سوريا.. وقف التعاون الأميركي مع روسيا لدعم الإرهاب

russiaamerica

صحيفة الوطن العمانية ـ
خميس التوبي:

قرار الولايات المتحدة وقف تعاونها واتصالاتها مع روسيا الاتحادية حول سوريا، والتنصل من الاتفاق الذي وقعته مع روسيا، هو قرار متوقع وليس مفاجئًا، بل إنه قرار كانت واشنطن تضمره قبل المباشرة في تفاصيله مع موسكو وأثناءه وبعده، وهو كذلك مطلب من قبل القوى المتآمرة والمتحالفة مع الولايات المتحدة، ومن قبل الأدوات والتنظيمات الإرهابية. فالولايات لم تكن يومًا بحاجة إلى هذا مثل الاتفاق لوقف إطلاق النار لولا المعادلات الميدانية التي فرضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على حساب العصابات الإرهابية التابعة لمعسكر التآمر والعدوان والمدعومة من قبله، وبالتالي باتت اتفاقات وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية الوسيلة المثلى والمخرج الأفضل لمنع الجيش العربي السوري وحلفائه من التقدم في الميدان، ولتجنيب العصابات الإرهابية المزيد من الخسائر والانهيارات والانكسارات، ولإعطائها الفرصة الكافية لإعادة تنظيم صفوفها ولتزويدها بالعتاد العسكري الكافي واللازم، وبجلب المزيد من الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة وضمهم في صفوف هذه العصابات.
وإزاء هذه الحقيقة والوقائع، تتضافر الأدلة وتتراكم لتقدم ـ للعالم ولكل مصاب بعاهة في الفهم وبغشاوة في العين ـ الصورة الحقيقية والواضحة عن أن ما يدور على أرض سوريا هو مؤامرة إرهابية بامتياز، ولا يمت إلى مصطلح “ثورة” بأي صلة أو معنى، وتَدخُّل الولايات المتحدة ومعسكرها في الشأن الداخلي السوري وتعميق الجرح السوري النازف لجهة إدارة الإرهاب ودعمه، تارة بمحاولة تقنيع العصابات الإرهابية وأدوارها بتغيير مسمياتها ـ كما هو حال ما يسمى “جبهة النصرة” التي غيرت اسمها إلى ما يسمى “فتح الشام” ـ وتارة بمحاولة لَمِّ أشتات هذه العصابات الإرهابية وتجميعها في صف واحد وإعطائها مسمى على غرار ما يسمى “جيش الفتح”، وعلى غرار ما تفعله تركيا ـ إردوغان بإدخال ما أنتجته من عصابات إرهابية على الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التابعة للجيش التركي إلى عمق الأراضي السورية بذريعة منع قيام إقليم كردي مستقل على حدودها، ومحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث قامت أنقرة بتجميع منتجاتها الإرهابية مثل “تنظيم السلطان مراد، وتنظيم نور الدين زنكي، وتنظيم أحرار الشام” وغيرها في شمال سوريا في مدينة جرابلس ومنبج وما جاورهما، وأعطت تلك التنظيمات مسمى “الجيش الحر”.
على أن أقوى الأدلة المتضافرة اليوم والتي تتقدم على ما عداها هي:
أولًا: إن جميع اتفاقات وقف الأعمال العدائية/وقف إطلاق النار، لم تصمد وتؤدِّ إلى الأهداف الإنسانية والسياسية التي كانت تسعى إليها كل من دمشق وموسكو، بحيث تسمح هذه الاتفاقات بتجنيب الشعب السوري ويلات الإرهاب العابر للحدود والمدعوم من قبل معسكر الولايات المتحدة، وبوقف عمليات التهجير القسري للمدنيين من مدنهم وقراهم التي كشفت أن معسكر التآمر والعدوان بالقيادة الأميركية يبني نجاح مخطط تقسيمه سوريا على عمليات التهجير القسري، وتسمح كذلك بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحاصرها العصابات الإرهابية، فضلًا عن الأهداف السياسية التي يمكن أن يسمح صمود اتفاق وقف النار بالانتقال إلى الخطوات الممهدة للحل السياسي وفقًا للتفاهمات الروسية ـ الأميركية. غير أن كل الأهداف والأماني السورية والروسية تبخرت بنار الإرهاب والخداع والمراوغة والمماطلة والتنصل والنفاق من قبل الولايات المتحدة ومعسكرها. فالاتفاق الأخير بين موسكو وواشنطن على وقف إطلاق النار، منشأ فشله هو عدم التزام واشنطن ببنود الاتفاق وأهمها فصل من تسميهم زورًا وكذبًا “معارضة معتدلة” عن ما يسمى تنظيم “جبهة النصرة”، بما يسمح بالقيام بعمليات عسكرية روسية ـ أميركية مشتركة ضد تنظيمي “داعش والنصرة”.فعدم الالتزام بذلك واللجوء إلى المماطلة والمراوغة والطلب من موسكو عدم نشر بنود الاتفاق يفضح العلاقة القائمة بين واشنطن والإرهاب، ما يؤكد النيات الخبيثة والمسبقة لإفشال الاتفاق.
