الصحافة اليوم 9-2-2015: بري يؤيد اقتراح جنبلاط: للرئاسة بعدها الوطني

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 9-2-2015 الحديث عن الخطة الامنية التي سينفذها الجيش اللبناني والقوة الامنية في البقاع الشمالي كما تحدثت في ملف الانتخابات الرئاسية وموضوع تسليح الجيش اللبناني حيث وصل امس الى مرفأ بيروت حوالي ال78 مدفعا مع ذخيرتها في اطار المساعدات العسكرية الاميركية المقدمة الى الجيش اللبناني.

 

دوليا، تناولت الصحف الحديث عن مجريات الاحداث السياسية والعسكرية في كل من اليمن وسورية.

 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

 

السفير

 

 

بري يؤيد اقتراح جنبلاط: للرئاسة بعدها الوطني

 

ظريف لسلام: لا تسويات بلا طهران والرياض

 

بداية جولتنا مع صحيفة “السفير” التي كتبت تقول ” لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والستين بعد المئتين على التوالي.

 

يحتفل الموارنة اليوم بعيد مار مارون، وسط شغور مستمر في رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن القداس التقليدي للمناسبة سيفتقد للرئيس، كما يفتقده قصر بعبدا.

 

وفي انتظار «العاصفة الرئاسية» المؤجّلة، تملأ عواصف الطبيعة والأمن الفراغ السياسي والدستوري، فيما يطل رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري يوم السبت المقبل على جمهوره لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وفي جعبته أول تقييم لتجربة الحوار السياسي بين «حزب الله» و «المستقبل» التي شهدت خمس جلسات حتى الآن.

 

ويطل أيضا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في السادس عشر من هذا الشهر، في ذكرى الشهداء القادة المقاومين، ويقدم خطاباً على جاري عادته، يغلب عليه البعد الإقليمي، وخصوصا قضية الصراع مع إسرائيل ومجريات الأزمة السورية.

 

وفي انتظار موعد «قريب جداً» لخطة البقاع الأمنية التي سيشارك في تنفيذها ألف عسكري من الجيش و500 من قوى الأمن الداخلي ومثلهم من الأمن العام، ينتظر أن يشكل مرور سنة على ولادة حكومة الرئيس تمام سلام بعد أيام قليلة، مناسبة لتقييم ما أنجزته وما أخفقت في تحقيقه، فضلا عن إعادة النظر في قضية التصويت في مجلس الوزراء وهي «مسألة مخالفة لأبسط القواعد الدستورية وتجعل رئيس الحكومة برتبة وزير من ناحية الصلاحيات» حسب مرجع حكومي سابق.

 

في غضون ذلك، حظي الموقف الرسمي اللبناني بمقاطعة قمة مكافحة الإرهاب والتطرف المقرر عقدها في واشنطن في 18 و19 و20 شباط الحالي، بسبب دعوة إسرائيل للمشاركة فيها بتفهّم بعض الدول العربية وخصوصا العراق.

 

وكان لافتاً للانتباه، حسب مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في واشنطن أن الأميركيين بدأوا يعيدون النظر بقرار دعوة الإسرائيليين إلى القمة، خصوصا أن بعض العواصم الأوروبية استفسرت عن حقيقة الأمر في ضوء الاعتراض اللبناني الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل علنا من بروكسل.

 

وقالت المصادر لـ «السفير» إن البعثة العراقية في واشنطن تلقّت تعليمات من وزارة الخارجية العراقية بالتريّث في أمر المشاركة في ضوء الموقف اللبناني الثابت القاضي بمقاطعة الاجتماعات الدولية غير المندرجة في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها والتي تدعى إليها الحكومة الإسرائيلية وتشارك فيها «نظرا لكون إسرائيل كيانا عدواً» كما جاء في الرسالة اللبنانية الموجهة إلى وزارة الخارجية الأميركية.

 

وأشارت المصادر إلى أن الأمر الذي لم يعد خافيا على أحد أن إسرائيل تدعم بطريقة مباشرة وغير مباشرة مجموعات إرهابية مثل «جبهة النصرة» وهي تزودها بالسلاح والذخائر وتؤمن لها خطوط إمداد وتموين وإسعاف في منطقة القنيطرة.

 

 

سلام وظريف.. والرئاسة

 

 

من ناحية ثانية، كان الاستحقاق الرئاسي المعطّل محور المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأول، في مدينة ميونيخ الألمانية التي استضافت مؤتمر الأمن في دورته الحادية والخمسين.

 

وعلم أن سلام تمنى على ظريف أن تساعد إيران في إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، «كما ساعدتمونا في تشكيل الحكومة بعد 11 شهرا من الصعوبات والعقبات»، فكان رد ظريف بأنه سينقل هذه الرسالة إلى المسؤولين الإيرانيين، مكررا بان بلاده تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، وخصوصا المسيحيين، وهو الجواب الذي كان قد سمعه الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو في طهران، خلال اجتماعه بمساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في معظم زياراته إلى العاصمة الإيرانية.

