عن الصواريخ الروسية وأهدافها

syria-weapons

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح:
في الأزمة الناشبة حول سورية، يبرز العلم الصاروخي الروسي كعلم مُتميّز هو الأقوى على ساحات المعارك ولضمان سلام روسيا وسلامتها، وقد اعترفت وسائل الإعلام والسياسيين الأمريكيين والغربيين عموماً بأن أعداد السفن والمدمرات البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط هي ضعف الأمريكية، وبالتالي فهذا الحشد الروسي يعمل على إعاقة ضرب سورية ومحاصرتها، ضماناً لإستقلالها وسيادتها على أراضيها، وضماناً لأمن الملاحة الروسية نفسها من جنوب روسيا والى خليج عدن وأواسط أفريقيا، ولضمان أمن المنطقة الآسيوية الكبرى التي تضم التحالف الروسي الصيني والدول الصديقة لبكين وموسكو..
الصواريخ الروسية عموماً هي صواريخ استراتيجية، تمتلكها القوات الروسية بهدف اختراق الشبكات العدوة المضادة للصواريخ، إذ تمكّن مصنعو الصواريخ الروس من اختراع وتصنيع ما يمكّن صواريخ “يارس” و”توبول-أم” و”بولافا” من اجتياز مضادات الصواريخ والإفلات من صواريخ اعتراضية في جميع مراحل “الرحلة” الصاروخية الروسية إلى أهدافها، وقد كشفت المصادر الروسية أخيراً عن قرار روسي صدر بشأن صنع صاروخ “ثقيل” جديد، يعمل بالوقود السائل، “يجب” أن يكون قادراً على اجتياز شبكات ينصبها الأميركيون حالياً ومستقبلاً، لإصطياد الصواريخ.
مؤخراً كذلك، أعلنت روسيا عن صاروخ تفوق سرعته خمسة أضعاف سرعة الصوت، ولديه  قدرة على الانطلاق من الطائرات. هذا المشروع كان
محاطاً بالسرية الشديدة، فلم يكن معروفاً حتى لدائرة واسعة من العسكريين، وقد كان يُراد للصاروخ حمل رأس نووي شديد التدمير، ولم يكن من المعروف سابقاً أن العمل على الصاروخ بدأ منذ نهاية سبعينات القرن العشرين الفائت، وبالرغم من نجاح تجربة إطلاق له في سنة 2004، إلا أن الخبراء العسكريين الروس أرادوا إجراء مزيداً من التطويرات عليه ليكون جباراً بما فيه الكفاية، وليغدوا قادراً على قصم ظهر الأعداء بضربة واحدة فقط..
ويرى الخبراء الروس، أن الهدف من اختراع صاروخ كهذا، هو القدرة على حمل الأسلحة إلى الأهداف المطلوب تدميرها نهائياً، وإمكانية استخدامه كذلك لنقل السلع والمسافرين أيضاً!!!، وقد جاء الاعلان عن هذا الصاروخ بعد تجربة أمريكية فاشلة على إطلاق صاروخ أمريكي، تفوق سرعته سرعة الصوت، إذ سقط الصاروخ واسمه “إكس 51” في مياه المحيط الهادئ، بالقرب من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وعلى بُعد 16 ثانية فقط من انطلاقه من قاذفة القنابل “بي 52″، أي أن تجربة إطلاقه كان ميتة منذ بداياتها، وقد شكلت فشلاً ذريعاً للعلوم الصاروخية الأمريكية، التي تشدّقت بتفوقها على الصواريخ الروسية والكورية الشمالية. يستطيع هذا الصاروخ الروسي التحليق بسرعة ستة أضعاف سرعة الصوت، وقد صُمّم ليمثل سلاحاً روسياً ضارباً وهجومياً وسريعاً للغاية، يمكن له الوصول الى أية منطقة من الكرة الأرضية في مدة أقصاها ساعة واحدة فقط.
والصواريخ الروسية عموماً تسبب الصداع والألم وفقدان الشهية للإسرائيليين قبل الأمريكيين، فالإسرائيليون يرقبون ضياء هذه الصواريخ وكأنها تسرح وتمرح فوق إسرائيل نفسها، فيعتقدون بأنها تشن هجوماً سورياً أو روسياً عليهم، مستذكرين حرب روسيا وجورجيا وابخازيا في عام 2008، حين قصمت القوات الروسية ظهر القوات الجورجية خلال ساعات قليلة وبلغت العاصمة تبليسي نفسها.
*رئيس الإتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.