ستريدا تخطف الاضواء باناقتها وبنبرتها الهادئة تجاه “حزب الله”

strida

قبل وخلال وبعد القاء كلمتها على منصة مجلس النواب، خطفت النائبة ستريدا جعجع الاضواء في الجلسة الاولى لمناقشة البيان الوزاري. باناقتها المعتادة دخلت قاعة البرلمان حيث بدا الترحيب واضحاً على وجوه الحلفاء والخصوم على السيدة التي تألقت بثوب اسود. وبعبارات خلت من اي تحد اعتادت عليها قيادات “القوات اللبنانية” في السنوات الماضية، توجهت جعجع الى “حزب الله” الذي وصفته بالشريك في الوطن طالبة منه العودة الى كنف الدولة وتسليم سلاحه. لعل المطالب نفسها لم تتغيّر، لكن اسلوب المطالبة اختلف، وسقف التهديد انخفض كما لاحظ العديد من متابعي خطاب  جعجع.

كلمة الشراكة وردت 6 مرات في الخطاب الذي اصغى اليه نواب الامة بامعان لاسيما رئيس المجلس نبيه بري كما بدا من الصورة التي ركزت عليه. واصغاء بري المركز برز عندما اخطأت جعجع فقالت عبارة ” الى حلفاء 14 اذار” بدلاً من “الى حلفائنا في 14 اذار”، وهنا كان بري جاهزاً للتعليق بابتسامة عريضة: “حلووووو..” قابلتها ابتسامة من ستريدا ومن الحاضرين في القاعة.

وركزت جعجع على الشراكة مع “حزب الله”، منطلقة من النضال العسكري في سجل الفريقين مروراً بالتضحية، مستحضرة استشهاد نجل السيد حسن نصر الله في مواجهة العدو الاسرائيلي، توازيه معاناة سجن “الحكيم” 11 عاماً وهو الذي رفض المساومة على مبادئه كما “حزب الله” لا يتخلى عن مبادئه، وصولا الى القول ان الفريقين ينطلقان من ارضية شعبية قوية تشكل حاضنة القضية. والزهد ايضاً يجمع بين الحزبين، كما رأت جعجع، فلا “القوات” ارتضت التخلي عن قناعتها من اجل كرسي وزاري، ولا الحزب نال ما يجب ان يناله من حصة وزارية.

واستغلت جعجع التقارب الحاصل بين ايران والولايات المتحدة، لتقول للحزب ان لا شيء مستحيلاً في السياسة بعد جلوس ايران مع الشيطان الاكبر. نبرة جعجع المهادنة لـ”حزب الله” لم تساوم على مطلب تسليم السلاح في فعل شجاعة يوازي ما قامت به “القوات” بعد انتهاء الحرب الاهلية، لكنها استحوذت على اهتمام المراقبين في زمن تكاد تختلط فيه الاوراق مع انفتاح “عوني-مستقبلي” ماضٍ في النضوج في الكواليس. لكن مهلاً، لا تموضع “القوات” ولا “صلابة” مواقفها يسمحان للمخيلة بالذهاب بعيداً. كان يكفي انتظار بدء جلسة مناقشة البيان الوزاري المسائية والاستماع الى كلمة النائب ايلي كيروز ذات النبرة الحادة ضد “حزب الله” للتيّقن من الامر، ومن ثبات تشخيص الازمة الكيانية الذي يمثله مشروع  “حزب الله” بالنسبة الى  “القوات”.

المصدر: النهار

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.