مُنتَجات.. سيَاسات وطبقَات أُردنية

iran-jordan-fair

صحيفة الديار الأردنية ـ
يلينا نيدوغينا*:
في “معرض المنتجات الإيرانية” الذي افتتح أخيراً في قاعة عمّان الكُبرى في المدينة الرياضية في عمّان، وتشارك فيه عشرات المؤسسات والمصانع والمشاغِل العاملة في الجمهورية الإسلامية الايرانية، بسِلعها المتنوعة والشيّقة، لفت إنتباهي دقّة التوقيت الذي إلتزم به الجانب الإيراني. ففي الحقيقة لم أتوقع أن يبدأ المعرض بالضبط في الساعة الثانية عشرة دون دقيقة تأخير واحدة، كما هو أمر المعارض الأخرى في عمّان والمدن الأخرى.  عدا عن هذا الأمر المهم فقد كان ترتيب المعرض على درجة رفيعة، وكان أعضاء السفارة الإيرانية والموظفون الاردنيون العاملون في السفارة ومحامي السفارة يسعون لأن يكون المعرض بكامل هيئته المهيبة. فقد بدأت فعاليات المعرض بحفل فني فلكلوري راقص على أنغام الموسيقا والدبكة الاردنية، وهو المعرض غير الاردني الأول لمنتجات دولة شقيقة الذي يشتمل على مثل هذا الترتيب الفني المتقدم. ثم جرى بعد انتهاء الحفل الفني تبادل الهدايا التذكارية بين سعادة السفير الإيراني مصطفى زاده والرسميين الاردنيين، مما يدل على أهمية المعرض في السعي الإيراني والاردني لتعزيز العلاقات الاخوية ما بين طهران وعمّان، على نحو مفيد للطرفين، وليرتدي سِمة الديمومة دون أن يعكّر مزاج صِلات البلدين أي من تطورات الأحداث العالمية أو الأوسطية.
يشتمل المعرض على منتجات صناعية وأخرى للاستهلاك اليومي على شاكلة المنتجات الغذائية، كالتمور الفاخرة، وأخرى كالمشغولات الحرفية اليدوية التي تتحلى بالفن الإيراني الرفيع والشهير، والسجاجيد العجمية المعروفة في رياح العالم أجمع، والاحجار الكريمة البراقة الآسرة عيون السيدات، وحبوب “الهيل” والقهوة، والحلويات الإيرانية، وغيرها الكثير الي يمثثل جزءاً يسيراً من المنتجات الايرانية والسوق الايراني الواسع.

استذكر هنا تاريخ 15 من ديسمبر للعام 2004 حين تم في عمّاننا افتتاح المعرض الثامن للمنتجات الإيرانية الذي شارك فيه أنذاك أكثر من ثلاثين شركة ومؤسسة صناعية إنتاجية، حيث كان أمين عام وزارة الصناعة والتجارة الاردنية بالوكالة، هاني الدباس، قد أكد في كلمة له على سعي الاردن وايران “الى تطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات خاصة الصناعية والتجارية”،
وبيّن ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل خلال ذلك العام الى 31 مليون دولار، فيما أعرب سفير الجمهورية الايرانية الصديق، محمد إيراني، عن أمله في أن تصل العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستويات متقدمة، مشيراً الى التوقيع على أكثر من عشرين وثيقة تعاون متبادل على شكل إتفاقيات ومذكرات تفاهم، إضافة الى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
المعارض الايرانية مطلوبة بشدة في المنطقة، تماماً كما هي السياسة الإيرانية والمواقف السياسية الإيرانية المُمَانِعة والمُعَانِدة لأية تدخلات خارجية تصب في مصب إسرائيل مُسَانِدةً إحتلالها وهيمنتها، لكنني كنت أرغب بأن تكون المنتجات الإيرانية أقل أسعاراً مما هي عليه منتجات المعرض الإيراني الحالي، الذي أخال بأنه معرضٌ يَخُص الطبقة الارستقراطية والبرجوازية والفئات الاردنية المُرَفّهة التي “لا تحسب حساب القرش”، ولا يستهدف الطبقات الشعبية أو فقراء الاردن وهم الطبقة الأعرض والأكثر عدداً الذين يعتاشون منذ سنوات على منتجات صناعات جمهورية الصين الشعبية الصديقةن بل الشقيقة، المُتَاحة لهم بحرية، دون المنتجات الآخرى!!!.
*كاتبة ومُمَثِلة العالم العربي في اللجنة التنفيذية لرابطة الصحافة الروسية في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.