الصحافة اليوم 5-2-2015:هوليوود داعش وصناعة الصورة وتقدم الجيش السوري في جوبر

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 5-2-2015 الحديث عن همجية “داعش” وردود الفعل على جريمتها بحرق الطيار الأردني كما تناولت موضوع تقدم الجيش السوري في جوبر  .

ومحليا تناولت الصحف الحوار بين المستقبل وحزب الله وحملة إزالة الشعارات الدينية والحزبية ورفع الصور على طول الخط الساحلي من صيدا الى طرابلس مروراً ببيروت .

 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير :

 

«داعش» يغتالنا جميعاً بتاريخنا وديننا ومستقبلنا

 

وكتبت صحيفة السفير تقول المذبوحون في سنجار والموصل وفي حلب والرقة الى القلمون، قاتلهم واحد. والعربي، أي عربي وكل عربي، يخجل من نفسه، تتآكله المهانة، يطارده شعور بسقوط الجدارة وتهالك كرامته الإنسانية، يخجل من أطفاله، يخجل من تاريخ نضاله من أجل التحرر والاستقلال وإخراج المستعمر والمحتل والكفاح ضد العدو الإسرائيلي.

لقد اغتاله السفاحون المحتشدون في طوابير «داعش»، بل إنهم قد مسخوه فصار، في عيون العالم، وحشاً ضارياً يتلذّذ بأن يتفرّج على المذابح التي يفتك فيها بـ «أسراه»، سواء أكانوا عرباً، أم إيزيديين، مسلمين أم نصارى، عراقيين أم سوريين أم أردنيين أم من جنسيات أخرى.

يتلذّذ بأن يصوّر مشاهد التعذيب والقتل بحزّ الرؤوس أمام الكاميرات… وتبلغ لذته أوجها وهو يرافق بأحدث أنواع الكاميرات «مسيرة» أسيره نحو القفص الذي سيحرقه فيه مستمتعاً بذوبان الجسم البشري والكرامة الإنسانية والدين الذي يجمعه ـ نظرياً ـ بضحيته. إنه يقتل كل ذلك معاً، ويرافق بالكاميرا الحديثة جداً تفاصيل عمليات الإعدام ليوزعها على البشر في أربع رياح الدنيا لتشهد على وحشيته وهمجيته واحتقاره النفس التي حرّم الله قتلها.

ينتظم طابور السفاحين ليتابعوا عمليات القتل المبرمج، والقصد واضح: إرهاب البشر جميعاً بأن سكاكين «داعش» ستطال رقاب كل واحد منهم، كائنة ما كانت هويته ومهنته ووضعه الاجتماعي وهل هو رب لأسرة وأب لأطفال أم شاب يجتهد لبناء مستقبله.
إنهم يقتلون الأمة جميعاً، بالأديان السماوية التي تؤمن بها، بالكرامة الإنسانية التي حبا بها الله البشر.

إنهم يحكمون بالإعدام على الأوطان والمواطنين. إنهم يسفحون كرامة المجاهدين من أجل الاستقلال والحرية في «دولهم» التي تبقى أصغر من أحلامهم، ولكنها تمنحهم شرف الانتماء إلى أرض يرونها مقدسة، افتدوها في الماضي وقد يفتدون كرامة الانتساب إليها في المستقبل.

داس «داعش» ويدوس على كرامة الإنسان وحقوقه جميعاً، بدءاً من حقه في أرضه إلى حقه في الحياة، بذريعة أنه يريد إعادة إحياء دولة الخلافة. أي أنه يقتل المؤمنين، أبناء الأرض، الذين طالما ناضل آباؤهم وأجدادهم من أجل حفظ كرامة الأرض وأهلها بأديانهم، والإسلام دين الأكثرية الساحقة، والأقليات المسيحية مصونة الكرامة والمعتقد، بل إن اليهود أو من بقي منهم في الأرض العربية ظلوا يهوداً ولم يكرههم أحد على الخروج على دينهم أو منهم.

«داعش» يقتل الإنسان في «العربي». يقتل الأوطان. ينهب أموال الفقراء ويشرد الناجين منهم. يهتك أعراض النساء. يغتال طفولة الأطفال فيحوّلهم إلى وحوش وهم بالكاد قد غادروا سن الحضانة.
«داعش» يخلق عالماً من الأوهام، يبنيه بالجماجم والجثث المحروقة والأجساد مقطوعة الرؤوس.
«داعش» يغتال الدين الحنيف بالسيف والخنجر والدبابة المسروقة والنفط المنهوب والأرض المصادرة والمطرود أصحابها منها.
أي مستقبل يحضّر هذا التنظيم الهمجي لأبنائنا وأحفادنا؟
إنه عصابة من السفاحين تذبح التاريخ والجغرافيا، تذبح الهوية والمعتقد، تذبح الإنسان الذي كرّمه الله فأهداه النجدَيْن.
في الجانب السياسي، تتوالى ردود الفعل عربياً ودولياً على الجريمة النموذجية والمبتكر أسلوبها التي ذهب ضحيتها الضابط الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

وقال رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس السيناتور جون ماكين إن بعض أعضاء اللجنة سيبعثون برسالة إلى إدارة أوباما تؤكد ضرورة حصول الأردن على الأسلحة التي يحتاجها لقتال «داعش». وقال ماكين «مثلما أوضحنا للملك عبد الله في اجتماعنا أمس فإن أكبر شاغل لهذه اللجنة هو ضمان أن يكون لدى الأردن كل العتاد والموارد الضرورية لمواصلة الحرب مباشرة على داعش».

وتعهّد المرشح لنيل منصب وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الذي اختاره الرئيس الأميركي باراك أوباما، بإيجاد حل للتأخيرات في مبيعات الأسلحة الأميركية للأردن الذي قال إنه يعتزم تكثيف جهوده في الحرب ضد متشددي تنظيم «داعش».

وأبلغ كارتر لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن من المهم أن يكون بمقدور الأردن الحصول على الأسلحة التي يحتاج إليها وأنه سيعمل على علاج بواعث القلق التي أثارها الملك الأردني عبد الله أثناء زيارته للولايات المتحدة.

الإمارات

الى ذلك، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، أن دولة الإمارات علَّقت غاراتها الجوية ضد تنظيم «داعش» منذ كانون الثاني الماضي، خوفاً على سلامة طياريها بعد أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن الإمارات تطالب البنتاغون بتحسين جهود البحث والإنقاذ بما في ذلك استخدام طائرات «أوسبري في 22» في شمال العراق قرب ساحات القتال، بدلاً من الكويت حيث مركز عمليات البحث والإنقاذ.

وأشارت الصحيفة إلى أن طياري الإمارات لن ينضموا إلى الحملة ضد «داعش» ما لم يتم نشر طائرات «أوسبري»، التي تقلع وتهبط مثل المروحيات وتحلق كالطائرات، في شمال العراق.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية إن الإمارات أبلغت القيادة المركزية الأميركية أنها ستوقف طلعاتها الحربية، عقب أسر معاذ الكساسبة، بعد تحطم طائرته قرب مدينة الرقة السورية.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن مسلحي التنظيم «قبضوا على الكساسبة في غضون دقائق معدودة»، مضيفاً أنه «لم يكن أمامنا من وقت للتدخل».

غير أن الإماراتيين تساءلوا عما إذا كان بإمكان فرق الإنقاذ الوصول للكساسبة حتى وإن كان لديها مزيد من الوقت.
وقالت «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة، إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان سأل السفيرة الأميركية الجديدة باربارا ليف عن أسباب عدم نشر الولايات المتحدة إمكانيات مناسبة في شمال العراق من أجل إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم.

وبعد بيانات الشجب التي صدرت من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، توالت ردود الأفعال المستنكرة لاغتيال الطيار الأردني، كان أبرزها من روسيا وسوريا والسعودية وطهران.

بدوره، شدّد ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في الجيش على أن الردّ سيكون قاسياً، وأن الجيش الأردني سيضرب «داعش» في عقر داره.