 

ووفق المعلومات، تم التطرق أيضا في اللقاء بين سلام وظريف إلى الأوضاع الإقليمية، حيث أكد ظريف حرص طهران على علاقات طيبة مع السعودية، مشيرا إلى أن إيران بادرت أكثر من مرة نحو الرياض، «لكن لم نكن نُقابل بالايجابية ذاتها». وشدد على أن السعودية دولة أساسية في المنطقة، «وأي تسويات إقليمية لا يمكن أن تتم بمعزل عن طهران والرياض».

 

وجرى كذلك البحث خلال اجتماع سلام – ظريف في الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بعد التوتر الذي سُجل مؤخرا، فأبلغ وزير الخارجية الإيراني رئيس الحكومة أن طهران ليست مع التصعيد، «وحلفاؤنا لا يريدون التصعيد أيضا، ولذلك كان ردهم على اعتداء القنيطرة بعملية في مزارع شبعا، وأعتقد أن الأمر انتهى هنا».

 

وأشار ظريف إلى أن إيران اتخذت هذا الموقف، برغم أن خسارتها كبيرة باستشهاد ضابط برتبة جنرال هو محمد علي الله دادي.

 

وفي سياق متصل بالملف الرئاسي، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للرئيس سلام خلال لقائه به في ميونيخ أن باريس ماضية في مساعيها الهادفة إلى انجاز الاستحقاق الرئاسي وستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة للوصول إلى نتيجة ايجابية في هذا الخصوص، كما أبلغه أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل.

 

 

بري يؤيد اقتراح جنبلاط

 

 

أما في بيروت، فقد حاول النائب وليد جنبلاط أن يرمي حجرا في المياه الراكدة، إذ دعا إلى «التفكير بصيغ جديدة للخروج من الواقع الراهن للاستحقاق الرئاسي»، مقترحا «إعادة الاعتبار للبعد الوطني في هذا الاستحقاق بدل حصره عند المسيحيين فقط، لأن من شأن ذلك أن ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين يسهر على تطبيق الدستور وعمل المؤسسات». واعتبر أن «هذا يتطلب تعاون باقي الأطراف على قاعدة التشاور وليس الاستئثار بالقرار».

 

وقال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس، إنه يؤيد طرح جنبلاط لجهة إعطاء بُعد وطني للاستحقاق الرئاسي والتشديد على أهمية الشراكة الوطنية في انجازه. لكنه لفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أن الأفق الرئاسي لا يزال مسدودا، على الصعيدين الخارجي والمحلي، ولا معطيات جديدة في الاتجاهين.

 

واعتبر أن حملة إزالة الصور والشعارات الحزبية كانت ناجحة أكثر مما توقعنا، مشيرا إلى أن الخطة الأمنية للبقاع أصبحت جاهزة وتم البت بها في الحوار، وبالتالي فإن تحديد توقيت المباشرة في تنفيذها بات من شأن الجيش والقوى الأمنية.

 

وأوضح بري أن موعد الجلسة الجديدة للحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» لم يُحسم حتى الآن، مشيرا إلى أنها قد تعقد هذا الأسبوع أو بعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط.

 

وتعليقا على موقف جنبلاط، اعتبرت أوساط سياسية مسيحية مواكبة للحوار بين الرابية ومعراب أن كلام جنبلاط يعكس «نقْزته» من الحوار بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، لأنه اعتاد على انقسام المسيحيين، فلما شعر أن هناك إمكانية للتفاهم بينهم، أطلق موقفه الداعي، في جوهره، إلى تحجيم تأثيرهم في الاستحقاق الرئاسي، تحت شعار «البعد الوطني».

 

وقالت الأوساط لـ «السفير»: «على جنبلاط أن يبدأ بالاعتياد على فكرة أن المسيحيين يتجهون نحو استعادة دورهم كشريك أساسي في المعادلة الوطنية». وتساءلت: «لماذا يلاحق جنبلاط المواد الغذائية غير المطابقة للمواصفات، ويقبل بأن تكون رئاسة الجمهورية غير مطابقة»؟

 

هل هو البيان الرقم 2.. وهل يبدّل الأردن دوره في الجبهة الجنوبية؟

 

معركة لكسر الحزام الإسرائيلي في ريف القنيطرة

 

 

محمد بلوط

 

 

الأرجح أن البيان الرقم 2 للمقاومة والجيش السوري قيد الكتابة. فخلال الساعات الماضية، بدأ الجيش السوري و»حزب الله» ومتطوعون إيرانيون عملية عسكرية واسعة في الجبهة الجنوبية، قد تكون مقدمة الهجوم المضاد، الذي يعد له الجيش السوري منذ أشهر، لاختراق المناطق التي استولى عليها تحالف قوامه: إسرائيل وألوية من المعارضة السورية المسلحة، و»جبهة النصرة»، والمخابرات الأردنية.

