمردي” الجنوب على طول الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل، تمكنوا في الأيام الأخيرة من تحقيق مكاسب جزئية في محافظتي القنيطرة ودرعا فضلاً عن ضواحي الريف الجنوبي من العاصمة دمشق، موضحة انهم يقومون كل أسبوع تقريباً بالاستيلاء على أراض جديدة.
وأشارت الصحيفة الى ان المساعدات تتدفق على جنوب البلاد، حيث يعمل مستشارون عرب وغربيون حالياً على توحيد العشرات من الجماعات المسلحة المنفصلة تحت هيكل رسمي موحد يمنح السلطة المطلقة للقادة المحليين.
وقالت الصحيفة البريطانية ان “المتمردين” السوريين وداعميهم العرب والغربيين يعملون منذ فشل محادثات السلام في مؤتمر “جنيف 2″ الشهر الماضي على ايجاد صيغة لتحقيق مكاسب كافية في ساحة المعركة، لاجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التفاوض للرحيل عن السلطة.
ونقلت الصحيفة عن ليث حوران وهو الاسم الحركي للناطق الرسمي باسم كتائب “اليرموك” احدى الجماعات المسلحة العاملة في جنوب سوريا، قوله انه يجري الاعداد لشن حملة شرسة جداً ضد النظام الآن، و”سيتم فتح الطرق نحو دمشق والمناطق المحاصرة قريباً”، مضيفاً انه “جرى انجاز الكثير من التقدم في هذه الحملة وسيتم بموجها تحرير المزيد من المناطق”.
الى ذلك قدمت قوى أجنبية دفعة قوية للجماعات المسلحة في جنوبي سوريا قبل عام، فيما أبقت تركيزها على المناطق المتاخمة للكيان الاسرائيلي والأردن وركزت على تقديم الأسلحة لاستخدامها في هجمات محددة.
وكشف نشطاء في المعارضة السورية ان أجهزة استخباراتية وامنية من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية أنشأت غرفة عمليات في المناطق الجنوبية لسوريا، فيما تبذل جهود متضافرة حالياً لإنشاء هيكل واعتماد استراتيجية موحدة لـ”الجبهة الجنوبية” المؤلفة حديثاً مع شبكة من قوى المعارضة السورية المسلحة التي ستصل من الحدود الأردنية الى الريف الشمالي للعاصمة دمشق.
وفي السياق نقلت الصحيفة عن ناشط بارز في المعارضة السورية ان نحو 30 ألف مقاتل من جماعات المعارضة المسلحة ينتشرون في الضواحي الشمالية لدمشق وصولاً الى حدود الجنوبية، موضحاً انه تم وضع هؤلاء المقاتلين تحت قيادة رسمية واحدة.
ولفت الناشط البارز الى ان التركيز الآن ينصب على الأسلحة والسيطرة عليها، وبمشاركة قوية من الولايات المتحدة والسعودية.
وفي موازاة ذلك اشارت الصحيفة الى ان النظام السوري رد على احتمال تعرض الجنوب لهجوم فكثف قصفه الجوي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، واستخدم في غالب الاحيان براميل متفجرة كما جرى في مدينة حلب.