“إسرائيل” النووية خط أحمر

dimona

صحيفة الخليج الإماراتية ـ
افتتاحية الخليج:
“إسرائيل” لها الحق أن تفعل ما تشاء، أن تعتدي وتحتل وتتوسع وتهدم، وتبني المستوطنات، وتنتهك المقدسات، وتحاصر وتمارس أبشع أشكال التمييز العنصري، من دون أن يحق لأحد أن يسألها أو يحاسبها . فهي كيان فوق كل القوانين، بل هي أهم وأكبر من أي مجتمع دولي، أو شرعية دولية .

ول”إسرائيل” الحق في أن تمتلك الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية، وأن تتزود بكل أنواع الأسلحة المتطورة في العالم، الجوية والبرية والبحرية، وأن تكون متفوقة على 22 دولة عربية مجتمعة، بل على دول المنطقة كافة، وإذا أمكن على دول العالم الكبرى والصغرى .

ولا يحق لأحد أياً كان، ومهما كان أن يسأل لماذا “إسرائيل” لها وحدها هذا الحق دون غيرها؟ وإذا سأل أو استفسر يواجه بالزجر والرفض والتعنيف . وسيف “الفيتو” في مجلس الأمن جاهز في كل وقت لمنع أي سؤال أو نية بالمحاسبة، ف”إسرائيل” خط أحمر بالعريض جداً في كل ما يتعلق بها، خصوصاً ترسانتها النووية والكيماوية والجرثومية، ويجب تنظيف أي بلد في المنطقة من كل سلاح مماثل كي يبقى سلاحها هي فقط المهيمن والمسيطر والمهدد، والذي يخضع الجميع لابتزازه وترهيبه .

“شعب الله المختار” بكل ميراثه المحمّل بالأساطير والمثقل بالدم والعنصرية وكراهية الآخر “الغوييم” يفرض سطوته وسلطانه على الغرب، ويستخدم ما يسمى “الهولوكوست” فزاعة وأداة ابتزاز ضده، والعرب يدفعون الثمن .

آخر مآثر الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة، الوقوف في وجه قرار عربي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه يعبّر عن “القلق” فقط بشأن القدرات النووية “الإسرائيلية” .

تم إحباط القرار، كما تم إحباط جهود عربية سابقة لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، حيث تمتلك “إسرائيل” ما يزيد على 200 رأس نووي، ولا تخضع منشآتها النووية لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة، وترفض التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية .

يريدون لنا أن نبقى تحت رحمة “إسرائيل” طالما نحن على ضعفنا وهواننا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.