التنافس على الكنيست وتشديد الضغوط على الحكومة

صحيفة الوفاق الإيرانية-

حميد مهدوي راد :

في حين تقرر اجراء الدورة الخامسة لانتخابات الكنيست الصهيوني بالاراضي المحتلة في اليوم الاول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تصاعدت التكهنات حول فوز أي من المرشحين لهذا المنصب.

يذكر أن الكنيست، او البرلمان الصهيوني، انتهت مدته في 30 حزيران – يونيو الماضي، وتنحى رئيس وزراء الكيان، نفتالي بينيت، عن منصب رئاسة الوزراء وتسلم يائير لابيد، زمام الدولة المحتلة لمدة 90 يوماً.

علماً ان وزارة بينيت التي خسرت الاكثرية البرلمانية بعد أقل من سنة من بدء عملها، وذلك بسبب تناقص اعضاء البرلمان الدائمين فيها، اخذت بالسقوط، كاحجار الدومينو، منذ شهر مايو/آذار. كما انه، بينيت، اعلن عدم ترشحه للانتخابات المقبلة في نوفمبر.

وأهم العوائق امام الوزارة و فشل الكنيست هو عدم التمتع بالاكثرية لتمديد القانون الضامن لحقوق المستوطنين الصهاينة في المناطق المحتلة بالضفة الغربية. هذا القانون الذي انتهى مفعوله في نهاية حزيران، ومن فرصة للمعارضة داخل النظام الصهيوني في اطار تشديد الضغوط على الحكومة الائتلافية. ومع حل البرلمان يجري آلياً تمديد قانون مستوطنات الضفة الغربية.

من جهة اخرى أعد بنيامين نتانياهو نفسه للعودة الى الساحة السياسية، ساعياً في اطار التنافس واثارة الضجة لتعزيز، واضعاف، الثقل السياسي للأحزاب الموافقة والمخالفة لمجيئه، مع العلم ان انسحاب بينيت عن المنافسة على رئاسة الوزراء، وتخلي غانتس عن البقاء في هذه المنافسات، قد فتح المجال لمجيئ نتانياهو مرة أخرى الى ساحة التنافس السياسي. وبما ان سياسة نشر الاكاذيب والمزاعم والفرار الى الامام هي سياسة مكشوفة وواهية اتبعها السياسيون الصهاينة خلال الاعوام الماضية الأخيرة، فان اشخاص مثل نتنياهو يرون لأنفسهم حظاً اكبر في هذه الدورة الرئاسية لترويج سياسة التخويف من ايران.

من جهة أخرى فان استراتيجية التطبيع مع بلدان عربية، وهي سياسة ركز عليها سياسيون صهاينة منذ فترة، لم يكن لها اثر كبير في فتح الطريق امام الكيان.

الهزيمة للكيان في الصراع بين لبنان والكيان الصهيوني لحق استغلال حقل كاريش لم تتمكن من تحقيق نتائج مهمة للكيان الصهيوني وغيرت المعادلات لصالح حزب الله ويمكن أن تغير العلاقات والمعادلات الداخلية للكيان.

في المحصلة يبدو انه نظراً للمشاكل العديدة التي يواجهها الصهاينة في الصعيدين الداخلي والاقتصادي، خاصة مقاومة فلسطينيو مناطق 1948 المحتلة، والتي دخلت مرحلة جديدة من الكفاح لنيل الحرية، فان احزاب ومجموعات عرب 48 اكتسبت ثقلاً خاصا للائتلاف والتماهي مع احزاب صهيونية، في حال تتمكن الانتخابات المقبلة من التمهيد لتحسن سياسي في فلسطين المحتلة وقنوط الصهاينة في صعيد تشكيل الكنيست الجديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.