من جهتها، أكدت الحكومة الأردنية على لسان المتحدث باسمها محمد المومني، أن الأردن سيكثف جهوده مع «التحالف الدولي»، وأن كل أجهزة الأردن العسكرية والأمنية تبحث خياراتها ليكون «رداً يسمعه العالم كله».

 

الجيش السوري  يسبق علوش: قصف وتقدم في جوبر

 

لم يكد قائد «جيش الإسلام» زهران علوش ينشر بياناً، على حسابه على «تويتر»، يحذّر فيه أهالي دمشق بأن مدينتهم ستكون «مسرحا لعمليات عسكرية»، متوعداً باستهداف المراكز الأمنية، حتى بدأ الجيش السوري عملية استباقية فجر أمس، حيث قصفت المدفعية مناطق في الغوطة الشرقية، وخاصة حي جوبر، الذي تقدم الجيش فيه، في إطار عملية القضم المتواصل التي ينتهجها كمقدمة للانطلاق الى عمق الغوطة.
إلى ذلك، نفت موسكو وجود مفاوضات مع الرياض لخفض إنتاج النفط مقابل توقف روسيا عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد، فيما كان مسؤولون إيرانيون يؤكدون لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مواصلة طهران دعمها لدمشق على كافة الصعد، خصوصا في مواجهة الإرهاب.
وتوجه السكان إلى أعمالهم وجامعاتهم، متوقعين أن تتساقط القذائف الصاروخية كما حدث الأسبوع الماضي، لكن اليوم مضى من دون سماع صافرات تلك الصواريخ تدخل أجواء العاصمة.
واعتبر متابعون للتطورات الميدانية، أن علوش نشر البيان في إطار حرب نفسية، وليفرض نفسه كأقوى مجموعة في الغوطة الدمشقية، أو أن العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش، أدت إلى تراجعه عنها، مع تدمير منصّات إطلاق الصواريخ.
ويقول مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن وحدات من الجيش السوري وصلت إلى محيط مسجد غزوة بدر، الذي يقع في الشمال الشرقي لحي جوبر. ويضيف «تشكل تلك المنطقة عقدة وصل بين جسر زملكا والمتحلق الجنوبي ووسط الحي، والسيطرة عليها تشكل تقدماً مهماً نحو السيطرة على جوبر بشكل كامل، وانطلاق العمليات نحو عمق الغوطة».

 

ويوضح المصدر أن العملية العسكرية كانت على أكثر من محور في الغوطة الشرقية، فهي كانت تهدف للوصول إلى داخل حي جوبر، من محيط مسجد غزوة بدر ومحور طيبة من جهة، ومن جهة ثانية التقدم نحو المناطق المحيطة بدوما، مثل المزارع وتل كردي، والعمل أيضاً على تأمين اوتوستراد دمشق ـ حمص من جهة حرستا، عبر السيطرة على كتل سكنية مطلّة على الطريق الدولي.

 

وأشارت صفحات المعارضة إلى استهداف المدفعية محيط دوما من ناحية مخيم الوافدين، في محاولة لتسهيل دخول الجيش إليها. وأشارت «التنسيقيات» الى انسحاب المسلحين من مسجد غزوة بدر، قبل أن يحاولوا السيطرة عليه مجدداً.

 

وتتشابك الأحداث داخل الغوطة. ففي زملكا، التي تستعد لتكون المسرح الجديد للعمليات العسكرية بعد الانتهاء من جوبر، تقوم المجموعات المسلحة بزيادة تحصيناتها، وخاصة من جهة المتحلق الجنوبي الذي أصبح خط الدفاع الأول عنها. وفي عربين تنقسم الأمور بين من يرغب بالمصالحة وإنهاء العمليات العسكرية منعاً لأي دمار، ومن يدفع لمواصلة القتال، كونها تشكل الخط الأخير الذي يفتح الطريق إلى حرستا ودوما بشكل كامل. وما حدث في سقبا في الأيام الأخيرة يشكل صورة مصغّرة عن الصراعات التي تدور بين المجموعات المسلّحة، وخاصة «جيش الإسلام» الذي يعمل جاهداً، بحسب مصدر معارض، إلى تثبيت نفسه على أنه القوة الوحيدة في المنطقة عبر محاولة إبعاد وتصفية كافة الأطراف.

 

ويضيف المصدر إن خروج المدنيين من دوما، وتوجههم إلى مراكز إيواء تابعة للحكومة السورية، شكّل نقطة ضعف لدى كافة المجموعات المسلّحة، وهذا ما دفع «جبهة النصرة» إلى إصدار بيان تهدد فيه سكان عربين من التوجه إلى المصالحة مع الدولة السورية.

 

الأخبار :

 

«داعش» وصناعة الصورة

 

عامر محسن

ومن جهتها، كتبت صحيفة “الأخبار” كان من الصعب أن نتخيّل نجاحاً أكبر لتنظيم «الدولة»، بمعنى الحرب الاعلامية والتأثير و«الاستفادة» من الظفر بأسير، من ذاك الذي ناله عبر بثّ شريطه الأخير. التنظيم، الذي يُفترض به أنّه محاصر ومعزولٌ ومُحارب من الاعلام، تمكّن من جعل الجميع يشاهد رسالته، خلال دقائق من نشرها، وبصورته هو وشروطه هو. بل إنّ التأثير الصاعق للفيديو نجح في جرّ الحكومة الأردنية الى المكان الذي يريده فيها «داعش»، أي في موقع من يقوم بردّ الفعل.

قرارات الحكومة الأردنية ردّاً على إعدام طيّارها رفعت «داعش» الى مصاف الدول، أو وضعت الدولة الأردنية في مقام التنظيمات؛ وهو أفضل سيناريو ممكن لـ«داعش»، إذ تبدو فيه المبارزة بين الطرفين – في عيون الجمهور العربي – كأنها تدور بين «متساويين»، يتبادلان الإعدامات والانتقام (مع فارق أن الأول يرفع راية الخلافة، بينما الثاني يقاتل مع أميركا).

 

براعة «داعش» الاعلامية تتبدّى من اللحظات الأولى للشريط، حيث خطابٌ للملك الأردني يؤكد أن الطيارين يقاتلون مع التحالف تطوّعاً وبخيارهم، وصولاً الى خاتمته، حيث عُرضت لوائح بأسماء الطيارين والضباط الأردنيين «المطلوبين». فكان الشريط مثالاً على قدرة «داعش» على إنتاج رسالة إعلامية كثيفة ومعقّدة، موجّهة الى أكثر من جمهورٍ، وتهدف – في آن واحد – الى تحميس البعض، وإقناع البعض، وترويع البعض الآخر. ومن يرى حقّاً أنّ «داعش» قد آذى نفسه وشعبيته عبر طرح الشريط عليه أن يشير لنا، أولاً، الى القطاعات الشعبية التي كانت تؤيد «داعش» وأفعاله وفقهه، فانقلبت عليه بعد عرض الإعدام البشع.

 

غير أنّ النجاح الأكبر للفيديو كان في قدرته على إخفاء طبيعته كـ«سينما»، إذ تلقّاه أغلب الجمهور وعلّق عليه كأنه يشاهد «حدثاً» التقطته الكاميرا، لا فيلماً سينمائياً. نقول إن الإعدام كان سينمائياً ليس بمعنى أنّ التصوير كان «رفيع المستوى» و«هوليوودياً» وما الى ذلك، بل بمعنى أن المشهد برمّته، ككلّ إصدارات «داعش»، هو مشهدٌ سينمائي بحت: لا ترى إلّا ما يريد المخرج لك أن تراه، وأي ردّ فعلٍ اختلج فيك أثناء عرض الشريط لم يكن نتيجة تفاعل مباشر وحرّ مع حدثٍ يدور أمامك، بل هو تجربة مصممة مسبقاً، ومدروسة، حتّى تولّد فيك هذا التأثير بالضبط، كما في أيّ فيلمٍ آخر.

