الميـلاد الثامـن لسـعد: ليـت الشـباب يعـود يومـاً!

 

1300120795

جريدة السفير اللبنانية:ـ

كلير شكر

مهما رفع مهما رفع سعد الحريري ساعده، بعد التشمير عنه طبعاً، وراح به يمنة ويسرة، تحشيداً لجمهوره النخبوي المصفوف أمام الشاشة، ومهما اجتهد «الشيخ» في قراءة خطابة «المتلفز»، المرصوص حرفاً حرفاً، منعاً لأي انزلاقات عفوية، وحرصاً على عدم الوقوع في خطأ التلعثم، برغم التدريبات المستمرة منذ أسبوع، ومهما ابتدعت الكاميرات في تجميل صورة المشاركين في المهرجان السنوي من أصحاب «الكرافاتات»، إخفاءً لـ«لحى» بعضهم، وحفاظاً على «البروفيل» المعتدل والمنفتح لـ«تيار المستقبل»، ومهما نجح مبدعو شركات الإعلانات في الشعارات الملهبة للمشاعر والغزائز والكراسي ومن فيها. مهما تعانق سامي الجميل وأحمد فتفت، وتباوس جورج عدوان وعمار حوري، وتغزّل سجعان قزي بفارس سعيد، وتغامز بطرس حرب وايلي كيروز… «14 آذار» مأزومة. نقطة على السطر. إنّها الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيق الحريري. ثماني سنوات مرّت، يفترض معها أن تكون «وليدة» هذا الحدث، أي «قوى 14 آّذار» قد أنهت سنّ مراهقتها، ودخلت مرحلة النضج. هذا نظرياً. ولكن عملياً، يبدو أنّ هذا الفريق لم يغادر مرحلة التأسيس وردات الفعل ولم يتعلم «ألف باء» البرامج والتحالفات وشروطها. قبل عام، كانت الثورة السورية تنادي «الثوار اللبنانيين»، تجرّهم فرداً فرداً إلى «قعرها». الرياض تمهّد الطريق صباحاً، وقطر ترشّها بـ«الورد والقطر» ظهراً. كل العوامل الداخلية والإقليمية كانت حاضرة في معركة «القاتل أو المقتول» مع «النظام الجار». يكفي فقط ضرب موعد حتى «يكشّ الملك». قبل عام، كان «المجلس الوطني السوري» حاضراً في «البيال»، ولو بالإنابة. يومها تولى «فارس الأمانة العامة» قراءة «رسالة الشراكة» أمام الحشد الآذاري. قبل عام، كان سمير جعجع «محبوب الجماهير». بكلمة واحدة منه لا يهدأ التصفيق في القاعة العملاقة، وبحركة من يده تشتد الحماسة. وبلحظة استثنائية يذوب التحالف «القواتي» – «المستقلبي» في قالب العشق المتبادل. لا ماضِ يفرّق بينهما ولا غد يحدّ من طموحاتهما. قبل عام كان «تيار المستقبل» لا يزال، نسبياً، الآمر الناهي في بيئته. لا عنتريات خالد الضاهر تقدّم أو تؤخر. ولا «إمارة صيداوية» تلمّ فُتات السلفيين من هنا أو هناك. ولا «دويلات حدودية» تفرض آدبيات «البلطجة». قبل عام كان قانون الانتخابات النيابية ثانوياً، ملفاً مؤجلاً إلى ما بعد «الثورة» التي ستنعقد الزعامة بعدها لـ«ثوار لبنان وسوريا»، وفق حسابات أهل «بيت الوسط». كان ميشال عون غارقاً في وحول المستنقع السوري، يفتّش عن قشّة تخرجه سليماً، من عراك «الكبار» على أرض الشام… ولا من يحسب حساب «الحقوق المسيحية المهضومة». اليوم، تبدلت الصورة كلياً. بشار الأسد لا يزال رئيساً. «حكم الإخوان» صار في أدراج النسيان. المزايدة بين الأقطاب الآذاريين في رفع سقف المواقف، تحوّلت إلى سباق للبحث عن سقف يقيهم شرّ التحولات الإقليمية. حكومة نجيب ميقاتي حية ترزق. لا بل باقية بشرعية سعد الحريري، وبختم دولي فاقع. لا انزلاقات مكوناتها أثمرت، ولا ضربات خصومها نفعت. «الكتائب»، المتمرّدة