#العماد_عون يتحدث لـ #الميادين في ذكرى #حرب_تموز
في وثائقي تحت عنوان “شركاء النصر” عرضته قناة الميادين لمناسبة الذكرى العاشرة لحرب تموز 2006، تحدث دولة الرئيس العماد ميشال عون عن الحرب والشهداء، وعن الصمود والانتصار.
عن الدافع إلى اتخاذ موقفه إلى جانب المقاومة بعيد اندلاع الحرب وثقته بانتصارها، قال العماد عون: الموقف كان نتيجة تحليل سريع للوضعين الداخلي والخارجي، والتضامن هو ردة فعل طبيعية تقضي بأن يتضامن أي لبناني مع وطنه وأرضه وشعبه وأصدقائه عندما يتعرضون لاعتداء، فكيف إذا كان الأمر اعتداءً إسرائيلياً يستهدف ثلث الشعب اللبناني؟ لم يكن جائزاً إلا أن نكون إلى جانب وطننا الذي نعيش فيه والى جانب أهلنا وشعبنا الذين نعيش معهم، وهذه هي روح التضامن التي يجب أن تظهر أثناء الصعوبات على رغم الخلافات والتباينات السياسية التي تسقط عندما يكون مصير الوطن وشعبه معرضاً للخطر. أما عن الثقة بالنصر، مردها عدة اعتبارات، منها اعتماد المقاومة الأساليب الصحيحة في القتال، فهي مدربة تدريباً عاليا وتتمتع بروح قتالية عالية وإيمان كبير، صحيح ان إسرائيل تمتلك قوة الآلة، ولكن الإنسان هو الذي اخترع الآلة، وهو من يعرف كيف يعطلها. من ناحية اخرى، وبتحليل سريع، كان واضحا ماذا تريد إسرائيل من الحرب، فهي لا تريد احتلال الأرض من جديد لأنها تركتها غصباً عنها تحت وطأة ضربات المقاومة، لكنها تريد خلق فتنة داخلية لأن قسماً من اللبنانيين كان يبدو جاهزاً لافتعال مشاكل وراء الجبهة، ولذلك رفعت صوتي وناديت اللبنانيين قائلاً: “سنوات من القتال مع الخارج ولا ساعات من القتال في الداخل”، وفي اليوم التالي أكد تكتل التغيير والإصلاح مضمون النداء، والحمدلله أننا انتصرنا في الداخل بالوحدة الوطنية عبر مد يد المساعدة للنازحين، وانتصرنا على الخارج، وأكد النصر المقاتلين الأشاوس الذين يتمتعون بروح التضحية والوفاء لوطنهم.
وعن تفاعل محيطه وبيئته مع مواقفه من حرب تموز، قال العماد عون: في البداية كان هناك عدم فهم خاصة على المستوى السياسي، وكثر قالوا ان العماد عون ضيع المنطق، فكيف ستنتصر المقاومة فيما العالم كله مع اسرائيل؟ ولكن ردود الفعل هذه لم تؤثر بي ابداً، إذ عندما أتخذ موقفاً أكون قد وصلت فيه إلى حد الإيمان.
وعن الضغوط التي تعرض لها خلال الحرب قال: وصلتني رسائل عدة، منها التهديدي ومنها الترغيبي، لتغيير الموقف من المقاومة والتوقف عن دعمها بالصوت العالي والتزام الصمت أو على الأقل خفض الصوت، لأن صوتي على ما يبدو كان مزعجاً في كل الدول الغربية، وقرأت في الصحف الأجنبية بعد الأحداث بأن الاسرائيليين وضعوا منزلي تحت المراقبة، وكان هناك استطلاع عملاني لضرب المنزل، لكنهم أحجموا عن الأمر في اللحظة الأخيرة، ويقال إن الطيار كان في الجو ساعة تغير الأمر.