 

لا داعي لتكرار أن «داعش السينمائي» لا علاقة له بـ«داعش الحقيقي». والتسجيلات (القليلة) التي تصلنا من مقاتلين على الأرض – من دون مونتاج وإخراج – تظهر تنظيماً مختلفاً تماماً عن ذاك الذي نراه في الإصدارات الرسمية: رجالٌ من دولٍ عربية مختلفة، يتكلمون بلهجاتهم العامية، جوّهم فيه ارتجالٌ وفوضى، كأي تنظيم مقاتل. كذلك فإنّ عمل «داعش» وبنيته (الذي يتباين بشكلٍ كبير بحسب المناطق والجبهات) بعيدان عن الصورة المتّسقة، المثالية، والبالغة الانضباط التي نراها في شريط الإعدام وغيره.

 

هذا، في النهاية، فيلم تمّ تمثيله، وهكذا يجب أن نفهمه؛ موقع الإعدام خيار إخراجي، وكل من يظهر في الشريط هم فعلياً ممثلون يؤدون أدواراً محددة (بمن فيهم الضحية). أمّا تمكّن «داعش» من جعل صورته السينمائية (التي ينتجها هو) تطغى على «حقيقته» وتأخذ مكانها – لدى مناصريه وأعدائه – فهو يمثّل النجاح الأكبر للتنظيم.

 

حوار سوري بين النظام و”المعارضة”… في بيروت!

 

ميسم رزق

 

انضمّت بيروت إلى قائمة المدن التي تشهد لقاءات بين الحكومة السورية ومعارضيها. ففي إطار المساعي الباحثة عن حل سياسي يُخرج سوريا من مأزقها، ترعى الحكومة النروجية حواراً سورياً – سورياً على الأراضي اللبنانية، بإشراف القس رياض جرجور. فهل ستبقى اللقاءات في مستوياتها الدنيا أم أننا سنشهد «مؤتمر بيروت 1»؟

دخلت بيروت على خطّ اللقاءات التي تشهدها عواصم عربية وإقليمية ودولية، من القاهرة إلى موسكو، لجمع ممثلين عن الحكومة السورية وعن معارضيها حول طاولة تبحث في مستقبل سوريا. وعلمت «الأخبار» أن لقاءات سرية عقدت في العاصمة اللبنانية، برعاية رسمية نروجية، ضمت شخصيات سورية موالية وأخرى معارضة. وأوضحت المصادر أن من بين هذه الشخصيات رجال دين ومثقفين وسياسيين مقربين الحكم في سوريا، ومن الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب.

وأضافت أن هؤلاء مقيمون في سوريا وخارجها. وتعقد هذه اللقاءات بعيداً عن الإعلام، ولا تعرف بها إلا قلّة قليلة ممن تساهم في عقدها. وتقول المصادر إن اللقاءات التي يفترض أن تُعلَن بعد أسابيع «تولي أهمية كبيرة لعدد من النقاط، أولها كسر الجليد بين أطراف النزاع، والشروع في إقامة أرضية لحوار يبدأ بين شخصيات لا صفة رسمية لها، على أن ترتقي إلى مستوى أعلى في حال نجاحها في تقريب وجهات النظر حول حل سياسي يُخرج سوريا من مأزقها».
وتشير المصادر إلى أن النروج فوّضت إلى القسّ الدكتور رياض جرجور، الأمين العام للفريق العربي لـ«الحوار الإسلامي – المسيحي»، رعاية هذه اللقاءات «التي تُعقد في حضوره».
وفي اتصال مع «الأخبار»، لم ينف جرجور عقد هذه اللقاءات، لكنه رفض الدخول في تفاصيلها، مكتفياً بالقول إنها «بين رجال دين لا يُصنفون أنفسهم بين معارضين للنظام ومؤيدين له، بل هو حوار سوري – سوري». وأضاف أن هذه اللقاءات «تبحث في ورقة عمل تتعلق بصياغة مشروع المواطنة الفاعلة».

إلا أن مصادر «الأخبار» أكّدت أن «اللقاءات تضم شخصيات سياسية» رفضت الكشف عن أسمائها «بسبب حساسية وضعها، وللخشية من أي خطر أمني». ولفتت إلى أن «مبادرة النروج لجمع السوريين على الأراضي اللبنانية، سببه فشل المؤتمرات التي عُقدت من جنيف إلى موسكو». وأكدت أن اللقاءات لا تقتصر على «مشروع المواطنة الفاعلة»، بل تناقش «برنامجاً متكاملاً» يتضمن «أبرز نقاط الخلاف بين السوريين، وهي ليست بالقليلة، وتتعلق بتعديل الدستور ورفض التدخل الخارجي وشكل سوريا بعد الحرب». وأشارت إلى أن اختيار لبنان مكاناً لعقد هذه اللقاءات سببه «التسهيلات التي أمّنتها شخصيات لبنانية رفيعة المستوى لدخول هذه الشخصيات وخروجها، ولأن في لبنان أطرافاً تؤيد النظام السوري وأخرى تدعم المعارضين له».

 

وتلفت المصادر إلى «دور مميّز عن باقي الدول الأوروبية تقوم به دول كالنمسا والنروج، التي ترى أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على إنهاء هذه الأزمة». وأشارت إلى أن «هذه اللقاءات هي سلسلة من لقاءات أخرى تجري خارج لبنان أيضاً»، مشيرة إلى أنها بدأت منذ فترة قصيرة، لكنها كانت تواجه بعوائق الموقف العربي، وتحديداً من المملكة العربية السعودية. لكن «وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز أرست جواً من الانفراج، وأزالت عنصر الحقد الشخصي تجاه الرئيس بشار الأسد، وساعدت في تعجيل المساعي النروجية والمباشرة بها». وأكدت المصادر أن «المساعي النروجية الحالية لا علاقة لها بمنتدى أوسلو الذي شاركت فيه المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، الدكتورة بثينة شعبان، بدعوة من وزارة الخارجية النروجية بالتعاون مع مركز الحوار الإنساني في حزيران الماضي».

 

وعزت المصادر الوساطة النروجية إلى استشعار هذا البلد خطر الجماعات الإرهابية عليه وعلى الأمن الدولي. ولفتت إلى أن جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي حذر قبل نحو عام من وجود تقارير تفيد بأن «التهديد الإرهابي سيتفاقم نتيجة انخراط العشرات من رعايا هذه الدولة في الحرب السورية». وكشف الجهاز وجود «ما بين 40 و50 نروجياً يقاتلون في سوريا، وقد يعودون متمرسين في القتال». ولفتت إلى أن موسكو ليست بعيدة عن المبادرة. فقد زار وزير الخارجية النروجي بورج برانداه العاصمة الروسية في كانون الثاني الماضي، والتقى نظيره سيرجي لافروف وعدداً من كبار المسؤولين الروس، وكانت هذه الزيارة «بمثابة تمهيد الأرضية أمام الحكومة النروجية لممارسة الوساطة في محاولة لتوفير بديل من مفاوضات موسكو في حال عدم انتهائه إلى نتائج إيجابية».

 

 

 

النهار :

 

لماذا طلب الأزهر قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل “الداعشيين”؟

أما صحيفة النهار فكتبت أثار البيان الصادر عن شيخ الأزهر أحمد الطيب والذي طالب بالاقتصاص من عناصر “داعش” بقتلهم وصلبهم وتقطيع أوصالهم استناداً الى الحكم الشرعي، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ سأل البعض عن السبيل لمحاربة جوهر الفكر “الداعشي” اذا كانت الطريقة المعتمدة ستكون من صنو أفعاله اللا انسانية.

“النهار” اتصلت بأمين عام مجمع البحوث الاسلامية التابع للأزهر الدكتور محيي الدين عفيفي للاستيضاح حول توقيت صدور البيان ومضمونه، فأشار الى ان ما صدر عن الأزهر لم يكن فتوى بل هو بيان لحكم الله في الجماعات الارهابية التي تعيث في الأرض فساداً وتقتل من دون رحمة وتزهق الأرواح البريئة.

 

ولم يرَ عفيفي في التوقيت جديداً على صعيد انخراط الأزهر في المعركة ضد “داعش”، فـ”سبق لنا ان أطلقنا خططاً لمواجهة هذا الفكر في المؤتمر الاخير الذي ضم رجال دين من المنطقة، والمزاعم التي سيقت حول رفضنا تكفير “داعش” ليست صحيحة بتاتاً، ذلك ان التكفير يصدر عن القضاء الشرعي بشروط وليس عن أفراد”.

