هل قتل قائد القوات اللبنانية اللواء وسام الحسن؟

حلم جعجع بالجنة

موقع الخبر برس الإخباري ـ
وليد عباس:

ساعات قليلة قضاها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وهو يحاول لملمة شظايا تناثرت حول طاولة مكتبه في قصره الذي يشبه قلعة حصينة على أطراف بلدة معراب الجبلية، شمالي بيروت.

لم تكن تلك الشظايا بقايا الرصاصة التي حاولت اغتياله قبل أشهر وهو يتنزه في باحة قصره، يوم أنقذته “الزهرة العجائبية”، كما لم تكن هذه الشظايا من مخلفات العبوات التي أشرف على تفجيرها طوال عقد من الزمن حين كان يتبوأ قيادة القوات اللبنانية، لهذه الشظايا قصة جديدة، بدأت ملامحها تظهر من اليوم الذي أدرك زعيم الميلشيا المسيحية أن عقارب الزمن تدور وفق المنطق الطبيعي فأراد قلبها لعل تلك البذّة العسكرية الخضراء التي طالما ظهر بها، كقائد ميداني وثائر شعاره الصليب المشطوف، يعود لها مجدها الذي اندثر، وتصير معراب بديلاً للكرنتينا في قيادة العمليات.

كانت الشمس تلج البحر، لتنبئ بأفول يوم عصيب، دخول الليل لم يزد سيد القصر غير جرعة اضافية من القلق، بانتظار الخبر اليقين.. ولا يقين يخرجه من دوامته غير خبر عاجل تورده احدى المحطات المحلية اللبنانية: “معلومات عن مقتل احدى الشخصيات الأمنية اللبنانية في انفجار الأشرفية”.

صار “الرموت كونترول” في هذه اللحظة مساعده الوحيد الذي ينقل له المعلومات عبر المحطات.. حتى جاء الخبر: “استشهاد قائد فرع المعلومات العميد وسام الحسن في انفجار الأشرفية”..

هكذا ترسم مخيلة احدى الشخصيات العارفة بطباع سمير جعجع حالته في تلك السويعات بعد ظهر يوم التاسع عشر من اكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، مشهد لم يأتِ من فراغ إنما من دلائل واشارات تؤكد أن القوات اللبنانية هي الجهة الصالحة لتنفيذ الهجوم ضد اللواء الحسن، وهي أبرز المستفيدين، أما الشظايا التي تطايرت حول مكتبه، فما هي إلا الافكار الشيطانية التي كانت تتطاير من عقل “الحكيم” كما يلقبه أنصاره، لتنفيذ الخطة “ب” من العملية.

سمير جعجع هو نفسه قبل السجن وبعده، كما يؤكد العالمون بحاله منذ خروجه من سجن وزارة الدفاع اللبنانية، بعفو خاص، بعد أن أدين بجريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994، وقبلها جريمتي قتل رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون ورئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامي.. إلى غيرها من الجرائم التي لم تشملها الأحكام التي صدرت بحقه.

ويسخر هؤلاء من الشخصية التي حاول أن يقدمها سمير جعجع من لحظة خروجه، وهي شخصية البريء من كل البصمات الدموية التي لطخت تاريخه، بينما هو يعمل في السر على قيادة تنظيم أمني – عسكري بغلاف سياسي، يضع في عقيدته تقويض سلطة الدولة اللبنانية والعمل على استعادة مجد القوات اللبنانية بالاستناد الى مسار يبدأ من تفاهم صاغه مع رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان وصولاً الى دوائر الاستخبارات الأميركية والموساد الاسرائيلي. وتصير وفق هذه الرؤية قوى 14 أذار بتشعباتها تفاصيل في أجندة زعيم معراب.

لماذا قتل وسام الحسن؟
تشير المعلومات الى أن مشهد المنطقة ومن ضمنه الأحداث التي تشهدها سوريا، لم يلقَ الترددات المطلوبة على الساحة الداخلية في لبنان، ترددات من نوع إعادة قلب الأوراق لصالح فريق 14 أذار، ومن هم خلفه، ولم يفلح هذا الفريق طوال عامين من وقوفه في المعارضة في إحداث أي تغيير يعيد اليه الأمل بالامساك بالسلطة، لا بل أن خسائره تتوالى رغم أن الرياح تجري بعكس ما يشتهي خصومه، وبنظرة لا تحتاج إلى كثير من التنجيم، بات يرى أنه ذاهب الى خسارة مدوية على صعيد الانتخابات النيابية التي من المفترض أن يشهدها لبنان في العام المقبل، وهو ما سيتيح للفريق المقابل له وعلى رأسه حزب الله الامساك مجددا بالسلطة وصولاً حتى رئاسة الجمهورية، التي باتت تشكل بالنسبة لسمير جعجع حلماً متجدداً، خاصة بعد زيارته الأخيرة الى جدّة ولقائه رئيس حزب المستقبل سعد الحريري وبعض القيادات الأمنية السعودية التي لم يعلن عنها، وقد قيل الكثير عن وعود تلقاها جعجع بامكانية بلوغه كرسي بعبدا، أي الرئاسة الأولى في لبنان، فيما لو استعاد تحالف 14 اذار الامساك بالسلطة.

