محاولة لاغتيال طرابلس .. وفيصل كرامي لا يتهم أحداً

tripoli-karami-convoy

شبان مسلحون يحاولون منع سيارة مرافقي كرامي من مواصلة سيرها فيما استنفر المرافقون بدورهم     («السفير»)

صحيفة السفير اللبنانية:
لولا العناية الإلهية لدخل لبنان في مشهد كارثي، وعلقت طرابلس في مهب الفوضى المفتوحة على المصير المجهول، وعلى تداعيات أكبر من أن تـُقدَّر أو تُحتوى.
مرة جديدة، تضرب الفوضى في طرابلس، فوضى السلاح المتفلت من عقاله، فوضى الأمن الهش والفلتان المسلح، وغياب القرار بانتزاع المدينة من أيدي المتربصين بها، العابثين بأمنها وبسلمها الأهلي، ومن ديوك الاحياء وشبيحة الزواريب، والمصطادين في مستنقع الفتنة.
نجا فيصل كرامي وخرج سليما معافى من الاعتداء الذي تعرض له موكبه في طرابلس، ومعه نجت المدينة التي يفترض ان تكون آمنة، من لحظة كادت تغتالها في وضح النهار.
فقد تجاوز لبنان ومعه عاصمة الشمال قطوعا شديد الصعوية، عاش فيه ساعات من التوتر والقلق والخوف من تلك الشرارة التي لو قدر لها ان تتفاقم لتسببت في إثارة بركان أمني ليس في الإمكان تقدير المدى الذي سيبلغه والتداعيات التي سيتركها.
ما حدث في طرابلس أمس، هو برسم الدولة وكل الجهات المعنية سياسية ومدنية، ويضعهم جميعا، كل من موقعه، أمام سلسلة لا تنتهي من الأسئلة:
ـ لماذا تشكل طرابلس دائما ساحة افتعال للشرارات والحرائق الكبرى، والى اين يراد ان تؤخذ المدينة؟
ـ هل ما زالت هناك دولة لبنانية معنية فعلا بتقدير حجم الخطر الذي تمظهر في طرابلس أمس؟
ـ هل تدرك الدولة، بكل جهاتها المعنية، أنها المسؤولة أولا وأخيرا، وأن الطريقة التي قاربت فيها ملف الشمال خلال السنتين الأخيرتين، وكذلك المعالجة السطحية للأحداث التي تلاحقت في المدينة في تلك الفترة، وعلى الحدود اللبنانية السورية وبين جبل محسن والتبانة، هي التي أدت إلى هذا الفلتان الذي أصبح كالمرض المستعصي والمستفحل في الجسم وغير القابل للعلاج؟
ـ متى ستقرر الدولة ان تخرج من عجزها أمام العابثين، ليس فقط بأمن طرابلس والشمال، بل بمصير البلد بشكل عام، ومتى تتوقف عن الهروب من مسؤولية إيجاد العلاج الشافي للسلاح المستشري بذرائع واعتبارات سياسية ومذهبية ؟
ـ هل ان ما حصل سيدفع الدولة إلى القيام بإجراءات ملموسة وعاجلة، ام انها ستثبت مجددا انها غير قادرة إلا على تنشيط حركة وزير الداخلية مروان شربل الذي تتحرك قافلة موكبه عند كل حدث، بجولات استطلاعية محملة بالتمنيات ؟
ـ هل سيشكل هذا الحادث الذي نجا منه لبنان حافزا للمسؤولين، للسياسيين، للأحزاب، للقوى والهيئات المدنية، للالتقاء على كلمة سواء تمنع هذا البلد من السقوط الكبير؟
ـ ما هو دور الجيش في العلاج، هل ستطلق يده، أم ستبقى مقيدة بالاعتبارات السياسية وغير السياسية، ام سيبقى «الدلع» هو عنوان التعاطي مع المسلحين في لحظات الفوضى وعبث العابثين؟
ـ أمام حادثة بهذا المستوى، وفي وضع مفتوح على مثلها وعلى غيرها في غياب الرادع السياسي والأمني، كيف يمكن الذهاب فعلا إلى انتخابات نيابية ـ أقله في طرابلس ـ تعبّر عن مظهر ديموقراطي ولو بالحد الأدنى، وعن ذهاب المواطنين طوعا وبحرية وأمن إلى صناديق الاقتراع؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.