دوماً على حلفائها، ترفع من «دوز» تمايزها. وتتحصّن خلف خصوصيتها، لكي تهرب من كأس «الخطاب السوري» المرّ. تسير قرب حائط البطريركية المارونية، وتساير الرئاسة الأولى، حتى لو كلّف الأمر مزيداً من «التجاعيد» في «القناع الآذاري». أما سمير جعجع، حليف «السرّاء والضرّاء»، فقد علا صوته حين انتقل النقاش الجدي إلى مربع قانون الانتخابات. إنّه اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي فعل فعله. لم يعد بالإمكان «مسح» التباين بين «القوات» و«المستقبل»، بـ«ذقن» التحالف العريض الذي يجمعهما. ما لكم لكم، وما لنا… نريده لنا. أما «الإمارات السلفية» المتناثرة في الأطراف، فتقضم من «الطبق الأزرق» على «عينك يا تاجر». تزاحمه في مربعاته الشعبية، حتى في العاصمة، بالخطاب المتطرّف حيناً وبقوة السلاح أحياناً. وحده مشهد الجمهور لا يزال هو نفسه. مستمعون آذاريون من كلّ الأطياف. حالمون بالحقيقة. بمشهدية استثنائية جمعت اللبنانيين في «ساحة الحرية». وزعت عليهم الدعوات وفق الخريطة المعتمدة سنوياً. للأحزاب، والمستقلين والأصدقاء (3500 دعوة). «غربة» سعد الحريري ما عادت امتيازاً له وحده. سمير جعجع سينضم إليه في «عزلة كسروانية». اعتبارات أمنية تحول دون نزوله إلى «البيال»، تصنّف السياسيين بين «أبناء ستّ وأبناء جارية»، وتحيله «ضيفاً» على شاشة «المستقبل» عشية الاحتفال، تعويضاً عن غيابه «المنبري» في البيال… والخشية من امتداد العدوى، لا بل «الغيرة»، إلى بكفيا، لتبقي الرئيس أمين الجميل «شيخاً» على «إمارته». وعليه، سيكون «الشيخ» نجم اللقاء. سيخطب بجمهوره من خلف الشاشة، كما اعتاد على القيام بذلك منذ سنتين. على أن ينضم إليه نجم ثانٍ، لا أكثر، لا تزال هويته قيد النقاش الموسّع، يفترض به أن يمثّل «قوى 14 آذار». في الذكرى الثامنة، تواضعت «قوى 14 آذار» في أحلامها وطموحاتها. قبل عام، كانت تعتقد أن أياما قليلة تفصلها عن «اليوم الكبير»، ذلك الذي «سيثأر» لها من خصومها، اللبنانيين والسوريين والايرانيين، ويعيد إليها «كرامة» سُلبت على باب «البيت الأبيض»، وينصّبها على عرش السلطة مجددا. اليوم، تجهد المعارضة لتبرهن لجمهورها أن «ما يجمعها أكثر مما يفرّقها».سعد الحريري ساعده، بعد التشمير عنه طبعاً، وراح به يمنة ويسرة، تحشيداً لجمهوره النخبوي المصفوف أمام الشاشة، ومهما اجتهد «الشيخ» في قراءة خطابة «المتلفز»، المرصوص حرفاً حرفاً، منعاً لأي انزلاقات عفوية، وحرصاً على عدم الوقوع في خطأ التلعثم، برغم التدريبات المستمرة منذ أسبوع، ومهما ابتدعت الكاميرات في تجميل صورة المشاركين في المهرجان السنوي من أصحاب «الكرافاتات»، إخفاءً لـ«لحى» بعضهم، وحفاظاً على «البروفيل» المعتدل والمنفتح لـ«تيار المستقبل»، ومهما نجح مبدعو شركات الإعلانات في الشعارات الملهبة للمشاعر والغزائز والكراسي ومن فيها. مهما تعانق سامي الجميل وأحمد فتفت، وتباوس جورج عدوان وعمار حوري، وتغزّل سجعان قزي بفارس سعيد، وتغامز بطرس حرب وايلي كيروز… «14 آذار» مأزومة. نقطة على السطر. إنّها الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيق الحريري. ثماني سنوات مرّت، يفترض معها أن تكون «وليدة» هذا الحدث، أي «قوى 