من هنا شعر جعجع وفريقه الأمني أن قلب المشهد يحتاج الى هزة عنيفة، تكون تردداتها أشبه بزلزال مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهذه المرة لن يكون الهدف إخراج السوريين من لبنان وهم خارج الحدود، بل اخراج حزب الله من السلطة وجرّه الى 7 من أيار جديد، تكون نتائجه معاكسة، تمهيداً لمحاصرته وإنهاء مفاعيل قوته العسكرية على المستوى السياسي.
تؤكد المعلومات أن النقطة التي قتل فيها رئيس فرع المعلومات في الأشرفية، تقع وسط حي يعرف بولائه للقوات اللبنانية، وكثيرون من أبناء هذا الشارع يدينون بالولاء لجعجع منذ زمن، وهذه إشارة لا يجوز أن يتغافل عنها المحققون، هذا فضلاً عن أن جعجع قد يشعر بالطمائنينة في هذا الحي أكثر من قلعته في معراب، وهو ما دفعه إلى النزول الى موقع التفجير، حتى أنه لم يتردد في الوقوف أمام عدسات الكاميرات وإبداء رأيه في الحدث، ويبعد التهمة عن “اسرائيل”، وفي ذلك أمور منها ما يشكل إهانة للشهيد وهو أن العدو الاسرائيلي غير متهم باغتياله، ومنها ما يشكل إحباطا مبكرا لمشروع اسقاط الحكومة وابعاد حزب الله عن السلطة، وهو ما لم يفعله الكثير من الشخصيات الرسمية اللبنانية التي زارت موقع الجريمة.
يسأل العارفون بقائد القوات: هل كان على سمير جعجع النزول إلى ساحة ساسين، وتعريض نفسه لمخاطر كبيرة، لم يجرؤ حتى نواب كتلة المستقبل على القيام بها، مع انهم يعتبرون أن خسارة الحسن بالنسبة اليهم أم الفجائع؟
كان ذلك من ضمن الخطة “أ”، أما الباقي وهو الأهم فهو في اندفاع سمير جعجع وفريقه الى استثمار الاغتيال بالحد الأقصى له، وهو الأمر المطلوب وهنا جاء دور الاعلام الجعجعي وما بثه من تحريض وتجييش طائفي ومذهبي بحيث يهيئ الشارع لما هو قادم في الأيام التالية.

الفوضى العارمة
مع غياب المسؤول الأول عن ساحة المعارضة سعد الحريري خارج لبنان، أمسك سمير جعجع بقيادة الساحة، وصار هو الموجه الأساسي للجمهور السني الغاضب، فوراً أوعز لمساعديه للعمل على رسم خطة تقوم على الاتهام السياسي للحكومة، والاتهام الأمني لسوريا تدريجياً، وعدم التردد باتهام حزب الله.

الهدف الأول للخطة هو إسقاط حكومة ميقاتي من خلال إحراجه في وسط بيئته السنية، في محاولة لتكرار مشهد استقالة حكومة عمر كرامي عام 2005. ودفع وليد جنبلاط الى التخلي عن الحكومة والعودة إلى ساحته الاساسية في كنف بيت الحريري، وهو أمر متوقع مع التباين الواضح بين موقع رئيس التقدمي وحزب الله فيما يتعلق بالاحداث الجارية في سوريا.

والهدف الثاني هو إشاعة جوّ عارم من الفوضى في البلد: إشعال طرابلس، إغلاق بيروت، عزل الجنوب والبقاع… هنا بيت القصيد، فالشارع السني اليوم هو ليس كما في 7 أيار 2008، وهو يعيش حالة غير مسبوقة من الشحن الطائفي فضلاً عن انتشار السلاح بكثافة بين أيدي الشبان على خلفية أحداث سوريا.
بدا نجيب ميقاتي أكثر تماسكاً مما هو متوقع لدى جعجع وفريقه، ووليد جنبلاط أدرك بحاسته المعهودة أن في القتل مشهداً مرعباً لن يكون شريكاً به، فلم يستجب لأماني حلفاء الأمس، لذلك صار الأمر مركوناً الى الشارع.