 

وأضاف عفيفي ان ما تضمنه بيان الأزهر “يعبر عن حكم القرآن في جماعة كـ”داعش” معادية للانسانية ولله ونبيه والآيات واضحة في هذا السياق، كما ان هذه المجموعة ليست دولة لتنطبق عليها أحكاماً تتواءم وأنظمة قضائية معينة، ولا بد للمرجعيات الاسلامية ان تلعب دورها في تطبيق القانون لحماية المجتمع والناس من الخطر الذي تمثله “داعش”، ومن المعروف ان القاتل لا يرتدع الا من خلال عقوبة تتلاءم مع طبيعة أفعاله، فلا يمكن أن يترك القاتل على فساده”.

 

ودحضَ عفيفي الفتوى التي استند اليها “داعش” لحرق الطيار معاذ الكساسبة، ونصها: “فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان، فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع”، لكنه لم يدن الفتوى ككل لاعتباره ان النص الذي أخذ به “داعش” مجتزأ. ورأى ان “فهمهم للدعوة التي تقول ان القتل والحرق يؤديان الى دخول الناس في الاسلام فهمٌ خاطىء”.

سئلنا عفيفي: لماذا لم يدعُ الأزهر الى اعتقال عناصر “داعش” ومحاكمتهم أمام قضاء الدول التي ينتمون اليها بدل التأكيد على عقوبات كقطع الأوصال والصلب يستخدمها “داعش”؟

أجاب: “الاسلام قال بضرورة الاقتصاص من القاتل وبضرورة ملاقاته عقوبة تتوافق مع الجريمة التي ارتكبها، لكنه ترك هذه الأمور في الدول لما يتلاءم مع مصلحة الانتظام العام، ونعلم ان للنظام الملكي أحكامه، وكذلك للنظامين الرئاسي والبرلماني أحكامهما الخاصة، لكننا مع “داعش” أمام مجموعة تدّعي ان لها دولة ولا تنتمي الى أي نظام معمول به، فمن واجب الاسلام في هذه الحالة تبيان العقوبة التي وردت في النص وفي الآيات، والأمر مقصود لدحض ما تزعمه من ممارسة للاسلام الصحيح، واحتكار لتفسير الآيات”.
وكان الشيخ الطيب دان “العمل الارهابي” الذي أقدم عليه تنظيم “داعش”، بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، داعياً الى “قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل ارهابيي” التنظيم.

 

وجاء في بيان أصدره أن شيخ الأزهر يستنكر “العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم “داعش” الإرهابي الشيطاني من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة. هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف”.

 

وأهاب الازهر بـ”المجمتع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله”. وأضاف أن “الاسلام حرًم التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي”.

 

ورأى ان تلك العقوبة يستحقها “هؤلاء البغاة المفسدون في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله”، في اشارة الى حد الحرابة الذي ينص عليه القرآن لقطاع الطرق ومن يقومون بإرهاب الناس واعمال السلب والنهب.
وينص القرآن الكريم على عقوبة للمفسدين، إذ ورد فيه :”إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.

 

حملة إزالة الشعارات تمهّد لخطوات أوسع مجلس الوزراء ينتظر تعديل آلية تعطيله

بدا لبنان الذي لا تزال قضية عسكرييه المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية تثقل على مجمل أوضاعه الأمنية، متعاطفاً مع الاردن، ربما أكثر من البلدان العربية الأخرى، في الصدمة التي اثارها القتل الوحشي حرقا للطيار الاردني معاذ الكساسبة على ايدي تنظيم  (داعش) الامر الذي ترجم بالتنديدات الرسمية والسياسية بهذه الجريمة الوحشية من مختلف الاتجاهات. وعبر عن هذا التعاطف مجلس الوزراء في جلسته الاسبوعية مؤكدا “تضامن اللبنانيين مع المملكة الاردنية الشقيقة في مصابها” واستنكر “هذه الجريمة الشنيعة وأعرب الوزراء عن ذهولهم من الحد الذي يمكن ان تصل اليه ممارسات الارهابيين المتطرفين كما دان المجلس هذا العمل المقيت الذي يعكس الانحطاط الذي بلغه الفكر الظلامي”.

 

في أي حال، لم يغب هاجس الارهاب عن المسرح اللبناني أمس اذ عممت معلومات مساء أمس عن مطلوب يدعى محمود عبد الكريم حميد من مواليد عرسال (1994) يحضر للقيام بعملية انتحارية تستهدف تجمعات مدنية أو عسكرية وطلب من كل من يعرفه أو يعرف مكان وجوده أن يبلغ عنه فوراً أي مركز امني.

 

وفي معلومات لـ”النهار” ان الانتحاري المفترض ينتمي الى عائلة معروفة بعلاقاتها مع الجماعات المتشددة، وهو صهر أبو حسن الفلسطيني الذي قضى في أحداث عرسال، كما توفي شقيق محمود في تلك الأحداث.

 

وقال مصدر أمني لـ”النهار” إن اسم محمود تسرب الى الأجهزة منذ شهر وانه “وجب اخذ المعطيات التي تواترت عن نيته القيام بعملية على محمل الجد، من هنا جاء القرار بالتبليغ”.

 

وسقطت مساء أمس قذيفة صاروخية بين بلدتي اللبوة والفاكهة في البقاع الشمالي مصدرها المسلحون المنتشرون على السلسلة الشرقية من دون وقوع اصابات. ويذكر ان سقوط القذائف الصاروخية كان توقف منذ شهر آب المنصرم.

 

أما على الصعيد الداخلي، ومع اعتماد مجلس الوزراء “آلية” ترحيل البنود الخلافية وتأجيلها كالعادة ومنها موضوع تسجيل عقود الزواج المدني وموضوع طمر الحوض الرابع في مرفأ بيروت الذي جمدت الاعمال الجارية فيه سعياً الى تسوية، أرخت الانعكاسات المهدئة التي تركتها الجولة الخامسة من الحوار بين تيار “المستقبل” وحزب الله أول من أمس بظلالها على المناخ العام. وينتظر ان تبدأ اليوم حملة ازالة الشعارات الدينية والحزبية ورفع الصور على طول الخط الساحلي من صيدا الى طرابلس مروراً ببيروت بغطاء سياسي من “المستقبل” والحزب وحركة أمل، علماً ان تنفيذ هذه الخطوة اسند الى محافظي المناطق والبلديات التي تشملها بمؤازرة من قوى الامن الداخلي.

 

وفي معلومات اضافية لـ”النهار” عن المناقشات التي شهدتها الجولة الخامسة من الحوار في عين التينة انها تناولت كل المواضيع والنقاط الطارئة التي يمكن ان تهدد الحوار وتعطله وان مقاربة هذه النقاط جرت بهدوء اذ اجاب ممثلو “حزب الله” عن تساؤلات ممثلي “المستقبل” بما يمكن تلخيصه بالآتي: ان الحزب يحرص على معادلة الاستقرار في لبنان وعدم الانزلاق الى اي تجارب غير محسوبة العواقب. وان جوهر كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أخيراً والذي أثار المخاوف هو ذو طابع دفاعي وقائي في وجه الاحتلال الاسرائيلي ومحاولاته لتكريس معادلة رعب تفضي الى ضرب الاستقرار وتجاوز القرارات الدولية. واستناداً الى هذه المعلومات، استكمل الفريقان الحوار في شأن البند الاساسي المتعلق بتبديد الاحتقان وكان التفاهم تاماً على انجاح خطوة ازالة الشعارات والصور الحزبية فاتحة لخطوات اخرى.

