السيد نصر الله حسم مشهد المرحلة بعدما أجهض حجة الأمن الذاتي
موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:
حسم أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله مشهد المرحلة المقبلة لمصلحة جملة من اللاءات، أبرزها لا حكومة من دون الحزب ولا حديث عن دولة المقاومة، ولا لاثارة موضوع السلاح الكيمائي، غير أن لاءات السيد نصر الله جاءت مقرونة بخطوة أعطاها الحزب أهمية بالغة، وهي انهاء مرحلة الأمن الذاتي وتسليم مقاليد الأمن في ضاحية بيروت الجنوبية للقوى الأمنية، في خطوة قرأ فيها سياسي، محسوب على حارة حريك، تسوية داخلية بدأ العمل عليها منذ عملية خطف الطيارين التركيين في التاسع من آب الماضي، وأثمرت بعد جدولة العلاقة بالكامل بين الحزب من جهة وقوى الأمن الداخلي من جهة ثانية، وذلك بعد تدخل مباشر من مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في أعقاب توتر العلاقات بين أهالي مخطوفي اعزاز وشعبة المعلومات على خلفية التوقيفات التي قام بها الأخير.
في هذا السياق، يرى المصدر أن الرسالة الأبرز التي حملتها رسالة السيد نصر الله جاءت هذه المرة باتجاه السعودية، من خلال نقطتين الأولى توجيه الاتهام المباشر للمعارضة السورية التكفيرية المدعومة منها ومن قطر بتنفيذ تفجيري الضاحية الجنوبية والتأكيد بأن التحقيقات التي أجراها الحزب توصلت إلى نتائج حاسمة بهذا الصدد، والثانية من خلال دعمه لمعارضة البحرين الموجهة من الأساس ضدها كما لحكامها، فضلاً عن التحذير من القول بأن سوريا سربت قسم من ترسانتها الكيمائية للحزب، مع الاشارة إلى أن الاعلام العربي والخليجي كان السباق إلى اثارة هذا الملف الموصوف بالخطير للغاية، بيد أن حلفاء السعودية في الداخل اللبناني تلقفوا هذا الاعلان وبنوا على أساسه التحاليل والأرقام والايحاء لمن يعنيهم الأمر بضرورة ربط هذا الملف بملف سوريا الكيماوي.
غير أن السؤال الأبرز من وراء اطلالة السيد نصر الله، التي حملت تأكيدات لمواقف سابقة بحسب قراءات اكثر من مرجعية، يبقى ما اذا كان يريد تجيير عدد من الأوراق لمصلحة سوريا وايران متحدين أو منفردين، فاتهام المملكة بعرقلة تشكيل الحكومة من خلال اصرارها على عدم اشراك “حزب الله” فيها يمكن أن يشكل رسالة واضحة لايران بغية فرض معادلة جديدة متصلة بهذا الموضوع، خصوصاً أنها تشارك بشكل فاعل في أعمال الهيئة العامة للأمم المتحدة وتشكل محور اللقاءات الجانبية والاتصالات الهامشية التي تحدد المسارات العلنية، كما أن المعلومات الواردة من هناك لا تستبعد لقاءات جانبية وغير معلنة بين الوفدين الايراني والسعودي بحيث يكتمل المشهد بصورة حاسمة ومنسقة.
أما بالنسبة للأوراق المجيرة لسوريا فانها لا تقل أهمية، خصوصاً أن اتهام المعارضة السورية التكفيرية ومن يقف خلفها يعطي أسباباً اضافية للنظام السوري بتركيز الحملة عليها بحجة مكافحة الارهاب وعدم تصديره إلى لبنان ومنه إلى الخارج، خصوصاً أن التمريرة التي تعمدها السيد نصر الله تزامنت مع الحرب المستمرة بين “الجيش الحر” والجماعات التكفيرية، وذلك في اشارة واضحة إلى أن التنظيمات المذكورة لا تتصرف الا بأمر من داعميها، وهي الجهات عينها التي أشار اليها أمين عام “حزب الله” بالاسم وبأصابع الاتهام المباشر.
كل ذلك لا يمنع بحسب المصدر أن يكون الحزب قد دخل بدوره في مدار تحسين الشروط التفاوضية، بحيث يصح الاعتبار أنه ازاح من طريقه عوامل أساسية ليس أولها اجهاض مقولة الأمن الذاتي، ولا آخرها تسريب كلمة السر للبدء بملاحقة التكفيريين المقيمين في لبنان وقريباً من الضاحية.