واعترف نائب “مستقبلي”… محاصرة المفتي خطأ أنسى الناس شطح
مارون ناصيف –
موقع النشرة الإخباري:
بغضّ النظر عن ردود الفعل المتسرّعة التي صدرت عن نواب تيار “المستقبل” تعليقاً على محاصرة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في جامع الخاشقجي، هناك داخل التيار الأزرق من يعترف ولو في السر لا العلن أنّ “ما حصل بالأمس مع صاحب السماحة هو من أفدح الأخطاء التي كان يجب تفاديها والتي ألحقت الضرر كثيراً بمصلحتنا”.
فبحسب نائب بيروتي، لقد منع حدث محاصرة المفتي قباني الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام المرئية من بدء نشراتها بتشييع الوزير الشهيد محمد شطح في مسجد محمد الأمين في بيروت، والسبب أن إشكال الطريق الجديدة فرض نفسه حدثاً أول وطغى وهجه على الجريمة الكبرى التي أودت بحياة أحد أبرز قياديي التيار الأزرق.
وفي هذا السياق، يستذكر النائب البيروتي المذكور كيف أن التيار إرتكب الخطأ عينه يوم تشييع اللواء وسام الحسن عندما دعا احد المذيعين الجماهير المشاركة الى إقتحام السراي الحكومي، ليصبح تيار “المستقبل” يومها معتدياً على ما يعتبره المقر السني الرسمي الأول بدلاً من أن يكون الضحية التي غُدر بعقلها الأمني. الخطأ لا يجوز في مثل هذه المناسبات لا بل غير مقبول أبداً، يتابع عضو الكتلة النيابية الزرقاء، لأن الخلاف السياسي مع المفتي، ومهما وصل الى ذروته، لا يسمح لأي فريق سني مهما علا شأنه بالإعتداء عليه ونزع عمامته أمام وسائل الإعلام بعد شتمه والتحريض ضده فقط لأنه قرر المشاركة في تشييع الشاب محمد الشعار.
وبما أن الخطأ ارتكب عندما عبرت جماهير التيار عن غضبها من المفتي، يقول النائب البيروتي، كان على القيادة أن تخفف من خسائره عليها وذلك من خلال وضع حدٍّ لهذه الحركة الإعتراضية وبسرعة لا يتوقعها أحد خصوصاً أنها الآمرة الناهية في الطريق الجديدة وهي التي يمكنها من خلال تنظيمها أن تمون على المعترضين على قاعدة أن الرسالة وصلت، وأن تبعدهم عن المسجد لتأمين خروج مشرّف ومحترم لسماحته، ولو حصل ذلك لما نسي الرأي العام الشهيد محمد شطح، ولكان التيار قادراً على إستثمار هذه الجريمة أكثر فأكثر في السياسة والإعلام.
ولكن بما أن من لم يحاسب سابقا من قبل قيادة تيار المستقبل على فعلته في تشييع الحسن، فبالتأكيد لن يحاسب من إرتكب خطأ الأمس، لأن للقيادة همومها الأكبر، تختم الأوساط المتابعة مؤكدة أن ما من أحد سيتجرأ حتى على فتح ملف المحاسبة لأن تهمة الخيانة تنتظره وبعدها الإقصاء والتهميش.