تعديل “الآلية” الحكومية

 

في غضون ذلك، لم يطرح رئيس الوزراء تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء، أمس موضوع تعديل آلية العمل واتخاذ القرارات كما سادت توقعات سابقة للجلسة مع ان سلام كان قرر المضي في هذا الاتجاه قبل نحو اسبوعين بعدما بلغ تمادي بعض الوزراء في تعطيل مقررات الحكومة حدا شديد السلبية. لكن سلام آثر التريث في طرح تعديل الآلية كاشفاً نيته استكمال الاتصالات التي بدأها مع عدد من مكونات الحكومة. وعزت مصادر وزارية تريثه الى عدم نضج الآلية التي يقترح تعديلها والحاجة الى مزيد من المشاورات في شأنها، خصوصاً ان أي رفض من أي فريق لتعديلها سيؤدي الى احراج رئيس الوزراء وارباكه بعدما ماشى الآلية المعتمدة التي تخضع قرارات الحكومة للاجماع ولفيتوات الوزراء نزولا عند رغبة بعض القوى وخلافا لرأي وزراء كانوا ضدها وفي مقدمهم الوزيران بطرس حرب ورمزي جريج انطلاقاً من خلفية قانونية ودستورية. وتتركز حركة المشاورات الجارية على ايجاد مخرج يعيد الى مجلس الوزراء فاعليته وانتاجيته.

 

ويشار الى ان جلسة البارحة شهدت تعطيل قرار تحويل عائدات الخليوي للبلديات عبر وزارة المال الذي رحل بدوره الى جلسة اخرى بعد نقاش استمر أكثر من ساعتين من دون اي نتيجة بفعل رفض وزير الخارجية جبران باسيل هذا القرار.

 

وافادت مصادر وزارية ان باسيل بدا منفرداً في معارضة هذا التدبير على رغم محاولات لإقناعه من عدد من الوزراء بينهم وزير المال علي حسن خليل والوزير محمد فنيش. وأسف وزير الاتصالات بطرس حرب لوقف باسيل “المبني على الخطأ لانه لا يجوز حرمان البلديات حقوقها في هذه الاموال”. وأوضح انه ينتظر اعادة طرح الموضوع على مجلس الوزراء متمنيا بته قريبا.

 

 

 

اللواء :

 

إدانة عربية واسعة لقتل الطيار والملك سلمان يعتبره جريمة مخالفة للإسلام وللإنسانية
الأردن ينفّذ حكم الإعدام شنقاً بحق الريشاوي والكربولي رداً على قتل الكساسبة

وكتبت صحيفة اللواء أعلنت عمان اعدام الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب داعش الاسلامية باطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة شنقا فجر امس، وذلك رداً على قتل التنظيم الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا.
وتوالت امس ردود الفعل المستنكرة للجريمة البشعة وكان أبرزها موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي اكد، في برقية تعزية بعث بها الى ملك الاردن، أن حرق  الكساسبة حياً جريمة مخالفة للاسلام وللانسانية.
وقالت وزارة الداخلية الاردنية في بيان انه «تم فجر اليوم (الاربعاء) تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق المجرمة ساجدة مبارك عطروز الريشاوي (…) كما تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق المجرم زياد خلف رجا الكربولي».
وأوضح البيان ان «تنفيذ الحكم بالمجرمين تم بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون» بعد ان «استوفت الاحكام جميع الاجراءات المنصوص عليها في القانون». وافاد مصدر امني اردني «تم بعد الساعة الرابعة من فجر الاربعاء (02.00 ت.غ) اعدام كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي».
واضاف ان «تنفيذ حكم الاعدام تم بحضور اللجنة المعنية، ومفتي سجن سواقة (جنوب عمان) لم يطلب من أي من الريشاوي او الكربولي ان كان لديهما أي وصايا».
واوضح المصدر انه «تم نقل الجثتين الى المركز الوطني للطب الشرعي بهدف تسليمهما الى الجهات المعنية لاكرامهما بالدفن وحسب الاصول».
من جانبه، قال مصدر من اللجنة التي اشرفت على عملية الاعدام، انه «تم اولا اعدام الكربولي الذي ترك مبلغا وقدره 1500 دينار (حوالى الفي دولار) لعائلته، وقال «انا لا اجزع من الموت، هذا مكتوب».
وتابع ان «الريشاوي كانت تسأل قبل اعدامها «انتو كيف بدكم تعدموني؟»، مشيرا الى ان «الانتهاء من عمليتي الاعدام تم عند تمام الساعة 05.07 (03،07 تغ).
والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005، وكان داعش الاسلامية طالب باطلاق سراحها مقابل افراجه عن الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي عاد وقتله. الا ان الاردن الذي حكم على الريشاوي بالاعدام في 21 ايلول 2006، كان يصر على ان اطلاق سراحها يكون مقابل اطلاق سراح الكساسبة.

 

اما الكربولي المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة فقد اعتقلته القوات الاردنية في ايار 2006 وقضت محكمة امن الدولة في الخامس من ايار 2007 بإعدامه.
واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الاردني في أيّار 2006 انه قتل سائقا اردنيا في العراق واستهدف مصالح اردنية.
وقطع عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها الاثنين، مؤكدا ان الكساسبة «قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وامته» ودعا الاردنيين الى «الوقوف صفا واحدا».

 

واحتشد نحو ثلاثة الاف شخص قرب مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) لاستقبال الملك الذي اجتمع فور وصوله مع كبار المسؤولين وقادة الاجهزة الامنية في القيادة العامة للقوات المسلحة.

 

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله قوله ان «دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدراً، وان رد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة».

 

واضاف «أننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية، وأن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة، وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم».

 

من جهته، اكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني ان الاردن مصمم على الاستمرار في الحرب ضد داعش «أكثر من أي وقت مضى».

 

وقد اكدت الحكومة، في بيان امس، ان «هذه الجريمة النكراء تؤكد بشكل واضح دقة موقف الاردن بدخوله هذه الحرب ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية باعتبارها حربنا وحرب العرب والمسلمين بالمقام الاول قبل ان تكون حرب الغرب او اي جهة اخرى». واضافت ان «الجريمة المدانة بأشد العبارات وحدت الاردنيين في شتى مواقعهم واتجاهاتهم بالوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية الفذة وجيشهم العربي المصطفوي وجميع اجهزته للتصدي بكل حزم لهذه الشرذمة القاتلة».

 

ادانة عربية واسعة
في هذا الوقت، استنكرت عواصم ومرجعيات عربية اقدام “داعش” على قتل  الكساسبة. وندد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز  في برقية تعزية بعث بها الى ملك الاردن بقيام داعش الاسلامية بحرق الطيار حيا معتبرا ان ذلك يشكل جريمة مخالفة للاسلام وللانسانية.

 

وقال الملك سلمان في البرقية التي نقلتها وكالة الانباء السعودية الرسمية «نشجب ونستنكر هذه الجريمة البشعة المخالفة لسماحة ديننا الإسلامي الحنيف وكافة الأعراف الإنسانية».

 

واضاف العاهل السعودي متوجها الى الملك عبدالله الثاني «نبعث لجلالتكم ولأسرة الشهيد وشعب المملكة الاردنية الهاشمية الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا بالغ التعازي وصادق المواساة».

 

وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت عن مصدر مسؤول قوله ان هذا «عمل بربري جبان …. لا يمكن أن يقدم على ارتكابه إلا ألد أعداء الإسلام».

 

وأكدت المملكة على «عزمها وتصميمها في المضي قدماً في محاربة هذا الفكر الضال وكافة التنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه»، وحثت «المجتمع الدولي على تكثيف جهوده في مكافحة الإرهاب».

 

من جانبه، وصف شيخ الازهر احمد الطيب قتل الكسابسة «بالعمل الارهابي الخسيس» داعيا الى «قتل وصلب وتقطيع ايدي وأرجل ارهابيي» التنظيم.

 

وقال في بيان «هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم… أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف».

 

ورأت صحف سورية عدة ان اعدام الكساسبة هو نتيجة دعم عمان للمجموعات المسلحة المقاتلة ضد النظام السوري.وكتبت صحيفة «الوطن»، القريبة من السلطات، ان الاردن يدفع ثمن تسهيل «تسلل آلاف السلفيين عبر الحدود للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة ضد الجيش العربي السوري».

