أسعار العقارات تُحلق.. ومحاولات خجولة لتأمين منازل للمتضررين

وكالة أنباء آسيا-

يانا العلي:

بقي معظم الأهالي في المناطق المنكوبة دون سكن يأويهم. منهم من نام في الحدائق العامة، ومنهم من لجأ إلى الجوامع، ومنهم من سكنَ مؤقتاً مع الأقارب فضم المنزل خمس عائلات وربما أكثر. وبقيت فئة من الناس تبحث عن منازل للإيجار، وهنا كان الزلزلال من نوع مختلف…

دون سابق إنذار ارتفعت الإيجارات، فلا ضمير يئن ولا عقل يتفكر.فأصحاب المكاتب العقارية ومعهم أصحاب العقارات زادوا الإيجارات بدل من خفضها في هذا الوضع الاستثنائي. عدا عن طلب مبالغ باهظة للشهر الواحد. بل تعداه إلى طلب الدفع مسبقاً ايضاً لمدة ستة أشهر. هذا ما جعل المتضررين يحلمون في استئجار منزل.

 

الحرب فعلت فعلتها ودمرت البنى التحتية وأثرت بشكل مباشر على الإنسان والأوضاع.. وجاء الزلزال ليكمل ما بدأت به الحرب. فقد بلغ عدد الضحـ.ـايا أثر الزلزال 805 والمصـ.ـابين 1131 شخصاً لا يزال 61 منهم يتلقى العــلاج في المشافي .

 

كما بلغ عدد الابنية المنهــارة 105 أبنية موزعة على مناطق محافظة اللاذقية وحدها، هذا ماذكره محافظ اللاذقية عامر هلال في تصريح له خلال المؤتمر الصحفي اليوم.

 

أما في المناطق المنكوبة أجمعها فقد وصل عدد الضحايا 1414 سورياً، وبلغ عدد الجرحى 2944 مواطناً. وشُردت 35467 عائلة أي ما يقارب من 212802 نسمة على الأقل، والأرقام ليست نهائية بكل حال. لكن هذا يعني وجود كَمّ هائل من العائلات بلا منزل..كان الحلم هو شراء المنزل، أما الآن فأصبح استئجار المنزل هو الحلم. حاولت

وزارة الإدارة المحلية تأمين 275 مركز إيواء مؤقتاً.

 

كما صرّح وزير الإسكان والاشغال العامة ، عن وجود 300 شقة مسبقة الصنع ستكون جاهزة بعد شهر ، وان تلك الشقق ستكون دفعة أولى لمنكوبي الزلزال… ومؤخراً زار وفد ايراني سورية وأبدى استعداده للمشاركة في إنجاز أبنية مسبقة الصنع . خصوصاً أن لهم تجربة مسبقة عندما أنجزوا خلال ثلاث سنوات 7000 آلاف شقة ومتجر تقريباً في الضاحية الجنوبية في بيروت وذلك بعد تدمير العدو الإسرائيلي لها في الحرب على لبنان. لكن تلك المساعي والمحاولات جميعها ستأخذ وقتاً لن يشعر بمرارته سوى المتضررين الذين فقدوا أو أخلوا منازلهم.

 

الزلزال هز الأرض ومن عليها.. لكن بعض القلوب بقيت قاسية لم يهزها شيء. فاستبعد الأهالي فكرة الايجار واستعاضوا عنها بنصب الخيم. وبعضهم نصبوها بجانب ماتبقى من حجارة منازلهم. ربما الأمل بالعودة القريبة إليه جعلهم يرفضون الُبعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.