قطعت كل الطرقات حيث يجب أن تقطع، نزل المسلحون إلى التقاطعات التي تلتقي مع أنصار حزب الله وجمهوره، عاد السؤال عن الهوية الطائفية للعابرين، اشتعلت جبهة التبانة – جبل محسن، تحرك المقاتلون الملثمون من طرقات وأزقة الطريق الجديدة إلى تخوم الضاحية، استهدفت دورية للجيش قرب مستديرة الكولا في بيروت برشقات رشاشة..

بدا المشهد الذي رسمه الحكيم في خلوته في معراب يتحقق، لكنه إلى هذه اللحظة لم يسمع ما يشفي غليله، كلمات قليلة وصلت إلى صالح المشنوق نجل النائب في كتلة المستقبل نهاد المشنوق، شاهده بعدها جعجع بدقائق على إحدى الشاشات يطلق اهم ما كان يحب سمير جعجع استماعه في هذه اللحظات.. اتهام صريح وواضح لحزب الله بعملية الاغتيال، وهو ما جعل أقرانه من المستقبليين يذهبون تلميحاً وتصريحاً بهذا الاتجاه.

استفاقت بيروت صبيحة يوم السبت في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، على مشهد أعاد اليها شبح الحرب الأهلية، رصاص عشوائي يصيب المنازل، قناصون اعتلوا أسطح المنازل، الدواليب المحترقة في قصقص والمدينة الرياضية وغيرها من الطرقات حولت سماء العاصمة إلى أشباح سوداء.

مشهد المسلحين وهم يفرون أمام عناصر الجيش اللبناني في الطريق الجديدة والكولا وقصقص، لم يرق لسمير جعجع، هذا فضلاً عن انكشاف أمر اشتراك عشرات العناصر من “الجيش السوري الحر” ومن بعض الفلسطينيين في إطلاق النار على المواطنين، فكان الجواب برفع حالة التوتير في طرابلس وعلى الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب.

الطلاق
بعد استجابة الجيش لنداءات أبناء الطريق الجديدة لإعادة الأمن الى أحيائهم، انتقلت عدسات الكاميرات إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت، كان المشهد هادئاً، ليس لأن الموتورين قد غادروها، بل لأن العدد الذي استجاب للشحن الذي مارسه رموز هذا الفريق لم يكن ليحدث ضجة، وحدها اللافتة التي رفعت كانت تضج بحقد ملأ قلوب من خطها: “الطلاق…”، وحتى هذا الشعار بدا وكأنه قد دس بين الآذاريين، هذا ما وجده فيه الياس عطالله، أحد رموز حركة 14 أذار، فتعرض لتأنيب “على الهواء مباشرة” من نديم قطيش،… نديم قطيش الذي كان يسطع نجمه للمرة الأولى كمحرك في ساحة التغيير المنشود.. صار له فيما بعد حكاية أخرى ليست بعيدة عن سر جعجع.
ليل السبت – الأحد كان مظلماً بالنسبة لجعجع، فكل الأحداث، على صخب ضجيجها لم تحدث ما ينشده من فوضى تحيله إلى المشهد الذي يتوقعه، حتى أن أذنيه لم تلتقطا عبر الأثير الخارجي من دوائر أوروبا وأمريكا ما يشي بأن الحياة يمكن أن تدب مجدداً في ثورة الأرز وتعيد للأقطاب بريقاً صار باهتاً. والفريق الذي كان يعوّل جعجع أن يطلق العنان لحركة في الشارع غير مسبوقة.. بدا خائفاً يترقب، وكأنه لا يرى عدواً له غير ميقاتي، وقد همس لهم جعجع من اللحظات الأولى أن هذا الرجل، أي ميقاتي، لا ينسحب طائعاً.. فلا تراهنوا عليه.

عند ابواب السراي
لم تكن حركة التنقل من عاصمة الشمال باتجاه وسط بيروت مثل ما كانت عليه في احتفالات الآذاريين سابقاً، أوعز جعجع لمناصريه بشد الهمّة وتعويض النقص، إلا أنه لم يستجب له غير العناصر المنضوية في إطار القوات اللبنانية.. ولم يكن التجمع في ساحة الشهداء بالقدر الذي يستجيب لإحداث الانقلاب.. وحدها بعض العبارات التي أطلقها أحد مشايخ عكار من قرب جثمان اللواء الحسن، قد تغير المشهد.. تبعها خطاب بعيارات نارية لرئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، حركّت المياه الراكدة.. ليخرج هنا عريف الحفل نديم قطيش من خلف السنيورة مباشرة… ويدعو لاقتحام السرايا.. انتقلت الكاميرات إلى مداخل السراي الحكومي الكبير قبالة ساحة رياض الصلح، بدا المشهد في البداية عادياً حتى اقتربت عناصر القوات و”الجيش السوري الحر”، فصار الاندفاع سريعاً، أزيل أول حاجز وبلغ المندفعون الحاجز الثاني، هنا تدخلت حامية السرايا بقوة أكبر لمنع المهاجمين من بلوغ بوابة السرايا، وبلحظة صارت الأعلام سلاحاً بيد المهاجمين، الذين تقهقروا أمام القوى الأمنية.. وتحولت عدسات الكاميراتإ النائب نهاد المشنوق، الذي ظهر فجأة بين طليعة المهاجمين، لم يصدق من كان يشاهد أن النائب في البرلمان اللبناني، كان في هذه الأثناء يعيد ترتيب صفوف المهاجمين لاندفاعة جديدة، كبحتها القوى الأمنية التي استدعت تعزيزات من الجيش اللبناني.

