الميثاقية عند 14 آذار: إله من تمر

hosam-matar1

حسام مطر ـ
مقال خاص بمدونة الكاتب
لا نناقش هنا “صوابية” القانون الإرثوذكسي، ولا إن كان المسار الحالي ” ميثاقيا” أم لا، فقط معنيون بالتناقض “الوقح- المضحك” في موقف قوى 14 آذار.يزداد تخبط قوى 14 آذار في ظل تناقض الحسابات السياسية- الإنتخابية بين المستقبل وحلفائه المسيحيين، وفي خلفية المشهد يقف العماد عون مبتسماً. وكلما ضاق حبل “الأرثوذكسي” حول رقبة تيار المستقبل كلما إرتفع حسهم “الميثاقي” الى درجة “الكوميديا”. فالمشروع الذي لا يلقى موافقة الكتلة السياسية التي تمثل 70% من السنة لا يمكن إقراره في المجلس النيابي وإلا أصبح ذلك مخالفة فاضحة للميثاق و “يوماً أسود في تاريخ لبنان” على حسب ما “غرد” الشيخ سعد.
حجة الميثاقية هذه لم تغب عن بال مسيحيي 14 آذار أيضا، سجعان القزي كادت أن تدمع عيناه وهو يكررها ويُنظَر لها في حلقة “كلام الناس” الأسبوع الماضي، وأما “المسيحيون المستقلون” في 14 آذار فلم يجدوا بداً من الإستيقاظ من “الغيوبة” وأداء قسطهم من المسرحية التي أدارها “بطرس الميثاقي” المؤيد لإنتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائد واحد.
يبدو كل ما قيل طبيعياً ضمن السجال السياسي التقليدي، الى أن نتذكر حكومة فؤاد السنيورة “الميثاقية”. هذه الأصوات نفسها دافعت عن ميثاقية حكومة السنيورة التي إستقال منها كل الوزراء الشيعة وغاب عنها من يمثل 70% من المسيحيين. حكومة السنيورة تلك حكمت البلد قرابة العام وإستباحت التعيينات والموزانة والأمن والعلاقات الخارجية، فيما كانت الاصوات أعلاه تتنعم بالمغانم وتبرر ببلاغة  “ميثاقية” الحكومة المبتورة.
الميثاقية كانت إله من تمر أكلتموه في لحظة حاجة الى الهيمنة، فلا يحق لكم أن تتعبدوها الآن. الفريق الذي يعتبر الحكومة التوافقية “كعربة بحصانين”، وهيمن على الحكومة، وإنقلب على التيار العوني قبل إنتخابات 2005، ثم إنقلب على التحالف الرباعي بعدها، الفريق المرتمي بإحضان رايس خلال حرب تموز 2006، فريق حكومة فؤاد السنيورة “المبتورة”، يجب أن يشعر “بالبكم” كلما أراد لفظ كلمة “ميثاقية”، هذا بعض السم الذي طبخمتوه للبنانيين، وقد حان دوركم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.