 

ويدخل الهجوم المضاد، الذي يقوم به التحالف المثلث السوري ـــ اللبناني ـــ الإيراني، في ريف القنيطرة في عداد البيان الرقم 2. ومن دون ذلك لا تستقيم قراءة عملية اغتيال شهداء مزرعة الأمل من «حزب الله» وفيلق القدس، التي اقترفها العدو الإسرائيلي في سياق الحرب على الجبهة الجنوبية السورية، وتحصين مواقع حلفائه في ريف القنيطرة، من دون أن تغيب عنه حسابات الجبهة الجنوبية اللبنانية المباشرة، لكن من دون أن تغلب عليها.

 

والأرجح أن عملية شبعا مثلت ساحة ضرورية ومستعجلة لإعادة الردع إلى نصابه، لكن التحضير للرد الحقيقي كان قائماً على قدم وساق في ريف القنيطرة لاستعادتها، ومنع إسرائيل والمعارضة من التقدم نحو ريف دمشق الغربي، وتحقيق الاتصال مع جيوبها في خان الشيخ، وزاكية، والطيبة.

 

لكن الهجوم المضاد الذي تقوم به المقاومة، بأضلاعها المثلثة، هو ما حاولت إسرائيل تأخير وصوله، من خلال استهداف رتل الشهداء في ريف القنيطرة. وخلال الساعات الماضية تقدمت الفرقة التاسعة السورية من معقلها في الصنمين للالتفاف على مواقع «جبهة النصرة»، لقطع طرق الاتصال بين جنوب القنيطرة وغرب درعا. وبحسب مواقع المعارضة فقد نجح الهجوم السوري المضاد بانتزاع بلدات الهبارية، وتل مرعي، والطيحة، والدناحي، فيما تقوم الطائرات السورية بشن غارات مكثفة على تل الحارة، وبلدة الحارة.

 

ويبدو الهجوم السوري استباقياً أيضاً، إذ قالت معلومات إن المخابرات الأردنية قد أوعزت، قبل ثلاثة أيام، إلى «الفيلق الأول»، المؤلف من 37 لواء وكتيبة مسلحة تتبع إلى غرفة عمليات عمان، ويقوده العميد المنشق زياد الحريري، أن تتقدم نحو مثلث نامر ـــ قرفة ـــ خربة غزالة لقطع طريق درعا ـــ دمشق الإستراتيجي، ومحاصرة وحدات الجيش السوري في درعا، وعزل اللواء 12 المدفعي في أزرع شمال درعا. وشهدت المنطقة تحليقاً كثيفاً للطيران الإسرائيلي لمتابعة سير المعارك من دون أن تقوم بالتدخل حتى مساء أمس في العملية، التي سيحتاج إيقافها إلى أكثر من غارة جوية، أو قصف مدفعي.

 

وتقول مصادر في المعارضة إن الإسرائيليين استدعوا قادة المجموعات التي تعمل معهم إلى منطقة الرفيد، في منطقة فصل الاشتباك، لدراسة خطط الرد، وتنسيق العمليات الاستخبارية. وكانت عمليات المجموعات المسلحة، من «النصرة» وغيرها، قد سمحت بتدمير خط الإسناد الأول السوري، الممتد من وادي اليرموك جنوباً نحو سفوح جبل الشيخ غرباً، وصولا إلى القنيطرة. وهي كلها مواقع لا علاقة لها بأي خطوط قتالية تقليدية، وتقتصر، بفعل اتفاقية الفصل مع إسرائيل، على كتائب رصد واستطلاع، وتنصت.

 

وخلال ثلاثة أعوام من القتال، دمرت «النصرة» والمجموعات المسلحة الأخرى، بتغطية مدفعية إسرائيلية أحياناً، كما في الحميدية واللواء 90، مواقع وتلالاً لم يقو الإسرائيلي على تدميرها خلال حرب تشرين العام 1973، مثل تل الحارة الإستراتيجي والتلال الحمر الشرقي والغربي. وتوقفت تلك المجموعات عن التقدم، بخط الدفاع الأول للفيلق الأول للجيش السوري، وتجمعاته الكبرى في خان أرنبة ومدينة البعث. وفشل هجومان متتاليان، في الأشهر الماضية، في إحراز أي تقدم، نحو طريق القنيطرة ـــ دمشق.

 

وينبغي الربط أيضاً بين الهجوم المضاد وبين سماح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي للمتطوعين الإيرانيين بالقتال على الجبهات السورية، فيما يتعدى فيلق القدس، وهي إشارة مهمة إلى تحويل المجابهة جنوب سوريا، حرباً مفتوحة بين مثلث المقاومة، وإسرائيل وحلفائها، تستهدف كسر الأحزمة الأمنية التي أقامتها إسرائيل في منطقة فض الاشتباك في القنيطرة، وصولا إلى مشارف خان أرنبة، فيما نجحت المخابرات الأردنية باستتباع عدد من الفصائل التي تقوم بتسليحها عبر غرفة عمليات عمان، وإنشاء حزام امني تقول إن الهدف منه هو إبعاد خطر «النصرة» عن حدودها مع سوريا.