الخيبة
مع تحول المشهد في ساحة رياض الصلح من غزوة أريد لها أن تسقط الحكومة بالضربة الشعبية القاتلة إلى فلول متفرقة أكثر ما تقوى عليه هو رمي القوى الأمنية بالحجارة وبعض الزجاجات الفارغة.. بدت أعلام القوات اللبنانية والجيش الحر التي خلفها الغزاة على الأرض أبرز تعبير عن مشهد الخيبة الذي صدم سمير جعجع في تلك اللحظات.. ولم تكن الكلمات النابية التي سمعها المشنوقان الولد وأبيه من جعجع إلا التعبير الأدق عن مستوى ما كان بلغه جعجع في تلك الساعة التي لم تزف له فيها البشرى. عبارات التأنيب هذه لم يسمعها المشنوقان صالح وأبيه نهاد فحسب، بل سمع مثلها نديم قطيش من سعد الحريري، الذي أنّبه على دعوة الجمهور لاقتحام السرايا دون أن تكون من تعليماته، وجواباً على سؤال سعد الحريري له، من أذن لك؟؟.. أخرج قطيش حكاية اتصاله بزوجته، حتى لا يشي بقائد القوات اللبنانية، والمتابعون لقطيش في برنامجه الذي تبثه محطة المستقبل اللبنانية يعرفون سعة خياله، وسرعة بديهته في ابتكار الحكايا.

لم يتفاجأ سمير جعجع في دعوة السنيورة وسعد الحريري المناصرين للخروج من الشارع، فهو يعلم أن الحريري مقتنع تماماً أن حدود أي تحرك هو بوابة السراي، وأن عودته لا تكون إلا عبر البوابة الشرعية، هكذا فهم الحريري وأُفهم من ولاة الأمر.. لذلك سارع إلى تكرار الاتصال بوليد جنبلاط داعياً إياه إلى اتخاذ موقف يسحب من الحكومة الأغلبية المؤيدة لها.

المستقبل ينسحب من الساحة، الكتائب تتبرأ، مفتي الجمهورية اللبنانية يحرّم الدخول إلى السرايا عنوة، وحده سمير جعجع أستجمع شظايا خيبته واستدعى وسائل الاعلام على عجل إلى معراب، فبدا وكأنه يخاطب مقاتليه حين دعاهم للبقاء على جهوزية لمواجهة المستجدات.

مساء الأحد 21/10/2012
لم يجد المقاتلون المنتشرون في الساحات جهة أخرى تقاتلهم، حتى أن الكثير من القوى المنضوية في فريق 8 أذار سحبت عناصرها وسلمت مكاتبها في المناطق الحساسة للجيش اللبناني، وقَتلُ أحد مشايخ حركة التوحيد الاسلامي في طرابلس غيلة لم يجرّ التوحيد وحلفاؤها الشماليين إلى معركة شوارع في طرابلس، والرصاص الذي انطلق من جبل محسن بدا دفاعياً، والطلقات التي أصابت نوافذ بعض المنازل في حي الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، لم تلق رصاصاً مرتداً من الجهة المقابلة.. هدوء الطرف المقابل أفسح للجيش اللبناني مساحة واسعة للتحرك والقبض على مطلقي الرصاص، وإزالة الدواليب المشتعلة من الطرقات بقاعاً وجنوباً وبين أحياء العاصمة.

ساعات عصيبة قضاها قائد القوات اللبنانية وهو يتنقل من خطة الى أخرى… انتهت كلها بخيبات أمل، وربما معها صار حلمه بالرئاسة الأولى الموعودة كحلم ابليس بالجنة.. ولن يكفيه اتهامه عبر جريدة عكاظ السعودية حزب الله بالمسؤولية عن حادث الاغتيال ليبرئه من دم اللواء الحسن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.