تحليل للموقف العسكري الأمريكي في مسرح العمليات السوري 1

american-carrier1

موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
على الرغم من اقتناعي التام بأن ساعة الصفر للهجوم الأمريكي على سوريا لم تتحدد بعد، وأن الاجتماع العسكري الذى تم سابقاً في الأردن كان فقط من أجل مناقشة تداعيات أي هجوم أمريكي على سوريا، وليس مناقشة مبدأ الهجوم نفسه أو ساعة الصفر الخاصة به.
وبالرغم من وجوب الالتفات إلى التطورات السياسية الأخيرة في ما يتعلق بالمبادرة الروسية، التي حجّمت كثيراً فرص حدوث أي هجوم غربي على سوريا، إلا أنه من الواضح ـ بناء على تحليل القدرات العسكرية الأمريكية المتواجدة في المنطقة ـ أن الهجوم الأمريكي في حال حدوثه سيكون هجوماً محدوداً، وسيكون السلاح الرئيسي فيه هو صواريخ “توماهوك”.

american-rocket1

بالنسبة للولايات المتحدة فإن القوة الرئيسية لديها في حوض البحر المتوسط، والتي من الممكن استخدامها كرأس حربة في أي هجوم على سوريا، هي مجموعة عمليات تابعة للأسطول السادس الأمريكي، مكوّنة من 5 قطع، هي الفرقاطتين “غرايفلي” و”باري” والمدمرة  “راماج”، بجانب المدمرة الرئيسية في هذه المجموعة وهي “يو أس أس ستاوت” التي شاركت في عمليات التحالف الدولي في ليبيا، وأطلقت أكثر من 100 صاروخ توماهوك على الأراضي الليبية. يضاف إلى هذه المجموعة المدمرة “ماهان”، التي كان من المفترض عودتها إلى الولايات المتحدة بعد إحلال المدمرة “راماج” بدلاً منها، لكنها ظلت في البحر المتوسط .

 

uss-nimitz

 

أيضاً انضم إلى هذه المجموعة كل من حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس نيميتز” التي أعلنت البحرية الأمريكية عن عزمها تحريكها إلى البحر الأحمر لاحتمالية إرسالها إلى البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة السفن الأمريكية المرابطة هناك، وهذه الحاملة تعمل ضمن مجموعة بحرية هجومية مكوّنة تسمى “المجموعة الهجومية 27” وتضم سبع سفن معاونة “4 مدمرات وفرقاطة وطرّادي صواريخ بحرية موجهة”، تحمل على متنها ما يقرب من 90 طائرة مقسمة على 9 مجموعات عمل من بينها “4 مجموعات مقاتلات من نوع اف 18ـ مجموعة طائرات الحرب الألكترونية من نوع آي إيه 6 ـ مجموعة طائرات الإنذار المبكر من نوع آي تو سي هوك آي ـ 3 مجموعات للمروحيات الهجومية والمعاونة.
أيضاً يضاف إلى كل ما سبق سفينة الإنزال البرمائية الأمريكية “سان انطونيو” والتي عبرت قناة السويس لتنضم إلى باقي السفن الأمريكية في البحر المتوسط وعلى متنها مجموعة من بضعة مئات من مشاة البحرية الأمريكية بالإضافة إلى ناقلات جند برمائية وطائرتي “أوسبري” للنقل ذات الإقلاع العمودي.
هذه القوة تمتلك ما يصل إلى  150 صاروخ توماهوك بمدى يصل إلى 1200 ميل وهو سيكون السلاح الرئيسي في أي هجوم على سوريا نظراً لمداه الذي يتراوح بين 1500 كيلو و2500 كيلو متر.
أهمية هذه الصواريخ تكمن في أن المدمرات الأمريكية ستتمكن من إطلاقها من مسافة بعيدة جداً عن المدى المؤثر لبطاريات “باستيون – ياخونت” للدفاع الصاروخي الساحلي التي تم تأكيد وجودها في سوريا والتي يبلغ مداها الأقصى 300 كيلو متر.

 

american-plane

 

هذا عن القوة الأمريكية الرئيسية في هذا الهجوم “إن حدث”.. وتوجد قوات أخرى قد تدعم هذه القوة أو حتى تشارك معها في حال تطور الهجوم الأمريكي المحدود إلى هجوم شامل. هذه القوة هي:
ـ عدد من الغواصات النووية الأمريكية “غير محدد أماكن تواجدها في البحر المتوسط”
ـ باقي قطع الأسطول السادس الأمريكي من بينها حاملة طائرات تتوزع في قواعد بحرية في إيطاليا ـ قبرص ـ اليونان ـ إسبانيا ـ الكويت ـ البحرين ـ الإمارات.
ـ يضاف إلى ما سبق دعم جوي للمقاتلات الأمريكية المتمركزة في تركيا والأردن والبحرين وقطر والكويت والإمارات.
ـ لا يمكن إغفال الدور التركي في هذا الهجوم سواء لوجيستياً أو استخباراتياً وكذلك الدور الأردني، وإن كان الأردن حتى الأن ينفي تماماً نيته المشاركة بأي شكل في الهجوم الأمريكي.
ـ أيضاً بدأت بريطانيا فى تعزيز قواتها في قاعدة “أكروتيري” الجوية في قبرص، حيث تتمركز 6 مقاتلات اعتراضية من نوع “تايفون” بجانب قاذفات التورنيدو التي تحمل صواريخ جو ـ أرض من طراز “ستورم شادو” بمدى يصل إلى 250 كيلو متر، هذا بجانب وجود غواصة نووية بريطانية في البحر المتوسط من فئة “ترافلجار”.

US Navy handout photo of the guided-missile destroyer USS Barry launching a Tomahawk cruise missile in the Mediterranean Sea
نستخلص مما سبق أن القوة الغربية في البحر المتوسط كبيرة نسبياً، لكنها حتى الآن لم تصل إلى درجة “التحشد” كما حدث سابقاً في الهجوم على صربيا أو العراق أو حتى ليبيا.. وبالتالي فإن المتوقع للضربة الأمريكية “إن حدثت” أن تكون محدودة جداً، وتركز على المطارات العسكرية العاملة في وسط وجنوب سوريا بجانب مناطق في العاصمة السورية لمدة تتراوح بين 24 ساعة و48 ساعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.