 

ومن جهته وصف رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة اعدام الكساسبة بـ «الجريمة الوحشية».
ودعا المجتمع الدولي الى دعم الشعب السوري «لإنهاء معاناته» التي يتسبب بها كل من النظام وداعش .
واعتبرت كل من البحرين والكويت ان تلك الافعال تتنافى مع الاسلام و«كافة الاديان». ومن جهتها وصفت ايران اعدام الكساسبة بالعمل «غير الانساني وغير الاسلامي».

 

 

 

المستقبل :

 

 أكد لـ «المستقبل» أنّ حوار عين التينة يؤسّس «بنياناً لأمور أخرى».. وخطة البقاع «مبتوتة»
بري: «حزب الله» و«المستقبل» ملتزمان 100% بالـ1701

بدورها كتبت صحيفة المستقبل «صريحة وصادقة» كانت جولة الحوار الخامسة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» وفق ما أكد راعي الحوار وحاضنه في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري في حوار خصّ به «المستقبل» أمس، لافتاً الانتباه إلى أنّ «صفتيّ الصراحة والصدق يواكبان حوار الحزب والتيار منذ لحظاته الأولى حتى الآن»، وأردف: «الحمد لله أنّ النقاشات تقترن بالخطوات، وطبعاً نحن نطمح دائماً إلى ما هو أكثر وأهم لمصلحة البلد لكنني أعتقد أنّ ما يجري اليوم من خلال حوار عين التينة إنما يضع أساس بنيان للأمور الأخرى». وعما إذا كانت جلسة الحوار الأخيرة ناقشت قرار مجلس الأمن الدولي 1701، كشف بري أنّ «حزب الله» و«المستقبل» ملتزمان «100%» بهذا القرار قائلاً: الأخوة المتحاورون قاربوا وناقشوا أمس (الأول) القرار 1701 وجرى تأكيد التمسك به مئة في المئة بإجماع المتحاورين وليس من قبل طرف من دون آخر».

وفي معرض إشارته إلى كون «الخوف ليس من اعتداء لبنان على إسرائيل بل من اعتداء إسرائيل على لبنان وخرقها هي الـ1701»، أضاف رئيس المجلس: «يقولون إنهم يحترمون هذا القرار وإذ بطائراتهم تحلّق فوق الجنوب وبيروت. لذلك نحن نتوجّس شراً من إسرائيل لكن في المقابل لا خوف علينا إذا كنا موحدين مثلما ظهر من أجواء الإجماع التي سادت جولة الحوار الأخيرة»، مجدداً التأكيد على أنّ «المتحاورين أجمعوا على التمسك بالقرار 1701»، مع إشارته في هذا المجال إلى أنّه «في الأساس لا يُتخذ قرار على طاولة الحوار إلا بالإجماع وهذا ما كان عليه الحال بين المتحاورين إزاء الـ1701».

خطة البقاع «مبتوتة»

ولدى سؤاله عن الخطوات العملية لتنفيذ مقررات الحوار لا سيما في ما يتصل بالخطة الأمنية في البقاع، أجاب بري: «خطة البقاع مبتوتة ومحسومة، والأوامر أعطيت بذلك لكافة القوى العسكرية والأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام»، عازياً التأخير الذي حصل على مستوى التنفيذ إلى «الهجمات الإرهابية التي استهدفت الجيش في البقاع خلال الأسابيع الأخيرة ما أدى إلى بعض التأخير نظراً لكون المؤسسة العسكرية معنية بتأمين الجبهة الحدودية بغية التركيز على تنفيذ الخطة الأمنية التي تحتاج إلى تفريغ ما بين 2000 و3000 عسكري لإنجاز المهمة على مستوى الانتشار الجغرافي والوجود الميداني»، وجزم في هذا السياق بأنّ «الخطة الأمنية ستنفذ حتماً في البقاع» رغم التأخير القسري الذي حصل تحت وطأة انشغال الوحدات العسكرية بعمليات التصدي للهجمات الإرهابية عند الحدود الشرقية.

.. مع تعديل الآلية «ونصف»

مؤسساتياً، ورداً على سؤال عما إذا كان مع الطرح القائل بضرورة تعديل الآلية المتبعة راهناً في العمل الحكومي أجاب بري: «طبعاً «مع ونصف»، ودولة الرئيس تمام سلام يعرف رأيي بهذا الموضوع»، وأضاف موضحاً: «سبق أن قلتُ له في الماضي إنّ الدستور لا ينصّ على صيغة الآلية المتبعة حالياً لناحية موافقة كل الوزراء على قرارات الحكومة»، ولفت بري في سياق تأكيده ضرورة تفعيل آلية العمل الحكومي مع الإبقاء على ما تحتاجه من تواقيع في غياب رئيس الجمهورية إلى أنّ «القضايا التي تحتاج دستورياً إلى نصاب النصف + 1 تُقرّ بهذا النصاب وتلك التي تحتاج إلى الثلثين تُقرّ بالثلثين».

سلام يستكمل المشاورات

وأمس، طرح الرئيس سلام في مستهل جلسة مجلس الوزراء موضوع الآلية الحكومية متوجّهاً إلى أعضاء المجلس وفق ما نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» بالقول: «نقوم حالياً بحركة مشاورات بخصوص الآلية لكنها لا تزال في طور الاستكمال مع بعض مكوّنات الحكومة ومع فرقاء آخرين، لذلك أحتاج إلى مزيد من الوقت وإن شاء الله نطرح هذه المسألة الأسبوع المقبل على طاولة المجلس بعدما أكون قد استكملتُ مشاوراتي».

حينئذ، أشارت المصادر إلى أنّ الوزير بطرس حرب طلب الكلام فاعتبر أنّ «المشكلة ليست في الآلية الحالية بل في أجواء النكايات والرغبة في العرقلة المحيطة بها»، مشدداً على أنّ «هذه الأجواء هي التي تحتاج إلى الحل لكي تسير آلية عمل مجلس الوزراء، مع الإبقاء على أولوية مسألة انتخاب رئيس للجمهورية». كذلك أعرب وزير حزب «الكتائب» رمزي جريج عن رأيه بالمسألة قائلاً: «يجب أن نبحث في موضوع الآلية لكن في الوقت عينه يجب ألا يعتاد المواطنون عدم وجود رئيس جمهورية في البلد».

عائدات البلديات

وفي مجريات جلسة الأمس، أوضحت المصادر أنّ النقاش تمحور «على مدى 3 ساعات حول بند عائدات البلديات»، مشيرةً إلى أنّ اعتراض الوزير جبران باسيل على الاكتفاء بتوزيع مبلغ 570 مليوناً للبلديات ومطالبته في المقابل بإقرار صرف كامل المبلغ المستحق «مباشرةً من وزارة المالية إلى البلديات» أدى في نهاية المطاف إلى إرجاء البتّ في هذا البند.

وفي التفاصيل، كما روتها المصادر لـ«المستقبل» أنّ باسيل بادر حين طُرح الموضوع إلى القول: «علينا أنّ نقرّ تحويل كامل أموال العائدات إلى البلديات والبالغة أكثر من مليار خصوصاً وأنّ البلديات لم تستطع دفع رواتبها منذ 3 سنوات نظراً لعدم تقاضيها عائداتها»، ودعا في سياق إبداء اعتراضه على منح البلديات 10% من العائدات وتحويل 90% إلى الصندوق البلدي المستقل إلى «اعتماد آلية قانونية تتيح دفع كامل المستحقات مباشرةً إلى البلديات من دون المرور بالصندوق البلدي».

