المُسيرة “حسان” والامبراطورية الإسرائيلية/ عويل الميركافا وعوائلها ما يزال يتردد صداه في وادي الحجير

وكالة مهر للأنباء –

الدكتور حسان الزين:

أتت كلمة السيد حسن نصرالله تأكيدا لما تداوله الاعلام العبري والعالمي منذ فترة حول امكانية المقاومة اللبنانية الجوية وخاصة المسيرات منها وتملكها لترسانة حربية من الطائرات وقدرة في الاجواء والسيطرة مشيرا الى ان الصناعة هي محلية خالصة لبنانية مختوم عليها. صنع في لبنان ولماذا يكن عليها العلم اللبناني ؟!، لم تمضي ايام الا واتبع السيد نصر الله القول بالفعل فدخلت الطائرة المسيرة “حسان” الى الاجواء الفلسطينية محلقة في الاجواء لمدة اربعين دقيقة.

لقد تراجع عمل طيران العدو في السنوات الماضية وفاعلية هذا الطيران العدواني الاسرائلي وحدّ من نشاطه الفعال في الاجواء اللبنانية والسورية رغم الضربات المتكررة الا أن المساحة المسموح التحرك بها تقلصت والاهداف اقتصرت على الماديات في اغلب الاحيان وخاصة يتجنب الاسرائلي التعرض للمقاومة ورجالها، ومن المعلوم بأن حرب 2006 الذي هزم فيها العدو كان الكيان العبري متفوقاً بالطيران والمجال الجوي رغم هزيمته ميدانياً وصاروخياً، فمجزرة الميركافا وعوائلها ما يزال يتردد صداه في وادي الحجير حتى الآن.

الخطوة التي اقدم عليها حزب الله تُعتبر بداية تغيير في الاستراتيجيات او ما يمكن تسميتها استراتيجيات طارئة على قواعد ثابتة ومطردة نحو الاعلى من اجل اهداف كبرى، فدخول المسيرات الى الاجواء المحتلة هو ليس وليد البارحة، مما لا شك فيه حسب تسلل المنطق السليم بأن هذه المسيرات تجول وتكذدر في سماء فلسطين منذ سنوات. فهل بنفس الكثافة وبنفس العدد وكل يوم او كل ساعة او كل لحظة وهل ستكمل تحليقها، هذا ما لا احد يعلمه.

يذكر الاسرائلي دائماً بأن طائراته تقوم باعمال استطلاعية، فلم يشهد لبنان منذ سنوات اي اعتداء بالطائرات ملفتة وضخمة، اذا استثنينا الهجمات على الاراضي السورية. والجدير ذكره بأن رادارات العدو لم تستطع اكتشاف المسيرة ولفترة ٤٠ دقيقة ولمسافة 75 كلم، وكذلك القبة الحديدية اظهرت عجزها فهذا يعني بكل ما للكلمة من معنى لقد تفوقت المقاومة جويا وحسمت المعركة لصالحها، وهذه نقطة جوهرية. فهل تغير العقل الاستراتيجي من استراتيجية ردع الى هجوم ؟ أم تبقى الامور ضبابية لتنجلي الكثير من الغبرة لما يُحضره السيد حسن نصر الله ؟.

فلابد من طرح اسئلة ولو بديهية …؟!، هل يمتلك حزب الله طيراناً حربياً أو طائرات هليكوبتر وطوافات يمكن ان تقف بوجه الاسطول الاسرائيلي الجوي …!؟. وهل الطيارين في حزب الله استفادوا من الحرب السورية واين تلقوا تدريباتهم على قيادات الطيران الحربي…؟.

المُسيرة “حسان” والامبراطورية الاسرائيلية/ عويل الميركافا وعوائلها ما يزال يتردد صداه في وادي الحجير

لقد أثبت العقل المقاوم بأن الارادة الثابتة والعقل الواعي والشجاعة الباسلة والروح العالية تستطيع ان تهزم اعتى امبراطورية في التاريخ (على حد تعبيرهم) الا وهي الامبراطورية الاسرائيلية، فقد اثبت التاريخ والواقع في الشرق الاوسط بأن اسرائيل الى زوال، فكيف لعاقل ان يتخلى عن قوة لبنانية مقاومة تحمي الوطن من الامبراطوريات والغزاة …؟.

فطائرة حسانية واحدة خربطت حسابات العقل الاسرائيلي؛ فبأي قوة اصبح العدو متفوقاً ؟، هذا السؤال سيجوب عقول القادة الصهانية وسيتجول بين مستعمرات العدو، واصبح العقل الصهيوني يقول: “لقد هَزَمَنَا اللبنانيون شر هزيمة”، فما لنا من قوة ولا ناصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.