هل بدأ يتبلور الحل الحكومي أم يؤخره الترقب الإقليمي مجددا؟

يتواصل الدوران في الحلقة المفرغة وبحالة الفراغ الحكومي في ظل عدم وصول أي مبادرة حتى الآن الى حل حاسم لمشكلة تأليف الحكومة، من دون ان يرف جفن بعض السياسيين للحالة القاسية التي بات عليها الشعب اللبناني لا سيما على الصعيدين المعيشي والاقتصادي مع الارتفاع الجنوني للأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار، وما يرتبه ذلك من تداعيات على يوميات المواطن.

وفي ظل الحديث عن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في محاولة لحلحلة العقد المانعة من ولادة الحكومة، اضافة الى ان “محركات حزب الله تعمل مع كل الأطراف لإيجاد حكومة بأسرع وقت ممكن” حيث يجري الحديث انه تم تجاوز عراقيل تتعلق بالثلث الضامن وعدد الوزراء، بقيت بعض العُقد الأخرى، لكن يبقى السؤال هل فعلا سيتم الوصول الى حل بعد كل هذا الوقت الضائع، وهل إنقاذ البلد لا يزال ممكنا مع ارتفاع وتيرة الضغط الاقتصادي والمالي؟

حول ذلك قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة ان “في لبنان هناك من يماطل ويناور في ملف تشكيل الحكومة الى حين تبيان حقيقة ما يجري في الاقليم، ومنها اللقاء الذي ستجري في فيينا الاسبوع الجاري حول الاتفاق النووي مع ايران”، ولفتت الى ان “الاميركيين يضغطون على مختلف الاطراف في المنطقة”.

وأوضحت المصادر ان “ما جرى في الأردن نهاية الاسبوع يدلل ان شيئا ما يجري على مستوى الاقليم وان هناك بعض الأيادي المأزومة والتي تلعب في الخفاء بهدف تحسين شروطها على طاولة المفاوضات بعد سلسلة الانتكاسات التي حصلت لها خاصة في ملفات عديدة كاليمن وسوريا ولبنان وغيرها”، وشددت على ان “الدول الكبيرة بما فيها الولايات المتحدة الاميركية لا يمكنها التفاهم سوى مع الأقوياء على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي أيضا، وبالتالي فلا مكان للضعفاء ولو كانوا من أتباع واشنطن في المنطقة”، وأكدت ان “الحرب اليوم على لبنان هي حرب اقتصادية في محاولة لتركيع كل من يقف بوجه الفساد والتدخلات الخارجية”.

وبهذا الإطار، رأى عميد “المجلس العام الماروني” في لبنان الوزير السابق وديع الخازن ان “ما يقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو الفرصة الأخيرة لمنع رمي لبنان والدولة ومؤسساتها في حضن الفاسدين والتابعين للخارج ولو تطلب الأمر المزيد من الصبر والعض على الجراح لحين إتمام تشكيل الحكومة القادرة على وضع لبنان على سكة الحل والإنقاذ”.

وأكد الخازن في حديث لموقع قناة المنار ان “لبنان سيقوم من جديد وسينفض عنه غبار الفساد الذي نخر في جسده على مرّ السنوات الماضية نتجية السياسات المتبعة”، ودعا “كل المعنيين لتلقف المبادرات والأفكار التي تطرح اليوم على الساحة من قبل الأطراف والجهات السياسية الحكيمة لإعادة الأوضاع الى طبيعتها في لبنان والوصول الى حكومة إنقاذية قادرة على العمل والانتاج”.

وفي أجواء احتفال الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد، وقبله بأيام احتفال المسلمين بذكرى 15 شعبان وولادة أمل البشرية الإمام المهدي المنتظر(عج)، ومن وحي الاحتفالات التي تبعث الأمل في نفوس الجميع بالخلاص من الفساد والظلم والطغيان، يبقى التعويل على النوايا الصادقة والأيادي البيضاء بالعمل لما فيه خير الانسان في لبنان، بما يؤكد ان القدرة على إنقاذ الوطن مما هو فيه ليس بمستحيل على رغم من كل الصعوبات والأخطاء المتراكمة، فما زال بالإمكان الإصلاح والتغيير لكن الامر يحتاج الى تعاون وتضافر كل الجهود وتحمل المسؤولية للوصول بالبلد الى بر الأمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.