إنطباعات “مجاهد” سعودي يقاتل في سورية

jihade-saudi

موقع عربي برس الإخباري ـ
عبدالله علي – خاص عربي برس:

عندما وطأت قدماه أرض الشام أو أرض الرجال كما يسميها أحياناً، أقسم قائلاً “رأيتُ تباشير الخلافة بأم عيني فأبشروا يا رفاق .. والحقوا بالقافلة” هكذا يبدأ “قرين الكلاش” وهو سعودي قدم إلى سورية للجهاد، تغريداته على تويتر ويتابع “إنني أحمد الله الذي أكرمني وألحقني بأصحاب الرايات السود وفي بلاد مباركة هي بلاد الشام” .
لماذا ترك كلاش بلاده وجاء كي يجاهد في سورية؟ يقول بكل وضوح أن الهدف هو “جهاد النصيرية ومن بعدهم الأميركان” ويرفع شعار ” إما أنا وإما النصيريّة” وكأن الطائفة النصيرية هي حصن من حصون الأميركان، أو ربما هي البحصة التي تسند جرتهم، وبمجرد القضاء على هذه الطائفة سوف تقع الجرة وتنكسر ويحقق كلاش هدفه في القضاء على الأميركان!!.
ويؤكد “قرين الكلاش” وجود “مجاهدين” من جنسيات مختلفة في الأراضي السورية مما يتيح له بحسب قوله “تعلم لغات ولهجات وعادات وتقاليد”، ويذكر أنه تعرف على “مجاهد” من المغرب يبلغ عمره سبعة عشرة سنة فقط، وقد قال في إحدى تغريداته أن ” كل تيار من التيارات الإسلامية في العالم .. لها فصيل مسلح في سوريا” مما يثبت حجم الحشد ومدى الاستنفار الهائل الذي لم يسبق له مثيل حتى في عهد “الجهاد الأفغاني” ضد الروس، الذي تقوم به التيارات السلفية الجهادية في جميع أنحاء العالم لتصدير مسلحيها وإرهابييها إلى سوريا تحت غطاء إقليمي ودولي واضح، لأنه من المستحيل أن تتمكن كل هذه الأعداد من الإرهابيين وحملة الفكر السلفي الجهادي من التحرك بحرية والقدوم والاجتماع في سورية، دون أن يكون هناك تساهل وغض للنظر من قبل الدول العربية والغربية التي طالما ادَّعت أنها تحارب الإرهاب وتكافح فكره المتطرف.
ويحاول “قرين الكلاش” أن يحرض أقرانه على المشاركة فيما يسميه “الجهاد” في الشام فيقول: ” الجهاد في الشام مبارك .. في شمال الشام تعيش أجواء الجهاد الشيشاني أرض خضراء وثلوج وأمطار .. وفي شرق الشام تعيش أجواء الجهاد العراقي” ويتابع بكثير من اللوم والعتب، ” أسألك بالله .. ألم تتأخر عن الجهاد العراقي ثم اليمني .. والآن الجهاد الشامي بين يديك ! إياك ثم إياك أن تفوتك الثالثة ! هلم يا صاح”.
ويتوقف “كلاش” كثيراً وطويلاً عند دور النساء في دعم ومساعدة وتمويل وتجهيز “المجاهدين”، فيقول أنه قابل شاباً قامت بتجهيزه معلمة من بلاد الحرمين .. معلمة قامت وجهزت مجاهد في سبيل الله بـ 15 ألف ريال” أي ما يعادل حوالي مائة وسبعين ألف ليرة سورية.، ويذكر أنه في بعض المناطق “تتنافس نساء الأنصار على غسل ملابس المجاهدين” ” وكل امرأة ترسل طفلها لكي يأخذ أكبر قدر ممكن من الملابس لكي تغسلها !”. ونظراً للدور الذي يعتقد أن بإمكان النساء القيام به فإنه يقدم نصيحته إلى كل إمرأة مسلمة قائلاً: ” أيتها المسلمة.. إن تقدم لخطبتك مجاهد .. فخري سجوداً .. ثم طيري فرحاً .. فقد جعل الله بين يديك .. ملك من ملوك الجنة” ” أيتها المسلمة .. إن لم يكن أبوك أو أخوك مجاهداً .. فلا أقل أن من أن يكون زوجك مجاهداً”.
ويسخر كلاش من بعض الدعاة الإسلاميين كما يسميهم ممن يقومون بأعمال الإغاثة وتقديم مساعدات للمنكوبين المدنيين، ويقول لهم: “عزيزي الداعية المهتم بالقضية السورية ! أرجوك .. لا تأتي إلى الحدود وتعطي الأطفال حليب ثم توليهم ظهرك راجعاً” لأننا بحاجة إلى مجاهدين ومجاهدين فقط بحسب قوله.
وفي إشارة واضحة إلى وجود خلافات حادة ضمن التيار الجهادي نفسه وليس فقط بين الجهاديين من جهة وكتائب الجيش الحر من جهة ثانية، كما تسرب بعض وسائل الإعلام، يقول كلاش: ” هناك مشايخ .. سرّاق للجهاد .. ودرس العراق لن يتكرر في الشام بإذن الله!” لأنه ” إذا حدثت أزمة للأمة فإن الكثير يثرثر لكن الكلمة الأخيرة هي لمشايخ البنادق! وليست لمشايخ الفنادق !” ويضيف كلاش بعد أن يذكر أن كافة فصائل الجهاديين في العالم لها أجنحة مسلحة في سوريا، أن كافة هذه الفصائل سوف تزول ولن يبقى إلا “امتداد دولة العراق الإسلامية” بحسب قوله. وهذا يدل بوضوح على العلاقة الوطيدة التي تربط بين الجهاديين في سورية وبين تنظيم القاعدة في العراق، وإشارة كلاش هذه تثبت بشكل أو بآخر وجود نوع من الخلافات أو التنافس بين بعض فصائل الجهاديين، وأن العلاقة فيما بينهم مضطربة وتفتقر إلى الثقة والتنسيق، وهنا يبدي كلاش أسفه على أموال المسلمين التي تذهب تحت ما سماه الرايات العميّة أي التي لا تتمتع بالشرعية كراية دولة العراق الإسلامية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.