 

وكانت الجبهة الجنوبية قحت بقرار أميركي منذ عام، بعد فشل مفاوضات جنيف، والرهان على تطويع دمشق سياسياً، بتهديد خاصرتها جنوباً. ويبدو الخيار الإسرائيلي، الذي تم تأجيله وقتاً طويلاً، خياراً أخيراً، بعد أن أخفقت تركيا في انتزاع مناطق حظر طيران في الشمال، أو فرض مناطق آمنة حول حلب، أو انتزاع أي انتصار عسكري حاسم.

 

ومنذ أن فشل الهجوم الأخطر على العتيبة في غوطة دمشق الشرقية، برتل من 2500 مقاتل عبروا البادية من الأردن في تشرين الثاني العام 2013، لم تنجح غرفة عمليات عمان، البريطانية والأميركية والفرنسية والسعودية والأردنية، باستعادة زخم معارك غوطة دمشق. وهو هجوم لعب الإسرائيليون فيه الدور الأكبر، عبر التشويش على اتصالات الفرقة الرابعة السورية في المنطقة. ومنذ ذلك الحين تحولت عمليات المجموعات المسلحة في غوطة دمشق إلى الدفاع عن مواقعها، والحفاظ على ما تبقى بيدها من بلدات في الطوق الدمشقي، الذي انهار ببطء، ولكن من دون توقف.

 

ومنذ انسحاب اللواء 82 من محيط الشيخ مسكين، قبل أسبوعين، بدت طريق درعا ـــ دمشق في متناول الإسرائيلي و»النصرة» و»الفيلق الأول». وشهدت المنطقة، بموازاة تقدم المسلحين، عمليات إعادة دمج وهيكلة الألوية المسلحة، وما تبقى من فصائل «الجيش الحر»، كما شهدت فرزاً كبيراً، وبوادر حرب مقبلة بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»ـــ»داعش» و»جبهة النصرة» في المنطقة.

 

وخلال شهر أعادت غرفة عمليات عمان دمج 37 فصيلاً في «الفيلق الأول» تحت إمرة العقيد المنشق زياد الحريري، ليصبح اكبر تجمع مسلح في المنطقة يعمل في ريف القنيطرة وغرب درعا. وكانت أربعة «ألوية»، مؤلفة من «جيش اليرموك»، و»أسود السنة»، و»فلوجة حوران» و»18 آذار»، قد شكلت، برعاية المخابرات الأردنية، «صقور الجنوب» لتقاتل الجيش السوري حول درعا وشرقها، فيما بادرت بقايا «جبهة ثوار سوريا» وفصائل أخرى إلى تشكيل «الجيش الأول». وجاء «داعش» لتشكيل «جبهة الجهاد»، عبر «ألوية» يسود الاعتقاد أن أكثرها ليس أكثر من واجهة بايعت زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، مثل «لواء ذو النورين»، أو «البنيان المرصوص».

 

والحال أن مراجعة أردنية للموقف في جنوب سوريا، سيساعد على احتواء إسرائيل و»النصرة» فيها، وكسر الحزام الأمني في المنطقة. ويبدو الأردن الهاشمي ومخابراته عند مفترق طرق، مع الأردن السلفي «الجهادي» الذي يتدخل في سوريا، وقادته من أبا جليبيب الأردني، إلى «أميره الشرعي» سامي العريدي والآلاف من مقاتليه الأردنيين.

 

وتدعو جريمة قتل الطيار معاذ الكساسبة الأردن إلى الانسجام مع حربه على الإرهاب. فبعد أن تحولت «النصرة» إلى القوة الأولى المستفيدة من تقدم أي مجموعة مسلحة، وأضحت محتلاً ثانياً ورديفاً للاحتلال الإسرائيلي، سيكون صعباً على المخابرات الأردنية، التعايش مع إرهاب «النصرة» ونبذ قرينها «الداعشي»، والاستمرار في تغطية التدخل في سوريا بالحاجة إلى إقامة حزام امني، خرج عن نطاق السيطرة، وأصبح بيد إسرائيل و»النصرة».”

 

 

النهار

9 شباط بكرسي شاغر وجنبلاط “لتسوية”

 

2000 عسكري وأمني لخطة البقاع الشمالي

 

ومن جهتها، كتبت صحيفة “النهار” تقول “بدا المشهد الداخلي موزعاً أمس بين اللقاءات الكثيفة التي عقدها رئيس الوزراء تمام سلام في ميونيخ والتي اتخذ عدد منها طابعاً مهماً لجهة بلورة الاهتمام الدولي بالواقع اللبناني وتسلم الجيش شحنة اسلحة اضافية كبيرة ونوعية من الولايات المتحدة بما اعاد تقدم أولوية المواجهة التي يخوضها لبنان مع الارهاب الى الصدارة. لكن ذلك لم يحجب التحركات والمواقف المتصلة بازمة الفراغ الرئاسي والتي تتخذ اليوم صداها الاوسع مع الخلل الذي سيشهده القداس الاحتفالي بعيد القديس مارون في بيروت وسط استمرار شغور منصب رئيس الجمهورية منذ أكثر من ثمانية اشهر.

