لماذا خرج جعجع عن الاجماع المسيحي بغيابه عن لقاء بكركي؟

ra3i-ja3ja3-jmayel

موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:
مرة جديدة، يدخل القانون الارثوذكسي مدار التجاذبات السياسية ويتحول إلى مادة دسمة لتظهير الخلافات بين أهل البيت الواحد في ظل تناقضات وتضارب مصالح ترعاه التحالفات والارتهانات إذا ما جاز التعبير، وذلك انطلاقا من حسابات انتخابية داخلية وإقليمية تؤسس إلى المزيد من الصراعات الخارجية المنشأ والداخلية الترجمة.
وفي وقت يعتبر فيه أكثر من مرجع سياسي أنّ الانتخابات برمتها تحولت إلى كباش سياسي بين المملكة العربية السعودية وقطر ودول الربيع العربي من جهة والمحور الايراني من جهة ثانية، يتوقف سياسي مخضرم وفاعل عند الاجتماع الذي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والقادة المسيحيين من جهة ثانية للبحث في قانون الانتخابات الأفضل لاعادة الدور السياسي المسيحي إلى طبيعته بعد موجة طويلة من الاحباط والتهميش الناجم عن انتخاب أكثر من نصف النواب المسيحيين بأصوات غيرهم، كما يتوقف طويلا عند غياب رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع اللافت، وإن بُرّر بـ”الأسباب الأمنية”، إذ يعتبر هذا السياسي أنّ جعجع يخشى خوض معركته من دون الحليف السني الذي يضمن له الوصول إلى ساحة النجمة، كما يضمن له تمويل معركته السياسية والاعلامية ضد “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.
وقد دفع غياب جعجع بالاوساط المسيحية المراقبة إلى طرح علامة استفهام حول امكانية بقاء جعجع وحيدا في معركته المسيحية خصوصا أنّ حزب “الكتائب” يحاول تمييز نفسه منذ مدة ليست بقصيرة، وتحديدا منذ خروجه من الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، كما تلفت الأوساط إلى إشارات أكثر دلالة تتمحور حول اتصالات غير معلنة بين “التيار” و”الكتائب” على مستوى المتن، إضافة إلى “غزل متبادل” في جزين وبيروت، لاسيما أنّ التذرع بالامن الشخصي لجعجع لم يقنع المشاركين في اللقاء ولا سيّد الصرح باعتبار أنّ أمنهم الشخصي ليس بمنأى عن الخطر.
ما يدفع إلى طرح علامة الاستفهام هذه، هو اعتبار المرجع المسيحي المعني ان بصمات الفاتيكان ما زالت ظاهرة، كما أنّ دور السفارة البابوية في لبنان لم ينته بعد، وذلك في ظل معلومات تؤكد أنّ انتخاب البطريرك الراعي جاء باشارة من الحاضرة، وهو لم يأت إلا لينفذ مشروع الكرسي الرسولي المتعلق بمستقبل مسيحيي الشرق انطلاقا من لبنان، ما يعني أنّ هناك أكثر من ضابط إيقاع للعلاقات المسيحية المسيحية  عموما والمارونية المارونية خصوصا، وهذا ما يبرر الاندفاعة البطريركية لتحقيق توافق الحد الأدنى بين مكونات الشارع السياسي والشعبي.
وليس بعيدا عن ذلك، يسجل المراقبون أكثر من ملاحظة حول توقيت اجتماع بكركي الذي كان مفترضا بداية الاسبوع المقبل، فهو جاء بعد إشارة الرئيس ميشال سليمان إلى إمكانية الطعن بالقانون الأرثوذكسي الذي حظي بموافقة بكركي وإلا لما كان طرح من الاساس، وبالتزامن مع الهجمة الشرسة على القانون المذكور، فضلا  عن كونه ترجمة لرفض الصرح لقانون الستين الذي لا يمكن تجميله ولا تصويبه، إضافة إلى انه جاء عشية طرح الموضوع على مجلس النواب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.