بايدن مشكلة سياسية لحزبه

صحيفة الوطن السورية-

دينا دخل الله:

في بداية ولايته الرئاسية ظن عدد كبير من المتفائلين أن الرئيس الحالي جو بايدن هو فرانكلين روزفلت الجديد صاحب سياسة «نيو ديل» التي أخرجت الولايات المتحدة من الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، والبعض الآخر رآه ليندون جونسون الذي كان صاحب قانون الحقوق المدنية التي أعطت الأميركيين من أصل إفريقي حقوقهم المدنية، أما الآن فيعتقد المتفائلون أن بايدن قد ينجح في لعبة الرئاسة، لكنه قد يفشل أيضاً، إنه تفاوت كبير في الآراء في غضون عامين فقط، فما مشكلة جو بايدن؟

يرى كثيرون أن بايدن أصبح يشكل عبئاً كبيراً على حزبه الديمقراطي الذي قد لا يجدد ترشيحه لفترة رئاسية ثانية ما قد يشكل سابقة لم تحدث منذ أكثر من ٦٠ عاماً، ويبدو هذا العبء واضحاً في عدة مفاصل أهمها:

أولًا: تقييم بايدن متذبذب جداً في استطلاعات الرأي، فعادة يحتاج الرئيس الأميركي إلى موافقة تزيد على 50 بالمئة ليضمن تفوق حزبه في الانتخابات النصفية للكونغرس، لكن استطلاع «ABCNews» و«واشنطن بوست» الأخير كانت نسبة الموافقة فيه أقل من 40 بالمئة، كما تشير سلسلة من الاستطلاعات الأخيرة إلى أن النسبة لن تتجاوز40 أو 41 بالمئة، ويرى المراقبون أن خسارة بايدن سببها الاقتصاد الذي يشكل أولوية للأميركيين، وهذا يؤكد أن الناس يثقون أكثر بالجمهوريين في الأمور المتعلقة بالاقتصاد، بالمقابل حصل بايدن في استطلاع «بوليتيكو» و«مورنينغ كونسلت» على موافقة أكثر من 61 بالمئة تقديراً لتعامله مع الاقتصاد.

ثانياً: قد يكون بايدن اكتسب القليل من الدعم على خطته حول تخفيض التضخم، لكن عدم التغير في حالة التضخم لم تأت في مصلحته، إذ يرى المراقبون أنه ربما كان على بايدن الاعتراف بالتضخم منذ بالبداية وخفض الإنفاق في خطته للإغاثة الخاصة بجائحة كورونا، والعمل مع الحزب الجمهوري للوصول إلى طرق لتحسين الاقتصاد من خلال رفع التعريفات الجمركية وتشجيع حماية الطاقة، ولم يفعل بايدن أياً مما سبق، والآن أصبح الوضع خارج السيطرة.

من الواضح أن قانون خفض التضخم الخاص بالرئيس الأميركي لا يفيد الناخبين العاديين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته «مورنينغ كونسلت» مؤخراً أن ٦٠ بالمئة من الناس يعتقدون أن قانون بايدن لن يفيدهم.

ثالثاً: لعل القانون الوحيد الذي قد يساعد بايدن هو قانون إعفاء ديون الطلاب الذي يعتبر حسب رأي اختصاصيين أفضل ما قام به الرئيس من إصلاحات لأنه يستهدف قاعدة ديمقراطية لا بأس بها وهي طلاب الطبقة الوسطى، لكن أظهر استطلاع آخر قامت به شبكة «NBS» أن الآراء حول قانون الإعفاء من الديون مرتبطة بوجود دين أو عدمه.

رابعاً: لفترة وجيزة بدا أن قضية الإجهاض قد تغير بشكل جذري مسار معركة الانتخابات النصفية للكونغرس، ولكن لا يبدو أنها ستكون كافية لإبقاء مجلس النواب في أيدي الديمقراطيين.

كتبت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية مؤخراً قائلة «إن مشكلة جو بايدن الأساسية هي أنه ليس شخصية ذات كاريزما، هو رئيس ديمقراطي حزبي عادي ليس لديه مواهب أو جاذبية بارزة، يتعامل مع بيئة سياسية صعبة للغاية في وقت من حياته عليه أن يكون فيه متقاعداً».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.