 

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” أن القداس السنوي اليوم بعيد مار مارون سيشهد في مقدم الحضور وجود كرسي لرئيس الجمهورية الذي لم ينتخب وكرسي لرئيس مجلس النواب وثالث لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي سيشارك مع عدد من الوزراء، إضافة الى حشد نيابي وسياسي وديبلوماسي وديني واجتماعي. وقالت المصادر ان المعطيات التي رافقت محادثات الرئيس سلام في ميونيخ تشير الى انها ركزت على ان دعم لبنان يترجم، اذا ما كان فعليا، بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما أن الاستحقاق الرئاسي فعل لبناني لكنه يواجه بعرقلة خارجية. وأوضحت أن هذه المحادثات نجحت في تحقيق أربعة أهداف: ضمان استقرار لبنان، ودعم لبنان في مواجهة الارهاب، وزيادة المساعدات لاستيعاب الاعباء التي يتحمّلها لبنان بفعل اللجوء السوري، وأخيرا تسليح الجيش. وقد تبلغ الرئيس سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي جرى التعاقد عليها بموجب الهبة السعودية البالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل.

 

وكان الجيش تسلم أمس شحنة كبيرة من الاسلحة هبة جديدة من الولايات المتحدة شملت 72 مدفعاً من نوع 198 هاوتزر (من عيار 155 ملم) و151 مستوعباً من الذخائر التي تقدر باكثر من 25 مليون قذيفة وآليات عسكرية اخرى وتفوق قيمة هذه المساعدة 25 مليون دولار. وقالت مصادر متابعة للمساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني إن شحنة الاسلحة التي تسلمها الجيش أمس هي في إطار مساعدات مماثلة تصل أسبوعيا الى لبنان منذ مدة، لكن الفارق هذه المرة هو تسليط الاضواء عليها ومواكبتها بحضور السفير الاميركي ديفيد هيل والمواقف التي عبّر عنها مما يوحي أن الادارة الاميركية تريد أن تبرز وقوفها الى جانب لبنان في مواجهة الارهاب.

 

 

البقاع وطرابلس

 

في غضون ذلك، علمت “النهار” ان الخطة الامنية في البقاع الشمالي لا تزال في إطار موعد قريب جداً ولن تكون اليوم كما لن تكون الاربعاء، وستتولى تنفيذها قوة من الفيّ رجل نصفهم من الجيش والنصف الاخر تتقاسمه قوى الامن والامن العام.

 

وفي ما يتعلق بطرابلس حيث اثيرت ضجة حول نزع علم وشعار دينيين، قالت مصادر وزارية لـ”النهار” ان ما أثير امس مفتعل من أوله الى آخره ويقف وراءه من يلتحف بعباءة الدين بحثاً عن شعبوية رخيصة. وأضافت أن الحديث عن إنزال علم أو رفع علم وهذا العلم بالذات قد تم تحته ذبح العسكريين اللبنانيين. ولفتت الى “ان على الذين يدّعون حماية ساحة أن يتذكّروا أن اسم الله جلّ جلاله أكبر بكثير من ساحة على مدخل طرابلس، فطرابلس هي قلعة الوطنية والاعتدال وقلعة كل اللبنانيين لا قلعة المسلمين وحدهم، كما أن كل لبنان قلعة للمسيحيين والمسلمين بوطنية أهله وليس بشعارات دينية تستعمل في البازار الانتخابي والشعبوي”.

 

 

“التيار” و”القوات”

 

وفي السياق الرئاسي، أبلغ متابعون لمسار المحادثات بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، “النهار” أن ثمة رهاناً يتردد في بعض المجالس السياسية ووسائل الإعلام على التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية قبل حلول موعدي الانتخابات الإسرائيلية وإعلان الاتفاق الأميركي- الإيراني على الملف النووي- أو عدم الاتفاق عليه في 16 و17 آذار المقبل، ملاحظين مؤشرات لتعويل “التيار الوطني الحر” على موقف من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بعد عودته من الخارج يتيح انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً تحت عنوان “لبنانية القرار”، باعتبار ان التطورين المذكورين سيمهدان ربما لفرض رئيس على اللبنانيين من الخارج.

 

لكن هؤلاء أكدوا أن الاتفاق الوحيد الممكن في الموضوع الرئاسي خلال الفترة المشار إليها يكون بتبني عون اقتراح جعجع في حزيران الماضي الاتفاق على مرشح ثالث ينسحبان له ويدعمانه، وإلا فما على المستعجلين سوى انتظار نتائج المحادثات الجارية بين الطرفين وفق جدول أعمال واضح ومحدد.