ثانيًا: التدخل العسكري الأميركي المباشر لدعم الإرهاب، كالغارة العدوانية على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور وتنسيق زمنها ومكانها مع تنظيم “داعش” الإرهابي ليستكمل بدوره نتائج الغارة ويسيطر على مواقع الجيش، والهدف من هذا التنسيق من أجل السيطرة هو منع الجيش العربي السوري وحلفائه من تطهير دير الزور من رجس إرهاب “داعش”، حيث كانت الاستعدادات السورية ـ الروسية تصب في هذا الاتجاه.
ثالثًا: التلويح الأميركي بنقل المعركة الإرهابية إلى عمق الأراضي السورية، وذلك لما يربط الولايات المتحدة والتنظيمات الإرهابية من علاقة أبوة وأمومة، ما يسهل لواشنطن نقل وتوجيه هذه التنظيمات، ويؤكد في الوقت ذاته أنها مُنْتَج أميركي وتأتمر بأوامر مُنتِجِها. بالإضافة إلى إشارة الولايات المتحدة إلى أتباعها وعملائها للاستعداد لتمويل تزويد التنظيمات الإرهابية بمنظومات أسلحة نوعية كاسرة لتفوق الطيران الحربي السوري والروسي، وقد شوهدت بالفعل نوعيات من هذه المنظومات على أكتاف إرهابيي هذه التنظيمات.
إذًا، الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع موسكو حول وقف إطلاق النار في سوريا، لا يعبِّر عن قناعة أميركية، ولا يعكس عن مسعى أميركي إنساني نبيل، ولا عن مسعى سياسي، وإنما مجرد استراحة أميركية يتم خلالها إعداد العدة لجولة إرهابية جديدة يشعل أوارها ضد الشعب السوري.
صحيفة الوطن العمانية ـ
خميس التوبي:

قرار الولايات المتحدة وقف تعاونها واتصالاتها مع روسيا الاتحادية حول سوريا، والتنصل من الاتفاق الذي وقعته مع روسيا، هو قرار متوقع وليس مفاجئًا، بل إنه قرار كانت واشنطن تضمره قبل المباشرة في تفاصيله مع موسكو وأثناءه وبعده، وهو كذلك مطلب من قبل القوى المتآمرة والمتحالفة مع الولايات المتحدة، ومن قبل الأدوات والتنظيمات الإرهابية. فالولايات لم تكن يومًا بحاجة إلى هذا مثل الاتفاق لوقف إطلاق النار لولا المعادلات الميدانية التي فرضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على حساب العصابات الإرهابية التابعة لمعسكر التآمر والعدوان والمدعومة من قبله، وبالتالي باتت اتفاقات وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية الوسيلة المثلى والمخرج الأفضل لمنع الجيش العربي السوري وحلفائه من التقدم في الميدان، ولتجنيب العصابات الإرهابية المزيد من الخسائر والانهيارات والانكسارات، ولإعطائها الفرصة الكافية لإعادة تنظيم صفوفها ولتزويدها بالعتاد العسكري الكافي واللازم، وبجلب المزيد من الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة وضمهم في صفوف هذه العصابات.
وإزاء هذه الحقيقة والوقائع، تتضافر الأدلة وتتراكم لتقدم ـ للعالم ولكل مصاب بعاهة في الفهم وبغشاوة في العين ـ الصورة الحقيقية والواضحة عن أن ما يدور على أرض سوريا هو مؤامرة إرهابية بامتياز، ولا يمت إلى مصطلح “ثورة” بأي صلة أو معنى، وتَدخُّل الولايات المتحدة ومعسكرها في الشأن الداخلي السوري وتعميق الجرح السوري النازف لجهة إدارة الإرهاب ودعمه، تارة بمحاولة تقنيع العصابات الإرهابية وأدوارها بتغيير مسمياتها ـ كما هو حال ما يسمى “جبهة النصرة” التي غيرت اسمها إلى ما يسمى “فتح الشام” ـ وتارة بمحاولة لَمِّ أشتات هذه العصابات الإرهابية وتجميعها في صف واحد وإعطائها مسمى على غرار ما يسمى “جيش الفتح”، وعلى غرار ما تفعله تركيا ـ إردوغان بإدخال ما أنتجته من عصابات إرهابية على الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التابعة للجيش التركي إلى عمق الأراضي السورية بذريعة منع قيام إقليم كردي مستقل على حدودها، ومحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث قامت أنقرة بتجميع منتجاتها الإرهابية مثل “تنظيم السلطان مراد، وتنظيم نور الدين زنكي، وتنظيم أحرار الشام” وغيرها في شمال سوريا في مدينة جرابلس ومنبج وما جاورهما، وأعطت تلك التنظيمات مسمى “الجيش الحر”.