ورداً على سؤال عن لقائه بالسيد حسن نصرالله بعد الحرب، قال: كان هناك كثافة شعور في هذه اللحظة خصوصا اننا كنا معزولين طوال فترة الحرب، وكان المسؤولون في حزب الله يتواصلون معي من دون اتصالات بل بالمجيء إلى منزلي على دراجات نارية، حيث كنا نتبادل الرأي، وكان شعوري دائماً الاطمئنان إلى نهاية المعركة، وتصريحاتي التي كنت أدلي بها يومياً تقريباً كان يتخللها تشجيع جميع اللبنانيين على الصمود والتأكيد أن الانتصار سيكون إلى جانب المقاومة. وأضاف: هذا اللقاء كان فيه شعور كثيف وقوي ونوع من فرح اللقاء بعد ثلاثة وثلاثين يوماً بدت كأنها سنة لأننا كنا نعيش نفس الهاجس ولا نحسب الأيام والساعات. وخلال اللقاء عبرنا عن شعورنا بارتياح كبير لأن النتيجة كانت عظيمة نسبة لمعنويات لبنان وموقعه في الدول العربية، وهذا الموقع بالتحديد استهدفته الحروب التكفيرية في الدول العربية وهذا مؤسف. وتابع العماد عون: إذا كانت حرب تموز لضرب لبنان وخلق فتنة فهي لم تنجح، لكن حروب التكفيريين تخلق الفتن والحروب الأهلية في المنطقة لمصلحة إسرائيل.
وعن النظرة إلى المقاومة في الداخل والخارج اليوم، قال: هناك ما تغير على أثر ظهور الارهاب التكفيري، فالكل نظروا الى خطر التكفير بطريقة معينة. هناك من رأى فيه الخطر الكبير الذي يهدد كل المجتمع، وهناك من نظر إليه كخطر جزئي لن يصل إليه، وهنا ولد الخلاف بين المقاومة وبعض الشعب اللبناني، ولاسيما حول المشاركة في الحرب في سوريا. وفي هذا المجال، نرى أن سوريا بلد على حدودنا، والحرب وصلت إلى الحدود، وعكار كانت مزروعة بالخلايا الإرهابية، وشمال لبنان طريق تموينية للذخيرة والسلاح، ولاسيما إلى حمص والغوطة الشرقية، سواء من خلال وادي خالد أو عرسال، في وقت لا تزال عرسال داخل الاراضي اللبنانية فيما جرودها مليئة بمسلحي داعش والنصرة. واليوم، لا نزال في نفس المسار الخطر، وفي هذه الأيام هناك الكثير من محاولات بناء رأي عام مناهض للمقاومة لأنها تشكل خطراً على أمن إسرائيل وهي قوية بما يكفي لإحداث أضرار كبيرة، فالأكيد أن هناك خشية كبيرة لدى إسرائيل من المقاومة.
وختاماً، قال العماد عون: نهنئ المقاومين على شجاعتهم وطاقتهم على الصمود، فهم أبطال فرضوا أنفسهم على الساحة اللبنانية وفي ساحة القتال، ولا يزالون يقاتلون، وفكرنا يذهب إلى الذين استشهدوا لنتمنى لهم الرحمة، ونصلي كي يحرسونا من فوق، وكذلك يتجه الفكر إلى أهلهم بكرمهم ونظرتهم للشهادة على أنها ما يعطينا كرامة الحياة، ونتذكر أيضاً شهداء الجيش الذين سقطوا إلى جانب المقاومة، فلهم كل التقدير والمحبة، وهم لا ينفصلون عن بعضهم بعضاً لأن القتال نفسه والأهداف نفسها لأجل الوطن نفسه.
وعن السيد نصرالله، قال: إنه قيادة رفيعة استثنائية وقوة لا تعرف الوهن ولا تستكين إلا لتحقيق الأهداف السامية وهي الدفاع عن الوطن ووحدته وحدوده وأهله، والشيء العظيم الكبير هو تحقيق الانتصار.