 

 

جنبلاط

 

وبرز أمس موقف لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط اتخذ تفسيرات مختلفة اذ دعا من خلاله الى “اعادة الاعتبار الى البعد الوطني في الاستحقاق الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين فقط لأن من شأن ذلك ان ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين”. واذ لاحظ أن “وقتاً طويلا مر من دون بلورة اي تفاهمات جدية حول شخص الرئيس الجديد”، شدد على ضرورة ” اقرار جميع الاطراف بانه لا مفر من التسوية الرئاسية وعدم انتظار تبلور التفاهمات الخارجية”.

 

وفي اتصال لـ”النهار” بالنائب جنبلاط الموجود في زيارة خاصة خارج البلاد، أوضح موقفه قائلاً ان انتخاب الرئيس ليس مسؤولية مسيحية فقط بل مسؤولية كل مكونات البلد ولا يجوز الاستمرار في اهمال هذا الاستحقاق كل هذا الوقت”. وردا على سؤال عما اذا كان كلامه موجهاً الى عون وجعجع، قال: “أبداً، لا”.

 

وأثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء على كلام جنبلاط مؤكداً انه يوافقه عليه تماماً لانه لا يعني استبعاد المسيحيين وانما مشاركة كل مكونات الوطن. ورجح بري عدم انعقاد الجولة السادسة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله ” هذا الاسبوع نظراً الى الانشغال بالذكرى العاشرة لـ14 شباط. وفي موضوع الخطة الامنية للبقاع الشمالي، قال انها باتت محسومة وان قرار البدء بتنفيذها يعود الى الاجهزة الامنية.

 

اليمن: مفاوضات الأمر الواقع اليوم

 

التعاون الخليجي لإجراءات تحمي مصالحه

 

 

أبوبكر عبدالله

 

 

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وموفده الى اليمن جمال بن عمر نجاح مشاورات قادها طوال يومين في انتزاع موافقة الأفرقاء السياسيين بمن فيهم زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي على العودة إلى مفاوضات الحل التوافقي المستند الى وثائق التسوية التي وقعها جميع الأطراف سعياً الى الخروج من أزمة الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون وقوبل برفض أكثر القوى السياسية الموقعة لوثائق التسوية.

 

وقال بن عمر في بيان إن تواصله مع الأطراف السياسيين والحوثي أفضى إلى موافقتهم على معاودة المشاورات للتوصل الى حل سياسي يخرج اليمن من الأزمة الحالية.

 

ورحب “بهذا التوجه الايجابي “، مشيرا إلى أن جلسات المفاوضات ستعاود اليوم. وشدد على ضرورة اضطلاع القوى السياسية” بالمسؤولية والتزام روح التوافق، لتجاوز حال الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد، وبما يضمن استكمال عملية التحول الديموقراطي السلمي التي بدأها اليمنيون في 2011. وحض الاطراف على تحمل مسؤولياته، والتزام الحوار سبيلاً وحيداً لايجاد حل سلمي متوافق عليه بينهم.

 

وأوضحت مصادر سياسية ان الأطراف السياسيين توافقوا من حيث المبدأ على إجراء مشاورات في إطار “تسوية الأمر الواقع” والتي تقضي بالمضي في الخطوات التي باشرها الحوثيون وكانت موضع توافق سياسي ولا سيما منها ما يتعلق بتشكيل المجلس الوطني والمجلس الرئاسي الانتقالي للخروج من أزمة فراغ السلطة.

 

وتحدثت المصادر عن تفاهمات أولية على تكليف المبعوث الأممي اعادة صوغ الخطوات الاخرى التي باشرها الحوثيون خارج دائرة التوافق وفقا لمرجعيات التسوية المتوافق عليها في مقررات الحوار الوطني واتفاق السلم والشركة الوطنية، غير أنها أقرت بأن هذه الصيغة لا تزال موضع خلاف.

 

وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من مباشرة الحوثيين اجراءات لإعادة تأليف الهيئات العاملة في القصر الجمهوري باقالة مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق أحمد عوض بن مبارك وتعيين محمود الجنيد القريب من جماعة الحوثيين خلفا له، فضلاً عن تأليف لجنة تحضيرية لتولي مهمات تأليف المجلس الوطني الانتقالي برئاسة النائب يحيى الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي.

 

وشرع مسؤولون في جماعة الحوثيين في عقد لقاءات مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض الدول العربية، في خطوة قال قادة في جماعة “انصار الله” إنها استهدفت حشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لدفع العملية السياسية وتوجيه رسائل إلى العواصم الخارجية تؤكد الحرص على استقرار اليمن وتحذر من تأثيرات قد تطاول المنطقة والعالم في حال التدخل الخارجي المناهض لجهود الخروج من أزمة فراغ السلطة.