على أن أقوى الأدلة المتضافرة اليوم والتي تتقدم على ما عداها هي:
أولًا: إن جميع اتفاقات وقف الأعمال العدائية/وقف إطلاق النار، لم تصمد وتؤدِّ إلى الأهداف الإنسانية والسياسية التي كانت تسعى إليها كل من دمشق وموسكو، بحيث تسمح هذه الاتفاقات بتجنيب الشعب السوري ويلات الإرهاب العابر للحدود والمدعوم من قبل معسكر الولايات المتحدة، وبوقف عمليات التهجير القسري للمدنيين من مدنهم وقراهم التي كشفت أن معسكر التآمر والعدوان بالقيادة الأميركية يبني نجاح مخطط تقسيمه سوريا على عمليات التهجير القسري، وتسمح كذلك بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحاصرها العصابات الإرهابية، فضلًا عن الأهداف السياسية التي يمكن أن يسمح صمود اتفاق وقف النار بالانتقال إلى الخطوات الممهدة للحل السياسي وفقًا للتفاهمات الروسية ـ الأميركية. غير أن كل الأهداف والأماني السورية والروسية تبخرت بنار الإرهاب والخداع والمراوغة والمماطلة والتنصل والنفاق من قبل الولايات المتحدة ومعسكرها. فالاتفاق الأخير بين موسكو وواشنطن على وقف إطلاق النار، منشأ فشله هو عدم التزام واشنطن ببنود الاتفاق وأهمها فصل من تسميهم زورًا وكذبًا “معارضة معتدلة” عن ما يسمى تنظيم “جبهة النصرة”، بما يسمح بالقيام بعمليات عسكرية روسية ـ أميركية مشتركة ضد تنظيمي “داعش والنصرة”.فعدم الالتزام بذلك واللجوء إلى المماطلة والمراوغة والطلب من موسكو عدم نشر بنود الاتفاق يفضح العلاقة القائمة بين واشنطن والإرهاب، ما يؤكد النيات الخبيثة والمسبقة لإفشال الاتفاق.
ثانيًا: التدخل العسكري الأميركي المباشر لدعم الإرهاب، كالغارة العدوانية على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور وتنسيق زمنها ومكانها مع تنظيم “داعش” الإرهابي ليستكمل بدوره نتائج الغارة ويسيطر على مواقع الجيش، والهدف من هذا التنسيق من أجل السيطرة هو منع الجيش العربي السوري وحلفائه من تطهير دير الزور من رجس إرهاب “داعش”، حيث كانت الاستعدادات السورية ـ الروسية تصب في هذا الاتجاه.
ثالثًا: التلويح الأميركي بنقل المعركة الإرهابية إلى عمق الأراضي السورية، وذلك لما يربط الولايات المتحدة والتنظيمات الإرهابية من علاقة أبوة وأمومة، ما يسهل لواشنطن نقل وتوجيه هذه التنظيمات، ويؤكد في الوقت ذاته أنها مُنْتَج أميركي وتأتمر بأوامر مُنتِجِها. بالإضافة إلى إشارة الولايات المتحدة إلى أتباعها وعملائها للاستعداد لتمويل تزويد التنظيمات الإرهابية بمنظومات أسلحة نوعية كاسرة لتفوق الطيران الحربي السوري والروسي، وقد شوهدت بالفعل نوعيات من هذه المنظومات على أكتاف إرهابيي هذه التنظيمات.
إذًا، الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع موسكو حول وقف إطلاق النار في سوريا، لا يعبِّر عن قناعة أميركية، ولا يعكس عن مسعى أميركي إنساني نبيل، ولا عن مسعى سياسي، وإنما مجرد استراحة أميركية يتم خلالها إعداد العدة لجولة إرهابية جديدة يشعل أوارها ضد الشعب السوري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.