تعرّفوا إلى فوائد الزنك .. حارس الجسم

لا أحد ينكر مدى الشهرة التي لحقت ببعض المكمّلات الغذائيّة مثل الفيتامين C و D والمواد الكيميائية النباتية مثل الكركمين curcumin، فقد ثبت علميّاً خواصّها المضادة للأكسدة وحتى للسرطان. كما لعبت هذه المكمّلات دوراً مهمّاً في التصدي لمشاكل الشيخوخة وتجعّدات البشرة ممّا جعل البعض يطلق عليها نجوم الفيتامينات، وحصلت على اهتمام وسائل الإعلام والمستهلكين للمواد الصحية والمستحضرات التجميليّة. الآن تستعد مغذيات أخرى لتأخذ مركز الصدارة، ومنها مكمّل الزنك المعدني الذي يغفل عن فوائده الكثيرين.

حارس للمناعة

من الثابت لدى العلماء أنّ المعادن (مثل الزنك) لها أدوار راسخة في الحفاظ على صحة الجسم. إذ يعتبر الزنك داعماً مهمّاً لحصانة الجسم ومكافحته لمسببات الأمراض pathogens، وهناك عدد هائل من الدراسات تشير إلى أن المعادن القويّة يمكن أن تساعد على الحد من شدة ومدة نزلات البرد. إضافةً إلى كون هذا المكمّل الغذائي الحارس الشخصي لجهاز المناعة، فإنّ للزنك وظائف أخرى تتراوح بين الحفاظ على جدائل الحمض النووي DNA strands، السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم، وصولاً إلى المساعدة في الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي acid-base.

محسّن للمزاج

بالحديث عن التوازن العقلي والصحّة المزاجيّة، يمكن للزنك أن يلعب دوراً مهمّاً في هذا المضمار. تظهر الأبحاث الأخيرة أن كمية غير كافية من الزنك قد يؤدي إلى فرط التوتّر وزيادة خطر الاكتئاب والقلق. على العكس من ذلك، تناول الكميّة الموصى بها يعزز النمو واليقظة العقلية ويساعد في تعزيز وظائف الدماغ. وفي دراسة أجريت أخيراً على الفئران، وجد العلماء أن مكملات الزنك تأخر كثيراً مشاكل العجز التي في الذاكرة كمرض الزهايمر. وليس من المستغرب أن يجد العلماء أيضاً وجود علاقة بين مستويات الزنك المنخفضة واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

محارب للسرطان

للزنك قدرة عالية في إصلاح مواضع الالتهابات التي يسبّبها السرطان في الخلايا عن طريق تثبيط مادة تسمى NF- kappa B التي تنشط هذه العمليات. وقد وجدت دراسة حديثة أن ما يقرب من 65 % من المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق كانت لديهم معدلات متدنيّة من الزنك. ومن المثير للاهتمام، وقفا لدراسة أجريت أخيراً أن الزنك يمكن أن يمنع أيضاً الأضرار التي تلحق بالحمض النووي، ففي الدراسة أنّ الرجال الأصحاء الذين جرى تخفيض كميّات الزنك لديهم أظهروا المزيد من الفواصل على بعض خيوط DNA. وبعدما طلب منهم إعادة تناول الزنك ضمن المستويات الموصى بها جرى إصلاح الأضرار التي لحقت بالحمض النووي. لذلك يمكن للزنك إصلاح التلف الذي يسبّبه السرطان في الحمض النووي والذي يمكن أن يؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

صديق للعظام

عندما يبحث معظم الناس عن المعادن الـ (صديقة للعظام) يعتقدون فوراً أنّه الكالسيوم، ومع ذلك، ينبغي إضافة الزنك إلى المعادلة. وقد كشف العلماء أن تناول مكمّلات الزنك الغذائية يمكن أن تسبّب زيادة في كتلة العظام عن طريق تنشيط خلايا osteoblast البانية للعظام وزيادة عمليّة امتصاص المعادن إلى داخل العظام. وعلاوةً على ذلك، يمنع الزنك تناقص العظم عن طريق تثبيط خلايا تكسير العظام الـ osteoclastic، مما يعني أنه يمنع أيضاً فقدان العظام والإصابة بمرض هشاشة العظام مستقبلاً. كما أكدت أيضاً بحوث حديثة أنّ المكمّلات الغذائيّة المحتوية على الزنك ومركب acexamate لها تأثير كبير في الوقاية من فقدان العظام الذي يحدث في الشيخوخة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.