14 آّذار» قد أنهت سنّ مراهقتها، ودخلت مرحلة النضج. هذا نظرياً. ولكن عملياً، يبدو أنّ هذا الفريق لم يغادر مرحلة التأسيس وردات الفعل ولم يتعلم «ألف باء» البرامج والتحالفات وشروطها. قبل عام، كانت الثورة السورية تنادي «الثوار اللبنانيين»، تجرّهم فرداً فرداً إلى «قعرها». الرياض تمهّد الطريق صباحاً، وقطر ترشّها بـ«الورد والقطر» ظهراً. كل العوامل الداخلية والإقليمية كانت حاضرة في معركة «القاتل أو المقتول» مع «النظام الجار». يكفي فقط ضرب موعد حتى «يكشّ الملك». قبل عام، كان «المجلس الوطني السوري» حاضراً في «البيال»، ولو بالإنابة. يومها تولى «فارس الأمانة العامة» قراءة «رسالة الشراكة» أمام الحشد الآذاري. قبل عام، كان سمير جعجع «محبوب الجماهير». بكلمة واحدة منه لا يهدأ التصفيق في القاعة العملاقة، وبحركة من يده تشتد الحماسة. وبلحظة استثنائية يذوب التحالف «القواتي» – «المستقلبي» في قالب العشق المتبادل. لا ماضِ يفرّق بينهما ولا غد يحدّ من طموحاتهما. قبل عام كان «تيار المستقبل» لا يزال، نسبياً، الآمر الناهي في بيئته. لا عنتريات خالد الضاهر تقدّم أو تؤخر. ولا «إمارة صيداوية» تلمّ فُتات السلفيين من هنا أو هناك. ولا «دويلات حدودية» تفرض آدبيات «البلطجة». قبل عام كان قانون الانتخابات النيابية ثانوياً، ملفاً مؤجلاً إلى ما بعد «الثورة» التي ستنعقد الزعامة بعدها لـ«ثوار لبنان وسوريا»، وفق حسابات أهل «بيت الوسط». كان ميشال عون غارقاً في وحول المستنقع السوري، يفتّش عن قشّة تخرجه سليماً، من عراك «الكبار» على أرض الشام… ولا من يحسب حساب «الحقوق المسيحية المهضومة». اليوم، تبدلت الصورة كلياً. بشار الأسد لا يزال رئيساً. «حكم الإخوان» صار في أدراج النسيان. المزايدة بين الأقطاب الآذاريين في رفع سقف المواقف، تحوّلت إلى سباق للبحث عن سقف يقيهم شرّ التحولات الإقليمية. حكومة نجيب ميقاتي حية ترزق. لا بل باقية بشرعية سعد الحريري، وبختم دولي فاقع. لا انزلاقات مكوناتها أثمرت، ولا ضربات خصومها نفعت. «الكتائب»، المتمرّدة دوماً على حلفائها، ترفع من «دوز» تمايزها. وتتحصّن خلف خصوصيتها، لكي تهرب من كأس «الخطاب السوري» المرّ. تسير قرب حائط البطريركية المارونية، وتساير الرئاسة الأولى، حتى لو كلّف الأمر مزيداً من «التجاعيد» في «القناع الآذاري». أما سمير جعجع، حليف «السرّاء والضرّاء»، فقد علا صوته حين انتقل النقامهما رفع سعد الحريري ساعده، بعد التشمير عنه طبعاً، وراح به يمنة ويسرة، تحشيداً لجمهوره النخبوي المصفوف أمام الشاشة، ومهما اجتهد «الشيخ» في قراءة خطابة «المتلفز»، المرصوص حرفاً حرفاً، منعاً لأي انزلاقات عفوية، وحرصاً على عدم الوقوع في خطأ التلعثم، برغم التدريبات المستمرة منذ أسبوع، ومهما ابتدعت الكاميرات في تجميل صورة المشاركين في المهرجان السنوي من أصحاب «الكرافاتات»، إخفاءً لـ«لحى» بعضهم، وحفاظاً على «البروفيل» المعتدل والمنفتح لـ«تيار المستقبل»، ومهما نجح مبدعو شركات الإعلانات في الشعارات الملهبة للمشاعر والغزائز والكراسي ومن فيها. مهما تعانق سامي الجميل وأحمد فتفت، وتباوس جورج عدوان وعمار حوري، وتغزّل سجعان قزي بفارس سعيد، وتغامز بطرس حرب وايلي