الأسد يحسم.. لا لقاء مع اردوغان قبل تحقيق الشروط السورية!

موقع العهد الإخباري-

خليل نصر الله:

قبل عام ونيف تصاعدت الوساطة الروسية – الايرانية بين أنقرة ودمشق، مرت بمراحل عدة وحصلت اجتماعات على مستويات عدة عسكرية ثم سياسية، قبل أن يعلن الرئيس السوري صراحة شرطين هامين لتطبيع العلاقات، انسحاب القوات التركية ومحاربة الإرهاب.

كان واضحًا في تلك المرحلة، أن الرئيس التركي يمارس لعبة انتخابات واضحة، كان يسرع من عملية التقارب مع دمشق لمواجهة خصومه، خصوصًا مع طرح ورقة اللاجئين ضمن البازار الانتخابي.

المعطيات يومها، كانت تبين أن حجم الهوة بين الطرفين كبير جدًا، خصوصًا أن لكل طرف أولوياته، ناهيك عن التشعبات الإقليمية والدولية والتدخلات الأمريكية الواضحة، فالأخيرة كانت تمارس دورًا سلبيًا عبر ضغوط على أنقرة، وبطبيعة الحال تفعل أوراق الشمال الشرقي والشمال بشكل واضح. وبواقع الأمر لا يمكن إهمال دور واشنطن التي تحتل جزءًا من هذا البلد.

بعد الانتخابات، بردت الحماسة التركية، تحديدًا بشخص رئيسها رجب طيب أردوغان، فالأخير لم يوقف المحادثات، لكنه بعد تأمين فوزه، بات يتصرف ببرودة، ويتمسك أكثر بشروطه لإعادة العلاقة مع دمشق.

منطقيًا، تصطف أنقرة في المحور الأمريكي، وهي التي تلعب دورًا كبيرًا ضمن الناتو، وهو أمر يحتم على الرئيس التركي عدم الذهاب بعيدًا بما يضر بمصالح واشنطن في المنطقة، خصوصًا في سوريا، مهما علت نبرة الخلاف بين الطرفين حول نقاط، إذا ما قسناها على المستوى الاستراتيجي لتبين أنها تفصيلية.

في سوريا، تشتد الأزمة الاقتصادية، العرب الذين عادوا إلى دمشق لم يغيروا من السلوك، ما زالوا يتموضعون في محور واشنطن، ولا توجهات لديهم لتوسيع العلاقة مع سوريا أكثر من البعد الشكلي والعلاقة الدبلوماسية. يفهم من خلال ذلك أن الضغوط مستمرة على دمشق رغم العلاقة المحدودة معها.

أمام هذا الوضع، يعيد الرئيس السوري رسم توجهات بلاده، عبر التمسك أكثر بمنطق السيادة والأولويات السورية، وعليه كان موقفه من البوابة التركية، عندما أعاد رسم أو وضع مفتاح عودة العلاقات، وهو انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وهي النقطة التي يمكن بعدها عقد لقاء قمة. الرئيس السوري كان واضحًا بمغزى أردوغان من اللقاء قبل تقديم التزام الانسحاب من الشمال. قال الأسد صراحة: أردوغان يريد شرعنة احتلال جزء من سوريا، وعليه هو رفض اللقاء.

البارز في الموقف السوري أنه يحاكي المصلحة السورية أولًا، وهو ما يدحض مزاعم كثير من الأطراف التي اعتبرت أن دمشق تسير وفق مصالح إيرانية أو روسية.
وتؤكد المعطيات أن حلفاء دمشق يتفهمون موقفها، بل ويؤيدون المسار الذي ترسمه، على عكس ما تروج دوائر إقليمية ودولية عن ممارسة موسكو ضغوطًا على الرئيس السوري.

في المحصلة، لا زالت دمشق متمسكة بأولوياتها، والسير وفق مبدأ الخطوة بخطوة، ولا لقاء قمة إلا تتويجًا لتفاهم واسع، لا تفاهم حول جزئيات يمكن حلها على مستوى لقاء استخباري يمكن عقده في أي مكان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.