حيال ذلك، نقلت المصادر أنّ الوزير نبيل دو فريج أوضح أنّ الحاجة إلى تحويل أموال العائدات إلى الصندوق المستقل وليس مباشرةً إلى البلديات تعود لكون بعضها عليه ديون مستحقة لوزارة المالية وبالتالي يجب اقتطاعها من هذه الأموال ليظهر على قاعدة «ما لهم وما عليهم» المبلغ الواجب إحالته إلى البلديات بعد خصم هذه الديون. وأشارت المصادر الوزارية إلى أنّ وزير المالية علي حسن خليل والوزيرين محمد فنيش وبطرس حرب كانوا من مؤيدي وجهة النظر التي عبّر عنها دو فريج، بينما وزير الداخلية نهاد المشنوق وإن أكد أحقية هذا الرأي إلا أنه طالب في الوقت عينه بعدم اقتطاع أي أموال حالياً من أموال البلديات نظراً لحاجتها الماسة لكامل مبالغ عائداتها. وبنتيجة هذا الأخذ والرد تقرّر إرجاء بت الموضوع بطلب من وزراء «التيار الوطني الحر» حتى الأسبوع المقبل ريثما يصار إلى التوصل إلى صيغة توافقية.

«الحوض الرابع»

وعما دار في الجلسة لناحية ملف الحوض الرابع في مرفأ بيروت، أوضحت المصادر الوزارية أنّ رئيس الحكومة أبلغ الوزراء أنه بصدد معالجة هذا الملف من خلال مروحة المشاورات التي يجريها، مشيراً إلى أنه في حال لمس ضرورة لعرض المسألة على طاولة مجلس الوزراء فسيقوم بذلك لكي يصار إلى اتخاذ القرار المناسب.

وكان الوزير الياس بو صعب قد اجتمع مع رئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم على هامش انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية وتبلّغ منه وقف الأشغال المتصلة بردم الحوض الرابع في هذه المرحلة إفساحاً في المجال أمام رئيس الحكومة لمعالجة الموضوع.

 

البناء :

 

اليمن في ساعات حاسمة لبديل رئاسي… والإمارات تنسحب من «حرب داعش»

اما صحيفة البناء فكتبت الأمم المتحدة كما الولايات المتحدة، ومعهما وقبلهما السعودية، عيون وقلوب وعقول منشغلة وتشتغل على الملف اليمني، وهي عندما تنشغل بشأن وتشتغل عليه تصاب سائر الشؤون والملفات بالجمود، فيصير العالم كله، أو تصير المنطقة كلها على الأقلّ «يمن».

تصدر اليمن المشهد، رغم حرارة المشهد الأردني بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً على يد «داعش»، وتواصل حملة التضامن الدولية مع الأردن، وما شهدته عمان من مسيرات غضب، فيما شكل الموقف الأوروبي بإدانة تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق إرهابيين تصدّرهم اسم العراقية ساجدة الريشاوي التي حوكمت وأدينت بعمليات تخريب في الأردن، سبباً لسجال أردني ـ أوروبي فتح باب الحديث وسط النخب الأردنية عن المطالبة بسحب الاحتجاج الأوروبي كشرط لمواصلة التنسيق في الحرب على «داعش»، بينما كانت دولة الإمارات المتحدة قد حسمت أمر انسحابها من الحرب على «داعش» بعد تداعيات قضية الطيار الأردني الكساسبة.

تصدّر اليمن المشهد رغم السجال الذي تسبّبت به صحيفة «نيويورك تايمز» بين السعودية وروسيا، بما نشرته عن مفاوضات بين موسكو والرياض تضع ملف حرب أسعار النفط ومستقبل سورية ورئيسها، في كفتين متقابلتين، لتنتظر موسكو تنفيذ وعد سعودي بنفي الخبر لم يصدر خلال ساعات، فإذ بالرئاسة الروسية تدخل على الخط بقوة وبصورة لافتة، جعلت المراقبين يربطون بين هذا الردّ الناري المتعدّد الوسائل وبين الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، وفي حين أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أنّ المعلومات الورادة في «نيويورك تايمز» «ليست إلا افتراءات صحافية»، كتب أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي على حسابه في موقع «تويتر»: «لم تكن هناك أيّ مفاوضات حول تقليص السعوديين لإنتاج النفط مقابل تخلي موسكو عن دعم الأسد. هذا كذب».

قرأت الرئاسة الروسية وفقاً لمصدر روسي لـ«البناء» في المنشور في «نيويورك تايمز» تشويشاً على زيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة، وهي زيارة ستشهد الكثير من التشاور حول الشأن السوري، حيث تتطلع موسكو إلى مشاركة مصرية حثيثة في عملية تكوين مركز للمعارضة قادر على الشراكة في حلّ سياسي يتأسّس على شرعية الرئيس بشار الأسد ويهدف للفوز بالحرب على الإرهاب، وكانت موسكو تأمل بقبول سعودي بالدور المصري يفك إحراجها الناجم عن الفشل في الحرب على سورية وعجزها عن التفاوض، وتخشى أن يكون الكلام المنشور في «نيويورك تايمز» موقفاً سعودياً لمنع مصر من لعب دور مستقلّ في الحلّ السياسي لسورية، خصوصاً أنّ السعودية هي المسؤول الرئيسي عن حرب أسعار النفط التي تستهدف موسكو، وما نشر يبدو أقرب إلى عرض أميركي، تؤكد روسيا انه غير قابل للبحث، ولا ترغب أن تكون السعودية شريكاً فيه.

ستتمّ زيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة في موعدها الأسبوع المقبل، كما أكد المصدر لـ«البناء»، وعلى جدول الأعمال بنود ربما لا ترضي واشنطن، منها التعاون العسكري الواسع النطاق الذي بدأته موسكو بتجهيز الجيش المصري بأحدث ما في ترسانتها، خصوصاً شبكات الدفاع الجوي لصواريخ «أس أس 300» من الجيل المحدّث، وتعاون اقتصادي وسياسي، وخصوصاً تعاون أمني في الحرب على الإرهاب، حيث لا تتطابق الرؤى المصرية والأميركية، بصورة خاصة تجاه النظر إلى تنظيم «الإخوان المسلمين».

يبقى المشهد اليمني يتصدّر الأحداث خلال الفترة الفاصلة عن زيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة، حيث كان يُفترض أن تنتهي المهلة التي حدّدها المؤتمر الوطني اليمني الذي يقوده الحراك الثوري، والتيار الحوثي، للوصول إلى حلّ سياسي يملأ فراغاً دستورياً مع استقالة رئيس الجمهورية والحكومة، وحالة الفوضى التي تهدّد اليمن، والمهلة معطاة للقوى السياسية، التي تمثل أغلب مكوّنات المجتمع اليمني، ومع قرب انتهاء المهلة كان اللقاء يعقد جلسة مطوّلة انتهت بالإرجاء حتى جلسة ثانية صباح اليوم، مدّد معها التيار الحوثي مهلته، على أمل التوصل إلى حلّ سياسي جامع يشترك فيه الجميع او أغلبهم الضروري لضمان العبور السلمي باليمن نحو البديل الدستوري الموقت، الذي يفترض أن يضع مسودّة دستور جديد، ويحدّد مواعيد وأصول لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وفقاً لمصدر يمني مشارك في المحادثات، علمت «البناء» أنّ مجموعة خيارات جرت مناقشتها، من بينها قبول استقالة الرئيس منصور هادي من قبل البرلمان اليمني وتولي رئيسه يحي الراعي مهام الرئاسة، وهو ما جرى استبعاده، ومن بين الخيارات المستبعدة تكليف الهيئة الوطنية للانتخابات بمهام الرئاسة الموقتة، حيث يتقدم بقوة خيار تشكيل مجلس رئاسي أو حكومة موقتة لم تتبلور معالم كلّ منهما بعد، ويفترض لليوم أن يحدّدها، وفي حال الفشل، تقول مصادر قريبة من قيادة التيار الحوثي، إنّ تشكيلة المجلس الثوري الذي ستكلفه اللجان الثورية والمؤتمر الوطني بالإدارة الموقتة للبلاد، قيد البحث، من دون إقفال الباب أمام حلّ يتشارك فيه الجميع واحتمال تمديد المهلة وارد إذا تبيّنت النوايا الصادقة والجدية اللازمة في البحث عن الحلّ التشاركي، الذي تبقى له الأولوية، شرط عدم تحوّل البحث عنه إلى مماطلة وإضاعة للوقت تدفع اليمن إلى المزيد من الفوضى.

