إلى المقاومة … يا أهلا بالمعارك

 

moukawama
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

قرعت الولايات المتحدة ودول الناتو طبول الحرب على سوريا من خلال تصريحات مسؤولين وقادة كبار بذريعة السلاح الكيماوي في حين سجل أول اتصال يجريه وزير خارجية الولايات المتحدة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم منذ فترة بعيدة ودارت تكهنات وأحاديث عن الاحتمالات المرجحة وحار المحللون بين ما إذا كنا أمام تصعيد يراد منه فتح قنوات اتصال سياسية أو على أبواب حرب لا يمكن التكهن بمداها الجغرافي والزمني أو بتفاعلاتها ومساراتها.

أولا: ما من عاقل في العالم يمكن أن يصدق المزاعم الأميركية المتصلة بالسلاح الكيماوي وهي شكلت منذ أكثر من سنة تأسيسا أميركيا لجسور المزيد من التدخل والضغط على سوريا بشتى الوسائل، فالأكيد أن الانفعالات المصطنعة بصدد نتائج استعمال الأسلحة الكيماوية المزعومة ليست سوى أكاذيب وذر للرماد في العيون لأن الولايات المتحدة صاحبة المآثر في فبركة الاتهامات وفي ارتكاب المجازر وانتهاك المحرمات لا تملك الحصانة الأخلاقية أو السياسية في هذا المجال.

الخطوات الأميركية السياسية والعسكرية توحي بدفع الأمور نحو حافة الهاوية عبر التلويح بالعمل العسكري الواسع أو المحدود ضد الدولة السورية فما يجري في الأردن من اجتماعات قيادية يرافقه حشد أعداد جديدة من المرتزقة ومن الواضح أن التلويح بعمليات هجومية جوية يعكس مخاوف أميركية وغربية واضحة من خطر الاشتباك على الأرض مع الجيش العربي السوري فالمطلوب هو تفعيل حركة العصابات الإرهابية ومنعها من الانهيار وأي تدخل عسكري محتمل من الجو أو البحر يراد به تحقيق الغاية التي لم تفلح جميع المحاولات المستميتة الجارية بقيادة بندر بن سلطان في انجازها حتى الآن بل على العكس سجل المزيد من الانهيار والتراجع في صفوف العصابات في الأشهر الأخيرة رغم الكميات الضخمة من الأسلحة والأموال وعلى الرغم من إدخال آلاف الإرهابيين الجدد إلى ميدان القتال.

ثانيا: إن توازن القوى الفعلي يجعل من أي تورط مباشر لجيوش الناتو في العدوان على سوريا مغامرة مكلفة بالنظر إلى الرد السوري المباشر ولما تمتلكه سوريا من قدرات دفاعية متطورة في جميع أنواع الأسلحة ومع توافر إرادة شعبية وقيادية حازمة بالمقاومة الضارية دفاعا عن استقلال سوريا .

كذلك لأن سوريا شريكة استراتيجيا في منظومة المقاومة التي لن تقف مكتوفة اليدين وقد وجهت إيران إنذارا واضحا للولايات المتحدة من تبعات العدوان على سوريا مباشرة بينما سبق للمقاومة اللبنانية أن أكدت تخندقها إلى جانب جيش سوريا وشعبها في التصدي للعدوان وكذلك جاء الموقف الروسي في منزلة بين التحذير والإنذار وسيكون على الولايات المتحدة وشركائها من الأوروبيين والحكومات العميلة في المنطقة إجراء الحساب الصعب لهذه العناصر ويقينا إن القدرات الشعبية والعسكرية السورية بذاتها قادرة على صد العدوان وفقا لإستراتيجية الحرب الشعبية التي تحدث عنها الرئيس بشار الأسد مؤخرا.

التهديد الوقح بالعدوان يجب أن يعامل على أساس أسوأ الاحتمالات رغم كل ما تقود إليه حسابات المنطق فالحلف الاستعماري الغربي المهزوم يجد صعوبة في الإقرار بهزيمته وكذلك تبدو إسرائيل عاجزة عن التكيف مع تلك الهزيمة ومع نتائجها فهي تخشى من البيئة الإستراتيجية التي سيطلقها خروج سوريا منتصرة ومعافاة من المواجهة الضارية التي تخوضها ضد حرب عالمية عدوانية مستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات.

ثالثا: إن الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها الدولة السورية في التعامل مع بعثة المراقبين تسهم دون شك في سحب الذرائع ولكن ما يجب أن يوضع في الحساب استنادا إلى التجربة العراقية هو أن قوى العدوان لا تعامل بالمحاججة المنطقية أو بسحب الذرائع فقط بل بإعلان نفير المقاومة.

من العار أن تكون سوريا وحيدة في المواجهة وليس المقصود بذلك فحسب حلفاؤها في منظومة المقاومة بل جميع القوى الحية في البلاد العربية وفي العالم وينبغي قرع الأجراس تحذيرا من العدوان الذي يلوح به الأميركي البشع الذي يتحسب لاحتمالات تراجعه من خلال فتح بوابات سياسية مغلقة سواء عبر إيفاد جيفري فيلتمان إلى طهران أو من خلال اتصال جون كيري بوليد المعلم ولكن هذه الخطوات نفسها قد تكون حيلة للتضليل كما فعل الأميركيون دائما ومن هنا فالأساس في كل موقف وبعيدا عن الجدل الحقوقي والمنطقي في اتهامات السلاح الكيماوي على أهمية ذلك الجدل إنما هو نفير المقاومة إلى جانب سوريا والإعداد لتلقين العدوان الاستعماري دروسا قاسية ويجب أن يكون الشعار في كل مكان مقاومون إلى جانب سوريا العربية التي تتعرض لعدوان أميركي فرنسي بريطاني سعودي خليجي وهو إسرائيلي أولا وأخيرا وإلحاق الهزيمة بهذا العدوان ليس أبدا بالمعجزة وهو سيكون بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة والعالم.

أثبتت السنوات الماضية أن ارتكاب الحماقات هو ميزة ثابتة في سلوك الاستعمار الغربي والأميركي خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمصالح القريبة والبعيدة للكيان الصهيوني وبقدر ما تعتبر إسرائيل أن الاستنزاف المحقق في سوريا قد يشكل فرصة نادرة للانقضاض على الدولة العربية المقاومة فان تورط الحلف المعادي في حرب مباشرة على سوريا هو فرصة للمقاومين قد لا تتكرر لكسر الأوهام الاستعمارية وقلب التوازنات في المنطقة والعالم.. إلى المقاومة يا أهلا بالمعارك.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.