الغضبة السعودية

jaafar-sleem-saudi-angry

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
تعيش المملكة السعودية هذه الايام حالة تشبه حالات التمرد بوجه الراعي الأميركي، في محاولة لعرقلة أو تعطيل أو تأجيل مشروع الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية، وتؤازرها فرنسا التي تريد تحقيق مكاسب تجارية ترفع قليلاً من رصيد الرئيس فرنسوا هولاند المتدنية، إضافة إلى الانتقام من قضية التجسس الأميركي على فرنسا من العام 2006 .
في العام الماضي عرضت الصفقات التجارية على روسيا بمئات الملايين وعشرات المليارات مقابل عدم استخدام روسيا الفيتو في الأمم المتحدة وتمرير قرارات تنال من سوريا دولةً وشعباً. ومؤخراً تطورت الأحداث، لتضع العقوبات المفروضة على روسيا بعضاً من الحدود للهجمة السعودية عليها، بالرغم من الزيارات التي قام بها الأمبر بندر بن سلطان ووزير الخارجية السابق سعود الفيصل، مستخدمَين سياسة الإغراءات التجارية.
وبالأمس وقعت فرنسا والسعودية عشر اتفاقيات تجارية تتناول القطاعات العسكرية والنووية والاقتصادية. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “إن بلاده حريصة على الحصول على أفضل التقنيات الحديثة، وستوقع عشر اتفاقيات مع فرنسا بينها بناء مفاعلين نوويين” مع الإشارة إلى أن قيمة الصفقات تتجاوز 12 مليار دولار .
كنا نتمنى لو كانت هذه الغضبة السعودية منذ العام 1958، عند بناء المفاعل النووي الصهيوني في صحراء النقب الفلسطينية لأهداف عسكرية، ما أدى إلى امتلاك الكيان الغاصب أكثر من 300 رأس نووي، يهدد بها العالم العربي والإسلامي بنظر البعض، والسعودية ليست من هذا البعض.
اليوم، ومع اقتراب توقيع إيران الاتفاق النووي لأهداف سلمية مع الغرب، نجد الغضبة السعودية بكامل طاقتها الدبلوماسية والسياسية والأمنية والعسكرية، بدءاً من سوريا قبل أربع سنوات، وصولاً إلى الحرب على اليمن، لاستلحاق ما فات من أوراق القوة بنظرهم، لعلها تنفع في لحظة انطلاق إشارات التسويات المحلية والإقليمية والعالمية.
في الختام نرى أنه من المناسب أن يتوجه الشعب السعودي بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نفضت الصدأ عن عقول المتنفذين، فذهبوا للبحث عن أفضل التقنيات العسكرية والنووية في فرنسا، ربما تكون عامل قوة في سبيل التقدم والازدهار الذي نتمناه للشعب السعودي الشقيق.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.