 

نذر تفكك

 

وحيال التداعيات السياسية في العاصمة، أعلنت اللجنة الأمنية العليا في محافظة مأرب عزمها على “اتخاذ كل التدابير والإجراءات الامنية التي من شأنها حفظ أمن واستقرار المحافظة بعيداً من هيمنة الانقلابيين في صنعاء”، مشيرة إلى أن ما حدث كان “انقلاباً واضحا على الجمهورية والوحدة اليمنية، وعلى شرعية الرئيس (عبد ربه منصور) هادي ورئيس حكومته خالد بحاح” ، فيما أعلن اجتماع ضم قادة محليين ووجهاء قبائل عن “تدشين الحكم الذاتي لاقليم سبأ”.

 

كذلك أعلنت السلطة المحلية واللجنة الأمنية في محافظة حضرموت في بيان رفضها “الإعلان الدستوري للحوثيين الذي لم يصدر عن إجماع وطني أو مؤسسات دستورية شرعية”.

 

مجلس التعاون

 

وفي الرياض ، جاء في بيان لمجلس التعاون الخليجي أن “هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال، ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني، ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر”.

 

وأكدت دول مجلس التعاون أن “ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يعد تهديداً لأمنها ولأمن المنطقة واستقراراها ومصالح شعوبها وتهديداً للأمن والسلم الدولي، وسوف تتخذ دول المجلس كل الاجراءات الضرورية لحماية مصالحها”. كما حذرت من ان “انقلاب الحوثيين لن يقود إلا إلى مزيد من العنف والصراع الدامي في هذا البلد الشقيق”، وناشدت “المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لإدانة هذا الانقلاب وشجبه وعدم الاعتراف بتبعاته”.

 

وفي القاهرة، أعرب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن “رفضه انقلاب” الحوثيين على “الشرعية الدستورية في اليمن”، محذراً من تزايد أعمال العنف في هذا البلد.”

 

 

الاخبار

 

رايات طرابلس تظهّر خلافات المستقبل

 

وبدورها، كتبت صحيفة “الاخبار” تقول “كاد اعتراض النائب خالد ضاهر وعدد من مشايخ مدينة طرابلس، على خطوة نزع الرايات ضمن الخطة الأمنية، أن يثير أزمة بين تيار المستقبل وحلفائه المسيحيين، فيما رأت مصادر سياسية أنه تصويب على وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومن خلفه على الحوار مع حزب الله.

 

كادت محاولة قوى الأمن الداخلي إزالة «رايات التوحيد» من ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس ليل السبت ــــ الأحد، أن تثير أزمة في المدينة، بعد اعتراض عددٍ من المشايخ، بالإضافة إلى النائب خالد ضاهر. لكن الاعتراض على إزالة رايتين إسلاميتين مرفوعتين بجانب نصب لفظ الجلالة (الله) في الساحة التي تغيّر اسمها خلال الحرب إلى «ساحة النور»، يأخذ معنىً سياسياً أبعد من المدينة نفسها، وبعداً «داخلياً» في جسم تيّار المستقبل.

 

تحرّك قوى الأمن الذي يندرج ضمن إطار الخطّة الأمنية بإزالة الشعارات السياسية والحزبية من المناطق، لقي إجماعاً على رفضه من قوى سياسية متباعدة في طرابلس. إذ يبدأ الرفض من «حركة التوحيد الإسلامي» التي نزل رئيسها الشيخ بلال شعبان على الأرض وتطوّع شقيقه صهيب لإعادة رفع إحدى الرايات بعد إزالتها، مروراً بمشايخ آخرين كالشيخ رأفت ميقاتي وصلاح ميقاتي، ومسؤول العلاقات الإسلامية في «تيار العزم» عبد الرزاق قرحاني، والجماعة الإسلامية ومشايخ سلفيين، وصولاً إلى ضاهر.

 

وعلى ما تقول مصادر في تيار المستقبل، فإن «لدى ضاهر أجندة خارجية من التحرك في طرابلس، منفصلة عن حسابات الآخرين الذين استثمروا موضوع الرايات كلٌ لمآربه، بالإضافة إلى التصويب على وزير الداخلية نهاد المشنوق وإحراجه، للتعمية على الإنجاز الذي تمّ تحقيقه في سجن رومية».

 

وبحسب أكثر من مصدر، جرى الترويج في المدينة بأن قوى الأمن تنوي إزالة نصب «الله»، وليس الرايات فقط، بهدف التحريض على الخطة الأمنية». وتذهب مصادر سياسية متابعة بعيداً في اعتبار الأمر «تضييقاً على المشنوق» عبر إبراز موضوع الرايتين، بدل إبراز ما قامت به قوى الأمن الداخلي في جبل محسن الذي نزعت منه صور (الرئيس السوري بشار) الأسد والأعلام السورية، وهو نسّق مسألة الرايات في طرابلس مع دار الإفتاء».