لبنان الذي يتلقى كلّ الإشارات الواردة من الخارج، يستشعر طول المدة اللازمة لدخوله بوابات الحلول والانفراجات، ليتقدم في الملفين الأمني والسياسي، همّ تأمين شبكة أمان للوقت الضائع ما قبل أوان الحلول.

عن هذا الهمّ تحدث مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم لـ«البناء» فقال: «في ملف العسكريين المخطوفين وكذلك خصوصاً في ملف مواجهة خطر الإرهاب، الأجهزة الأمنية تقوم بما يفوق طاقتها، وتقوم بما تمليه عليها واجباتها وتكليفها القانوني، لكن مهما حققت من إنجازات، وهي تحقق الكثير فعلاً، لكن بدون مظلة حماية سياسية تتآكل الإنجازات وتضيع وربما لا تصل لنتائجها النهائية».

أضاف اللواء إبراهيم لـ«البناء»: «المعالجات الأمنية تحتاج إلى المزيد من التحصين السياسي، والحوار والتقارب بين القوى السياسية هو المظلة التي لا إنجازات بدونها، وهذا ما يجعل الحوارات التي انطلقت ذات مكانة لا تطاول فقط تحقيق الانفراج السياسي، بل تشكل المظلة التي لا إنجازات أمنية بدونها».

لبنانياً، وكما في الأردن اشتعل الوسط السياسي غضباً لإقدام تنظيم «داعش» على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ليس فقط من المشاعر القومية والإنسانية التي تربط شعبي البلدين، بل لتشابه معاناتهما مع هذا التنظيم الإرهابي ومع زميلته «جبهة النصرة». لذا اتسعت المطالبة لبنانياً بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق الموقوفين الإرهابيين ليكونوا عبرة لغيرهم وليتوقف مسلسل قتل العسكريين المخطوفين من جهة ووقف الاعتداءات على الجيش والمدنيين العزّل من خلال العمليات الانتحارية التي ينفذها عناصره.

انتحاري شارد

وفي هذا الإطار، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» مساء أمس، أن معلومات توافرت عن نية المدعو محمود عبد الكريم حميد، اسم الأم نفيسة حميد، مواليد عرسال 1994، القيام بعملية انتحارية تستهدف تجمعات مدنية أو عسكرية. وعممت صورته راجع صفحة 4 . وبناء عليه، على كل من يعرفه أو يعلم مكان تواجده التبليغ فوراً لأي مركز أمني.

في الأثناء، تواصلت محاولات تسلل الجماعات المسلحة من جرود السلسلة الشرقية نحو مركز الجيش، وفي هذا الإطار قصف الجيش مواقع وتحركات المسلحين في المنطقة، فيما سجل سقوط صاروخ بين بلدتي الفاكهة واللبوة في البقاع الشمالي، مصدره المسلحين في جرود عرسال، ولم يسجل وقوع إصابات.

وتطرق مجلس الوزراء في جلسته أمس، إلى موضوع الإرهاب مديناً جريمة تفجير الأوتوبيس الذي كان ينقل زواراً لبنانيين إلى أماكن دينية في دمشق، وكذلك جريمة قتل الطيار الأردني وعبر الوزراء «عن ذهولهم من الحد الذي يمكن أن تصل إليه ممارسات الإرهابيين المتطرفين».

وأكد المجلس أن لبنان يخوض معركة ضد الإرهاب التكفيري، وأن الحكومة تؤمن التغطية السياسية الكاملة للجيش وسائر قوى الأمن للقيام بواجبها لمواجهة هذا الإرهاب والانتصار عليه.

ووسط هذه الأجواء، تحرك أهالي العسكريين المخطوفين مجدداً في اتجاه المسؤولين وزاروا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وسمعوا منه تطمينات تؤكد أن المفاوضات لتحرير العسكريين جدية ولم تتوقف كلياً، ما حملهم على وقف التصعيد الذي توعدوا به أول من أمس آملين بأنباء سارة قريباً.

ومن المقرر أن تبدأ اليوم في بيروت وطرابلس حملة نزع الشعارات والأعلام الحزبية الدينية والعلمانية في إطار إجراءات تخفيف الاحتقان في الشارع، وتنفيذاً لقرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في هذا الشأن.

جيرو يلتقي عون وحزب الله

سياسياً، تابع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو لليوم الثاني على التوالي، جولته على القادة والمسؤولين السياسيين للبحث في الاستحقاق الرئاسي. وشملت لقاءات جيرو أمس جهات مؤثرة في الاستحقاق من قوى 8 آذار، فضلاً عن لقائه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وبعده مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي. وظهراً زار المسؤول الفرنسي رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي أقام مأدبة غداء على شرفه.

ونقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه أنه أبلغ النواب خلال لقاء الأربعاء، أن جيرو يعرض نتائج زيارته إلى الفاتيكان والمملكة العربية السعودية وإيران، ونقل للمسؤولين أن هذه الدول أكدت أن انجاز الاستحقاق الرئاسي يوجب اتفاقا مسيحياً.

زاسبيكين: الرئيس مرتبط بأجواء المنطقة

من جهته، أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين لـ«البناء» أن موضوع رئاسة الجمهورية اللينانية سيكون نتيجة لتطور إقليمي معين له انعكاسات على المطبخ السياسي اللبناني.

وحدد السفير الروسي موقف موسكو الرسمي من انتخاب الرئيس وقال: « نقبل الخيار اللبناني الذي نعتقد أنه سيأخذ في الاعتبار كل المعطيات الداخلية والخارجية المتعلقة، والتحديات، والمشاكل في المنطقة، والنزاع في سورية، ومكافحة الإرهاب، وكيف يمكن أن يتصرف الرئيس في ظل هذه الأجواء، ليكون الشخص المناسب في التوقيت والمكان المناسب، فالرئيس يجب أن يكون الأقدر على معالجة هذه المواضيع سياسياً».

أما عن عملية شبعا فأشار زاسيبكين الى «أنها كانت جواباً ورداً على «إسرائيل» التي اعتدت على حزب الله في الجولان. وقال السفير الروسي عن خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عقب عملية شبعا «أنه كان متوازناً، وكان جواباً ورداً مناسبين على ما قامت به «إسرائيل» من هجوم، وهذا ما ظهر في الاتصالات من قبل «الاسرائيليين» عبر الـ»يونيفيل» وتأكيدهم الالتزام بالتهدئة وتجميد الوضع، مع تأكيده الموقف الرسمي الروسي بعدم التصعيد الذي يتطلب إجراءات معينة من الأطراف المعنية.

بري: لن يتأثر الحوار بالمواقف المسعورة

وعلى خط آخر، نقل النواب عن بري تأكيده أن «الحوار مستمر ولن يتأثر بأي تشويش أو مواقف مسعورة للعرقلة»، مجدداً القول إن «هناك إجماعاً داخلياً وخارجياً على سلوك هذا النهج ودعمه».

إلى ذلك، أكد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أن «الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله حقق الغاية الأساسية منه، وهي خلق نوع من الاسترخاء السياسي في الشارع، والناس قابلته براحة نفسية».

وأشار إلى أن «الخطة الأمنية التي انطلقت من طرابلس والتي من المفترض أن تعم كل لبنان من دون استثناء أتوقع أن تكون من الثمار القريبة والانجاز أهم من الكلام، وبقدر ما يشهد الناس إنجازات عملية بقدر ما يحقق الحوار غايته».

الردم متوقف في الحوض الرابع

على صعيد الحوض الرابع في مرفأ بيروت توقفت أعمال الردم فيه لليوم الثاني على التوالي، واعتبر عضو اللجنة المكلفة من بكركي متابعة هذا الملف الوزير السابق فادي عبّود «أنّ توقيف الردم يفتح المجال للأخذ والردّ والبحث في كلّ أمور المرفأ، واستمرار الردم سيكون سبباً لعودة الإضراب مرة جديدة».

وأشار عبّود إلى «أنّ إرجاء الإضراب في المرفأ أتى بناء على وعد رئيس الحكومة في شكل واضح، مراجعة الموضوع بنظرة مختلفة تأخذ في الاعتبار الرأي الآخر».

 

 

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.