بيريز الأوروبي: تسويق لبضاعة لا قدرة على شرائها

perez-EU

موقع العهد الإخباري ـ
محمود ريا:

هل في ما قاله رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز الثلاثاء ما يستحق التعليق عليه؟

التصفيق الذي ناله بيريز خلال خطابه أمام البرلمان الأوروبي هو خير تعليق: الرجل ذهب إلى حيث “يجد نفسه”، مسوّقاً بضاعة يرغب في تحويلها من حاجة عند الصهاينة إلى حاجة عند الأوروبيين، تماماً كما يفعل المسوّقون الذين يخلقون عند المستهلكين حاجات وهمية، ويعملون على تحقيق إشباعها، من جيب هؤلاء المستهلكين طبعاً، وعلى حسابهم.

لم يترك بيريز زاوية تعتب عليه: سوريا، يريد لها تدخلاً عربياً بدعم دولي، تدخل عسكري فعلي من أجل إقامة حكومة مؤقتة، إذ “لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي فيما الرئيس السوري (بشار الاسد) يقتل شعبه وأطفاله” كما يقول قاتل الأطفال في قانا وفي غزة وفي كل فلسطين.

إيران، يهددها، ويراها تكذب عندما تقول إنها لا تعمل على تطوير أسلحة نووية، وإلا لماذا تصنع وسائل قتالية قادرة على حمل هذه الأسلحة وإرسالها إلى دول بعيدة. أكثر من هذا، فإيران تهدد أوروبا نفسها، وليس فقط “إسرائيل”، ولذلك على أوروبا أن تصعّد إجراءاتها لحماية نفسها أولاً، ولحماية “إسرائيل” ثانياً من “الخطر الإيراني”.

“أبو القنبلة النووية الإسرائيلية”، الذي يمتلك كيانه أكثر من مئتي رأس نووي (الرقم المتحقق منه على الأقل)، والذي تشكل مفاعلاته النووية خطراً دائماً وداهماً على المنطقة، وعلى العالم ككل، يتحدث عن المشروع النووي الإيراني، الذي قد يكون يخفي برنامجاً عسكرياً.

حزب الله، يجب على أوروبا أن تضعه على لائحتها للمنظمات الإرهابية، وهو عندما كان يتحدث من على منبر البرلمان الأوروبي، كان يستند إلى مجموعة من الأحداث التي افتعلتها مخابرات كيانه، والتي تمّت نسبتها، بالتعاون مع الإعلام الغربي المضلَّل ـ والمضلِّل ـ إلى حزب الله.

لكن مهلاً..

ماذا عن فلسطين؟

بصراحة، لقد اهتم الإعلام العربي والغربي بالقسم الأول من خطاب بيريز، وقدّمته بعض وسائل الإعلام كمنقذ للأمة العربية، وكمشفق على الشعوب العربية، وكحامٍ للحقوق العربية.
لنفتش في الخبايا عن الجزء المكمّل من خطاب بيريز، ولنرَ ماذا قال عن القضية الفلسطينية.

حديث عن السلام وعن الدولتين وعن وعن… يُتبعه بمؤتمر صحافي يقول فيه “إن تفكيك المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية قد يؤدي إلى أن تصبح هذه المنطقة مصدراً لإطلاق النار على إسرائيل، كما حدث مع قطاع غزة”.

هذا يعني أنه لا تفكيك للمستوطنات في الضفة الغربية، أبداً.

لا بل هناك ما هو أكثر إثارة للاهتمام: هذه المستوطنات تؤمّن فرص عمل لآلاف العرب، فلماذا تريدون أن تحرموهم من هذه الفرصة؟

هذه فلسطين، باتت رهينة أمن المستوطنين، وبات تأمين فرص عمل لأبنائها في بناء المستوطنات على أرض الضفة الغربية ميّزة لا يمكن إهدارها.

وماذا نال هذا الخطاب؟

تصفيقاً في البرلمان الأوروبي.. الكثير من التصفيق.

ولكن، هل هذا التصفيق يعني أن أوروبا مستعدة للسير مع بيريز حتى النهاية في طلباته؟

يبدو أن الأمر ليس بهذه السهولة، وإن كانت أوروبا قد “بلعت” طُعم تحويل طموحات “إسرائيل” إلى حاجات أوروبا، فإنها تبدو غير قادرة على تسديد ثمنها، وهو ثمن غالٍ جداً، تعرفه القيادات الأوروبية قبل غيرها، ولذلك هي تحرص على عدم التورط المباشر في سوريا، وتفكر كثيراً قبل إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة إيران، أو لمواجهتها على الأقل، وتضع الكثير من الأمور في حسبانها وهي تفكر في الانسياق إلى المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تطويق حزب الله أكثر وأكثر.

أين فلسطين؟

أوروبا هي التي سبّبت مأساة فلسطين لمن نسي، ولذلك فإن أي أمل بالحصول على موقف أوروبي عادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هو كالأمل بأن يقوم الحكّام العرب من بين الأموات، وأن يتذكروا أن هناك قضية للأمة.. اسمها القضية الفلسطينية.

بيريز الأوروبي: تسويق لبضاعة لا قدرة على شرائها

محمود ريا
هل في ما قاله رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز الثلاثاء ما يستحق التعليق عليه؟
التصفيق الذي ناله بيريز خلال خطابه أمام البرلمان الأوروبي هو خير تعليق: الرجل ذهب إلى حيث “يجد نفسه”، مسوّقاً بضاعة يرغب في تحويلها من حاجة عند الصهاينة إلى حاجة عند الأوروبيين، تماماً كما يفعل المسوّقون الذين يخلقون عند المستهلكين حاجات وهمية، ويعملون على تحقيق إشباعها، من جيب هؤلاء المستهلكين طبعاً، وعلى حسابهم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.