كيروز… «14 آذار» مأزومة. نقطة على السطر. إنّها الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيق الحريري. ثماني سنوات مرّت، يفترض معها أن تكون «وليدة» هذا الحدث، أي «قوى 14 آّذار» قد أنهت سنّ مراهقتها، ودخلت مرحلة النضج. هذا نظرياً. ولكن عملياً، يبدو أنّ هذا الفريق لم يغادر مرحلة التأسيس وردات الفعل ولم يتعلم «ألف باء» البرامج والتحالفات وشروطها. قبل عام، كانت الثورة السورية تنادي «الثوار اللبنانيين»، تجرّهم فرداً فرداً إلى «قعرها». الرياض تمهّد الطريق صباحاً، وقطر ترشّها بـ«الورد والقطر» ظهراً. كل العوامل الداخلية والإقليمية كانت حاضرة في معركة «القاتل أو المقتول» مع «النظام الجار». يكفي فقط ضرب موعد حتى «يكشّ الملك». قبل عام، كان «المجلس الوطني السوري» حاضراً في «البيال»، ولو بالإنابة. يومها تولى «فارس الأمانة العامة» قراءة «رسالة الشراكة» أمام الحشد الآذاري. قبل عام، كان سمير جعجع «محبوب الجماهير». بكلمة واحدة منه لا يهدأ التصفيق في القاعة العملاقة، وبحركة من يده تشتد الحماسة. وبلحظة استثنائية يذوب التحالف «القواتي» – «المستقلبي» في قالب العشق المتبادل. لا ماضِ يفرّق بينهما ولا غد يحدّ من طموحاتهما. قبل عام كان «تيار المستقبل» لا يزال، نسبياً، الآمر الناهي في بيئته. لا عنتريات خالد الضاهر تقدّم أو تؤخر. ولا «إمارة صيداوية» تلمّ فُتات السلفيين من هنا أو هناك. ولا «دويلات حدودية» تفرض آدبيات «البلطجة». قبل عام كان قانون الانتخابات النيابية ثانوياً، ملفاً مؤجلاً إلى ما بعد «الثورة» التي ستنعقد الزعامة بعدها لـ«ثوار لبنان وسوريا»، وفق حسابات أهل «بيت الوسط». كان ميشال عون غارقاً في وحول المستنقع السوري، يفتّش عن قشّة تخرجه سليماً، من عراك «الكبار» على أرض الشام… ولا من يحسب حساب «الحقوق المسيحية المهضومة». اليوم، تبدلت الصورة كلياً. بشار الأسد لا يزال رئيساً. «حكم الإخوان» صار في أدراج النسيان. المزايدة بين الأقطاب الآذاريين في رفع سقف المواقف، تحوّلت إلى سباق للبحث عن سقف يقيهم شرّ التحولات الإقليمية. حكومة نجيب ميقاتي حية ترزق. لا بل باقية بشرعية سعد الحريري، وبختم دولي فاقع. لا انزلاقات مكوناتها أثمرت، ولا ضربات خصومها نفعت. «الكتائب»، المتمرّدة دوماً على حلفائها، ترفع من «دوز» تمايزها. وتتحصّن خلف خصوصيتها، لكي تهرب من كأس «الخطاب السوري» المرّ. تسير قرب حائط البطريركية المارونية، وتساير الرئاسة الأولى، حتى لو كلّف الأمر مزيداً من «التجاعيد» في «القناع الآذاري». أما سمير جعجع، حليف «السرّاء والضرّاء»، فقد علا صوته حين انتقل النقاش الجدي إلى مربع قانون الانتخابات. إنّه اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي فعل فعله. لم يعد بالإمكان «مسح» التباين بين «القوات» و«المستقبل»، بـ«ذقن» التحالف العريض الذي يجمعهما. ما لكم لكم، وما لنا… نريده لنا. أما «الإمارات السلفية» المتناثرة في الأطراف، فتقضم من «الطبق الأزرق» على «عينك يا تاجر». تزاحمه في مربعاته الشعبية، حتى في العاصمة، بالخطاب المتطرّف حيناً وبقوة السلاح أحياناً. وحده مشهد الجمهور لا يزال هو نفسه. مستمعون آذاريون من كلّ الأطياف. حالمون