إدمان الألعاب الإلكترونية… خطر يسرق الأطفال من عائلاتهم

وكالة الأنباء السورية ـ سانا ـ
بشرى معلا:

بعد عودته من المدرسة يقضي جود البالغ من العمر 12 سنة ساعات طوالا أمام شاشة الحاسوب أو على هاتفه النقال منغمسا في ألعابه المفضلة ومبتعدا عن محيطه الأسري وأصدقائه.

وبما أن الامتحانات المدرسية باتت على الأبواب فأن عائلة جود تحاول جاهدة ثنيه عن قضاء وقت طويل مع هذه الألعاب خوفا من آثارها السلبية وخصوصا لجهة العدوانية والوحدة.

وتقول والدته منى: قبل اختراع الألعاب الإلكترونية كانت الحدائق والساحات وأزقة الحارات هي ميدان الأطفال يجتمعون لمزاولة ألعابهم المفضلة كالحجلة والغميضة ولعبة الزوايا واليوم يقضي أطفالنا ساعات طويلة مع ألعابهم الالكترونية ما أفقدهم الكثير من عفويتهم وغلبت على تصرفاتهم العدوانية.

بدوره يرى والد جود أنه “لا شيء أصعب من مواجهة عدو يتسلل إلى منزلك عبر الإنترنت الذي بات الاستغناء عنه شبه مستحيل” مبديا تخوفه من مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تهدر الوقت لدى الأطفال والمراهقين وتحول بعضها لقاتل مأجور يجيد اختيار ضحاياه عن بعد وهو الأمر الذي يتطلب تحركا جماعيا للحفاظ على جيل المستقبل.

“ببجي وفورت نايت وفري فاير” ألعاب إلكترونية متاحة على الهواتف وأجهزة البلاي ستيشن انتشرت أخيرا وتكمن خطورتها في أنها تتيح للمستخدمين التعرف إلى غرباء وإنشاء صداقات عبر شبكات مخفية.

ويقول المرشد النفسي والاجتماعي أنس الصفدي لنشرة سانا سياحة ومجتمع إن لإدمان الألعاب الإلكترونية خطورة على الأطفال قد لا تنتهي بالانفصال عن الواقع وجو الأسرة والأصدقاء مشيرا إلى أن بعض الألعاب تنمي لدى الطفل السلوك العنيف وتعلمه أساليب ارتكاب الجريمة وحيلها وبعضها الآخر قد يدفع الأطفال إلى الانتحار مثل لعبة الحوت الأزرق ومريم.

أما أعراض الإدمان على الألعاب الإلكترونية فلخصها الصفدي بالاكتئاب والأرق والعزلة والقلق الاجتماعي والبدانة والعدوانية اللفظية والجسدية والغضب الشديد.

وللتخلص من هذه المشكلة ينصح الصفدي باتباع خطوات مدروسة حيث نبدأ تعليم الطفل أن هناك وقتا محددا يقضيه أمام اللعبة التي أدمن عليها لتخليصه من تأثيرها تدريجيا ثم لا بد من تعويض وقت الفراغ الذي سوف يشعر به الطفل بأنشطة حياتية مفيدة كالرياضة أو العلاقات الأسرية الودية مؤكدا ضرورة عدم تعنيف الطفل حتى لا تنتج رد فعل عكسيا.

ويختم الصفدي بالقول: الوقاية دائما خير من العلاج لذلك ننصح الأهل بمراقبة أطفالهم وبناء علاقة صحيحة معهم.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.