الإمام الخميني، الثورة الاسلامية وفلسطين

صحيفة الوفاق الإيرانية-

مختار حداد :

النهضة الاسلامية في إيران عند انطلاقتها في 5 حزيران من عام 1963 لم تكن مهتمة فقط بالقضايا الداخلية بل كانت نهضة لديها اولويات اسلامية وعالمية لانقاذ الانسان من الظلم وبل حثه على مواجهته في المستوى العالمي.

وفي اولى كلمات الامام الخميني قدس سره الشريف عند انطلاقة النهضة كان يحذر سماحته من خطورة الكيان الصهيوني ووجوب مواجهته ومن يدعم هذا الكيان الغاصب والمخططات الغربية المتمثلة بالامبريالية الأمريكية.

 

الامام الخميني قدس سره الشريف والثورة الاسلامية وفلسطين هم عناوين لايمكن فصلهما عن بعض، الثورة وقبل انتصارها وبعد انتصارها وحتى الان لديها أولوية على المستوى العالمي وهو تحرير فلسطين. وكلمات سماحة الامام خلال الثورة ومابعد الثورة وقراراته هي خير دليل على ذلك والنهج الذي رسمه سماحة الامام قد استمرت عليه قيادة الثورة بعد رحيله المتمثلة بالامام الخامنئي وجميع أركان الجمهورية الاسلامية وخاصة الشعب الايراني الذي يعتبر دعم المظلوم خاصة الشعب الفلسطيني واجب، هذا النهج الذي أعطى روحاً جديدة للقضية الفلسطينية والمقاومة في وجه الصهيونية.

 

لتسليط الضوء على أهم أسباب استمرارية نهج الامام الخميني قدس سره الشريف في دعم القضية الفلسطينية التقت صحيفة الوفاق بعدد من قادة الفصائل الفلسطينية حيث قال ممثل حركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي في تصريح للوفاق: نسأل الله عزوجل للامام الخميني (رض) الرحمة، الامام مدرسة بما تعني الكلمة من معنى، وعندما اطلقت الثورة صداها استمر حتى هذه اللحظة وأعتقد انه سيستمر مادام هناك مظلوما في العالم.

 

وأضاف: السر في ذلك (تأثير نهج الامام على القضية الفلسطينية)، هو انه تكلم بصوت المظلومين وواجه الاستكبار العالمي، وهذا الذي جذب كل أبناء الأمة العربية والاسلامية بل المستضعفين في العالم لنداءه ولثورته ضد هذا ظلم وضد هذا الاستكبار. وبما أن الشعب الفلسطيني أرضه محتلة ومغتصبة من قبل العدو الصهيوني بنسبة الينا هذا قمة الاستكبار وقمة الاحتلال العنصري، بدل الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، ولذلك الامام الخميني (رض) بثورته أحيا القضية الفلسطينية. ومن هنا كان الشعب الفلسطيني ممنوناً له ومتأثراً بهذا النداء وبهذه الثورة العظيمة. خصوصاً انه من اللحظة الاولى انحاز مباشرة الى القضية، واستبدل العلم الاسرائيلي بالعلم الفلسطيني، وفتح السفارة الفلسطينية وأعلن يوم القدس العالمي. واستمر مدافعاً عن فلسطين وعن القضية الفلسطينية، ومن بعده اخوانه وابنائه من الإخوة في ايران في الحرس الثوري وقوة القدس هم حملوا اللواء، وهم اليوم يدعمون المقاومة الفلسطينية بكل اشكال الدعم، وبسبب هذا الدعم وصلت المقاومة الى ماوصلت اليه من انجازات ومن رسم معادلات في مواجهة العدو الصهيوني. دائماً النداء الذي يستند الى الحق ويستند الى الحقيقة يستمر ويطول مادام هناك ظلم، لذلك هذا هو السر الحقيقي في نداء وثورة الامام الخميني (رض).

 

بدوره قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبدالعال للوفاق:لاشك ان أهم مسألة في فكر الامام الخميني (رض) هي أنه استطاع بأن يجدد أو يضع ديموميات للفكر المتجدد خاصة ان طرح فكرة الانفتاح على العالم بأفق تقدمي حضاري، وبأفق تحدث عن اسلام حداثي، وطبعا بمواجهة كل اشكال استخدام الاسلام بمسائل تخدم الأمبريالية الأمريكية،لأنه اساسا دائماً كانت الثقافة ليست الموضوع اكثر من هي الاداء لفرض ربما اشكال من السيطرة على الارادة وعلى عقل الناس وعلى الرأي العام.

 

مضيفاً:فعندما استغل الاسلام بمسألتين،يعني الآن هناك يوجد نموذج وهو النموذج الارهابي، الذي تم انشاؤه لكي يخدم المشروع الأمريكي بأدوات رجعية، مثل مشروع داعش وهو نفس المشروع الذي الان يتحدث عن الاصلاح الديني، ولكن هو تطبيع ديني الذي يطرح تحت مسمى الاتفاق الابراهيمي، وهذا واضح تماما لأن القوى المستكبرة تريد السيطرة على المنطقة من خلال السيطرة على العقول.

 

وختم بالقول:لكن نحن اليوم نرى شكل مختلف لهذا الموضوع،انا برأيي هنا العلامة الفارقة التي قدمها الامام الخميني (رض) من خلال هذه الثورة وهي مسألة تعتمد على الوعي وتعتمد على العقل وتعتمد على الاساس التقدمي للشعوب، لانها تمتلك ارادتها وتستطيع أن تفرض آراؤها على مستوى الأمة.

 

في السياق ذاته قال القيادي في جبهة التحرير الفلسطيني محمد ياسين :نحن كشعب فلسطيني نشعر بإمتنان كبير للجمهورية الاسلامية ولسماحة الامام الخميني (رض) بهذا الانجاز العظيم الذي قام به في الوقت الذي كانت الأمة العربية تخسر من خلال اتفاقيات الذل في كمب ديفيد أهم موقع عربي في مواجهة العدو الصهيوني،جاءت الثورة الاسلامية بقيادة الراحل الامام الخميني (رض) لتعوض الشعب الفلسطيني ولتشكل الحماية للقضية الفلسطينية، ونحن منذ انطلاقة الثورة وانتصارها اتخذت الثورة الاسلامية خط واضح بياني في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار للقدس ولقضية فلسطين وهي مستمرة حتى هذه اللحظة وهذا إن دل على شيئ يدل على العمق الاستراتيجي بالنظرة العميقة التي كانت تسكن الامام الخميني بتطلعاته تجاه هذه القضية.

وأضاف: من العوامل الأخرى باستمرار هذه الثورة التي ارتكزت أيضاً على مصالح الشعب الايراني، ولكل الشعوب المظلومة في مواجهة الاستكبار العالمي، وهذه الانجازات عظيمة جداً ونحن نشعر يوما بعد يوم في تعاظم انجازات هذه الثورة، وإننا أصبحنا على قرب مسافات وفي الربع الاخير من الانتصار النهائي على العدو الصهيوني.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.