 

وتضيف المصادر إن «ربط نزع الرايات بنزع صور وزير العدل أشرف ريفي هدفه التعميم بأن هناك خلافاً بين ريفي والمشنوق، علماً بأن جزءاً كبيراً من صور ريفي نُزع من المدينة بعلمه وموافقته». وتربط المصادر بين ما حدث في طرابلس وما يحدث في الآونة الأخيرة من تباينات في بعض المواقف داخل فريق تيار المستقبل، وبين جلسات الحوار التي تُعقد مع حزب الله، إذ بات جليّاً أن هناك فريقاً داخل المستقبل، يدور في فلك الرئيس فؤاد السنيورة، متضرراً من الحوار، أو على الأقل يصوّب عليه ويوحي بأنه «تماهٍ» مع حزب الله، في محاولة لإحراج الفريق الذي يحاور، وعلى رأسه المشنوق والنائب سمير الجسر. وتقول المصادر: «لأنهم لا يحاورون يهاجمون الحوار، ولو كانوا هم الذين يحاورون لكان الحوار عظيماً»، علماً بأن الحوار هو توجّه الرئيس سعد الحريري، ويرأس الوفد إلى حوار عين التينة مدير مكتبه نادر الحريري.

 

غير أن كلام ضاهر خلال التجمّع في «ساحة النور»، أثار انزعاجاً كبيراً داخل كتلة المستقبل نفسها. ورفع الضاهر سقف الكلام في الدفاع عن الرايتين، مشيراً إلى أنه «إذا كانوا يريدون إزالتها، فليبدأوا بتمثال يسوع الملك وصور القديسين، الذين يفتحون أيديهم في جونية»، ما أغضب عدداً من النواب المسيحيين داخل الكتلة. مصادر في الكتلة قالت لـ«الأخبار» إن «نواب المستقبل المسيحيين اعتبروا أن كلام ضاهر لا يخدم سوى حزب الله، الذي يحرص دائماً على إظهار احترامه للمقدسات المسيحية مراعاةً لحلفائه». وأشارت المصادر إلى أن «كلام ضاهر أزعج حلفاء المستقبل، ما استدعى إجراء اتصالات مع مرجعيات روحية سنية ومرجعيات سياسية داخل تيار المستقبل، أكدت أن كلامه يعيد إحياء لغة طائفية، ويفتح باباً للاشتباك المسيحي ـــ السني، ولا يجوز المرور عليه مرور الكرام، ولا بد من وضع حد له». كما أن النائب العكاري لم يوفّر وزير الداخلية، وصوّب عليه في لغة أشبه بالتهديد، قائلاً: «إذا كان وزير الداخلية له علاقة بإزالة راية الإسلام، فسيكون لنا موقف كبير جداً»، علماً بأن ضاهر اتصل أمس بالمشنوق واستفسر عن موضوع إزالة نصب «الله» وأبلغه الأخير أنه «غير صحيح» ، ثم دعا ضاهر المشنوق إلى العشاء.

 

وشهد ليل السبت أخذاً وردّاً بين المحتجين وآمر سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، الذي أوضح للمحتجين أنه ينفذ أوامر المشنوق، وأن دار الفتوى أعطته ضوءاً أخضر لإزالة الرايتين.

 

 

الحوار «ماشي»

 

من جهة ثانية، على الرغم من عدم تحديد موعد جديد لجلسة الحوار السادسة بين حزب الله وتيار المستقبل، كما جرت العادة، أكدت مصادر الطرفين أن الحوار مستمر. وقالت مصادر في المستقبل إن «الحوار ماشي ومنتج ومفيد». وأكدت مصادر متابعة أنه سيتمّ اليوم الاتصال بنادر الحريري لتحديد الموعد الجديد، و«الأمر لم يحسم سابقاً لأنه خارج البلد». وعلمت «الأخبار» أن عدداً من أعضاء فريق الرئيس الحريري سينتقلون إلى الرياض قريباً، لمناقشة الخطاب الذي من المقرّر أن يلقيه في احتفال ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد أيام.

 

 

بحث رئاسة الجمهورية في ميونيخ

 

بدوره، عقد رئيس الحكومة تمام سلام سلسلة لقاءات في ميونيخ على هامش «مؤتمر ميونيخ للأمن» في دورته الـ 51، أهمها مع وزراء خارجية روسيا وإيران وفرنسا. وتمنى سلام على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن « تساهم إيران في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية مثلما دعمت تأليف الحكومة»، فيما أكد ظريف أن «إيران حريصة على رؤية رئيس جمهورية جديد في لبنان، وهي مستعدة لدعم أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون وخصوصاً المسيحيين». وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لسلام «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يكون ممثلاً حقيقياً للشعب وقادراً على القيام بالدور المطلوب».

 

من جهته، أكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لسلام «أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية، التي تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل».

 

وأكد فابيوس أن «باريس ماضية في مساعيها وستواصل اتصالاتها مع كل الأطراف الفاعلة للوصول إلى نتيجة إيجابية في هذا الخصوص (رئاسة الجمهورية)»، وأنها «ستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه».”

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.