بالحقيقة. بمشهدية استثنائية جمعت اللبنانيين في «ساحة الحرية». وزعت عليهم الدعوات وفق الخريطة المعتمدة سنوياً. للأحزاب، والمستقلين والأصدقاء (3500 دعوة). «غربة» سعد الحريري ما عادت امتيازاً له وحده. سمير جعجع سينضم إليه في «عزلة كسروانية». اعتبارات أمنية تحول دون نزوله إلى «البيال»، تصنّف السياسيين بين «أبناء ستّ وأبناء جارية»، وتحيله «ضيفاً» على شاشة «المستقبل» عشية الاحتفال، تعويضاً عن غيابه «المنبري» في البيال… والخشية من امتداد العدوى، لا بل «الغيرة»، إلى بكفيا، لتبقي الرئيس أمين الجميل «شيخاً» على «إمارته». وعليه، سيكون «الشيخ» نجم اللقاء. سيخطب بجمهوره من خلف الشاشة، كما اعتاد على القيام بذلك منذ سنتين. على أن ينضم إليه نجم ثانٍ، لا أكثر، لا تزال هويته قيد النقاش الموسّع، يفترض به أن يمثّل «قوى 14 آذار». في الذكرى الثامنة، تواضعت «قوى 14 آذار» في أحلامها وطموحاتها. قبل عام، كانت تعتقد أن أياما قليلة تفصلها عن «اليوم الكبير»، ذلك الذي «سيثأر» لها من خصومها، اللبنانيين والسوريين والايرانيين، ويعيد إليها «كرامة» سُلبت على باب «البيت الأبيض»، وينصّبها على عرش السلطة مجددا. اليوم، تجهد المعارضة لتبرهن لجمهورها أن «ما يجمعها أكثر مما يفرّقها».ش الجدي إلى مربع قانون الانتخابات. إنّه اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي فعل فعله. لم يعد بالإمكان «مسح» التباين بين «القوات» و«المستقبل»، بـ«ذقن» التحالف العريض الذي يجمعهما. ما لكم لكم، وما لنا… نريده لنا. أما «الإمارات السلفية» المتناثرة في الأطراف، فتقضم من «الطبق الأزرق» على «عينك يا تاجر». تزاحمه في مربعاته الشعبية، حتى في العاصمة، بالخطاب المتطرّف حيناً وبقوة السلاح أحياناً. وحده مشهد الجمهور لا يزال هو نفسه. مستمعون آذاريون من كلّ الأطياف. حالمون بالحقيقة. بمشهدية استثنائية جمعت اللبنانيين في «ساحة الحرية». وزعت عليهم الدعوات وفق الخريطة المعتمدة سنوياً. للأحزاب، والمستقلين والأصدقاء (3500 دعوة). «غربة» سعد الحريري ما عادت امتيازاً له وحده. سمير جعجع سينضم إليه في «عزلة كسروانية». اعتبارات أمنية تحول دون نزوله إلى «البيال»، تصنّف السياسيين بين «أبناء ستّ وأبناء جارية»، وتحيله «ضيفاً» على شاشة «المستقبل» عشية الاحتفال، تعويضاً عن غيابه «المنبري» في البيال… والخشية من امتداد العدوى، لا بل «الغيرة»، إلى بكفيا، لتبقي الرئيس أمين الجميل «شيخاً» على «إمارته». وعليه، سيكون «الشيخ» نجم اللقاء. سيخطب بجمهوره من خلف الشاشة، كما اعتاد على القيام بذلك منذ سنتين. على أن ينضم إليه نجم ثانٍ، لا أكثر، لا تزال هويته قيد النقاش الموسّع، يفترض به أن يمثّل «قوى 14 آذار». في الذكرى الثامنة، تواضعت «قوى 14 آذار» في أحلامها وطموحاتها. قبل عام، كانت تعتقد أن أياما قليلة تفصلها عن «اليوم الكبير»، ذلك الذي «سيثأر» لها من خصومها، اللبنانيين والسوريين والايرانيين، ويعيد إليها «كرامة» سُلبت على باب «البيت الأبيض»، وينصّبها على عرش السلطة مجددا. اليوم، تجهد المعارضة لتبرهن لجمهورها أن «ما يجمعها أكثر مما يفرّقها».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.